السبت، ديسمبر 05، 2009

أيكذب الموساد؟

د. فايز أبو شمالة
لم يصل إلى قطاع غزة كتاب "رجل في الظلال" الذي نشره رئيس جهاز المخابرات السابق "إفرايم هاليفي، وتمت ترجمته من قبل الدار العربية للعلوم قبل عامين، ولكن وصلت آثاره السيئة إلى كل فلسطيني يغار على وطنه، بعد أن نقل بعض فقراته الكاتب المبدع والمفكر "نقولا ناصر" دون أن يبدي أي تعليق على ما وصل إليه الحال الفلسطيني، وكأن الكاتب المقدسي يقول: انظروا بأعينكم نتائج خطط رجل الموساد الذي حدد هدفه سنة 2002 بالتالي: "دعم خطوة من شانها أن تفرز قيادة بديلة للسلطة الفلسطينية"، لأنه "لم يكن لدى ياسر عرفات أية مصلحة في التوصل إلى تسوية حقيقية مع إسرائيل"، ويضيف: "تمثلت الفكرة في ترك أبي عمار مع لقب الرئيس، لكن مع نقل صلاحياته بطريقة تجعله رئيسا صوريا يمكن مقارنته بملكة إنكلترا". و"جرت صياغة خطة كثيرة التفاصيل" نصت "في المقام الأول على ضرورة تعيين رئيس تنفيذي يملك صلاحيات"، وإعادة تنظيم الأجهزة الأمنية الفلسطينية واختصار عددها بثلاثة، وإعادة التفكير في النظام المالي للسلطة الفلسطينية وجعله تحت سلطة وزير للمالية يكون خاضعا لرئيس الوزراء، بدلا من أن يكون خاضعا للرئيس.
قد يقول البعض: أن هذا الكتاب من تأليف اليهود، وهم أخبث أمة، فكيف تصدقون ما جاء فيه؟ وهذا كلام صحيح. ولذا فقد أشار الكاتب المقدسي نقولا ناصر: إلى أن المعنيين بدحض ما جاء في الكتاب لم يفعلوا، فهل معنى ذلك؛ أن ما جاء على لسان رجل الموساد هو كلام لا يقبل النقض ولا الدحض! أم أنهم يريدون من الناس أن تصدق ما يقال عنهم، ليكتسبوا مزيداً من الهيبة، وقوة الحضور؟ ولا أحسب أن هذا صحيح، وقد اشتكى رجل الموساد "إفرايم هاليفي" في مذكراته من "الزلة الخطيرة" التي تمثلت في تسريب خبر إلى صحيفة إسرائيلية يومية، كتبه صحفي يتمتع بمصداقية أثناء زيارة شارون لموسكو في أيلول / سبتمبر 2002، عن لقاء له مع "القائد الفلسطيني أبو مازن الذي أصبح المرشح الطبيعي لملئ مركز رئيس الوزراء" لأنه كما قال شارون: إذا اكتسبت قصة اجتماعي بأبي مازن زخما، فقد تستخدم كذريعة لاغتياله.
إن هذا الكلام ليوحي بأن الفلسطينيين لعبة في يد المخابرات الإسرائيلية، ترفع منهم من تشاء، وتخفض من تشاء! وعليه فإننا ننتظر مع الكاتب الفلسطيني المقدسي نقولا ناصر دحض القيادة الرسمي لكلام رجل المخابرات الإسرائيلي.
fshamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: