سعيد علم الدين
هذا الكلام موجه الى:
- الطغاة المستبدين في الفكر الحر وحرية التعبير من رجال السياسة والدين في العالم العربي، الذين حولوه بسبب استبدادهم الى سجن كبير للعقول المثقفة الأبية الحرة الواعية، فنبتت به بالمقابل بغزارة وعشوائية وفي تربة خصبة، وترعرعت على سجيتها في بيئة متقبلة غير واعية، وازدهرت بدعم مادي سخي من الحكام، وصُدِّرت او هجرت إلى الخارج:
عقول جماعات الإرهاب الشيطانية كأدوات قاتلة.
- المسيطرين منذ عقود وقرون على دفة الأمور، وهم يجترون امجاد الماضي مخادعين شعوبهم في حالة من التخلف اللذيذ والضياع الألذ.
- الغارقين بسرور في العتمة الحالكة والديجور رافضين بصيص نور تأتي من كلمة كاتب مستنير حر محبٍ غيور.
- المتخبطين في هذا الوضع على غير هدى ومعهم للأسف الملايين من المستهلكين لبضاعتهم الفاسدة وهم يرون بأم العين تقدم باقي الأمم في مختلف الحقول وتصديرهم لنا ما تبدعه عقولهم الفذة الحرة، ونحن بالمقابل نصدر بشيء من الغرور ثقافة الحجاب، حتى غدونا حالة شاذة غريبة منفرة، وعالة على باقي الأمم الأمنة المستقرة، تعبث آفاتنا المضرة بمجتمعاتها الديمقراطية الحرة الصحية المزدهرة.
هذا الكلام موجه ايضا الى المطبلين والمزمرين من مثقفي السلطتين السياسية والدينية الخانعين لهذه الأوضاع المزرية، المهرجين بتبريراتهم الواهية لطغاة العصر وثقافة التخلف والظلام والقمع والاستبداد.
ولا بد هنا من طرح السؤال التالي :
هل لو ان ملوك ورؤساء ورجال دين العالم العربي تسامحوا مع الكاتب المفكر ليعبر عن رأيه بحرية دون ملاحقة وعقاب، كنا قد وصلنا الى ما نحن به من هزائم و مآس ونكبات تلد نفسها من بطن كوارث ومحن وويلات نستولدها؟
وهل وهب الله الإنسانَ العقل ليُعْتقل ويزجر ام لينطلق ويفكر ويعَبِّر؟
الا يفكر الحيوان بعقله كالإنسان؟
بالطبع ويستعمله بذكاء فطري حاد خاصة عندما يجوع!
لأن عقل الحيوان يفكر فقط ببطنه، اما عقل الإنسان فإنه ايضا يفكر بروحه.
الا يدل هذا على أن مثقف السلطة المستبدة أيضا يفكر بكرشه اولا وبذكاء حاد ثانيا لتبرير ثقافة القمع والقهر والعنف والاستبداد؟
ألم تتحول الملايين من شعوب العالم العربي بهذه السياسات الخاطئة إلى شعوب مهاجرة، مضطربة، خانعة ذليلة منتحرة غير مستقرة، جائعة تبحث عن اللقمة وإشباع البطن وتحقيق حاجاتها المادية اولا؟
وتبقى الكلمة والقدرة على نطقها بمعانيها ومفرداتها وتعابيرها هي الفرق الشاسع جدا بين:
عقل الانسان المفكر وروحه المنطلقة تعبيرا،
وعقل الحيوان المفكر وروحه المكبلة تحديدا.
الكلمة روحٌ من روح الله تعطي للحياة معانيها وتُبرعِم ازهارها وتفتِّح افاقها، فلماذا تكبلونها باستبدادكم القمعي المادي القاتل لروحها:
روح الانطلاق والابداع من خلال التعبير؟
الا يتحول عقل الانسان الى عقل اجتراري غير مفيد عندما يردد نفسه منذ عصور ويكرر افكاره الموروثة ويعيد؟
وتبقى المبارزة بالأفكار شيء رياضي نحن بحاجة ماسة إليه في عالمنا العربي، كيف لا وهو يبعدنا عن رتابة التلقي، وملالة التكرار، وبضاعة السرد دون أخذٍ ورد، ويلفت أنظارَنا إلى أشياءَ لا نعرفها، ويلقي الأضواءَ على أخرى لا نراها، ويصحح أخطاءنا في أمور نجهلُها، ويظهر لنا الحق من الباطل.
وبينما المبارزة بالسيوف أو المسدسات أو السكاكين اوالمفخخات او ثقافة الغدر بالاغتيالات السياسية تؤدي إلى القتل وقطع الرؤوس وحذف العقول، هي بالحجج والأفكار تنمي قدراتنا على التفكير وتشحذ بطاريات العقل، وتُبقيها يقظةً تعمل ليلا نهارا في خدمة المجتمع والأهل كالقلب في الجسد بلا كلل.
والعملية الفكرية كلها لا تعدو عن كونها تعبيرا عن رأي، إذا لم يكن مدعوما بالوقائع والشواهد والحجج والحقائق والمنطق والبراهين فلن يُقنع أحدا!
ولماذا الخوف اذن في بلاد العرب من حرية الرأي والتعبير؟
هل لأننا نعيش في لحظة موت سريري للعقل والقلب والضمير؟
وكلمة الحق يجب أن تقال. ولكن ! يجب أن يعتمد قائلها على الحقيقة وليس على الديمغواجية، وإلا انقلبت عليه كما ينقلب السحرُ على الساحر وتحولت أمام الرأي العام إلى فضيحة اخلاقية!
وكما هو معروف فحبل الكذب قصير وأقدامها اقصر وطريقها محفوف بالمخاطر وعسير وان قويت قليلا على المسير الا انها ستقع حتما عند اول احتكاك مع الحقيقة وعلى الملإ تظهر.
ومن هنا يأتي رفضهم لحرية التعبير، لأنها ستحتك مع أبراج أكاذيبهم العاجية.
وكما تهاوت أبراج وقلاع الاستبداد في العالم في نهاية القرن الماضي وتلاشت تحت موجات الحرية كقصور رمال على شاطئ الحقيقة، ايضا فستتهاوى قريبا قلاع الاستبداد السياسي والديني في الشرق العربي وستذروها رياح الحرية الى مزابل التاريخ.
والدلائل الإيجابية كثيرة جدا من المغرب الى السعودية ومن العراق إلى مصر.
وكم هو ملفت للنظر عندما يحي العاهل السعودي الملك عبد الله مثقفي المملكة في الوقت الذي يزج بشار الأسد العلماني المزيف مثقفيه في السجون.
يا للعجب يا عرب!
فالسعودية بمجتمعها الديني التقليدي المتزمت تسير بهمة ملكها الشجاع ببطء وثبات الى الأمام في احترام حرية التعبير المحدودة طبعا،
بينما سوريا بمجتمعها المنفتح التعددي الغير متزمت تعود ببشارها الى عهود ما قبل التاريخ استبداداً وقمعا لحرية التعبير.
ولو أنكم جميعا رجال سياسة ودين على صواب لما خفتم من حرية التعبير؟
الخوف من حرية التعبير هو الدليل القاطع على إفلاسكم الروحي والفكري أيها المستبدون. ولا عجب بعد ذلك ان يصل بسببكم العالم العربي الى هذه الحالة من الضعف والتشرذم والخنوع والمسكنة والهوان امام اسرائيل والدول العظمى، حيث صارت تستقوي عليه ملالي الاستبداد الإيراني من خلال المال العاهر عفوا الطاهر.
ولهذا فقد رصدت ايران مليار دولار لكي يفوز حزبها الالهي في الانتخابات النيابية القادمة في لبنان، وليفرض نظام الولي الفقيه الاستبدادي على البلد بكامله، كما فرضه على الطائفة الشيعية.
يقول في هذا الصدد الكاتب اللبناني محمد الضيقة
"حذرت أوساط من النخب الشيعية من "المخاطر التي قد تلحق بالشيعة اللبنانيين جراء ما يمليه الحزب عليهم وخصوصا محاولته تكريس ثقافة "استبداد" جديدة لا علاقة لها بالتشيع كما عرفها أباؤنا وأوصلوها لنا بالتواتر". وأوضحت هذه الأوساط ان "حزب الله يدفع بالشيعة نحو الانغلاق والتقوقع من خلال انشاء مؤسسات تربوية وصحية وأمنية واجتماعية وعسكرية تابعة له"
بهذه التسهيلات المادية السخية الممولة بالمال الإيراني الفاسد يحاول حزب الله شراء ضمائر الناس وقتل روحها الحرة في حق الاختيار. عدا قمعه للأحرار، ورفضه لحرية التعبير واتهامه لكل من يعارضه او يوجه له انتقادا، بالتخوين.
ممارسات حزب الله هي اكبر خطر على قتل حرية التعبير في لبنان كما هي مقتولة في بلاد اسياده سوريا وايران.
الجمعة، مارس 27، 2009
لماذا الخوف من حرية التعبير؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 3 تعليقات:
مقالات يوميةمسبقةالدفع من الصبي سعد الحريري تدور على نفس القافية سب الرئيس بشار الاسد وحزب الله وايران والذي لا يعرف شيئآ بالسياسة عندما يواضب على قراءة سخافات هذا الكاتب النتن سيعلم انه يجلس تحت صرماية شيخو سعد ويأخذ منه الاموال لكتابة هذه التفاهة . فبدل ان يكتب ما يفيد لبنان وشعبه يقوم ببث الفتنة ومهاجمة جيران لبنان ويتطاول على اسياده
عتبي على الاستاذ شربل بعيني اللي سامح بهالمهزلة
هل أصبح من حرر أمك وأختك وابنتك من الاحتلال الإسرائيلي وقدم على مذبح الوطن شبابا كالورود، خطر على لبنان؟؟ ألا تستحي أيها القابع خلف مكتب مهترئ من دماء هؤلاء الذين ربما لا تقاس أنت ولا غيرك بأوساخ نعالهم؟؟ عيب عليك وألف عيب!! فكلامك ليس إلا قيحا يخرج من فمك الماوث بأدران الحقد.
كاتب هذا الكلام لا بد انه خرج من بين اكوام القمامة والتخلف
إرسال تعليق