محمد داود
لقد أصبحت الكابونة شريان الحياة وتتصدر أولى اهتمام المواطن الغزي بعد أن أصبحت كل سلعة يتم تداولها لا تمر إلا عبر الكابونة؛ لاسيما في ظل الحصار والإغلاق الشامل، وانتشار البطالة والفقر والعوز في القطاع، ولا جدال في ذلك، بل إن الكابونة أصبحت متعددة الأشكال والأصناف، لدرجة أن الدواء والمحروقات وسلع غذائية عديدة قد لا تحصل عليها إلا من خلال هذه الكابونة، التي أصبحت ثقافة المجتمع الفلسطيني في القطاع، لتمثل ورقة النقد المتداولة بين سكانه، و لتشكل في نفس اللحظة هاجساً عند العديد من المتضررين، الذين لم يحالفهم الحظ رغم أنهم من أشد المتضررين وبأمس الحاجة إلى هذه المساعدات، وقد وصفها المواطنين بالنعمة وآخرين قالوا إنها اللعنة التي أحلت على شعبنا.
فالعديد من المواطنين في قطاع غزة، عبروا عن تذمرهم وسخطهم من الطريقة التي يتم توزيع الكابونات، ووصفوها بأنها مسيسة، وأنها تخضع لسياسة الحزب، والمصالح، والقرابة، وآخرون كشفوا عن طريقة توزيع الكابونة أو المساعدات، بأنها تقدم مع حلول الظلام وسراً لذوي المعارف والمحسوبين على تنظيمات وجهات معينة، مما أثار سخط العديد من المواطنين المحتاجين .
إن طريقة المعاملة مع مسألة الكابونات والمساعدات سواء كانت العينية أو المادية وحتى المعنوية وغيرها؛ يجب أن تخضع للأمانة والشفافية والنزاهة المطلقة، حتى تصل إلى الأهالي المحتاجة، باعتبار ذلك أمانة في أعناقنا جميعاً، وخدمة إنسانية ووطنية بالدرجة الأولى؛ وسنسأل عنها أمام الله تعالى يوم الحساب. فأدوا الأمانة لأصحابها بنزاهة، ولا تدعوا المواطن ينشغل في هموم جديد تشغله عن هدفه الوطني التحرري، واتقوا الله في شعبكم ووطنكم.
كاتب وباحث
الخميس، مارس 05، 2009
الكابونة هاجس المواطن الغزي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق