حسام الدجني
الشبكة العنكبوتية..الانترنت
العصافير مصطلح يطلق على المتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي "العملاء والجواسيس, وسأعمل جاهدا على نشر قصص ومعلومات في سلسلة حلقات, حول أساليب الشاباك الإسرائيلي, والذي تطبقها مدارس المخابرات العالمية في كل البلدان, لأقدم للقارئ العربي عموما وعيا أمنيا قد يفيده هنا أو هناك, وأقدم للقارئ الفلسطيني خصوصا نماذج حية عن أساليب الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي) في تعامله مع أبناء شعبنا الفلسطيني المحتل.
الشبكة العنكبوتية أو ما يعرف بالانترنت, هي بشكل مبسط عبارة عن مشروع تحويل العالم الواسع إلى قرية صغيرة, ونحن هنا لسنا بصدد تعريف الانترنت وطرق استخدامه, ولكننا بصدد معرفة وسائل الشاباك الإسرائيلي من استغلال الانترنت وخصوصا مواقع الدردشة وشبكات الحوار والفيس بوك وغيرها...
تهتم المخابرات العالمية, وتحديدا جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك بالانترنت بشكل كبير, حيث يعتمد الشاباك بشكل أساسي على الانترنت كمصدر رئيسي للمعلومات, لدرجة انه شكل وحدة خاصة باسم "رام" لمكافحة ما أسمته "الإرهاب" في الإنترنت وللمحافظة على مستخدمي الحاسوب الإسرائيليين.
وينبثق من وحدة رام عدة فروع منها من يعمل على مراقبة المواقع التي تصفها بـ"الجهادية" في العالم.
وأخرى تتابع موقع الفيس بوك وتحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات الخاصة المتعلقة بزوار الموقع, لبناء قاعدة بيانات مدنية, قد تستخدمها عند التحقيق مع أي معتقل لتوحي له أنها تعلم كل صغيرة وكبيرة عن المجتمع العربي أو الفلسطيني.
فرع آخر متخصص بمواقع الدردشة بشتى أنواعها وأشكالها, وبأسماء وهمية تأخذ الطابع العربي, حيث يدخل الشاباك صباح مساء على مواقع الدردشة للتعرف على أصدقاء جدد, ومن خلال هذه الشبكة من العلاقات يستطيع الشاباك وبحنكة وذكاء أن يحدد المزاج الفلسطيني ويقيس الرأي العام في أي قضية تخص الشاباك.
واستخدم الشاباك في حرب غزة الأخيرة هذا الأسلوب بشكل مكثف, حيث كان يتواصل بشكل عشوائي مع سكان قطاع غزة دون معرفة الشخص الذي يتحدث معه منتحلا شخصية عربية, وكانوا يركزون على الشخصية الجزائرية والمغربية والخليجية وغيرها, وكانوا يحاولون معرفة رأي الشارع بالحرب, ومعرفة أماكن إطلاق الصواريخ, ومعنويات المقاومين وغيرها, بل وصلت الجرأة فيهم بالسؤال عن أسماء مقاومين وقادة ميدانيين تحت ذريعة أنهم أقاربهم ولا يستطيعون التواصل معهم.
يهتم الشاباك بشكل مباشر بالمنتديات وشبكات الحوار, حيث يتابعون كل صغيرة وكبيرة في هذه الشبكات وخصوصا شبكة فلسطين للحوار, ومنتديات حركة فتح, وغيرهما, ويشاركون بها, ويقدمون معلومات مفيدة وقيمة, ويحاولون بناء علاقات مع أعضاء الشبكة, والتواصل معهم خارج إطار الشبكة, ويقدمون لهم معلومات تطمينية, حتى تتأكد أن هذا الشخص (رجل الشاباك) هو أحد أفراد المقاومة الفلسطينية, ويبدأ في استدراجه حتى يقع في الفخ, ويعطيه المعلومات المجانية دون أن يعلم أنه يقدمها للشاباك.
بالإضافة إلى المعلومات المتدفقة الناتجة عن الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس في المنتديات وشبكات الحوار, عن أسماء قادة وأماكن تخزين السلاح, والشركات التي تدعم المقاومة, وأماكن إطلاق الصواريخ, ونوعية الأسلحة التي بحوزة الفصائل المسلحة, والتي قد يقع فيها بقصد أو غير قصد دون رقيب من إدارة المنتدى العديد من شبابنا من كلا الطرفين.
فرع آخر لمراقبة البريد الالكتروني, بحيث يستطيع الشاباك متابعة البريد الالكتروني الصادر والوارد للأراضي الفلسطينية, بشكل خاص والى باقي العالم بشكل عام ضمن إستراتيجية مكافحة الإرهاب, حيث يتم ذلك بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA), ومن خلال البحث عن مصطلح ما تستطيع معرفة وقراءة جميع الرسائل التي تحمل هذا المصطلح بين طياتها, ومعرفة الزمان والمكان التي أرسلت منه بالتحديد.
الانترنت أو الشبكة العنكبوتية هي نتاج عولمة الكترونية, فيها الصالح والطالح, علينا من خلال تعاملنا معها, الحرص واليقظة, وأن يشعر المواطن الذي يتعامل مع شبكة الانترنت أنه أمام رجل الشاباك, أتمنى أن لا نقدم معلومة مجانية لأعدائنا, وأن نحرص على ما نكتب وننشر في الانترنت.
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق