حسام الدجني
فشلت صفقة شاليط, ليضاف فشل آخر لرئيس الوزراء المنصرف ايهود اولمرت, ولم تفشل عزيمة أسرانا, ستبقى قضيتهم تفتح كل الخيارات, وستكون دائما على رأس الأجندات السياسية, بشقيها المقاوم والمفاوض.
أكثر من أحد عشر ألف أسيرا يقضون زهرات شبابهم, لا لجرم اقترفوه, سوى أنهم رأس حربة هذا الشعب المقاوم المعطاء, إنها فاتورة التحرير, تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني الجاسم على أرضنا, والمهود لمقدساتنا, وقاتل أطفالنا وشيوخنا ونسائنا.
جلعاد شاليط هو إنسان ليس ككل البشر, فهو إنسان يستحق الحياة, ويستحق أن يتمتع بالحرية, لذا قامت الدنيا ولم تقعد مطالبة بالإفراج عنه, ونسي العالم بأسره آلاف الأسرى الذين تنتظرهم أمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم لحظة بلحظة, هذه هي ازدواجية المعايير التي ينطلق من خلالها هذا العالم الظالم, يا ترى لماذا؟ هل من هم من غير العرب هو الجنس الآلي الذي يستحق الحياة؟ هذه هي مبادئ حقوق الإنسان الذين تتحدثون عنها صباح مساء.
فشلت صفقة شاليط, وهنا يريد اولمرت حرف الأنظار عن فشله, فشكلت الحكومة الإسرائيلية أمس برئاسة وزير العدل (دانيال فريدمان) لجنة لتفعيل وسائل ضغط على حركة حماس, فقررت أنها ستلجأ إلى إجراءات عقابية ضد أسرى حركة حماس للضغط على الحركة من أجل تليين مواقفها في مفاوضات تبادل الأسرى، من خلال تقليص المبلغ المالي الذي يصل لكل أسير لأغراض الشخصية أو ما يعرف ب"الكانتينا"، بالإضافة إلى تقليص البضائع التي تدخل لقطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس.
في مواجهة هذا الشكل القديم الجديد من العدوان الإسرائيلي بحق أسرانا في المعتقلات الصهيونية, حري بنا كمسلمين وعرب وفلسطينيين, أن نكثف جهودنا, من خلال تبني إستراتيجية موحدة لمواجهة هذه القرارات الجائرة, الناتجة عن ردة فعل غبية من رجل غبي يدعى ايهود اولمرت, ومن خلال إستراتيجية المواجهة يكون أمامنا كعرب وفلسطينيين سلسلة من الخيارات على النحو التالي:
1- إستراتيجية المواجهة القانونية الدولية مع دولة الاحتلال.
2- إستراتيجية المواجهة الإعلامية, من خلال إتاحة كل الإمكانيات الإعلامية لخدمة قضية أسرانا البواسل.
3- إستراتيجية المواجهة الدبلوماسية, من خلال بذل كل الجهود الدبلوماسية في شتى أنحاء المعمورة, لكشف جرائم الاحتلال بحق الأسرى, وتقديم صورة حقيقية عن معاناة أسرانا, وظروف اعتقالهم.
4- إستراتيجية المواجهة السياسية, من خلال الضغط على الاحتلال واستدعاء سفرائه الموجودين في بعض العواصم العربية والإسلامية.
5- إستراتيجية المواجهة الاقتصادية, وتتم من خلال وقف كل أشكال التطبيع الاقتصادي, وتفعيل المقاطعة العربية للمنتجات الصهيونية والأمريكية.
في حال التوافق العربي الفلسطيني على مجموعة الاستراتيجيات السابقة الذكر, من الممكن لجم ايهود اولمرت, والضغط عليه وعلى حكومته من أجل تمرير صفقة التبادل, من خلال تشكيل لوبي عربي إسلامي دولي, لدعم الجهود المصرية.
كاتب وباحث فلسطيني
HOSSAM555@HOTMAIL.COM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق