حسام الدجني
من المتوقع أن تستأنف الفصائل الفلسطينية الجولة الثانية من الحوار الوطني الفلسطيني في العاصمة المصرية "القاهرة", حيث سيتم استكمال بعض الملفات العالقة وأبرزها "صراع البرامج السياسية"بين حركتي فتح وحماس, فكلا البرنامجين يسيران بخطين متوازيين لا يلتقيان, فحماس تمتلك مشروع المقاومة بكافة أشكالها كخيار استراتيجي في إدارة الصراع مع الاحتلال, وحركة فتح تمتلك مشروع التسوية والمفاوضات كخيار استراتيجي في إدارة الصراع مع الاحتلال, وهناك أيضا بعض العوائق التي تعترض المصالحة الوطنية مثل ملفات الأمن والانتخابات.
وبما أن الحوار الوطني الفلسطيني هو خيار استراتيجي لجميع الأطراف في الساحة الفلسطينية, فإن نجاحه شيء حتمي, والمؤشرات الايجابية الصادرة من القاهرة, توحي بنجاح الحوار, ولكنه يحتاج هنا إلى الضوء الأخضر الأمريكي.
السياسة الخارجية الأمريكية برئاسة باراك اوباما, ستعمل جاهدة على تحقيق تغيير ولو طفيف في إدارتها للملفات في الشرق الأوسط, حيث خطاب باراك اوباما الأخير تجاه إيران, ورغبة الإدارة الأمريكية بفتح حوار مع حركة طالبان والتي تعد من الحركات الإسلامية المتطرفة, قد تدفع الإدارة الأمريكية إلى تبني سيناريو قبول برنامج سياسي لا يلبي شروط الرباعية الدولية, وهذا يعني قبول برنامج حكومة الوحدة الوطنية, والذي بموجبه قد تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع حركة حماس كجزء لا يتجزأ من جسم الحكومة المرتقبة.
يحمل الوزير عمر سليمان تصورا كاملا عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الجهود المصرية المتعلقة بالمصالحة الوطنية, وهناك مجموعة من الدلالات تشير إلى نجاح الوزير عمر سليمان بمهمة تسويق حكومة التوافق الوطني المقبلة:
1- دعوة الوزير عمر سليمان العاجلة لقادة الفصائل لاجتماع يوم الأربعاء وبالتأكيد يحمل موقف الولايات المتحدة الأمريكية بشأن المصالحة الوطنية.
2- اقتصار جولة عمر سليمان للولايات المتحدة ومكوثه ستة أيام قد تعني أن هناك مفاوضات قد أثمرت عن موقف ايجابي بشأن برنامج الحكومة الفلسطينية المرتقبة, ولو فشل عمر سليمان لكان من المتوقع أن يبحث عن بديل أوروبي أو روسي أو غير ذلك.
3- رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في إنجاح المبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس المصري محمد حسني مبارك إبان حرب غزة, والتي تنص في شقها الثالث على مبدأ المصالحة الوطنية الفلسطينية.
4- إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة قد تتبنى نظرية الاحتواء لحركات الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد في المنطقة العربية, وذلك بعد فشل سياسة العزل السياسي والضغط الاقتصادي لإضعاف الحركات الإسلامية, وحماس جزء من منظومة حركات الإسلام السياسي.
5- موافقة حماس على عدم مشاركة قيادات من الصف الأول في الحكومة يعتبر مؤشرا ايجابيا, يساعد إدارة اوباما لدعم قرار قبول حكومة التوافق الوطني.
6- القناعة المترسخة لدى الولايات المتحدة الأمريكية, بفشل سياسة عزل حماس, والرأي العام الدولي المتزايد والداعم لإجراء حوار حقيقي مع حركة حماس, تخلق مناخات ايجابية لقبول حكومة تضم وزراء من حركة حماس.
أعتقد أن الأيام القليلة القادمة ستشهد توقيع اتفاق إستراتيجي بين الفصائل الفلسطينية, ينهي الانقسام, وتعود اللحمة لشطري الوطن من جديد, ويرفع الحصار الظالم على شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة, وهذا يتطلب من فصائلنا لتبني خطاب سياسي موحد, وإستراتيجية موحدة, واستغلال الفرصة, لرمي الكرة من جديد في ملعب الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بزعامة بنيامين نتانياهو.
كاتب وباحث فلسطيني
HOSSAM555@HOTMAIL.COM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق