د. عدنان بكرية
تقدموا ..تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا.. تقدموا
يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم
وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلم
تقدموا …تقدموا
بناقلات جندكم وراجمات حقدكم
وهددوا وشردوا ويتموا وهدموا
لن تكسروا أعماقنا... لن تهزموا أشواقنا
نحن القضاء المبرم
تقدموا …تقدموا
طريقكم وراءكم… وغدكم وراءكم… وبحركم وراءكم …وبركم وراءكم
ولم يزل أمامنا …طريقنا ..وغدنا ..وبرنا ..وبحرنا ..وخيرنا ..وشرنا
يصيح كل حجر مغتصب ..تصرخ كل ساحة من غضب
يضج كل عصب
الموت لا الركوع …موت ولا ركوع
تقدموا …تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم ... وكل ارض تحتكم جهنم
(الشاعر سميح القاسم)
تأبى المؤسسة السياسية الاسرائيلية إلا أن تمنح أحفاد (كاهانا) وزعران اليمين الفاشي غطاء قانونيا وحراسة عسكرية لاستفزازاتهم واقتحاماتهم المرفوضة... وهي تدرك بأنهم لن يأتوا إلى أم الفحم للاطلاع على نواقصها واحتياجاتها ، بل لاستفزاز أهلها المرابطين وجرهم إلى مواجهات عنيفة تكون بادئة لمواجهات شاملة مع الأقلية الفلسطينية هنا .. فهم يعرفون بأن أهالي أم الفحم لا يمكنهم أن يمرروا مر الكرام من يحاول تدنيس أرضهم والاعتداء على أجوائهم ! بل سيتصدون بكل الوسائل المتاحة لهذا الغول العنصري السائب المسمى باروخ مارزل!
لو قدر ودخل مارزل وعصابته أم الفحم فلن يكن صعبا عليه مستقبلا دخول المساجد والمقابر في معظم البلدات العربية والادعاء بملكيته لتلك المقدسات !فخطوة مارزل هذه لا يمكننا اعتبارها خطوة عابرة ،بل لها أهدافها وإستراتيجيتها والتي لا تختلف عن أهداف المؤسسة السياسية هنا والتي وضعت على أجندة عملها تهيئة الأرضية (لتهجير فلسطينيي الداخل ) فهم يشكلون خطرا ديموغرافيا على الدولة حسب أقوالهم ... إذ ليس غريبا أن يصول ويجول مارزل وأمثاله وهو صورة مصغرة لليبرمان ونتنياهو !ولن نفاجأ إذا ما قلده ليبرمان "وسام البطولة والشجاعة "لأنه كان جريئا في تعكير صفو الناس واقتحام أحلامهم وتسميم أجوائهم .
من هنا جاءت الرعاية والحماية البوليسية لمارزل وقطيعه .. تصوروا لو ان أمرا عكسيا حصل وقام الشيخ (رائد صلاح) بصحبة مجموعة من اخوته باقتحام مستوطنة (معاليه ادوميم )ورفع العلم الفلسطيني فيها ! ماذا سيحصل وهل ستقوم الشرطة بحمايته ؟! من هنا علينا أن ندرك إن ما أقدم عليه مارزل هو جزء من سياسة وإرادة حكومية رسمية تبغي إلى دب الرعب والخوف وتسجيل سابقة قد تعقبها خطوات عنصرية أخرى .
لم يتعلموا الدرس من سوابقهم ومن التاريخ حين دخل شارون إلى المسجد الأقصى عام 2000 فهبت الجماهير الفلسطينية من أقاصي غزة إلى رأس الجليل منتفضة تاركة درسا للتاريخ والعبرة !
أم الفحم لم تقف لوحدها بل ان كل شعبنا يقف إلى جانبها متصديا ..فلو قدر ودخل مارزل إلى أم الفحم فانه لن يتورع عن اقتحام القرى والمدن العربية مستقبلا وربما اقتحام المساجد والكنائس والبيوت الآمنة !ولو قدر ونجح في دخول المدينة بحماية ثلاثة آلاف شرطي ماذا كان سيحصل ؟!
من هنا فان ما هو مطلوب ليس فقط معالجة مارزل ومجموعته بل يتوجب علاج اسباب الداء العنصري المستشري هنا والمتمثل بسياسة الحكومة بأقطابها المتعددة والذين أعطوا الضوء الأخضر لسوائب اليمين الفاشي لارتكاب فعلتهم !
لا أبالغ إذا قلت بأن المستقبل الذي ينتظرنا لا يبشر بالخير.. فرياح العنصرية السامة بدأت تعصف وبقوة مع صعود اليمين المتطرف الى سدة الحكم ..علينا أن نكون حذرين ومتيقظين... فهنا على هذه الأرض وفي هذا الوطن ما يستحق الحياة .
الأربعاء، مارس 25، 2009
على هذه الأرض ما يستحق الحياة يا أم الفحم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق