الأربعاء، مارس 04، 2009

البشير ومحكمة الجنايات الدولية وقمة الدوحة

حسام الدجني

أصدرت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي اليوم الأربعاء 4-3-2009، مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، بتهم ارتكاب جرائم حرب، وأخرى ضد الإنسانية في إقليم دارفور، إلا أنها أسقطت عنه تهم الإبادة الجماعية.
وبهذا تكون محكمة الجنايات الدولية حسمت خيارها ضد الرئيس السوداني عمر البشير, وهي في طريقها لحسم خياراتها مع العالمين العربي والإسلامي, حيث أصبحت محكمة الجنايات الدولية أداة من أدوات السياسة الخارجية الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

بالأمس القريب كانت حادثة اغتيال الشهيد رفيق الحريري, وتدخلت محكمة الجنايات الدولية, والمؤشرات الأولية تشير إلى استجواب رئيس عربي.

عندما رفض الرئيس العراقي صدام حسين التعاطي مع المشاريع الأمريكية والصهيونية بالمنطقة, استدرج إلى فخ أمريكي الهدف منه الإطاحة بنظامه, ولم تقتصر الأمور على الإطاحة بنظام حزب البعث, بل بإعدام رئيس دولة العراق العربية الإسلامية, في أول أيام عيد الأضحى المبارك.

السؤال هنا أين هي محكمة الجنايات الدولية من جرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل في فلسطين, أين هي من جرائم الحرب التي وقعت في حرب غزة الأخيرة, لماذا لم يحاكم اولمرت وباراك وليفني وديختر وغيرهم من قادة الصهاينة.
أين هي من جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الأمريكي بالعراق وأفغانستان وباكستان, لماذا لم يحاكم الرئيس الأمريكي المنصرف جورج بوش.
نحن جميعا ضد مجرمي الحرب, ومع حقوق الإنسان, ولكننا أيضا كعرب ضد ازدواجية المعايير التي تنتهجها محكمة الجنايات الدولية ومجلس الأمن الدولي.

خيارات العرب أمام قرار مذكرة التوقيف الصادر عن محكمة الجنايات الدولية:
1- إطلاق اسم قمة الوحدة العربية على قمة قطر القادمة.
2- الخروج بقرار عربي إسلامي موحد, رافض لقرار محكمة الجنايات الدولية بحق الرئيس البشير.
3- خير وسيلة للدفاع الهجوم, ويتم ذلك من خلال تبني جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي, برفع قضايا ضد القادة الصهاينة المدانين بإرتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية بغزة.
4- تبني خطاب الملك عبد الله بن سعود, والمباشرة فورا ومن خلال قمة قطر بالبدء بمصالحة عربية شاملة.
5- تنسيق المواقف مع كل من الصين وروسيا, وتشكيل جبهة عالمية ضد القرار.
6- تبني جامعة الدول العربية برعاية حوار شامل مع كافة الأطياف السياسية بالسودان للوصول لحلول لأزمة دارفور مع إغلاق أبواب التدخلات الإقليمية والدولية.
7- التلويح بأوراق القوة عند الدول العربية.
8- إصدار قرار ملزم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أي دولة قد ترتكب حماقة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير.


حسام الدجني
كاتب وباحث فلسطيني
HOSSAM555@HOTMAIL.COM


ليست هناك تعليقات: