سعيد علم الدين
لقد استطاع الشعب العراقي الحضاري العظيم، شعب سومر وأشور وبابل وكلدان وهارون الرشيد وصلاح الدين في الانتخابات الأخيرة، الخروج من قمقم الخوف وتحدي الإرهاب وإثبات أصالته الحضارية المتجذرة في أعماقه، وتخطي بثبات مرحلة الآلام العظام والعبور بسلام من مستنقع الطائفية النتن إلى رحاب الوطنية والديمقراطية وبناء الوطن.
وهكذا عاد العراق حرا الى أحراره!
وانتصرت ديمقراطيته الفتية بهمة شعبه على محور الإرهاب، الذي ما ترك وسيلة قذرة إلا واستعملها لإبقاء العراق في المستنقع الدموي القاتل، وما زال متربصا بالعراق، وما زالت أدواته نشطة.
ولهذا فالحذر مطلوب!
إلا أنه سيفشل إن حاول من جديد، لأنه يمثل الماضي بتخلفه وحقده وأمراضه والشعب العراقي النابض بثقافة الحياة يريد المستقبل بتقدمه وازدهاره ورخائه، ويريد انتصار دولة القانون على الفوضى، ودولة العلم على الخرافات، ورجال الجيش والأمن على عصابات الذبح والغدر والإرهاب المجنون.
المهم أن دماء شهداء العراق الزكية لم تذهب هدراً، وستنبت:
أزهارا عطرة غناء، في أرضه الحضارية المعطاء.
فالعراق هو مهد الحضارة والحرف والعلم والفن والثقافة، ويجب أن يعود أفضل مما كان، ومن شمسه الخالدة يجب أن تشرق شمس الديمقراطية على بلاد العرب وغير العرب.
ولهذا قبل أن أهنئ الفائزين وأولهم دولة رئيس الوزراء الأستاذ نور المالكي، أقول مبروك والف مبروك لنشامى بلاد الرافدين، وعقبال الشعب اللبناني بقيادة قواه الديمقراطية الحرة من قوى 14 آذار وغيرهم من الديمقراطيين المستقلين، ليركلوا محور الإرهاب الإيراني السوري الشمولي وعصاباته وأذنابه المسلحة السرطانية في لبنان. وعقبال أن يركل الشعب السوري الشقيق جلاديه الدكتاتوريين أعداء الحضارة وقاهري المجتمع المدني ومدمري الإنسان. وعقبال أن تنصر قوى الديمقراطية الحقيقية في فلسطين لتنهض الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة، وأن تخفق في دول العالم العربي والشرق بيارقها:
حريةً ورخاءً وأخوةً بين جميع شعوبها ومحبةً وتسامحا وإنسانية وديمقراطيةً واحتراما للرأي الآخر ولحقوق الإنسان!
كيف لا وكل تجارب الأنظمة الشمولية من دينية إلى قومية إلى حزبية عقائدية عسكرية وفي كل الدول العربية والعالم أجمع أثبتت عجزها في حل مشاكل مجتمعاتها بل في تفاقمها، وتأليهها لأصنامها، وفراغ جوهرها، وموت ضمير حكامها، وعقمها في تقدم شعوبها، واستغلالها لإنسانها وفشلها في جلب الخير للبشرية. ولا عجب بعد ذلك أن نرى اليوم ما آلت إليه نتائج سياستها الكارثية على الإنسان والوطن من ظلم وتقهقرٍ وهجرة وبطالة وفقر هوان.
ولهذا لا بد من أن نخطو على خطى التجربة الديمقراطية التي أكدت نجاحها في حل مشاكل دول العالم الديمقراطي كافة وإسعاد شعوبها.
فهنيئا للعراقيين بتجربتهم الرائدة ورحم الله الشهداء الأبرار الذين لم تذهب دماؤهم هدراً.
فالحرية والديمقراطية لهما ثمن غالٍ تدفعه الامم بالدماء الزكية الغزيرة، وها نحن اللبنانيون قدمنا خلال احتلال النظام السوري الشمولي لبلادنا ألاف الشهداء الأبرياء ومنهم رؤساء ووزراء ونواب وقادة فكر وصحافة ورجال دين أحرار. ذنبهم الوحيد رفضهم الخنوع لنظام الطاغية في دمشق. واليوم تشرق شمس المحكمة الدولية لتقول للقاتل الإرهابي كفى. وفي السودان العزيز نقول للرئيس البشير المطلوب للعدالة الدولية كن شجاعا وقدم استقالتك لتواجه أوكامبوا في قاعة المحكمة وتثبت براءتك وتعود بطلا حرا الى السودان أو تدان وهذا جزاء من يشعل شعبه بالفتن ويدمر وطنه بالحروب العبثية.
فهذا هو السبيل الوحيد للرئيس البشير للخروج من ورطته الخانقة وخدمة شعبه السوداني المعذب، ومواجهة العدالة الدولية.
تحريك الغوغاء والرقص على رأسهم في الشوارع لن يفيد!
لقد قدم شعب السودان الطيب والعريق ملايين الشهداء وعليه أن ينعم بالوحدة والحرية والديمقراطية.
كفى أيها الطغاة الأشقياء يا من تجلبون البلاء وترقصون كالبلهاء على أشلاء الأبرياء!
وهذه المانيا النازية التي لم تخرج من شموليتها الى ديمقراطيتها، الا بعد ان دمر دكتاتورها بلده وخسر ثلث أراضيه للدول المجاورة وقتل الملايين من أبناء البشر.
الأسباب التالية تدفعنا إلى تأكيد الأمل بنجاح التجربة العراقية الرائدة
1- مقارنة بسيطة بين انتخابات 09 الهادئة بشكل ملحوظ والانتخابات التي جرت عام 05 وكل ما رافقها من تفجيرات وخروقات واغتيالات وأحداث تؤكد ما أشرنا إليه من وعي العراقيين ونبذهم لتدخلات دول الجوار، وخاصة وقاحة القيادة الإيرانية في فرض نفسها علنا كوصية على العراق.
2- نزاهة الانتخابات وشفافيتها وعلى لسان جميع المراقبين وبالأخص مندوب الجامعه العربية وذلك في الكلمه التي القاها بعد اعلان النتائج.
3- نجاح الجيش العراقي والقوى الأمنية المختلفة في السيطرة على الوضع الأمني عكس الانتخابات الماضية وتمريرها بهدوء وسلام.
4- الاقبال الجماهيري على صناديق الاقتراع في أجواء آمنة مكنت ملايين العراقيين من القيام بواجبهم الوطني بسلاسة وحرية.
كل ما أشرنا إليه يبشر بمستقبل مشرق لعراق سيد حر ديموقراطي. ويؤكد قدرة العراق الجديد على بسط سيادة الدولة وسلطاتها الشرعية المنتخبة على كافة أراضيها.
عدا أن نتاج الانتخابات تعتبر ركلة لمحور الإرهاب وضربة موجعة للنفوذ الإيراني وتعزيزا للاعتدال العربي ودوره العقلاني الحكيم في صياغة الطريق الصحيح والوسطي لنهضة واستعادة الدول العربية لمركزها المرموق والمهم على الصعيد العالمي.
هذا النجاح يجب أن يدفعنا إلى السهر أكثر على التجربة الديمقراطية العراقية ودعمها لكي يشتد عودها وتنتصر نهائيا على كافة المؤامرات والتحديات، خاصة وأن قوى محور الإرهاب ما زالت أدواتها نشطة.
ولهذا فلقد دعا رئيس الوزراء نوري المالكي 2009.03.04 ، العراقيين الى المشاركة في الانتخابات العامة المقبلة التي ستجري اواخر العام الحالي من اجل اسقاط الطائفية ومحاولات التقسيم .
وقال المالكي في اجتماع مع رجال عشائر في بغداد" ان الانتخابات المحلية الاخيرة اوقفت الخطوات المدمرة للعراق ولو أنها جاءت بغير هذه النتائج لنفذت إرادة اعداء العراق ورغبتهم بتقسيمه ولكن عندما وضع الناس الورقة في الصندوق أوقفوا التقسيم والطائفية".
فتحية لنشامى العراق في انتصارهم التاريخي على قوى الارهاب والحقد. وتحية خاصة الى المرأة العراقية التي صبرت وكافحت وانتصرت.
الخميس، مارس 05، 2009
الشَّعْبُ العِراقِيُّ يَرْكُلُ مِحْورَ الإرْهابِ ـ2 والأخير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 4 تعليقات:
عقبال ما يركل الشعب اللبناني امك يا سعيد علم الدين ركلة جماعية رح تتسجل بكتاب جينس للارقام القياسية
يا سعيد ما بعرفك و لا حابب إتعرّف عليك لأنو كلامك فيه حقد و تعصّب أعمى يعكس نفسيّتك الوسخة..بس كون أكيد مهما حاولوا كل الناس أمثالك يبثوا الأحقاد و الضغينة بين المسلمين فالله سبحانه و تعالى لكم بالمرصاد و يا ريت بكلامك في شي من المصداقية و لو الشي اليسير..و نخرنتا بدمقراتيتك و حقوق إنسانك يلّي بتدّعي فيها..هاجم و لو مرّة "إسرئيل" و من لفّ لفّها..تفيه على هالزمن..
يجب ان يقدم هذاالكاتب النتن للمحاكمة بتهمة الفتنة واثارة النعرات الطائفية والافساد في الارض
He needs someone to screw his ass as well
إرسال تعليق