الأربعاء، مارس 04، 2009

الشَّعْبُ العِراقِيُّ يَرْكُلُ مِحْورَ الإرْهابِ ـ1

سعيد علم الدين

في البداية أعزي أهلنا العراقيين الشرفاء، بكل الشهداء الذين حصدت أرواحهم الزكية المجازرُ البشعةُ الإرهابية التي لم توفر لا طفلا ولا كهلاً، ولا شاباً ولا صبية، ولا مبادئ ولا أخلاقاً ولا قيماً إسلامية ومسيحية وإنسانية، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء، ولم تكن في لحظة من اللحظات وما كانت مقاومةً حرةً شريفةً شهمةً أصيلةَ لتحرير أرضٍ من الاحتلال الأمريكي،ِ وإنما فرقا همجيةً حاقدةً منحطةً عميلةً مرتزقةً لتركيع الشعبِ العراقي وتدمير دولته الفتية، وكما ظهر في نهاية المطاف.
رحم الله شهداء العراق جميعا من كل الأديان والمذاهب والأعراق!
فهدف الإرهابيين الحقيقي ومن يرسلهم من وراء الحدود، لم يعد غامضا لعامة الناس كما كان في بداية الغزو الأمريكي، بل أصبح واضحا خلال السنوات المأساوية الأخيرة لعموم الشعب العراقي وضوح شمس بلاد ما بين النهرين الذهبية.
فلقد رأى العراقي العادي أهله وجيرانه وأبناء بلده المدنيين الأبرياء يتساقطون كأوراق الخريف على نفخ عواصف الإرهاب الحاقِدةِ المصَدَّرَةِ للعراقيين كبضاعة فاسدة.
ومع تساقط أوراق الخريف سقطت أيضا أوراق التين عن شعارات الإرهابيين في الإسلام والعروبة والمقاومة والتحرير، وانقشعت الغشاوة عن عيون الناس المنتحبين الذين رأوا بأم أعينيهم حثالات هؤلاء وهم يزرعون ثقافة الموت والذبح والغدرِ والاغتيال والتفخيخ والتفجير والظلم والظلام والحقد في أرض العراق ويبثون سموم الفتنة بين أبنائه ليتشرذم ويخضع لمشاريع أسيادهم من وراء الحدود السورية والإيرانية حصرا، وليصبح ورقةً صفراء على طاولة مفاوضاتهم مع الأمريكان والإسرائيليين كما هي حال لبنان لمدة ثلاثين سنة.
فحتى الإرهابي السعودي أو الأردني أو المغربي أو المصري أو السوري او اللبناني إذا تسلل الى أرض العراق، إنما يستطيعُ ذلك بسهولة ويسر وبدعم لوجستي وميداني عبر الأراضي السورية أو الإيرانية، بعد أن يتم تدريبه في معسكراتهما ويحصل منهما على شهادة امتياز في الذبح والنحر والتفخيخ والتفجير والهمجية والتدمير.
اعترافات مئات المجرمين الإرهابيين أثبتت ذلك ومنها على سبيل المثال ما أعلنته الشرطة العراقية، الأحد 15-2-2009، على لسان الرائد يوسف ضاري، الذي قال "اعتقلنا المجرم سعدي نايف علي رخيت، أحد كبار قادة تنظيم القاعدة وأحد المسؤولين عن إشعال أول شرارة للطائفية في العراق في عام 2006".
وأضاف "الإرهابي رخيت كان يختبئ في سوريا, وأكدت لنا مصادرنا أنه توجه أمس إلى العراق، مستخدما الطريق برا, وعند نزوله في أحد المطاعم تمكنت قواتنا من اعتقاله فورا".
وقال الضابط الذي اصطحب رخيت على رأس قوة من الشرطة في منطقة صدامية الثرثار شمال الفلوجة ليعاين أماكن بعض الجرائم التي ارتكبها: إن "هذا المجرم يعتبر من أول من أشعل شرارة الطائفية عند قتله ثلاثة من تجار الأغنام من أبناء الطائفة الشيعية في منقطة الصقلاوية وقام بذبحهم".
وأشار إلى أنه "اعترف حتى الآن بتنفيذ 11 عملية قتل وسلب والتحقيق لا يزال جاريا معه".
هل هذه هي مقاومة شرفاء وثوريين ومجاهدين مسلمين لتحرير العراق من الاحتلال الأمريكي أم قتلة ولصوص ومغتصبي نساء ومجرمين وشراذم سفلة منحطين، لا يهمهم ان بقي الاحتلال أم رحل ؟
لا بد من لفت النظر إلى أن هذا الإرهابي رخيت جاء إلى العراق بمناسبة ذكرى اربعين الامام الحسين، حيث عشرات بل مئات الآلاف تتوجه الي كربلاء لإحياء هذه الذكرى، أي سهل عليه التغلغل بين الناس واصطياد عددا كبيراً منهم بعملية دموية قذرة خطط لها بهدوء في مكان إقامته.
وكما اعلنت أيضا شرطة تكريت ان" قوات من الشرطة العراقية اعتقلت الليلة رضا الايراني من منزله في منطقة بلد بناء على معلومات استخباراتية وصدور امر قضائي باعتقاله لتورطه في عمليات اغتيال طالت ضباطا كبار في الجيش العراقي السابق بينهم عقيد طيار واخر ضابط برتبة عميد وضابط في الشرطة العراقية ومدنيين اخرين بالتعاون مع عدد من المسؤولين الامنيين في المنطقة".
هذا هو الحقد الإيراني على العراق والعراقيين، رغم أن النظام تغير والعراق الجديد يمد يد الصداقة والأخوة إلى إيران، إلا أن حقدهم ثأري دفين وهم وراء اغتيال العلماء واساتذة الجامعات وضباط الجيش السابق، في محاولة شريرة للقضاء على النخبة العراقية وعلى العراق.
إن دلت هذه الجرائم الحقيرة على شيء فإنها تدل على أن محور الإرهاب الإيراني السوري الشمولي المسعور، يريد بواسطة عملائه من مجرمي القاعدة من ناحية وجيش المهدي وفرق الموت الإيرانية من ناحية أخرى إعادة عقارب الساعة الى الوراء، خاصة بعد أن ركلهم الشعب العراقي الأبي في الانتخابات الأخيرة ركلةً قويةً على قفاهم قذفتهم وأتباعهم خونة الأوطان خارج حدود العراق.
وهكذا نرى اليوم فلول الإرهابيين وهم يلوذون بالفرار من أرض الرافدين إلى أمكنة آمنة يستطيعون فيها متابعة إجرامهم البشع ضد الإنسانية. وماذا حققت لهم كل جرائمهم وتفخيخاتهم ومتفجراتهم وذبائحهم ومجازرهم وحقاراتهم سوى الخزي الذي التصق بهم الى الأبد والعار التاريخي الذي سيلاحقهم عبر العصور، عدا نبذهم من قبل العراقيين الاحرار الشرفاء.
فبعد أن انكشفت للشعب العراقي الحبيب مؤامرات وخدع وألاعيب هذا المحور الخبيث، كان رده حضارياً، قوياً، مدوياً، مزلزلا في صناديق الاقتراع، مؤكدا بالقلم العريض رفضه للتطرف والجهل والتعصب والعنصرية والطائفية وسفك الدماء والتسلط والدكتاتورية واختياره لطريق الاعتدال والوسطية طريق الديمقراطية والحرية والتعددية، طريق الوحدة الوطنية العراقية، وقيام دولة العدالة والقانون، وتعزيز ثقافة الحياة على ثقافة الموت.
وفي الانتخابات الأخيرة عبر الناخب العراقي بحرية عن إرادته الحرة في قيام عراق سيد حر مستقل موحد تعددي ديمقراطي عربي. يتبع!

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

مواضيعك تنبعث عنها رائحة يهودية فانت تحرض اللبنانيين على بعضهم والان تحاول ان تتهم سورية بما يجري في العراق . الا تعلم ايها المعتوه ان سورية هي البلد الوحيد الذي رفض غزو العراق عام 2003 والا تعلم ان سورية تستضيف على اراضها 3 ملايين عراقي وتعاملهم معاملة المواطن السوري .

كيف لك ان تعلم وقد اعمت عيونك اموال الحريري التي يجنيها من قنواته الدعارية وكازينوهاته التي تنتشر في انحاء العالم

لعنة الله عليك ايها الكاتب حين ولدت وحين تموت

غير معرف يقول...

لعنة الله عليك ايها الكاتب حين ولدت وحين تموت
and also in the Day After