محمد داود
هل هو يوم مع الموت أم تخليد الذكرى عندما اندفعت الجماهير الفلسطينية من كل حدب وصوب لا تخشى الحواجز ولا حكم البساطير ولا قوة السلاح، كانت الدعوة من قبل فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، لحضور مهرجان الوفاء للرئيس الشهيد ياسر عرفات في ذكراه الخالدة، والتي تمثل دافع داخلي قوي وعظيم ، جعل الجماهير الفلسطينية تتحدث عنه قبل أيام من انطلاق لحظة الزحف الفتحاوي، وهي على استعداد بأن تقدم أنفسها قرباناً لروح الشهيد أبو عمار، هذا الحُب الشديد لم يأتي من فراغ ، بل جاء إنتاج لمسيرة وتضحيات وثورة عجز التاريخ عن تدوينها، جمعت كل القيم والمعايير الوطنية والدينية "الإسلامية" والإنسانية السمحة تجاوز عمرها النضالي والثوري النصف قرن.
فلا غرابة من أن نشاهد مسيرة مليونية بهذه الضخامة، أمتد قطرها من جهة الغرب (دوار الشهيد عبد المعطي السبعاوي "أنصار") حيث يميناً حتى منزل الرئيس أبو مازن ويساراً إلى ميدان حيدر عبد الشافي، وحتى شرقاً وصولً إلى سور الجامعتين الأزهر والإسلامية، هذا العدد يمثل استفتاء تاريخي ، يسجله الشعب بكل أطيافه الشعبية، فالعامل والموظف ترك عمله والأم تركت واجباتها المنزلية وأخذت أطفالها، كما حال المسن الذي تحدى سنه المتقدم فخرج سيراً على ألأقدام رغم الحواجز ومنع الباصات التي تم منعها أو استئجارها في محاولة يائسة لإفشال سير المهرجان الوطني الجماهيري.
إن هذا الاستفتاء المليوني لم يكن نزهة عابرة، بل يأتي قياساً بسكان قطاع غزة الذي يتجاوز المليون وأربعمائة ألف نسمة، كان تمثيل واضح واستفتاء وطني ضخم في طريقه بأن يكون 100% فتحاوي نظيف وطاهر، ضد من يمارس بحق هذا الشعب شتى أنواع الغلظة والقهر والظلم المبرمج ، الذي لم يعتاد عليه إلا في زمن الاحتلال الصهيوني، والتي تجلت مراسيمه بالعزلة الدولية والإقليمية والداخلية على مستوى الفصائل والمؤسسات والعائلات وكل الأطياف الشعبية التي نهضت اليوم في وجهها لتقول كلمتها أنها جزء من فلسطين كما الضفة والقدس، وكل المشروع الوطني الفلسطيني.
إن النسيج الوطني الفلسطيني أصبح رهينة يتحكم به زمرة منشقة عن الصف الفلسطيني ولكل القيم والمعايير الإسلامية وباتت تمارس حقدها الأعمى الضغين، ضاربة بعرض الحائط كل المبادئ الوطنية والإسلامية وحتى الأخلاقية، فتلك العجوز المسنة التي صرخت وهي تبكي قائلة : "حرام عليك يا أبني هذه كوفية الشهيد، هذه عنوان الشعب الفلسطيني ورمز وطنيتنا، وهي التي قهرت أعدائنا، لكن هذا المقاتل الحمساوي أخذ يضرب المرأة ويتلفظ بحقها ألفاظاً نابية، ويدوس على الكوفية فظهرت عورتها، وما كان عليها إلا وأن تسارع بستر عورتها، المشهد كان أمام الصحفي الأجنبي الذي جاء ليغطي مسيرة الوفاء للشهيد التاريخي وقائد شعب ومسيرة "ياسر عرفات"، لأنه يعي تماماً ماذا يمثل القائد "أبو عمار، فأخذ يتحدث لذلك العسكري الحمساوي بأن ذلك غير معقول وهي تأتي في مقام والدتك، فلم ينتظر ذلك الحمساوي الحاقد فانهال على الصحفي بالضرب وتحطيم كاميراته الخاص به، هذا المشهد رغم صعوبته الأخلاقية والدينية لم يحرك ساكنا في قلب الحمساوي ولا في نفس زعيم العلماء مروان أبو رأس، ولا شيوخ الموت التي لا تظهر إلا في ساحات القتل والتعذيب، لتصرخ مسنة ثانية وتتحدث عن هروبها العجيب من سكرات الموت بعد أن اتخذت بيت الله "مسجد الكتيبة" سترة لها ولأبنائها الأطفال من رصاص العسكر الذي لا يفرق بين شيخ ومسن أو طفل أو شاب أو امرأة، فهربت لتحتمي في بيت الله، وقد قال الله تعالى والرسول الكريم، بأنه حتماً سيكون آمن بإذنه تعالى، لكن ألأمر مختلف هنا، فليس هناك حماية، لتنتهك حرمة المسجد دون أدنى اهتمام ولا لطقوسه الخاصة، مثلما حدث في مسجد الرباط، عندما قتل أبناء العمودي وتاية" إذ هنا اخذوا يضربون ويعتقلون الجميع ويصادرون أجهزتهم الموبايل، وتقول المرأة لقد هربت ومعي أطفالي لنحتمي داخل دورات المياه، لكن الجبروت الحمساوي حطم كل المعايير الأخلاقية والدينية والوطنية، ....وهذا النموذج أيضاً ليس كحال الشاب المسكين الذي يريد أن يعود لبيته سالماً أمناً في زمن فقدان ألأمن ، متخذاً قافلة من النسوة جنباً سبيلاً للعودة السالمة والغانمة لزوجته وأبنائه، فإذا ببعض العسكر الحمساوي يجهزون عليه، قائلين له "تسير بين النسوة يا ملعون" فأشبعوه ضرباً وساقوه إلى أماكن تعذيبهم.
ومن الواضح للجميع بأن المجزرة كانت مبيتة وتم الإعداد لها مسبقاً، وذلك بوضع حالة الطوارئ واستدعاء كل مقاتلين التنفيذية والقسام ، وإعداد مجموعات متخصصة للقنص والتي عاهدناها مسبقاً فوق الأبراج، وحتى المندوبين لمعرفة الشباب المشاركة في الحفل، هو تأكيد صارخ بأن المطلوب مئات القتلى والجرحى، وقد جاء التأكيد اليوم على لسان مصاصي الدماء الفلسطينية من عصابات الموت التي كرست نفسها لذبح الشعب الفلسطيني بطريقتها الصهيونية المتبعة"، وهو ما كشفته عنه حجم الإصابات وأماكنها التي تركزت في الرقبة والمفاصل.
فحجم الزلزال الجماهيري الأصفر وأعلام فلسطين، كانت استفتاء بامتياز رغم القتل والملاحقة والاعتقال والمنع والمداهمة للبيوت والمؤسسات الخاصة، خلال اليومين السابقين في محاولة يائسة لإفشال مسيرة الوفاء المليونية للرئيس الشهيد، التي استكملت لتقول لهم بأن هذا الوطن فقط للشرفاء، لتقول أن غزة أسقطت العدوان الثلاثي وعدوان 69م وقهرت الأعداء على مر السنين، لأنها الجمرة والنار واللهب التي طالما تحدث عنها الجميع بأنها جذور الشعب الفلسطيني، وأنها لن تخضع ولن تقبل بالجرائم، لا للموت لا للضياع ولا للدمار ولا لحفنة القتل.، جاءت لتعبر عن رفضها للواقع الذي يعيشونه والناتج عما أقدمت عليه حركة حماس خلال الشهور الماضية
جاءت منذ ساعات الصباح ، رغم ظروف القتل والمنع والملاحقة التي جرت على بعض الحواجز، سيما حاجز أبو هولي الذي نعرفه جيداً بحاجز الموت في زمن الاحتلال، حيث قتل الشاب "أحمد قديح 17 سنة" وداسته الجيبات، ....، جاءت من كل بيت وشارع وحارة وقرية ومخيم، جاءوا ليقولوا نحن ضعاف أمام الدم الفلسطيني لأننا لن نجر للموت الذي صنعه الآخرين، جاءوا ليقولوا بأن غزة لعرفات وللرئيس الشرعية، جاءوا ليبايعوا من جديد فتح والرئيس عرفات، ومن خلفه الرئيس أبو مازن، جاءوا ليقولوا لا للظلم لا للاحتلال الصهيوني ولا لمن يسير على دربه من إعدامات بالجملة، رافضة للانقسام ، فلتسجل أيها التاريخ في أسود صفحاتك هذا اليوم ألأسود.
كاتب وباحث
هل هو يوم مع الموت أم تخليد الذكرى عندما اندفعت الجماهير الفلسطينية من كل حدب وصوب لا تخشى الحواجز ولا حكم البساطير ولا قوة السلاح، كانت الدعوة من قبل فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، لحضور مهرجان الوفاء للرئيس الشهيد ياسر عرفات في ذكراه الخالدة، والتي تمثل دافع داخلي قوي وعظيم ، جعل الجماهير الفلسطينية تتحدث عنه قبل أيام من انطلاق لحظة الزحف الفتحاوي، وهي على استعداد بأن تقدم أنفسها قرباناً لروح الشهيد أبو عمار، هذا الحُب الشديد لم يأتي من فراغ ، بل جاء إنتاج لمسيرة وتضحيات وثورة عجز التاريخ عن تدوينها، جمعت كل القيم والمعايير الوطنية والدينية "الإسلامية" والإنسانية السمحة تجاوز عمرها النضالي والثوري النصف قرن.
فلا غرابة من أن نشاهد مسيرة مليونية بهذه الضخامة، أمتد قطرها من جهة الغرب (دوار الشهيد عبد المعطي السبعاوي "أنصار") حيث يميناً حتى منزل الرئيس أبو مازن ويساراً إلى ميدان حيدر عبد الشافي، وحتى شرقاً وصولً إلى سور الجامعتين الأزهر والإسلامية، هذا العدد يمثل استفتاء تاريخي ، يسجله الشعب بكل أطيافه الشعبية، فالعامل والموظف ترك عمله والأم تركت واجباتها المنزلية وأخذت أطفالها، كما حال المسن الذي تحدى سنه المتقدم فخرج سيراً على ألأقدام رغم الحواجز ومنع الباصات التي تم منعها أو استئجارها في محاولة يائسة لإفشال سير المهرجان الوطني الجماهيري.
إن هذا الاستفتاء المليوني لم يكن نزهة عابرة، بل يأتي قياساً بسكان قطاع غزة الذي يتجاوز المليون وأربعمائة ألف نسمة، كان تمثيل واضح واستفتاء وطني ضخم في طريقه بأن يكون 100% فتحاوي نظيف وطاهر، ضد من يمارس بحق هذا الشعب شتى أنواع الغلظة والقهر والظلم المبرمج ، الذي لم يعتاد عليه إلا في زمن الاحتلال الصهيوني، والتي تجلت مراسيمه بالعزلة الدولية والإقليمية والداخلية على مستوى الفصائل والمؤسسات والعائلات وكل الأطياف الشعبية التي نهضت اليوم في وجهها لتقول كلمتها أنها جزء من فلسطين كما الضفة والقدس، وكل المشروع الوطني الفلسطيني.
إن النسيج الوطني الفلسطيني أصبح رهينة يتحكم به زمرة منشقة عن الصف الفلسطيني ولكل القيم والمعايير الإسلامية وباتت تمارس حقدها الأعمى الضغين، ضاربة بعرض الحائط كل المبادئ الوطنية والإسلامية وحتى الأخلاقية، فتلك العجوز المسنة التي صرخت وهي تبكي قائلة : "حرام عليك يا أبني هذه كوفية الشهيد، هذه عنوان الشعب الفلسطيني ورمز وطنيتنا، وهي التي قهرت أعدائنا، لكن هذا المقاتل الحمساوي أخذ يضرب المرأة ويتلفظ بحقها ألفاظاً نابية، ويدوس على الكوفية فظهرت عورتها، وما كان عليها إلا وأن تسارع بستر عورتها، المشهد كان أمام الصحفي الأجنبي الذي جاء ليغطي مسيرة الوفاء للشهيد التاريخي وقائد شعب ومسيرة "ياسر عرفات"، لأنه يعي تماماً ماذا يمثل القائد "أبو عمار، فأخذ يتحدث لذلك العسكري الحمساوي بأن ذلك غير معقول وهي تأتي في مقام والدتك، فلم ينتظر ذلك الحمساوي الحاقد فانهال على الصحفي بالضرب وتحطيم كاميراته الخاص به، هذا المشهد رغم صعوبته الأخلاقية والدينية لم يحرك ساكنا في قلب الحمساوي ولا في نفس زعيم العلماء مروان أبو رأس، ولا شيوخ الموت التي لا تظهر إلا في ساحات القتل والتعذيب، لتصرخ مسنة ثانية وتتحدث عن هروبها العجيب من سكرات الموت بعد أن اتخذت بيت الله "مسجد الكتيبة" سترة لها ولأبنائها الأطفال من رصاص العسكر الذي لا يفرق بين شيخ ومسن أو طفل أو شاب أو امرأة، فهربت لتحتمي في بيت الله، وقد قال الله تعالى والرسول الكريم، بأنه حتماً سيكون آمن بإذنه تعالى، لكن ألأمر مختلف هنا، فليس هناك حماية، لتنتهك حرمة المسجد دون أدنى اهتمام ولا لطقوسه الخاصة، مثلما حدث في مسجد الرباط، عندما قتل أبناء العمودي وتاية" إذ هنا اخذوا يضربون ويعتقلون الجميع ويصادرون أجهزتهم الموبايل، وتقول المرأة لقد هربت ومعي أطفالي لنحتمي داخل دورات المياه، لكن الجبروت الحمساوي حطم كل المعايير الأخلاقية والدينية والوطنية، ....وهذا النموذج أيضاً ليس كحال الشاب المسكين الذي يريد أن يعود لبيته سالماً أمناً في زمن فقدان ألأمن ، متخذاً قافلة من النسوة جنباً سبيلاً للعودة السالمة والغانمة لزوجته وأبنائه، فإذا ببعض العسكر الحمساوي يجهزون عليه، قائلين له "تسير بين النسوة يا ملعون" فأشبعوه ضرباً وساقوه إلى أماكن تعذيبهم.
ومن الواضح للجميع بأن المجزرة كانت مبيتة وتم الإعداد لها مسبقاً، وذلك بوضع حالة الطوارئ واستدعاء كل مقاتلين التنفيذية والقسام ، وإعداد مجموعات متخصصة للقنص والتي عاهدناها مسبقاً فوق الأبراج، وحتى المندوبين لمعرفة الشباب المشاركة في الحفل، هو تأكيد صارخ بأن المطلوب مئات القتلى والجرحى، وقد جاء التأكيد اليوم على لسان مصاصي الدماء الفلسطينية من عصابات الموت التي كرست نفسها لذبح الشعب الفلسطيني بطريقتها الصهيونية المتبعة"، وهو ما كشفته عنه حجم الإصابات وأماكنها التي تركزت في الرقبة والمفاصل.
فحجم الزلزال الجماهيري الأصفر وأعلام فلسطين، كانت استفتاء بامتياز رغم القتل والملاحقة والاعتقال والمنع والمداهمة للبيوت والمؤسسات الخاصة، خلال اليومين السابقين في محاولة يائسة لإفشال مسيرة الوفاء المليونية للرئيس الشهيد، التي استكملت لتقول لهم بأن هذا الوطن فقط للشرفاء، لتقول أن غزة أسقطت العدوان الثلاثي وعدوان 69م وقهرت الأعداء على مر السنين، لأنها الجمرة والنار واللهب التي طالما تحدث عنها الجميع بأنها جذور الشعب الفلسطيني، وأنها لن تخضع ولن تقبل بالجرائم، لا للموت لا للضياع ولا للدمار ولا لحفنة القتل.، جاءت لتعبر عن رفضها للواقع الذي يعيشونه والناتج عما أقدمت عليه حركة حماس خلال الشهور الماضية
جاءت منذ ساعات الصباح ، رغم ظروف القتل والمنع والملاحقة التي جرت على بعض الحواجز، سيما حاجز أبو هولي الذي نعرفه جيداً بحاجز الموت في زمن الاحتلال، حيث قتل الشاب "أحمد قديح 17 سنة" وداسته الجيبات، ....، جاءت من كل بيت وشارع وحارة وقرية ومخيم، جاءوا ليقولوا نحن ضعاف أمام الدم الفلسطيني لأننا لن نجر للموت الذي صنعه الآخرين، جاءوا ليقولوا بأن غزة لعرفات وللرئيس الشرعية، جاءوا ليبايعوا من جديد فتح والرئيس عرفات، ومن خلفه الرئيس أبو مازن، جاءوا ليقولوا لا للظلم لا للاحتلال الصهيوني ولا لمن يسير على دربه من إعدامات بالجملة، رافضة للانقسام ، فلتسجل أيها التاريخ في أسود صفحاتك هذا اليوم ألأسود.
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق