سعيد علم الدين
أو الأصح من هم أمراء الحرب الحقيقيين؟
أو هل من يتنازل طواعية عن إمارته لمصلحة دولته، ويفكك ميليشياته ويسلم أسلحته لجيشه الوطني، يظل أمير حرب؟
أليس من الإجحاف أن ننعته بأمير حرب وهو يتلقى الضربات ويرد عليها بالسلام؟
هدف هذا المقال ليس الدفاع عن أحد، فأمراء الحرب السابقين والحاليين في لبنان عندهم مئات المحامين والكتاب، وإنما هدفي الحيادي هو تبيان الحقيقة والتي سأتركها تتكلم.
ففي لبنان كما نعلم وقعت حرب فوضوية طاحنة في منتصف السبعينيات حتى أوائل التسعينيات، تقوضت بها سلطة الدولة فانفرط عقدها وأفرز ذلك مناطق سيطر عليها لفترة ما، من يطلق عليهم البعض حتى الآن أمراء حرب. المقصود دائما في هذا النعت مواربة وأحيانا مباشرة بالإسم كما أقرأ ذلك في الكثير من المقالات والتعليقات الجارحة، هما الزعيمين سمير جعجع ووليد جنبلاط.
وكأنه لا يوجد غيرهم في لبنان من شارك في الحرب وكان أميرا وما زال كنبيه بري مثلاً، وجنرالاً وما زال كميشال عون مثلا، وملكا وما زال كحسن نصر الله، وحاكما على الشمال من قبل نظام بشار وما زال كسليمان فرنجية وغيرهم الكثيرين ممن يتدربون ويتجهزون اليوم على عودة الحرب ويهددون بالنزال.
وكأن الإنسان في هذه الحياة لا يحق له أن يتطور للأفضل ويتغير للأحسن، ويتعلم من أخطائه لكي لا تتكرر ويصلح ما يقدر على إصلاحه لتنهض الدولة السيدة ولا تتعثر، بل يجب عليه أن يظل أسير ماضيه.
الإنسان ليس صنما! فقط الصنم هو الذي لا يتغير ولا يتبدل ولا يتعلم ولا يشعر ولا يفكر.
ولقد أظهرت المعمعة الحالية التي يتخبط بها لبنان ومنذ انتخابات 2005 ونجاح قوى 14 آذار وحتى اليوم للشعب اللبناني من هم حقيقة أمراء الحرب الحقيقيين ومن هم أمراء السلام. الذين يسعون ليل نهار من أجل السلام.
لقد تم استفزاز قوى 14 آذار بهدف الفتنة عشرات المرات بل مئات المرات وسقط منهم شهداء وجرحى وكان رجائهم من مناصريهم التزام الهدوء وجوابهم دائما: الدولة هي المسؤولة عن ملاحقة المجرمين وكشفهم. والدولة فقط هي صاحبة الحق المطلق في ذلك!
نذكر على سبيل المثال لا الحصر المشكلة التي افتعلها على خلفية نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة المدعو يوسف فرنجية لفشل زعيمه سليمان، بإطلاقه النار على ثلاثة شبان من "القوات اللبنانية" أدت إلى استشهاد عزيز صالح وطوني عيسى. ماذا كان رد جعجع والقوات: الدولة!
هل حقاً لو كان جعجع ما يزال أمير حرب لقال ذلك؟
في جريمة الزيادين الرهيبة والموجهة إلى جنبلاط، كان رد جنبلاط على الجموع المطالبة بالثأر أيضا: الدولة!
هل حقاً لو كان جنبلاط ما يزال أمير حرب لقال ذلك؟
لقد تعرض تيار المستقبل إلى القسم الأكبر من الاستفزازات وسقط له شهداء في طرابلس وفي بيروت وفي البقاع. وماذا كان رد الزعيم سعد الحريري؟ الدولة!
لو كان الحريري زعيم ميليشيا كما تدعي "المنار" لما قال ذلك؟
أحداث 22 و25 كانون الثاني كشفت للشعب بالصور المباشرة الحية من هم حقا أمراء الحرب الجدد في قطع الطرقات وإرهاب الناس والاعتداء عليهم والباقي معروف.
أمير الحرب الذي سلم سلاحه وانخرط بالفعل والقول في المصالحة الوطنية ومشروع الدولة متظللا راية القانون، من الإجحاف بحق الحقيقة أن نطلق عليه صفة أمير حرب. وكأننا نعاقب الناس على ماضيها الذي تخلت عنه بدل أن نشجعها على نبذه نهائيا ونشد على أيديها لخياراتها السلمية الحضارية الجديدة.
نعم هم كانوا أمراء حرب وهذه تجربة مريرة دفع ثمنها الجميع أما اليوم فهم أمراء سلام من أجل لبنان سيد حر مستقل ديمقراطي مزدهر ويدافعون عن ذلك بتقديم خيرة القادة الشهداء من بين صفوفهم ويعملون من أجل ذلك بالكلمة الصادقة والفكر النير والصبر وكظم الغيظ ودون استفزاز أحد لكي تتحقق الدولة العادلة. التي يطالب بها البعض شفهيا ويعرقل قيامها بل ويحاربها عمليا.
وهذا ما يمارسه على العلن والمكشوف أمراء الحرب الجدد الحاليين تحت راية الحزب اللاهي وباسم المقاومة التي كانت وما زالت ميليشيا. ولهذا هم يتجهزون ويتدربون ويشترون الضمائر ويوزعون السلاح ويغطون على الجرائم ويحمون المجرمين. مثلا أمير الحرب الجديد وئام وهاب يرفض تفتيش سياراته من قبل رجال الجمارك.
هل يفعل ذلك غير أمراء الحرب أو من يهربون السلاح لخراب البلد؟ ولو لم يكن أمير حرب لأذعن لأوامر السلطة الشرعية كغيره من المواطنين.
حسن نصر الله يعتبر شاحنة السلاح التي صادرها الجيش الشرعي بأنها سلاح غصوب لا بد من استرجاعه إلى أصحابه ملوك الحرب الجدد.
وأمير الحرب السابق الفاشل والمتجدد ميشال عون يجهز لها وتم القبض على عدد من شبابه وشاباته تحت التدريب.
حقا يجب أن نشكر الزعماء الكبار على رباطة جأشهم وتحملهم الكثير من أذى أمراء الحرب الجدد.
أو الأصح من هم أمراء الحرب الحقيقيين؟
أو هل من يتنازل طواعية عن إمارته لمصلحة دولته، ويفكك ميليشياته ويسلم أسلحته لجيشه الوطني، يظل أمير حرب؟
أليس من الإجحاف أن ننعته بأمير حرب وهو يتلقى الضربات ويرد عليها بالسلام؟
هدف هذا المقال ليس الدفاع عن أحد، فأمراء الحرب السابقين والحاليين في لبنان عندهم مئات المحامين والكتاب، وإنما هدفي الحيادي هو تبيان الحقيقة والتي سأتركها تتكلم.
ففي لبنان كما نعلم وقعت حرب فوضوية طاحنة في منتصف السبعينيات حتى أوائل التسعينيات، تقوضت بها سلطة الدولة فانفرط عقدها وأفرز ذلك مناطق سيطر عليها لفترة ما، من يطلق عليهم البعض حتى الآن أمراء حرب. المقصود دائما في هذا النعت مواربة وأحيانا مباشرة بالإسم كما أقرأ ذلك في الكثير من المقالات والتعليقات الجارحة، هما الزعيمين سمير جعجع ووليد جنبلاط.
وكأنه لا يوجد غيرهم في لبنان من شارك في الحرب وكان أميرا وما زال كنبيه بري مثلاً، وجنرالاً وما زال كميشال عون مثلا، وملكا وما زال كحسن نصر الله، وحاكما على الشمال من قبل نظام بشار وما زال كسليمان فرنجية وغيرهم الكثيرين ممن يتدربون ويتجهزون اليوم على عودة الحرب ويهددون بالنزال.
وكأن الإنسان في هذه الحياة لا يحق له أن يتطور للأفضل ويتغير للأحسن، ويتعلم من أخطائه لكي لا تتكرر ويصلح ما يقدر على إصلاحه لتنهض الدولة السيدة ولا تتعثر، بل يجب عليه أن يظل أسير ماضيه.
الإنسان ليس صنما! فقط الصنم هو الذي لا يتغير ولا يتبدل ولا يتعلم ولا يشعر ولا يفكر.
ولقد أظهرت المعمعة الحالية التي يتخبط بها لبنان ومنذ انتخابات 2005 ونجاح قوى 14 آذار وحتى اليوم للشعب اللبناني من هم حقيقة أمراء الحرب الحقيقيين ومن هم أمراء السلام. الذين يسعون ليل نهار من أجل السلام.
لقد تم استفزاز قوى 14 آذار بهدف الفتنة عشرات المرات بل مئات المرات وسقط منهم شهداء وجرحى وكان رجائهم من مناصريهم التزام الهدوء وجوابهم دائما: الدولة هي المسؤولة عن ملاحقة المجرمين وكشفهم. والدولة فقط هي صاحبة الحق المطلق في ذلك!
نذكر على سبيل المثال لا الحصر المشكلة التي افتعلها على خلفية نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة المدعو يوسف فرنجية لفشل زعيمه سليمان، بإطلاقه النار على ثلاثة شبان من "القوات اللبنانية" أدت إلى استشهاد عزيز صالح وطوني عيسى. ماذا كان رد جعجع والقوات: الدولة!
هل حقاً لو كان جعجع ما يزال أمير حرب لقال ذلك؟
في جريمة الزيادين الرهيبة والموجهة إلى جنبلاط، كان رد جنبلاط على الجموع المطالبة بالثأر أيضا: الدولة!
هل حقاً لو كان جنبلاط ما يزال أمير حرب لقال ذلك؟
لقد تعرض تيار المستقبل إلى القسم الأكبر من الاستفزازات وسقط له شهداء في طرابلس وفي بيروت وفي البقاع. وماذا كان رد الزعيم سعد الحريري؟ الدولة!
لو كان الحريري زعيم ميليشيا كما تدعي "المنار" لما قال ذلك؟
أحداث 22 و25 كانون الثاني كشفت للشعب بالصور المباشرة الحية من هم حقا أمراء الحرب الجدد في قطع الطرقات وإرهاب الناس والاعتداء عليهم والباقي معروف.
أمير الحرب الذي سلم سلاحه وانخرط بالفعل والقول في المصالحة الوطنية ومشروع الدولة متظللا راية القانون، من الإجحاف بحق الحقيقة أن نطلق عليه صفة أمير حرب. وكأننا نعاقب الناس على ماضيها الذي تخلت عنه بدل أن نشجعها على نبذه نهائيا ونشد على أيديها لخياراتها السلمية الحضارية الجديدة.
نعم هم كانوا أمراء حرب وهذه تجربة مريرة دفع ثمنها الجميع أما اليوم فهم أمراء سلام من أجل لبنان سيد حر مستقل ديمقراطي مزدهر ويدافعون عن ذلك بتقديم خيرة القادة الشهداء من بين صفوفهم ويعملون من أجل ذلك بالكلمة الصادقة والفكر النير والصبر وكظم الغيظ ودون استفزاز أحد لكي تتحقق الدولة العادلة. التي يطالب بها البعض شفهيا ويعرقل قيامها بل ويحاربها عمليا.
وهذا ما يمارسه على العلن والمكشوف أمراء الحرب الجدد الحاليين تحت راية الحزب اللاهي وباسم المقاومة التي كانت وما زالت ميليشيا. ولهذا هم يتجهزون ويتدربون ويشترون الضمائر ويوزعون السلاح ويغطون على الجرائم ويحمون المجرمين. مثلا أمير الحرب الجديد وئام وهاب يرفض تفتيش سياراته من قبل رجال الجمارك.
هل يفعل ذلك غير أمراء الحرب أو من يهربون السلاح لخراب البلد؟ ولو لم يكن أمير حرب لأذعن لأوامر السلطة الشرعية كغيره من المواطنين.
حسن نصر الله يعتبر شاحنة السلاح التي صادرها الجيش الشرعي بأنها سلاح غصوب لا بد من استرجاعه إلى أصحابه ملوك الحرب الجدد.
وأمير الحرب السابق الفاشل والمتجدد ميشال عون يجهز لها وتم القبض على عدد من شبابه وشاباته تحت التدريب.
حقا يجب أن نشكر الزعماء الكبار على رباطة جأشهم وتحملهم الكثير من أذى أمراء الحرب الجدد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق