سعيد علم الدين
الزعيم الكبير يجب أن يكون كالوعاء الكبير يسع كل الأوعية الأصغر. يسعها: بالحكمة واللطف وليس بالحماقة والعنف، بالرفق والسلاسة وليس بالمدافعة والتياسة، بالسياسةِ وخدمة الشعب وليس بعشق كرسي الرئاسةِ والوصول إليه على حساب مصالح الوطن وبيع الشعب لأجله في سوق النخاسة.
للتذكير نحن في القرن الواحد والعشرين قرن انتصار الديمقراطية الحتمي على الدكتاتورية، والتعددية على الشمولية، والحرية على العبودية، والشعوب الحرة في العالم على الكراسي وجلاديها.
الشعب اللبناني برهن لنفسه والعرب والعالم في انتفاضته الحضارية الرائعة البيضاء في الرابع عشر من آذار، أنه شعب حيٌّ: حرٌّ لا يقاد، أبيٌّ يرفضُ الاستبداد، ديمقراطيٌّ بتفكيره، تعدديٌّ بزركشته، عربيٌّ بجذوره، قويٌّ كجبالهِ، منطلقٌ كأنهاره، هادرٌ كبحرهِ، عنيدٌ كصخرهِ، قادرٌ على صنع الانتصار تلو الانتصار في الوطن وفي بلاد الانتشار.
ومن يستغبي الشعب سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً. ومن يعتقد أن الشعب أبلهٌ: ينسى بسرعة وذاكرته قصيرة فهو على خطأ. ومن يعتقد أن الشعب ساذجٌ: يُخْدعُ من جحر واحد ثلاث مرات فهو على خطأ. ومن يعتقد أن الشعب قطيع من الغنم والماعز يستطيع أخذه كيفما يشاء وجره إلى حتفه أو رميه في المهالك فسيكتشف عاجلاً أم آجلاً أنه هو وحده فقط التيس الأكبر وليس الزعيم الفائز.
لأن الشعب عندما يتألم سيخزن في عقله الباطني ولا يمكن أن ينسى من جَوَّعَ أطفاله وتسبب بآلامه وسيفجرها في وجه جلاده في صندوق الاقتراع أو بأي طريقة أخرى سيصنعها بيديه الجبارتين. وكما قال أبو القاسم: إذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. والشعب اللبناني أراد الحياة صارخا في وجه جلاديه الجدد " بدنا نعيش!". فردوا عليه "بدنا نعيش بكرامة!"
وكرامتهم رأيناها بتقبيلهم كالأطفال الصغار أو قل كالعبيد يد مرشدهم الإلهي الأكبر خامنئي. وكرامتهم رأيناه أيضاً بانبطاحهم المذل أمام قائدهم الأعلى بشار الاسد واستجدائهم تدخله لفرض رئيس على لبنان. حيث قال حسن نصر الله بعظمة لسانه والشاشات تشهد على كلامه: "بالنسبة للاستحقاق الرئاسي ما بدنا لا السوريون ولا الامريكيون يدخلو فيه. منيح!"
ثم ناقض نفسه بنفسه في خطاب يوم القدس دون كرامة وبشكل فاضح مستجديا التدخل السوري في الاستحقاق الرئاسي بقوله: "أنا أضمن أن سوريا تقبل برئيس توافقي".
الزعيم الكبير يجب أن يكون محترما لكي يحترمه الآخرون، يأخذهم بعين الاعتبار ولا يهددهم بقوله: عون أو الفوضى، عون أو الخراب، عون أو الطوفان، عون أو الحرب. يأخذهم بالإقناع لا أن يفرض نفسه عليهم بقوله: أنا وبس، أنا ولا أحد غيري. هو بذلك يستفزهم ضده ويدفعهم إلى الاستنفار. فكيف إذا كان قد خاض حروبا فاشلة ودمر البلد مرتين يا للعار؟
الزعيم الكبير يجب أن يجمع ولا يستفز، يتمتع بالعقلانية وليس بجنون العظمة، بالتأني وليس بالتهور، بالحفاظ على شعرة معاوية مع كل الأفرقاء وليس بقطعها دون رجاء، بالنظرِ إلى المستقبل الواعد وليس بالبقاء أسير الماضي البائد، بالعلمِ والمعرفةِ وليس بالجهلِ والعجرفةِ، بالتواضعِ والليونة وليس بالتكبرِ بالخشونةِ.
ولهذا فمن يريد أن يصبح رئيساً للجمهورية يا شيخ نعيم قاسم ويكون "نقطة ارتكاز" واستقطاب للجميع، يجب أن يملك عقلا كبيراً راجحا متزنا متوازنا جامعا قادرا على السماع والاستماع والفهم والإدراك والقدرة على الإقناع، وليس جر البلد بسبب أنانيته إلى الخراب والضياع.
ولكن الظاهر أن هدفكم الحقيقي ليس أن يكون عون نقطة ارتكاز، إنما نقطة ابتزاز للأكثرية. لأنه لو كان غير ذلك لما وافقتم وأصريتم على أن يكون ميشال ادة رئيسا للجمهورية. تحالفكم مع عون غير طبيعي بل هو ضد الطبيعة وعكس مجاري الأنهار. المهم عون يأخذ مواقف لمصلحتكم وأنتم تدفعون له ثمنها من ملايين الدولارات الأمريكية الطاهرة. وكما انقلب عون على غيركم سينقلب عليكم!
ما يدعو إلى السخرية أن طهران تطالب بـ"إجماع" اللبنانيين على الرئيس. وكيف سيجتمع اللبنانيون بعد أن فرقتهم إيران بدق مسمارها الإلهي ك "نقطة ارتكاز" لها في وسطهم، كي لا يجتمعوا؟
ما يدعو إلى السخرية أيضا أن دمشق تحذر من "مشكلات أمنية".
في لبنان. وكيف ستنتهي المشاكل الأمنية والنظام السوري لا شغلة ولا عملة عنده إلا ضرب استقرار وأمن لبنان.
مع العلم أنه ومنذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة اثر التمديد خريف 04 لم ينفك هذا النظام عن تصدير المشكلات والجرائم الأمنية إلى لبنان. وقمتها كانت "فتح آصف شوكت".
لا تخافوا أيها اللبنانيون من البعابع! أنتم الأقوى بالتفافكم حول حكومة الاستقلال الثاني وجيشكم الباسل وقوى الأمن الداخلي الحارسة وكل القوى الأمنية الأخرى. العالم أيضا يقف إلى جانبكم وبقوة. ميشال عون لا يصلح لكي يكون رئيسا للجمهورية ربما لتياره فقط الذي سينفرط عقده قريبا.
الزعيم الكبير يجب أن يكون كالوعاء الكبير يسع كل الأوعية الأصغر. يسعها: بالحكمة واللطف وليس بالحماقة والعنف، بالرفق والسلاسة وليس بالمدافعة والتياسة، بالسياسةِ وخدمة الشعب وليس بعشق كرسي الرئاسةِ والوصول إليه على حساب مصالح الوطن وبيع الشعب لأجله في سوق النخاسة.
للتذكير نحن في القرن الواحد والعشرين قرن انتصار الديمقراطية الحتمي على الدكتاتورية، والتعددية على الشمولية، والحرية على العبودية، والشعوب الحرة في العالم على الكراسي وجلاديها.
الشعب اللبناني برهن لنفسه والعرب والعالم في انتفاضته الحضارية الرائعة البيضاء في الرابع عشر من آذار، أنه شعب حيٌّ: حرٌّ لا يقاد، أبيٌّ يرفضُ الاستبداد، ديمقراطيٌّ بتفكيره، تعدديٌّ بزركشته، عربيٌّ بجذوره، قويٌّ كجبالهِ، منطلقٌ كأنهاره، هادرٌ كبحرهِ، عنيدٌ كصخرهِ، قادرٌ على صنع الانتصار تلو الانتصار في الوطن وفي بلاد الانتشار.
ومن يستغبي الشعب سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً. ومن يعتقد أن الشعب أبلهٌ: ينسى بسرعة وذاكرته قصيرة فهو على خطأ. ومن يعتقد أن الشعب ساذجٌ: يُخْدعُ من جحر واحد ثلاث مرات فهو على خطأ. ومن يعتقد أن الشعب قطيع من الغنم والماعز يستطيع أخذه كيفما يشاء وجره إلى حتفه أو رميه في المهالك فسيكتشف عاجلاً أم آجلاً أنه هو وحده فقط التيس الأكبر وليس الزعيم الفائز.
لأن الشعب عندما يتألم سيخزن في عقله الباطني ولا يمكن أن ينسى من جَوَّعَ أطفاله وتسبب بآلامه وسيفجرها في وجه جلاده في صندوق الاقتراع أو بأي طريقة أخرى سيصنعها بيديه الجبارتين. وكما قال أبو القاسم: إذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. والشعب اللبناني أراد الحياة صارخا في وجه جلاديه الجدد " بدنا نعيش!". فردوا عليه "بدنا نعيش بكرامة!"
وكرامتهم رأيناها بتقبيلهم كالأطفال الصغار أو قل كالعبيد يد مرشدهم الإلهي الأكبر خامنئي. وكرامتهم رأيناه أيضاً بانبطاحهم المذل أمام قائدهم الأعلى بشار الاسد واستجدائهم تدخله لفرض رئيس على لبنان. حيث قال حسن نصر الله بعظمة لسانه والشاشات تشهد على كلامه: "بالنسبة للاستحقاق الرئاسي ما بدنا لا السوريون ولا الامريكيون يدخلو فيه. منيح!"
ثم ناقض نفسه بنفسه في خطاب يوم القدس دون كرامة وبشكل فاضح مستجديا التدخل السوري في الاستحقاق الرئاسي بقوله: "أنا أضمن أن سوريا تقبل برئيس توافقي".
الزعيم الكبير يجب أن يكون محترما لكي يحترمه الآخرون، يأخذهم بعين الاعتبار ولا يهددهم بقوله: عون أو الفوضى، عون أو الخراب، عون أو الطوفان، عون أو الحرب. يأخذهم بالإقناع لا أن يفرض نفسه عليهم بقوله: أنا وبس، أنا ولا أحد غيري. هو بذلك يستفزهم ضده ويدفعهم إلى الاستنفار. فكيف إذا كان قد خاض حروبا فاشلة ودمر البلد مرتين يا للعار؟
الزعيم الكبير يجب أن يجمع ولا يستفز، يتمتع بالعقلانية وليس بجنون العظمة، بالتأني وليس بالتهور، بالحفاظ على شعرة معاوية مع كل الأفرقاء وليس بقطعها دون رجاء، بالنظرِ إلى المستقبل الواعد وليس بالبقاء أسير الماضي البائد، بالعلمِ والمعرفةِ وليس بالجهلِ والعجرفةِ، بالتواضعِ والليونة وليس بالتكبرِ بالخشونةِ.
ولهذا فمن يريد أن يصبح رئيساً للجمهورية يا شيخ نعيم قاسم ويكون "نقطة ارتكاز" واستقطاب للجميع، يجب أن يملك عقلا كبيراً راجحا متزنا متوازنا جامعا قادرا على السماع والاستماع والفهم والإدراك والقدرة على الإقناع، وليس جر البلد بسبب أنانيته إلى الخراب والضياع.
ولكن الظاهر أن هدفكم الحقيقي ليس أن يكون عون نقطة ارتكاز، إنما نقطة ابتزاز للأكثرية. لأنه لو كان غير ذلك لما وافقتم وأصريتم على أن يكون ميشال ادة رئيسا للجمهورية. تحالفكم مع عون غير طبيعي بل هو ضد الطبيعة وعكس مجاري الأنهار. المهم عون يأخذ مواقف لمصلحتكم وأنتم تدفعون له ثمنها من ملايين الدولارات الأمريكية الطاهرة. وكما انقلب عون على غيركم سينقلب عليكم!
ما يدعو إلى السخرية أن طهران تطالب بـ"إجماع" اللبنانيين على الرئيس. وكيف سيجتمع اللبنانيون بعد أن فرقتهم إيران بدق مسمارها الإلهي ك "نقطة ارتكاز" لها في وسطهم، كي لا يجتمعوا؟
ما يدعو إلى السخرية أيضا أن دمشق تحذر من "مشكلات أمنية".
في لبنان. وكيف ستنتهي المشاكل الأمنية والنظام السوري لا شغلة ولا عملة عنده إلا ضرب استقرار وأمن لبنان.
مع العلم أنه ومنذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة اثر التمديد خريف 04 لم ينفك هذا النظام عن تصدير المشكلات والجرائم الأمنية إلى لبنان. وقمتها كانت "فتح آصف شوكت".
لا تخافوا أيها اللبنانيون من البعابع! أنتم الأقوى بالتفافكم حول حكومة الاستقلال الثاني وجيشكم الباسل وقوى الأمن الداخلي الحارسة وكل القوى الأمنية الأخرى. العالم أيضا يقف إلى جانبكم وبقوة. ميشال عون لا يصلح لكي يكون رئيسا للجمهورية ربما لتياره فقط الذي سينفرط عقده قريبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق