سعيد علم الدين
إذا كان للفراغ من حسنة، فهي أنه أفضل بكثير للبنان من أن يملأه شخص مشهور بنزقاته وعنترياته وتحدياته. الذي سيسير بلبنان حتما إلى التهلكة إذا وصل إلى كرسي رئاسة الجمهورية.
فميشال عون هو من عَرَّضَ لبنان ليس فقط لحربين فاشلتين في الماضي بل ويعطل الآن بمواقفه الأنانية قيامة الدولة اللبنانية السيدة الحرة الديمقراطية المستقلة، ويعرقل ثورة الأرز عن الوصول إلى مبتغاها وتحقيق كامل أهدافها الطموحة بخلاص الوطن من أنياب الذئاب.
وهو من يتحمل المسؤولية في حرب تموز بدعمه الأعمى للحزب اللاهي. وهو من انقلب مع "معارضة" على النظام الديمقراطي، ظهر ذلك جلياً في أحداث 23 و25 كانون ثاني الدموية المفتعلة وغيرها ولولا تدخل الجيش ووعي قوى 14 آذار لما يحاك للبنان من مؤامرات لاشتعلت حتما الحرب الأهلية. وهو من احتل مع الحزب اللاهي الوسط التجاري مغلقا مئات المحلات، معطلا ألاف العمال عن وظائفها دون رحمة، مفرغا المنطقة من حياتها الطبيعية الجميلة الساحرة. وهو من شل المؤسسات الدستورية مع مرشده الأعلى خامنئي وصولا إلى نجاحه مع نصر الله في إفشال كل المبادرات وإفراغ كرسي الجمهورية.
وكأنه لا يكفيه كل هذه الأعمال المضرة، فآخر تصريح له يؤكد سوء نياته تجاه لبنان وشعبه المتعب جدا من المهرجين، حيث قال البارحة"ان هناك خطوات عملية قريبة ضمن الاطر السلمية الديموقراطية ولكن هذه المرة لن نكون في مكان واحد، ففي المرة السابقة اعتصمنا في ساحة رياض الصلح، أما اليوم فسنعتصم في كل مكان".
وهل يريد الآن السيد عون شل البلد بكامله من جنوبه إلى شماله وإغلاق محلاته وتعطيل شعبه وإفقاره لتهجيره على طريقة نصر الله؟
وهل أيضا "من ضمن الاطر السلمية الديموقراطية" ما حدث في كانون الثاني من اعتداءات على المواطنين الآمنين، واستباحة دمائهم وسقوط جرحى وشهداء، وقطع طرقات وإشعال إطارات وتكسير محلات وتحطيم سيارات عليها صور شهيد الوطن الكبير الرئيس رفيق الحريري وهجوم على الطريق الجديدة البيروتية الآمنة وانتهاك حرمة الجامعة العربية وغيرها الكثير من أعمال شغب تخريبية وتصرفات عنفية استبدادية لا علاقة لها بالديمقراطية السلمية؟
ويريد بعد كل هذا أن يعتلي على كرسي الرئاسة، أعلى منصب في الدولة! كم هي كرسي الرئاسة اليوم في قصر بعبدا: مرتاحةُ الضمير بفراغها، تتمتعُ سعيدةٌ بوحدتها، مطمئنةٌ بصفاء خلوتها، على أن يملأها إنسان دميةٌ عميل أو أحمقٌ أرعن؟
وليس الفراغ في كرسي الرئاسة هو الأسوأ وإنما إذا اعتلاه شخص على شاكلة عون أوصل البلد بأنانياته وعقدة أوديب الرئاسية إلى الفراغ الحالي. وأيضاً للأسباب التالية:
فإذا كان لحود قد عمل من وراء ستار لضرب أسس النظام الديمقراطي، فإن عون سيعمل مع الحزب المذهبي الإلهي والنظام السوري الشمولي على المكشوف لتحويل الجمهورية إلى دكتاتورية.
وإذا كان لحود قد خرج بهدوء من قصر بعبدا بعد التمديد له نصف ولاية، فإن عون لن يخرج أبدا وسيمدد لنفسه على طريقة بشار وباقي جماهيريات العرب، وإن خرج فسيخرج على طريقة غريمة السابق حافظ الأسد من القصر إلى القبر.
وإذا كان لحود قد احترم البطريرك صفير أو تظاهر باحترامه، فإن عون لن يحترم أحداً وله سوابق مشينة في هذا الشأن وهو القائل وبكل وقاحة: على البطرك أن يضع اسما واحدا في اللائحة. أي أن يختاره رئيسا للجمهورية.
على كل حال الفراغ هو فقط في الكرسي، لأن الحكومة موجودة ودستورية وما زالت تتمتع بثقة البرلمان وتقوم بواجباتها في خدمة الوطن والمواطن والدفاع عن مصالحهما بالكامل، مدعومة من الجيش وكافة القوى الأمنية والروحية والشعبية والأكثرية النيابية ومعترف بشرعيتها عربيا وعالميا. رغم كل ذلك الوضع غير طبيعي ويجب أن لا يطول، بل ويحسم في أسرع وقت ممكن لحماية لبنان من آل تحريض وجماعة تخوين، وأبالسة فتن وثرثاري توطين، وباقي المصطادين في المياه الآسنة للعبث بأمنه واستقراره.
لقد برهن السيد ميشال عون للشعب اللبناني وللعرب ولكل دول العالم المهتمة بلبنان ومشاكله المفتعلة من قبل إيران وسوريا وعملائهم الكثر في الداخل، على أنه تماما كنصر الله. وإذا كان نصر الله يدوس على مصالح اللبنانيين خدمة للنظامين الإيراني والسوري، فإن عون يدوس على مصالح اللبنانيين خدمة للكرسي.
وبخفة يرمي عون المتناقض أخطاءه على الاخرين
تناقض: هو يعلن أنه علماني ومع فصل الدين عن السياسة وفي الوقت نفسه يتحالف مع وكيل المرشد خامنئي ورجل الدين نصر الله. مشروعين متناقضين لا يجمع بينهما إلا المصلحة الآنية.
خداع: عون يهمش الموقع المسيحي الأول في الدولة بعدم نزوله مع نوابه لانتخاب الخلف ويتهم الذين نزلوا للبرلمان من اجل انتخاب الرئيس الماروني بتهميش المسيحيين.
نفاق: عون يريد إسقاط الحكومة "بقرد ودب" وشغب وحرب وفي الوقت نفسه يعمل على إطالة عمرها بإيصاله البلاد للفراغ في الكرسي. مع العلم أنه عند انتخاب الرئيس القادم ستقدم له الحكومة إستقالتها.
من يتحمل المسؤولية الأولى في شغور منصب الرئاسة؟ سؤال وجيه لا بد من طرحه في هذا الظرف الدقيق.
فبعد رحيل لحود عن قصر بعبدا طاويا بذلك صفحة سوداء قاتمة من عمر الجمهورية التي أوصلها إلى هذا المفترق الخطير بسبب خنوعه وتبعيته لمن عينه في هذا المنصب الأول وفرض له التمديد الذي لم يجلب للبلد إلا الدماء والحروب والدمار. وقد تسبب بسبب سياسته الكيدية الخبيثة إلى خلق شرخ عميق في الوطن ككل وفي طائفته التي ينتمي إليها.
فاليوم لبنان بسبب تبعية لحود العمياء لسياسة النظام السوري الذي لم يكن لبنان بالنسبة إليه إلا دجاجة تبيض ذهباً وورقة تفاوض، وبسبب التصاقه بالحزب اللاهي الذي يعمل لتحقيق مصالح إيران في لبنان على حساب الوطن، وصل الحال إلى ما نحن فيه من انقسام على الصعيد اللبناني والماروني والذي أدى بالتالي إلى شغور منصب الرئاسة.ومن هنا فمن يوضع في منصب ليس أهلا له لا عجب أن يوصل الأمور إلى ما نحن عليه اليوم.
إذا كان للفراغ من حسنة، فهي أنه أفضل بكثير للبنان من أن يملأه شخص مشهور بنزقاته وعنترياته وتحدياته. الذي سيسير بلبنان حتما إلى التهلكة إذا وصل إلى كرسي رئاسة الجمهورية.
فميشال عون هو من عَرَّضَ لبنان ليس فقط لحربين فاشلتين في الماضي بل ويعطل الآن بمواقفه الأنانية قيامة الدولة اللبنانية السيدة الحرة الديمقراطية المستقلة، ويعرقل ثورة الأرز عن الوصول إلى مبتغاها وتحقيق كامل أهدافها الطموحة بخلاص الوطن من أنياب الذئاب.
وهو من يتحمل المسؤولية في حرب تموز بدعمه الأعمى للحزب اللاهي. وهو من انقلب مع "معارضة" على النظام الديمقراطي، ظهر ذلك جلياً في أحداث 23 و25 كانون ثاني الدموية المفتعلة وغيرها ولولا تدخل الجيش ووعي قوى 14 آذار لما يحاك للبنان من مؤامرات لاشتعلت حتما الحرب الأهلية. وهو من احتل مع الحزب اللاهي الوسط التجاري مغلقا مئات المحلات، معطلا ألاف العمال عن وظائفها دون رحمة، مفرغا المنطقة من حياتها الطبيعية الجميلة الساحرة. وهو من شل المؤسسات الدستورية مع مرشده الأعلى خامنئي وصولا إلى نجاحه مع نصر الله في إفشال كل المبادرات وإفراغ كرسي الجمهورية.
وكأنه لا يكفيه كل هذه الأعمال المضرة، فآخر تصريح له يؤكد سوء نياته تجاه لبنان وشعبه المتعب جدا من المهرجين، حيث قال البارحة"ان هناك خطوات عملية قريبة ضمن الاطر السلمية الديموقراطية ولكن هذه المرة لن نكون في مكان واحد، ففي المرة السابقة اعتصمنا في ساحة رياض الصلح، أما اليوم فسنعتصم في كل مكان".
وهل يريد الآن السيد عون شل البلد بكامله من جنوبه إلى شماله وإغلاق محلاته وتعطيل شعبه وإفقاره لتهجيره على طريقة نصر الله؟
وهل أيضا "من ضمن الاطر السلمية الديموقراطية" ما حدث في كانون الثاني من اعتداءات على المواطنين الآمنين، واستباحة دمائهم وسقوط جرحى وشهداء، وقطع طرقات وإشعال إطارات وتكسير محلات وتحطيم سيارات عليها صور شهيد الوطن الكبير الرئيس رفيق الحريري وهجوم على الطريق الجديدة البيروتية الآمنة وانتهاك حرمة الجامعة العربية وغيرها الكثير من أعمال شغب تخريبية وتصرفات عنفية استبدادية لا علاقة لها بالديمقراطية السلمية؟
ويريد بعد كل هذا أن يعتلي على كرسي الرئاسة، أعلى منصب في الدولة! كم هي كرسي الرئاسة اليوم في قصر بعبدا: مرتاحةُ الضمير بفراغها، تتمتعُ سعيدةٌ بوحدتها، مطمئنةٌ بصفاء خلوتها، على أن يملأها إنسان دميةٌ عميل أو أحمقٌ أرعن؟
وليس الفراغ في كرسي الرئاسة هو الأسوأ وإنما إذا اعتلاه شخص على شاكلة عون أوصل البلد بأنانياته وعقدة أوديب الرئاسية إلى الفراغ الحالي. وأيضاً للأسباب التالية:
فإذا كان لحود قد عمل من وراء ستار لضرب أسس النظام الديمقراطي، فإن عون سيعمل مع الحزب المذهبي الإلهي والنظام السوري الشمولي على المكشوف لتحويل الجمهورية إلى دكتاتورية.
وإذا كان لحود قد خرج بهدوء من قصر بعبدا بعد التمديد له نصف ولاية، فإن عون لن يخرج أبدا وسيمدد لنفسه على طريقة بشار وباقي جماهيريات العرب، وإن خرج فسيخرج على طريقة غريمة السابق حافظ الأسد من القصر إلى القبر.
وإذا كان لحود قد احترم البطريرك صفير أو تظاهر باحترامه، فإن عون لن يحترم أحداً وله سوابق مشينة في هذا الشأن وهو القائل وبكل وقاحة: على البطرك أن يضع اسما واحدا في اللائحة. أي أن يختاره رئيسا للجمهورية.
على كل حال الفراغ هو فقط في الكرسي، لأن الحكومة موجودة ودستورية وما زالت تتمتع بثقة البرلمان وتقوم بواجباتها في خدمة الوطن والمواطن والدفاع عن مصالحهما بالكامل، مدعومة من الجيش وكافة القوى الأمنية والروحية والشعبية والأكثرية النيابية ومعترف بشرعيتها عربيا وعالميا. رغم كل ذلك الوضع غير طبيعي ويجب أن لا يطول، بل ويحسم في أسرع وقت ممكن لحماية لبنان من آل تحريض وجماعة تخوين، وأبالسة فتن وثرثاري توطين، وباقي المصطادين في المياه الآسنة للعبث بأمنه واستقراره.
لقد برهن السيد ميشال عون للشعب اللبناني وللعرب ولكل دول العالم المهتمة بلبنان ومشاكله المفتعلة من قبل إيران وسوريا وعملائهم الكثر في الداخل، على أنه تماما كنصر الله. وإذا كان نصر الله يدوس على مصالح اللبنانيين خدمة للنظامين الإيراني والسوري، فإن عون يدوس على مصالح اللبنانيين خدمة للكرسي.
وبخفة يرمي عون المتناقض أخطاءه على الاخرين
تناقض: هو يعلن أنه علماني ومع فصل الدين عن السياسة وفي الوقت نفسه يتحالف مع وكيل المرشد خامنئي ورجل الدين نصر الله. مشروعين متناقضين لا يجمع بينهما إلا المصلحة الآنية.
خداع: عون يهمش الموقع المسيحي الأول في الدولة بعدم نزوله مع نوابه لانتخاب الخلف ويتهم الذين نزلوا للبرلمان من اجل انتخاب الرئيس الماروني بتهميش المسيحيين.
نفاق: عون يريد إسقاط الحكومة "بقرد ودب" وشغب وحرب وفي الوقت نفسه يعمل على إطالة عمرها بإيصاله البلاد للفراغ في الكرسي. مع العلم أنه عند انتخاب الرئيس القادم ستقدم له الحكومة إستقالتها.
من يتحمل المسؤولية الأولى في شغور منصب الرئاسة؟ سؤال وجيه لا بد من طرحه في هذا الظرف الدقيق.
فبعد رحيل لحود عن قصر بعبدا طاويا بذلك صفحة سوداء قاتمة من عمر الجمهورية التي أوصلها إلى هذا المفترق الخطير بسبب خنوعه وتبعيته لمن عينه في هذا المنصب الأول وفرض له التمديد الذي لم يجلب للبلد إلا الدماء والحروب والدمار. وقد تسبب بسبب سياسته الكيدية الخبيثة إلى خلق شرخ عميق في الوطن ككل وفي طائفته التي ينتمي إليها.
فاليوم لبنان بسبب تبعية لحود العمياء لسياسة النظام السوري الذي لم يكن لبنان بالنسبة إليه إلا دجاجة تبيض ذهباً وورقة تفاوض، وبسبب التصاقه بالحزب اللاهي الذي يعمل لتحقيق مصالح إيران في لبنان على حساب الوطن، وصل الحال إلى ما نحن فيه من انقسام على الصعيد اللبناني والماروني والذي أدى بالتالي إلى شغور منصب الرئاسة.ومن هنا فمن يوضع في منصب ليس أهلا له لا عجب أن يوصل الأمور إلى ما نحن عليه اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق