سعيد علم الدين
ظهر اليوم للعيان الجوهر الخفي لمعادلة ورقة تفاهم كنيسة مار مخايل التي وقعها ميشال عون مع حسن نصر الله في 6 شباط عام 06 .
هذا الجوهر نراه اليوم بوضوح وقد انفضحت أسراره وطغت على كل ما جاء في الورقة من بنود علنية هي للاستهلاك المحلي فقط، وبالأخص بعد هذه المعركة الإرهابية الشرسة التي يخوضها الحزب اللاهي منذ أكثر من سنة للتحضير لفرض عون رئيسا للجمهورية خلفا للحود وذلك للإمساك بالدولة اللبنانية من رقبتها وترويضها لمشروعه الإيراني.
ومن هنا هو راض عن عمر كرامي الخانع لأنه مروض، وأعلن الحرب على السنيورة الممانع لأنه لم يستطع ترويضه.
وفي هذا السياق نستطيع أن نفهم تتالي الأحداث الدموية الانقلابية الفوضوية الفاشلة لإسقاط الحكومة والاستيلاء على السلطة والتي توجتها "معارضة"، أي ورقة تفاهم عون – نصر الله، باحتلالها الخانق لرئة بيروت ووسطها التجاري كنقطة ضغط عملية مستمرة لابتزاز الأكثرية والشعب والحكومة تحت شعار: عون أو الفوضى. وفي هذا السياق نستطيع أن نفهم أيضا وصف عون في 13 تشرين أول 06 للمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بـ"طبخة بحص". وفي هذا السياق نستطيع أن نفهم أيضا ربط النائب اللاهي محمد رعد الموافقة على ترشيح العماد سليمان بموافقة عون. وعون يقول: أنا أو لا أحد!
المعادلة السرية وباختصار هي التالي: السلاح + رفض المحكمة مقابل الكرسي + الأموال الإيرانية الطائلة.
أي يحصل نصر الله من عون على تغطية شرعية مسيحية مرموقة للتمسك بسلاحه المقدس أي دولته المذهبية الإلهية، لأن الدول لا تقوم دون سلاح يدعمها التعصب الأعمى، ورفض المحكمة مع السماح بالقبول بها من حيث المبدأ فقط ذرا للرماد في العيون. وبالمقابل يحصل عون على كرسي الجمهورية وعلى الأموال الإيرانية الطاهرة له ولمفاتيح قيادة تياره. وهكذا اشتراهم الحزب اللاهي واحدا بعد الآخر مخترقا التيار ممسكا بخناقه أمنيا حتى أن الحزب يرصد كل مكالمات عون وتحركات ويمنعه من القيام بها في اللحظة المناسبة. وقد زجره من اللقاء مع جنبلاط ولم يسمح له بلقاء الحريري إلا بعد أن تأكد له بأن اللقاء لن يثمر عن شيء.
من الرابح والخاسر استراتيجيا في هذه المعادلة؟
الرابح الأكبر نصر الله. لأنه حافظ على مبادئه ومواقعه بل عززها بالحصول على تغطية شرعية مسيحية مارونية لسلاحه الإلهي بعيدة المدى. هم تفاهموا ببقاء السلاح حتى تحرير مزارع شبعا وعودة الأسرى.
وإذا سوريا لم تستطيع بعد أربعين سنة تحرير شبر من الجولان، هل سيستطيع الحزب اللاهي الذي خسر جبهة الجنوب بعد حرب تموز مقيدا بالقرار 1701 تحرير شبر من شبعا؟
وبما أننا نتحدث عن التحرير، فإن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب عام 2000 تم سياسيا وليس عسكريا، ولم يحرر حزب الله شبرا واحدا من الجنوب فقط كان يقوم بضربات عسكرية ويتراجع إلى مواقعه الآمنة. أي أنه لم يحتل الأرض بالقوة من الإسرائيليين ويبقى فيها. لو فعل ذلك عندها نستطيع نعتها بالمحررة!
إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجنوب حصل سياسيا عندما وعد رئيس الحكومة السابق براك الذي كان ينافس نتنياهو، الشعب الإسرائيلي بالانسحاب من الجنوب اللبناني في حال انتخابه. نجح في الانتخابات ونفذ وعده. هذا ما حصل لا أكثر ولا أقل. ولو نجح يومها نتنياهو لربما ما زالت إسرائيل حتى اليوم في الجنوب اللبناني.
للتذكير أقامت إسرائيل مستوطنات يهودية في كل الأراضي العربية التي احتلتها من سيناء إلى غزة إلى الضفة الغربية إلى الجولان ما عدا الجنوب اللبناني لم تقم فيه مستعمرة واحدة والسبب أن إسرائيل ليس لها أطماع في لبنان ومياهه ولو كان لها أطماع لبنت مستوطنات يهودية من الصعب التخلي عنها أو التخلي عنها بثمن باهظ سيدفعه لبنان. إسرائيل دولة عدوة ومغتصبة لأرض فلسطين هذا شيء مفروغ منه ولكن يجب أن ننظر إلى الأمور بموضوعية وليس بمبالغة تكسر الرقبة، ونصر إلهي يدمر البلد على الفاضي.الخاسر الأكبر من معادلة التفاهم التي أشرنا إليها هو ميشال عون الذي خسر مواقعه مقدما لبنان على طبق من ذهب لنصر الله ومشاريعه الإيرانية، منقلبا على قاعدته الانتخابية التي انتخبته على أساس مبادئه وشعاراته في السيادة والاستقلال، خائنا أرواح الشهداء الذين سقطوا بسبب حروبه، وكل ذلك على أمل الحصول على كرسي الرئاسة. وماذا لو وصل إلى الكرسي مع أن هذا أصبح مستبعدا جدا؟ عندها لن يستطيع مخالفة نصر الله بأمر، وإلا! فجماعة الحزب اللاهي لا يمزحون بهذه الأمور.
هذا الجوهر نراه اليوم بوضوح وقد انفضحت أسراره وطغت على كل ما جاء في الورقة من بنود علنية هي للاستهلاك المحلي فقط، وبالأخص بعد هذه المعركة الإرهابية الشرسة التي يخوضها الحزب اللاهي منذ أكثر من سنة للتحضير لفرض عون رئيسا للجمهورية خلفا للحود وذلك للإمساك بالدولة اللبنانية من رقبتها وترويضها لمشروعه الإيراني.
ومن هنا هو راض عن عمر كرامي الخانع لأنه مروض، وأعلن الحرب على السنيورة الممانع لأنه لم يستطع ترويضه.
وفي هذا السياق نستطيع أن نفهم تتالي الأحداث الدموية الانقلابية الفوضوية الفاشلة لإسقاط الحكومة والاستيلاء على السلطة والتي توجتها "معارضة"، أي ورقة تفاهم عون – نصر الله، باحتلالها الخانق لرئة بيروت ووسطها التجاري كنقطة ضغط عملية مستمرة لابتزاز الأكثرية والشعب والحكومة تحت شعار: عون أو الفوضى. وفي هذا السياق نستطيع أن نفهم أيضا وصف عون في 13 تشرين أول 06 للمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بـ"طبخة بحص". وفي هذا السياق نستطيع أن نفهم أيضا ربط النائب اللاهي محمد رعد الموافقة على ترشيح العماد سليمان بموافقة عون. وعون يقول: أنا أو لا أحد!
المعادلة السرية وباختصار هي التالي: السلاح + رفض المحكمة مقابل الكرسي + الأموال الإيرانية الطائلة.
أي يحصل نصر الله من عون على تغطية شرعية مسيحية مرموقة للتمسك بسلاحه المقدس أي دولته المذهبية الإلهية، لأن الدول لا تقوم دون سلاح يدعمها التعصب الأعمى، ورفض المحكمة مع السماح بالقبول بها من حيث المبدأ فقط ذرا للرماد في العيون. وبالمقابل يحصل عون على كرسي الجمهورية وعلى الأموال الإيرانية الطاهرة له ولمفاتيح قيادة تياره. وهكذا اشتراهم الحزب اللاهي واحدا بعد الآخر مخترقا التيار ممسكا بخناقه أمنيا حتى أن الحزب يرصد كل مكالمات عون وتحركات ويمنعه من القيام بها في اللحظة المناسبة. وقد زجره من اللقاء مع جنبلاط ولم يسمح له بلقاء الحريري إلا بعد أن تأكد له بأن اللقاء لن يثمر عن شيء.
من الرابح والخاسر استراتيجيا في هذه المعادلة؟
الرابح الأكبر نصر الله. لأنه حافظ على مبادئه ومواقعه بل عززها بالحصول على تغطية شرعية مسيحية مارونية لسلاحه الإلهي بعيدة المدى. هم تفاهموا ببقاء السلاح حتى تحرير مزارع شبعا وعودة الأسرى.
وإذا سوريا لم تستطيع بعد أربعين سنة تحرير شبر من الجولان، هل سيستطيع الحزب اللاهي الذي خسر جبهة الجنوب بعد حرب تموز مقيدا بالقرار 1701 تحرير شبر من شبعا؟
وبما أننا نتحدث عن التحرير، فإن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب عام 2000 تم سياسيا وليس عسكريا، ولم يحرر حزب الله شبرا واحدا من الجنوب فقط كان يقوم بضربات عسكرية ويتراجع إلى مواقعه الآمنة. أي أنه لم يحتل الأرض بالقوة من الإسرائيليين ويبقى فيها. لو فعل ذلك عندها نستطيع نعتها بالمحررة!
إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجنوب حصل سياسيا عندما وعد رئيس الحكومة السابق براك الذي كان ينافس نتنياهو، الشعب الإسرائيلي بالانسحاب من الجنوب اللبناني في حال انتخابه. نجح في الانتخابات ونفذ وعده. هذا ما حصل لا أكثر ولا أقل. ولو نجح يومها نتنياهو لربما ما زالت إسرائيل حتى اليوم في الجنوب اللبناني.
للتذكير أقامت إسرائيل مستوطنات يهودية في كل الأراضي العربية التي احتلتها من سيناء إلى غزة إلى الضفة الغربية إلى الجولان ما عدا الجنوب اللبناني لم تقم فيه مستعمرة واحدة والسبب أن إسرائيل ليس لها أطماع في لبنان ومياهه ولو كان لها أطماع لبنت مستوطنات يهودية من الصعب التخلي عنها أو التخلي عنها بثمن باهظ سيدفعه لبنان. إسرائيل دولة عدوة ومغتصبة لأرض فلسطين هذا شيء مفروغ منه ولكن يجب أن ننظر إلى الأمور بموضوعية وليس بمبالغة تكسر الرقبة، ونصر إلهي يدمر البلد على الفاضي.الخاسر الأكبر من معادلة التفاهم التي أشرنا إليها هو ميشال عون الذي خسر مواقعه مقدما لبنان على طبق من ذهب لنصر الله ومشاريعه الإيرانية، منقلبا على قاعدته الانتخابية التي انتخبته على أساس مبادئه وشعاراته في السيادة والاستقلال، خائنا أرواح الشهداء الذين سقطوا بسبب حروبه، وكل ذلك على أمل الحصول على كرسي الرئاسة. وماذا لو وصل إلى الكرسي مع أن هذا أصبح مستبعدا جدا؟ عندها لن يستطيع مخالفة نصر الله بأمر، وإلا! فجماعة الحزب اللاهي لا يمزحون بهذه الأمور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق