رضوان عبد الله
• مقدمة
ان المرحلة النضالية الراهنة التي يخوضها الشعب الفلسطيني، هي استكمال لمرحلة التحرر الوطني التي بدأت مع بدايات الخمسينيات من القرن الماضي و ذلك مع بدايات الوعي الفكري و الثقافي الفلسطيني المتمثل بالنهضة الطلابية الفلسطينية التي كان على رأسها الشهداء القادة ابو عمار و ابو جهاد و ابو الهول و ابو اياد و فيصل الحسيني و وعلي ابو طوق وبشير البرغوثي و معهم عشرات من الكوادر و القادة الاحياء ، الكثر بالكم و النوعية ، امد الله بعمرهم . تلك النهضة التي اثمرت حركة طلابية فلسطينية عريقة و ولدت الظاهرة النقابية الفلسطينية الفريدة من نوعها في العالمين العربي و الاسلامي كأول مؤسسة فلسطينية تقوم على حق الانتخاب جاءت ايضا اول رد عملي على تقسيم فلسطين ، تلك الظاهرة هي الاتحاد العام لطلبة فلسطين ، و كان اول رئيس له الاخ القائد الرمز الشهيد الرئيس ابو عمار .
وفي هذه المرحلة ايضا تتداخل وتتكامل المهمات الوطنية مع المهمات الديمقراطية والاجتماعية لذا فإن التناقض الرئيسي في هذه المرحلة هو بين الشعب الفلسطيني بكافة طبقاته وفئاته الاجتماعية و شرائحه وبين الاحتلال الإسرائيلي بعنصريته الكاملة ، و هكذا فان النضال من أجل تحقيق أهداف شعبنا الوطنية يكمن في احقاق حقوقنا الوطنية و على رأسها حق كل فرد من افراد شعبنا بانجاز العودة وتقرير المصير و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
و إن قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، على جزء من الارض الفلسطينية ، رغم تدمير كافة معالمها من قبل الاحتلال الاسرائيلي بما فيها مقرات الاجهزة الامنية و مطار غزة و المباني الحكومية الخ ... و رغم الانقلاب الذي ارتكبت حماقته حركة حماس و اجهزتها الظلامية الاجرامية ، رغم كل ذلك فان قيام السلطة الوطنية على اراضي فلسطينية قد أحدث تحولا نوعيا في مجرى قضية النضال الديمقراطي والاجتماعي والاقتصادي منذ اعلان الاستقلال الذي اقره المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 في دورته التي عقدت في الجزائر ، و ذلك من خلال المسؤوليات المباشرة التي تتحملها السلطة الوطنية الفلسطينية ، تجاه جماهيرنا داخل الوطن ، استنادا للثوابت الوطنية الفلسطينية بمرجعيتها الشرعية و الوحيدة الا وهي منظمة التحرير الفلسطينية. و إن ما تتميز به المرحلة الراهنة من التداخل الجدلي العميق بين المهمات الوطنية والمهمات الديمقراطية والاجتماعية بات يتطلب تحديدا دقيقا للمهام على الصعيد الوطني العام، مستندا في تحقيقها على الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه بكافة طبقات وفئاته الاجتماعية وفصائله وأحزابه وقواه السياسية والاجتماعية، كما يتطلب أيضا تحديدا دقيقا للمهمات الديمقراطية والاجتماعية والاقتصادية، مستندا في تحقيقها على أبناء الشعب الفلسطيني داخل الوطن وعلى السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى أساس احترامها للديمقراطية والتعددية السياسية، والحقوق الأساسية وتطبيق خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تكفل الحياة الكريمة للمواطنين، وتمسكها بالبرنامج الوطني بأهدافه المتمثلة في حق العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وهكذا كان ، فقد لعب الطلاب الفلسطينييون دورا بارزا في الحركة الوطنية الفلسطينية منذ تأسيسها فكان الاتحاد العام لطلبة فلسطين أحد أول وأهم المؤسسات الوطنية والنقابية التي تأسست في الخمسينات من القرن العشرين. ولم يكن الاهتمام بالقضايا الطلابية المعروفة الدافع الرئيس من وراء إنشاء الاتحاد ، فقد كان الهدف هو تجميع شباب وطلاب فلسطين في شكل من أجل الحفاظ على هويتهم الوطنية والقومية والمساهمة العملية في النظال من أجل تحرير فلسطين. لذا فإن جل نشاطه انصب على العمل الوطني الفلسطيني والمساهمة في الثورة الفلسطينية. واصبح الاتحاد فيها بعد ممثلا للشباب الفلسطيني في المحافل الدولية والعربية وكانت فروع الاتحاد المنتشرة في إنحاء من العالم تقوم بنشاط على محاور عدة لدعم القضية الفلسطينية.
• الصراع الحزبي على الحركة الطلابية الفلسطينية
وقد شكل إنشاء الاتحاد العام لطلبة فلسطين مبادرة شبابية على درجة عالية من حمل المسؤولية الوطنية والاجتماعية للحفاظ على الشباب الفلسطيني وهويتهم الوطنية والثقافية ولامساهمة في لعب دور فاعل على الصعيد الوطني والسياسي إضافة الى الجوانب الاخرى، وهو فعلا شكل من أشكال العمل النقابي الرائد في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية.
فقد كانت الجمعات والكليات الفلسطينية في الاراضي المحتلة مسرحاً لنشاط وطني واجتماعي بدأ يبرز منذ أواخر السبعينات. ولم تكن الجامعات والكليات مجرد أماكن للدراسة بل انها كانت خلية من النشاط والحركة، فعدا على تنظيم الفعاليات الوطنية والمظاهرات ضد الاحتلال الاسرائيلي، فقد قامت الاطر الطلابية ومجالس الطلبية بتنظيم المهرجات الفنية والتراثية السنوية والفصلية وتنظيم العمل التطوعي في قطف الزيتون وكذلك إقامة المعارض الفنية والتراثية الفلسطينية.
الى ذلك، ثمة نشاط سياسي فلسطيني في الخارج، حيث دأب الطلاب الفلسطينيون على اصدار الصحف، وتنظيم علاقات وطنية بالاحزاب العربية، من اجل قضية بلادهم الوطنية، اذ أن نكبة 1948 الفلسطينية أحدثت تغييرات ملحوظة في المشهد، من بينهما تدمير البنية السياسية الفلسطينية، وتدفق الفلسطينيين الى مصر ولبنان وسوريا والاردن اضافة الى قطاع غزة والضفة الغربية. ومن المعروف بأنه قد ننجح القسم الانشط من التجمع الشيوعي في الضفة في تأسيس رابطة في الوسط الطلابي الفلسطيني وفي مصر نجح الماركسيون ايضا حيث ترأس الطالب في كلية الطب، ابن صفد نديم نحوي في تأسيس عصبة طلابية. ومع مرور الوقت، نجح "حزب البعث" في الضفة الغربية في تأسيس فرع له في الوسط نفسه، وتبعته "حركة القوميين العرب" في الاتجاه نفسه. اما الاخوان المسلمون فتضافروا من قطاع غزة ومصر، فكان فرعهم في الوسط الطلابي الفلسطيني الاكثر عدداً، حتى سنة 1957.
اما الهيئة العربية العليا، وحكومة عموم فلسطين فقدتا مبرر وجودهما. واكتفتا باليافطة، لذا كان طبيعياً ان يتركز النشاط السياسي الفلسطيني هنا في "رابطة الطلبة الفلسطينيون"، التي غدت بمثابة مدرسة كادر لتخريج القيادات السياسية اللاحقة. فكان الرئيس ياسر عرفات، أول رئيس لهذه الرابطة (1950-1956)، وأيضا الشهيد صلاح خلف (ابو اياد)، الذي كان نائبا للرئيس ياسر عرفات، وخلفه في رئاسة الرابطة سنة 1956، فضلا عن السيد فاروق القدومي ابو اللطف، و الشهيد خليل الوزير ( ابو جهاد ) الذي كان سكرتيراً عاماً لرابطة الطلاب الفلسطينين في غزة، و الشهيد فيصل الحسيني الذي انضم عام 1959 الى حركة القوميين العرب، ورابطة الطلبة الفلسطينيين التي تحولت في نفس العام الى الى الاتحاد العام لطلبة فلسطين، والشهيد هايل عبد الحميد ( ابو الهول ) والشهيد بشير البرغوثي ونشطاء آخرين من بينهم السيد تيسير قبعة.
• إرهاصات تشكيل الاتحاد
مما تقدم يمكن فهم الصراع الحزبي الذي احتدم من اجل الاستحواذ على قيادة "رابطة الطلبة" ومن بعدها "الاتحاد". ومعروف بأن "الاتحاد العام لطلبة فلسطين"، اتخذ من القاهرة مقراً له، منذ قام سنة 1959، بعد اتحاد الروابط الطلابية الفلسطينية في مصر وسوريا ولبنان وغيرها من الاقطار العربية والاجنبية.
منذ سنة 1957ـ بدأت الحكومة المصرية تتدخل ، باطراد، في أمر تشكيل قيادة " الرابطة" ومن بعدها "الاتحاد"، فيحن كان النظام المصري راضيا عن "البعث" – جانب عوامل اخرى – تولى اعضاء من "البعث" رئاسة الاتحاد، وكانت لهم الاغلبية في هيئتة التنفيذية. حتى اذا ما اصطدم النظام الناصري بالبعثيين، صيف 1963، نقل دعمه الى "حركة القوميين العرب"، حتى اواسط الستينيات، حيث انتقل بدعمة الى طلبة "الطليعة العربية"، الموالية لعبد الناصر. مما قلل من الوزن السياسي لهذا الاتحاد، الامر الذي تعزز بعد قيام منظمة التحرير في اواسط السيتنات، بمؤسساتها السياسية والثقافية والعسكرية فضلا عن تنظيمها الشعبي.
الى جانب "الرابطة" تاسس في القاهرة "النادي الفلسطيني العربي" سنة 1953،ومن عام 1957 انتقل مقر النادي الى مصر الجديدة، ثم عاد الى وسط القاهرة، عام 1960، وبقي هناك حتى سنة 1964 وفي موازاته تأسس "النادي الفلسطيني العربي"، في الاسكندرية، عدا فرعان للنادي في مدينتي العريش وبور سعيد وقد استهدفت هذه النوادي تعزيز الروابط بين الفلسطينيين المقيمين في مصر، ونشر الوعي السياسي بينهم، وتبني مشاكلهم الاجتماعية والثقافية.
تعود أصول الحركة الطلابية الفلسطينية ما بعد النكبة الى 29/11/1959 تاريخ تأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين حيث اقره المؤتمر لاعام الذي عقد في القاهرة للروابط الطلابية الفلسطينية التي جاءت من غزة ودمشق وبيروت و الاسكندرية كذلك رابطة طلبة القاهرة. ففي تشرين ثاني عام 1959 قرر الطلبة المجتمعون في المؤتمر التأسيسي في القهرة بتأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين كـ "منظمة طلابية ديموقراطية تمثل طلبة فلسطين في جميع انحاء العالم"، إيماناً "بالدور الطليعي لاذي يجب على الطالب ان يقوم به في نضال شعبه"، حسب ما ورد في دستور الاتحاد، وذلك تحت تأثير الوعي الجماهيري، والذي اطلق بدوره مسيرة النضال الفلسطينية و حصل على عضوية دائمة في الجامعة العربية كأول مؤسسة فلسطينية بعد النكبة تقوم على حق الانتخاب.
• قاعدة من قواعد الثورة الفلسطينية
منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، صيف 1964، ازداد النشاط العلني الفلسطيني في مصر الى ما بعد حرب 1967. ونشط مكتباها في القاهرة والاسكندرية، عدا مقر اللجنة التنفيذية للمنظمة في العاصمة المصرية، حيث سمحت السلطات المصرية، بعد هذه الحرب وصعود المنظمات الفدائية لحركة "فتح" بالنشاط العلني في مصر، فافتتحت الحرة عدة مكاتب، غالبيتها في القاهرة، فيما اعتبرت قيادة اتحاد الطلاب "ان الاتحاد قاعدة من قواعد الثورة الفلسطينية" ، و ليس كما هو حاصل اليوم من تحويل الاتحاد الى بؤر للصراع على انجازاته و مكتسباته المهمة التي يحاول السيطرة عليها المتسلقون ممن يسمونهم كوادر او قيادات منظماتية رغم ان تلك المكتسبات كانت قد احرزت خلال الست و خمسين عاما المنصرمة بهمة و كفاح الطلبة و القيادة الفلسطينية و على رأسها القيادة الفتحوية التي اخذت على عاتقها حماية الاتحاد من اي انقسام او تجزأة .
• تعزيز دور الاتحادات
و قد عزز المجلس الوطني في دورته الحادية عشرة التي عقدت في القاهرة 6-10/ كانون ثاني 1973 دور التنظيمات الشعبية والنقابات والاتحادات حيث اكد على:-
- ضرورة زيادة تمثيل الاتحادات الشعربية والنقابات في المجلس الوطني الفلسطيني واي مجلس سيط بينة وبين اللجنة التنفيذية.
- ضرورة مشاركة الاتحادات والنقابات ذات الاختصاص في المؤتمرات والوفود التي تشارك فيها منظمة التحرير.
- على منظمة التحرير الفلسطينية تقديم كافة الامكانيات لتسهيل عمل المنظمات الشعبية والنقابات عن طريق دائرة التنظيم الشعبي ومكاتب المنظمة ومن خلال الامانات العامة فقط دون إخلال بأنظمة الاتحاد ولوائحها الداخلية.
- تقوم المنظمات الشعبية والنقابية بالتشاور مع اللجنة التنفيذية ودائرة التنظيم الشعبي ببحث كافة الوسائل التي تمكن الاتحادات الشعبية والنقابات من اجراء اتصالات مع القطاعات الشعبية داخل الارض المحتلة لاستكمال بناء المنظمات الشعبية والنقابية للنضال ضد مشاريع الاستيعاب والاستيطان الاسرائيلي.
و قد تم دعم العمل النقابي الفلسطيني من قبل منظمة التحرير الفلسطينية من خلال ما اقره المجلس الوطني الفلسطيني ، في نفس الدورة ، بتوصيات لدعم العمل النقابي الفلسطيني من خلال لجنة التنظيم الشعبي كان اهمها :
1. التنظيمات الشعبية والنقابية الفلسطينية هي بناء ديمقراطي شعبي تنظيمي يقوم على اساسا المهنة او المجنس او العمر. وهي تنظيمات نضالية مهمتها تنظيمية انتاجية تشارك في النضال السياسي لإبراز الكيان النضالي وتعمل على تحقيق الوحدة الوطنية.
2. التنظيمات الشعبية والنقابية هي أطر لتعبئة وتنظيم قطاعات الشعب الفلسطيني وربطها في المجرى العام لحركة النضال الوطني المتمثل في الثورة الفلسطينية المسلحة.
3. تلتزم التنظيمات الشعبية والنقابية الفلسطينية تشكل بطريق ديمقراطي من القاعدة.
4. تطوير واستنباط الاشكال والبنيات التنظيمية للمنظمات الشعبية والنقابات من خلال مؤتمراتها وأطرها التنظيمية بما يخدم المنطلقات السابقة الذكر.
5. المنظمات الشعبية والنقابات قوى مراقبة وضاغطة على القيادة السياسية للثورة الفلسطينية.
6. التأكيد على حق المنظمات الشعبية والنقابية في تسمية ممثليها الى المؤتمرات والهيئات القيادية في منظمة التحرير كافة.
7. جعل المعونات التي تقرر للمنظمات الشعبية والنقابية الى معونات ثابتة تدفع بشكل دوري دون ربطها بقرارات مسبقة من اللجنة التنفيذية.
8. ضرورة ان تعمل منظمة التحرير الفلسطينية على زيادة قبول الطلبة الفلسطينيين في الجامعات العربية بعد ان خفضت الدول العربية قبولهم في جامعاتها بنسبة كبيرة بعد سنة 1970. على أن يكون قبولهم عن طريق دائرة التعليم في منظمة التحرير.
9. تتعاون الدائرة الثقافية في المنظمة مع الاتحاد العام لطلبة فلسطين في اختيار البعثات الدراسية المقدمة من الدول الصديقة لمنظمة التحرير وأجهزتها.
و تم التجديد لمثل هذه الدعوة من قبل الدائرة السياسية للمنظمة ببيانها الصادر في تونس مع حلول الذكرى السابعة و الخمسين لنكبة فلسطين ، و بتاريخ 15/5/2005 حيث عقد لقاء بتونس في بمقر الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بين الاخ ابو اللطف ، فاروق القدومي ، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وزير خارجية دولة فلسطين ، و بين وفد من ممثلي بيان الجاليات الفلسطينية في الشتات و الذي اعلن يوم 15/12/2004 و ما تبعه من بيانات و لقاءات في 8/1/2005 الخ ... تم خلالها تبنـــي بيان الجاليــــات الفلسطينيـــة في الشتات و الاتفاق على:
1- تفعيل مؤسسات و هياكل منظمة التحرير الفلسطينية و الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني وفقا لمركبات القضية الفلسطينية .
2- التمسك بالثوابت و الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة و على راسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين و ازالة الاحتلال و اقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس .
3- الدعوة لعقد المجلس الوطني الفلسطيني باسرع وقت ممكن ، و قبل نهاية هذا العام و اشراك الجاليات في التشاور و الانتخابات له.
4- التأكيد على ان الجاليات الفلسطينية في الشتات و المهجر هي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الواحد و الداعم لصمود شعبنا .
5- الدعوة لعقد مؤتمر عام للجاليات الفلسطينية في الشتات في الربع الاخير من هذا العام وفقا لما تم الاتفاق عليه كحد ادنى .
طبعا فان تفعيل مؤسسات و هياكل المنظمة يعني تفعيل كافة الهياكل و من ضمنها الاتحاد العام لطلبة فلسطين بفروعه كلها.
• مقاومة الاحتلال
منذ اواسط السبعينات، بدأت تتشكل لجان العمل التطوعي في الاراضي الفلسطينية وكان لهذه اللجان دورا فاعلا نحو تعزيز العمل التطوعي كأحد أهم أشكال العمل المجتمعي، وربما شكلا من أشكال المقاومة والاثبات للاحتلال أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وثراه. وكانت تتركز أنشطة هذه اللجان في تنظيم فعاليات قطف الزيتون وحملات النظافة في المدن والقرى وزراعة الاشجار وتنظيم المعسكرات التطوعية الشبابية، وبدأت تتشكل من خلال هذا حلقة اتصال بين الشباب في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل ما يسمى "بالخط الاخضر".
وفي فترة الانتفاضة الاولى (1987-1993) فقد بدأت الحياة الفلسطينية عموما تأخذ نمطا وتفكير جديدا. فلقد أدرك الجميع اولا أن الانتفاضة ستستمر الى فترة طويلة، لذا فقد بدأت تتشكل اللجان الشعبية المختلفة من أجل تنظيم فعاليات الانتفاضة من أعمال مواجهات وإصدار البيانات وغيرها. وكان الطلاب العنصر المحرك والقائد للانتفاضة في كافة أشكالها وتوجهاتها، وبدأت القيادة الموحدة والتي تضم جميع الاطر المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية في تشكيل اللجان المختلفة من اجل الاشراف المباشر على فعاليات الانتفاضة. واصبحت فيما يعرف بالقوات الضاربة احد اهم اذرع الانتفاضة. والقوات الضاربة هي القوة التنفيذية لفعاليات الانتفاضة وهي تتشكل اساسا بنسبة كبيرة من الطلاب. وباتت هذه القوات الجهة المحركة والموجهة لنشاط الشارع الفلسطيني على مدار فترة الانتفاضة، ولم يقتصر عملها على رشق الحجارة والمقاومة ضد الاحتلال، فقد قامت بمهمات اجتماعية متعددة تتعلق بالانتفاضة مثل توزيع المواد التموينية على الاسر المحتاجة وزيارة بيوت الشهداء وتقديم العزاء لهم وكذلك الجرحى والمصابين والمعتقلين. وقامت بتنظيم فعاليات الحراسة والتعليم الشعبي في القرن والمدن الفلسطينية في ظل استمرار الحصار ومنع التجول على القرى والمدن والبلديات والمخيمات الفلسطينية. وكذلك حل بعض المشاكل والخلافات بين افراد المجتمع. ومن هنا يمكن النظر الى دور جديد للطلاب في معالجة القضايا المجتمعية والتي نتجت في المجتمع. ومن هنا يمكن النظر الى دور جديد للطلاب في معالجة القضايا المجتمعية والتي نتجت بشكل مباشر عن الانتفاضة.
وبعد توقيع اتفاقية " اوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية في العام 1993 ومن ثم إنشاء السلطة الفلسطينية، بدأت مرحلة جديدة من تاريخ الشعب الفلسطيني الذي بدأ يملك وللمرة الاولى السيطرة على جزء من ارضه. وقد اعقب انشاء السلطة الفلسطينية انشاء الوزارات ومنها وزارة تعني بالشباب والرياضة و وزارة اخرى تعني بالتربية والتعليم و اخرى تعني بالثقافة. وقد بدأت تبلور لدى المنظمات الشبابية رؤية جديدة لعملها، ولا سيما تلك المنظمات التي تتبع لمنظمات سياسية وفصائل طنية. فقد أخذت تتحول الى شكل أخر من العمل الشبابي يتماشى مع الواقع الجديد ومرحلة بناء المجتمع المدني والدور المجتمعي الجديد للقطاعات المختلفة.
وقد بادرت هذه الاتحادات الى تأسيس مجلس الشباب الفلسطيني في العام 1998 ليكون مظلة تجمعها و نحو بلورة رؤية جديدة للعمل الشبابي في فلسطين. وقد برز من خلال عمل هذه المؤسسات والاتحادات الحاجة الملحة الى العمل بشكل مبرمج وممنهج من أجل صياغة خطط عملية لتطوير وتنمية قطاع الشباب في فلسطين. ومما لا شك فيه، ان هذه الخطط ستعالج بشكل شمولي الجوانب المختلفة من العمل الشبابي والعوامل التي تؤثر في تنمية الشباب وبالتالي تكون شكلا من المؤسسات الاجتماعية لتمكين وتعزيز دور السياسة ظلت هاجس الفلسطينيين، اينما حلوا، منذ النكبة، لذاغرقت المؤسسات النقابية ولاشعبية الفلسطينية في النشاط السياسي، على حساب الشأنين النقابي والمطلبي.
• بطاقة تعريف للاتحاد العام لطلبة فلسطين
- الإسم: الاتحاد العام لطلبة فلسطين
- تاريخ الميلاد: 29/11/1959
- الجنس: منظمة غير حكومية حتى قيام منظمة التحرير الفلسطينية حيث اعتبر نفسه قاعدة من قواعد الثورة الفلسطينية.
- الوزن: 46 فرع في دول عربية و اوروبية وعالمية مختلفة.
- المهنة: نقابة طلابية.
- العنوان: القدس مقره الدائم.
• هيئات الاتحاد العام لطلبة فلسطين
- الهيئة التنفيذية: عددها احدى عشر عضوا وتقود الاتحاد بمهامه المتعددة.
- المجلس الاداري: ويتألف من ثلاثة وثلاثين عضوا ويشرف على عمل الهيئة التنفيذية.
- الفروع: 46 فرع، ذو هيئات ادارةي موجهة ( من 7 الى 13 عضوا ).
- الوحدات: هيئات مصغرة تتشكل منها الفروع.
- الرئيس الشرفي: سلطة معنوية منتخب من المؤتمر.
- المؤتمر العام: هيئة عليا تجتمع بصورة غير دورية وحيتن تقتضي الضرورة. ( تم عقد عشر مؤتمرات كان آخرها في ايار 1990 في بغداد ).
• الخطوط العريضة للنشاطات
- الدفاع عن القطاع العام في التعليم.
- مساهمة الطلبة في النقاش السياسي الوطني.
- شؤون الشباب وخصوصاً الطلاب.
- الحقوق النقابية والاجتماعية للطلبة.
• الاتحاد العام لطلبة فلسطين عضوا في:
- اتحاد الشباب العربي.
- الاتحاد العام للطلبة العرب.
- الفيدرالية العالمية للشباب الديمقراطي.
- الاتحاد العالمي للطلبة.
خطوة لاعادة تجديد الحياة
بعد عودة القيادة الفلسطينية الى ارض الوطن ، و في خطوة حيوية باتجاه اعادة الحياة النقابية لاطره بادر الاتحاد العام لطلبة فلسطين بعقد دورته السابعة والثلاثين على ارض الوطن في مدينة غزة بحضور الرئيس الشهيد ابو عمار وعدد من اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح واعضاء المجلس الثوري وجمهوري واسع من المسؤولين واعضاء الاتحاد وممثلي المنظمات الشعبية. وقد اكد المتحدثون على اهمية عقد هذه الدورات ودعوا الى باقي التنظيمات الشعبية لعمل ذلك على ارض الوطن.
كلمة الرئيس الشهيد ياسر عرفات كان قد القاها الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية حيث اكد ان الوضع الحالي يتطلب اعداد طلائع طلابية وتنظيمية تكون دائماً في حالة استنفار لمواجهة الهجمة الاستيطانية التي تشنها حكومة نتنياهو مؤكداً ان التعنت الاسرائيلي لا يواجه الا بالاستنفار.. واشاد بمبادرة الاتحاد العام لطلبة فلسطين بعقد الدورة السابعة والثلاثين له على ارض الوطن واعرب عن امله ان تقوم باقي التنظيمات الشعبية الفلسطينية بعمل ذلك على رض الوطن وذلك ايماناً بأن مركز العمل الوطني قد انطلق فوق ساحات الوطن مع عدم التقليل من ساحات العمل الاخرى مشيراً الى ان الاتحاد كان مصنعاً للرجال ومدرسة للحركة الوطنية الفلسطينية وشهد كل مراحلها وساهم في خلق مراحل نضالها ومنعطفاتها بدءاً من الرئيس عرفات حتى جموع الشهداء والجرحى حيث كان الاتحاد القاعدة الاساسية للثورة عند انطلاقتها وقاعدة لـ م.ت.ف حيث ان معظم الوزراء والمكلاء من اعضاء الاتحاد.... حسب ما جاء في الكلمة.
كلمة مفوض المنظمات الشعبية القاها روحي فتوح نائب مفوض المنظمات الشعبية في منظمة التحرير الفلسطينية حيث أكد "انه بانعقاد هذه الدورة للمجلس الاداري للاتحاد العام لطلبة فلسطين، تبدأ دورة الحياة الطلابية من جديد بكل عنفوانها وفاعليتها باعتبار هذا الاتحاد قاعدة من قواعد الثورة الفلسطينية، وقاعدة اساسية من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني عبر اتحاداته ونقاباته ومنظماته الشعبية..."
كلمة الاتحاد القاها ابراهيم خريشة رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد حيث ذكّر "بالطلائع الاولى لطلبة فلسطين التي اسست الاتحاد كردّ نضالي حضاري على النكبة التي المّت بشعبنا، بادئة بروابط الطلبة في القاهرة والاسكندرية ودمشق وبيروت، التي كانت المشاركة الاولى فيها لقائد المسيرة الاخ ابو عمار والشهيد صلاح خلف والاخ زهير العلمي في صوفيا عام 54 حيث كانت هذه المشاركة هي الانطلاقة الاولى نحو العالم للتعريف بقضية شعبنا العادلة ولتؤكد بان شعبنا قد عقد العزم على حمل الرسالة، مسلحاً بعدالة قضيته وقوة ارادته للدفاع عن حقوقه الوطنية والمشروعة، وكانت بدايات العمل الطلابي الفلسطيني هي القاعدة الاساسية لانطلاقة ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، وقد لعب الاتحاد دوراً ريادياً ومشرفا في خوض معارك الثورة الفلسطينية في كل الميادين وعلى كل الجبهات فكان اعضاؤه ولازالوا سفراء لشعبنا في انحاء المعمورة حيث وصلوا الى اكثر من 46 دولة من خلال 46 فرع في العالم. وكان لامتداد اتحادنا الطبيعي في الوطن الدور الاول والاساسي في انطلاقة الانتفاضة الباسلة التي تصدرها الطلبة والشباب والتي جاءت لتمثل البعد الابداعي النضالي لشعبنا الفلسطيني ولطلبتنا وشبابنا".
واضاف خريشة " يأتي اللقاء الاول على ارض الوطن تحت اسم الاخ ورفيق الدرب الشهيد ابراهيم اسد الرئيس الاسبق لاتحادنا واحد عناوينه النضالية ليعيد اللحمة لاتحادنا كاطار نقابي وديمقراطي ولمشاركة اوسع لكل القواعد الطلابية والشبابية عبر الاتحاد ولتوحيد كافة الاطر الطلابية على ارضية الالتزام بثوابت اتحادنا النضالية والقضية والتنظيمية ومن اجل تطوير هياكل وتحديث دستوره ونظامه الداخلي بما يكفل التفعيل والتماسك".
ودعا لان "تشكل هذه المحطة الدستورية انطلاقة لقد المؤتمر الوطني الحادي عشر للاتحاد في اقرب فرصة عملية الامر الذي يستدعي من كل الطلبة والشباب ومن كل القوى والتيارات بذل المزيد من الجهد ولاعطاء لانجاح تجربة جديدة وبمواصفات عصرية قاعدة على ان تجيب على المتطلبات الاساسية لطلبتنا وشبابنا مرتكزة على الوحدة المصيرية التي تربطنا والمصلحة الوطنية التي تجمعنا حتى يتسنى لنا ان نساهم بشكل فاعل وديمقراطي في بناء المجتمع الفلسطيني والذي يشكل الطلبة منه والشباب لاغالبية على اسس علمية".
و اختتم خريشة كلامه مشددا على ان "نتطلع لتجربتنا الجديدة بكل شفافية وحرص من اجل انجاحها كي تشكل نموذجاً يحتذى لباقي المنظمات الشعبية الفلسطينية الامر الذي سيعزز العمل الشعبي لافلسطيني ويضعه في اطره السليمة فالعمل الديمقراطي وبناء المجتمع المدني لا يمكن ان يتم عبر الافرازات اللامدروسة وعبر الطفرات الزمينة، فهناك العشرات من الاطر الطلابية والشبابية التي تشكلت وتتشكل كل يوم تحت مسميات مختلفة لا جديد فيها مكررة احياناً الاسم والاشخاص والبرامج لتوقعنا في حالة من الفوضى، وتشتت جهودنا وتبعدنا عن المسؤوليات الاساسية تجاه قواعدنا الطلابية والشبابية وتعطي مجالا واسعاً للدسائس والاختراقات وبدون قصد او بعفوية توقعنا في شباك الخصم، فالاطر الوطنية ضرورة ملحة والتوجهات المدروسة والمبادرات النوعية في التجاهات المختلفة يجب ان تنطلق من ارضية واضحة ومتماسكة ومعدة جيداً، فالشعلة لا زالت مضيئة وجيل الشباب ولاطلبة قادر على حملها بامانة وصولاً للقدس الشريف عاصمة دولتنا المستقلة".
• تجربة لبنان
من خلال متابعتنا للمراحل النضالية التي خاضها الاتحاد العام لطلبة فلسطين في لبنان قبل و بعد مرحلة الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 كان للاتحاد عدة محاولات من اجل رفع الغبن عن الطلاب الفلسطينيين في لبنان حيث قام برفع مطالب الطلاب الفلسطينيين للاونروا من خلال المدير العام في لبنان ومن خلال رفعه لعدة تصورات لمؤسسات اهلية ولمنظمة التحرير الفلسطينية.
• اهم ما تقدم به الاتحاد من مطالب للاونروا:
- تحميل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ومن خلالها المجتمع الدولي مسؤولياته الادبية والتاريخية عن مأساة اللاجئيين ومطابهم، بالاستمرار في الوفاء بالتزاماتهم تجاه اللاجئين في الوطن والشتات، وذلك بالتعاون والتنسيق مع دائرة شؤون العائدين في منظمة التحرير الفلسطينية والبلد المضيف، لبنان، والعمل على تحديث وتطوير البنية التحتية لهذه المخيمات واتاحة الفرص لتوسيعها ليتلاءم مع النمو السكاني وتأمين وتطوير الخدمات الاساسية الصحية والتعلمية والثقافية وفرص العمل لأبنائنا.
- العمل على رفع مرحلة التعليم الالزامي والمجاني الى نهاية المرحلة الاعدادية واتخاذ اجراءات فعالة لوقف ظاهرة التسرب من المدارس.
- العمل على توحيد وفلسطنة، وتطوير المناهج التعليمية واعادة تعليم تاريخ وجغرافية فلسطين واعطاء اهتمام اكبر للعلوم والتكنولوجيا.
- زيادة عدد المدارس والغرف التدريسية وتزويدها بأحدث الوسائل التعليمية العالي في متناول من يستحقونه وفقا لمؤهلاتهم وليس لقدراتهم المالية؟.
- تطوير برامج الدراسات للطلاب الفلسطينيين ووضع سياسات مركزية لتطوير التعليم المهني والتقني في المدارس والمعاهد، خصوصاً معهد سبلين.
- توفير المنح الدراسية الخارجية للطلاب المتفوقين لإستفادة من التخصصات النادرة والعالية.
- تحسين اوضاع المدرسين المعيشية ورفع كفاءاتهم من خلال الدورات الدراسية والتأهيلية.
- تفعيل دور لجان الاهل في مدارس الاونروا لتحمل المسؤولية جنباً الى جنب مع الادارة و الاهالي.
• مطالب المنظمات الطلابية
وكان في الوقت ذاته مطالب من قبل المنظمات الطلابية الفلسطينية من اجل تفعيل دور اتحاد الطلاب نحو الافضل:
- العمل على اعادة تنظيم وتوحيد الاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين على أسس ديمقراطية، ووفق قاعدة التمثيل النسبي وضمان استقلاليته وتمكينه من القيام بدوره في الدفاع عن قضايا ومصالح وحقوق الطلاب خدمة لدورهم المستقبلي في المجتمع.
- اعادة تنظيم وتطوير دور اللجان الطلابية في الجامعات والمعاهد العليا،من اجل الدفاع عن حقوقهم المطلبية النقابية ورفع مستواهم التعليمي وتطوير كفاءاتهم العلمية والتربوية.
- العمل على توفير الخدامات التربوية لافة ابناء الشعب الفلسطيني في المدن والقرى والمخيمات حيث يعتبر احد المسؤوليات الاساسية التي يجب ان تحلها منظمة التحرير الفلسطينية، والاتحاد بشكل خاص.
- الضغط من اجل تطوير وتحديث الجهاز التربوي في مدارس الاونروا و تفعيل دائرة التربية والتعليم في منظمة التحرير الفلسطينية من اجل اخذ دورها التربوي والتطويري الانمائي، وعلى وجه الخصوص التعاون مع الاونروا من اجل توفير المستلزمات التعليمية الحديثة في المدارس وتوسيعها وزيادة عد المدارس والغرف فيها.
- الضغط على الاونروا لتطوير نظام الضمان الصحي ليشمل الطلاب ايضا ، مع تحسين الخدمات المقدمة للمدرسين .
- توفير العلاج والادوية، بأسعار معقولة ، للطلاب ولتكون وفي متناول الجميع.
- حماية التراث الشعبي والثقافي الفلسطيني الذي يحمل ويعكس المضامين الانسانية والحضارية في تاريخ شعبنا.
- نشر وتشجيع الانتاج الادبي والثقافي والفني وتنمية روح الابداع والبحث العملي.
- وضع نظام للحوافز لتشجيع المبدعين في مجالات الثقافية والفنون الجميلة.
بالمقابل فان فرع لبنان بلجنته التحضيرية ( التي ما زالت قائمة ومعطلة بالوقت ذاته منذ العام 1997 الى نهايات هذا العام ( الـ 2007 ) يهمل كثيرا من الامور الهامة التي يجب ان يكون له دور بحلها او الرد على الافتراءات الحاصلة ضد الاداء الطلابي و التربوي الفلسطيني ، فعلى سبيل المثال ما تم تناوله جريدة البلد اللبنانية عدد 288 الصادر في 11 تشرين الاول 2004 ، تحت عنوان ( احوال التعليم الرسمي في لبنان حلقة 3 ) ، حيث تم تناول موضوع الطلبة الفلسطينيين من منظور سيئ و من باب مذهبي ان لم نقل عنصري ، و لا ندري ما الذي دفع بالمدعو شادي عبود (كاتب المقال ) ان يتناول الطلبة الفلسطينيين من هذا المنطلق ، اذ يقول عن حالة التعليم في السبعينيات "...تفاعلت الطالبات الفلسطينيات اللواتي يشكلن قسما كبيرا من الجسم الطالبي في الثانوية (و يقصد ثانوية البنات ) ....و صادقت الفلسطينية بنات العائلة السنية و الشيعية و المسيحية ...." ، لا ندري ما هي المصادقات التي يقصدها عبود في مقالته تلك بل ماذا تفيد الا في اثارة الشكوك حول اللحمة الوطنية للطلبة الفلسطينيين و اللبنانيين ان كانوا اناثا او بنينا ، بل واي ضرر يحصل من مصادقات الطالبات او الطلاب بشكل عام ؟؟!!! .
اما الجملة الاخبث في موضوع عبود فهو ما جاء في معرض حديثه عن اكثرية للطلبة الفلسطينيين في ثانوية الصبيان في قوله ".... هذا كله اثر في تركيبة الجسم الطالبي الذي صار فيه الفلسطينيون يؤلفون اكثره مما اخاف العديد من العائلات التي اغتنمت اية فرصة لنقل ابنائها الى ثانوية اخرى اكثر امنا و استقرارا ..." و عن العامل الجغرافي يسترسل عبود في معرض وصفه (للاخطار لوجود دعم طالبي للقضية الفلسطينية من قبل طلاب و معلمين الثانوية فيدعي بان الثانوية اصبحت "... مرتعا للمظاهر المسلحة داخل الصفوف و في الملاعب ونقطة انطلاق للكثير من المواقف المؤيدة لقضايا الشعب الفلسطيني ...." اما ما يتعلق بنسبة النجاح في الثانويات فنتركه الى مديري الثانويات الذين لهم الحق بالرد على المهاترات الواردة في الصحيفة المذكورة ، و ان يبينوا الحقائق كاملة و خصوصا حول الدور الفلسطيني و عن الاكثرية الطلابية الفلسطينية كما ادعى كاتب المقالة و عن النسب و نجاح الطلاب و عن مراتع الاسلحة و لا نعلم اين هي تلك المراتع !!!....
وكان العديد من الدراسات الصادرة عن روابط و جمعيات للخريجين الفلسطينيين قد تناولت تعليم الفلسطينيين في لبنان و من ضمنها موضوع تعليم الفلسطينيين في المدارس الرسمية حيث ان الفلسطيني مثله مثل اي طالب اجنبي لا يحق له التعليم في المدارس الحكومية الا بنسبة قليلة لا تتجاوز الخمسة بالمئة حسب القوانين الللبنانية ، و تطرقت تلك الدراسات الى معاناة الفلسطينيين في مدارس الاونروا و بالمقابل نسبة النجاح للطلاب في تلك المدارس مقارنة بطلاب فلسطينيين يرفعون من نسبة النجاح لدى المدارس الحكومية حيث ان الكثير من تلك المدارس يكون المتفوقون فيها هم من الفلسطينيين و من المخيمات تحديدا ، و هذا موثق لدى سجلات العلامات الحكومية في دوائر التربية و التعليم (بالاسم و العلامات ) اضافة الى العديد ممن استطاع اهاليهم الحاقهم بمدارس خاصة وكانوا على لوائح الشرف في تلك المدارس ، و لا مجال لذكر الاسماء هنا .
و اذا كان بعض الزملاء الصحفيين تنقصهم الخبرة بالتقاط المعلومات فنحن على استعداد لتزويدهم و ارشادهم الى من يمكنه تزويدهم بما يريدون من نواقص لتثبت ما نقوله لا ان يكون الموضوع ثرثرة و تلصق بالتعليم الصاقا ، حيث نرى و بكل اسف ما لا يمكن قوله الا افتراء على قدرات شعبنا و اتهامهم لبعض المدراء بانهم افسحوا المجال للفوضى الفلسطينية في مدارسهم مما ادى الى تدني مستوى التعليم و هذا امر ليس مغلوطا فقط بل انه محض افتراء و لا يمت للحقيقة باي صلة و هنا نتوجه للسادة مدراء المدارس الثانوية الحكومية ( بنين و بنات ) لان يقولوا كلمتهم الحقة الصادقة و التي تتحدث عن ضميرهم المهني ، حيث ان المعدلات موجودة لديهم و بامكان الجميع الاطلاع عليها .
و نستطيع ان نستند الى وثيقة وردت لدينا من اهالي بعض الطالبات اللواتي تقدمن أهاليهن للحصول على منحة دراسية من الاونروا العام الدراسي ( 2002 ـ 2003 ) ، و لم يتم اموافقة على اعطائهن المنح لان ذنبهن أنهن تفوقن وحصلن على نتائج جيدة أعلى من 75% و لكن في مدارس حكومية ( طبعا غير الاونروا ) ، و هذا معروف لدى عامة الناس ، و في هذا الخصوص لم يحرك الاتحاد ساكنا لانه لم يكن على دراية او متابعة لمثل هذا الموضوع المهم .
فيما يتعلق بباقي الاموروالنعرات الطائفية و المذهبية بل و العنصرية التي اراد اثارتها كاتب المقالة حول الدور الفلسطيني في المدارس و خوف العائلات على ابنائهم فهذا كان له دعوة من قبل هيئات الخريجين الفلسطينيين لكافة الهيئات الحزبية اللبنانية الوطنية منها و الاسلامية او المسيحية ان تأخذ دورها لردع العنصرية من بين سطور بعض الصحف اللبنانية و ان تقول كلمتها بذلك و ان توضح الحقائق الواضحة وضوح الشمس في ظهر النهار و لم يكن للاتحاد اي دور و هذا يدعو للقلق من تحوله فقط الى بوق اعلامي لبعض الفصائل الفلسطينية صغيرة كانت او كبيرة ، رغم ان التحرك النقابي للاتحاد من شأنه دعم السلم الاهلي من قبل من قبل كافة الفصائل و الجمعيات الفلسطينية و بالتالي مدعوم هذا جموع الشعب الفلسطيني الذي يقدر و يثمن جهود كافة الشرائح اللبنانية لدعمها القضية الفلسطينية بكافة مراحلها ، ... كما انه ، و بكل اسف شديد ، لم يكن لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في لبنان ، على سبيل المثال ، اي دور مهم هذا العام الدراسي ، 2005 ـ 2006 ، رغم ضياع مليون دولار ـ في مكاتب الاونروا ـ هم مجموع رسوم لمنح جامعية لطلبة فلسطينيين حازوا على معدل فوق الستين بالمئة و تشملهم شروط المنحة التي ضاعت بين جوارير مديرة دائرة التربية و التعليم بالاونروا المدعوة عفاف مكية و لم يتحرك القيمون على لجان الاتحاد التحضيرية باي ساكن تجاه هذه السرقة للمنح الاوروبية ، و بالتالي احيل الطلاب الى معهد سبلين و رمي الطلاب المتقدمون خارج الجامعات ، رغم نجاحهم بمعدلات عاليا ، فكثير منهم حصلوا في الشهادة الحكومية على معدلات جيد او حتى جيد جدا ، و تم رميهم الى معاهد دنيا او متوسطة و بالتالي حرموا من المنح الجامعية التي كانت من حقهم من الاونروا او حتى من الاتحاد الاوروبي عبر مؤسسات محلية و دولية لها مكاتب و ادارات في لبنان !!! .
• وبعد
فقد كان للاتحاد العام لطلبة فلسطين في الخارج دور فاعل وهام جدا في رفد الثورة الفلسطينية بالرجال فضلاً عن دورة كوسيلة اعلامية واسعة الانتشار عبر فروع هذا الاتحاد المنتشرة في انحاء العالم ، وكذلك الامر كانت الحركة الطلابية في فلسطين ، عندما بدأت بالتراجع عن دورها الفاعل في مرحلة العمل العسكري السري ثم مرحلة الانتفاضة الاولى ومصانع الرجال في الجامعات بالانتقال الى مرحلة التسوية السليمة وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية حيث حصل التباس للدور الطلابي في فهم حقيقة دوره في المساهمة بالبناء .
ولم تعد الحركة الطلابية اليوم كسابق عهدها والتي كانت فيه السمة الرئيسية للثورة الفلسطينية في كافة مراحلها فهي غائبة عن مساحة الفلسطينية اليوم ، ويبدو ان المرحلة الحالية ( مرحلة انتفاضة الاقصى ) لم تستطع حتى الآن ان تظهر على السطح قادة من الطلبة لقيادة المرحلة والمراحل القادمة كما حدث سابقاً في تاريخ ثورتنا الفلسطينية التي تخرج غالبية قياداتها من المدرسة النضالية الطلابية ، ابتداءً من الرئيس الشهيد ابو عمار الى العشرات من القيادات والكادرات الفلسطينية مروراً بالشهداء ابو جهاد وابو الهول وابو اياد وعز الدين القلق وفيصل الحسيني وعلي ابو طوق وبشير البرغوثي الى آخر المواكب من شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة ووصولاً الى القادة فاروق القدومي وتسير قبعة ومروان عبد الحميد ، ناصر القدوة ، مروان جيلاني ، ابراهيم خريشة ، هشام قاسم ، ورئيس فرع لبنان الاسبق الشهيد كمال شحرور ، والاخوة رضوان عبد الله ، وسميرة درباج ، محمد عوض ، يحيى حجير ، كمال الحاج،.... و غيرهم العشرات ان لم يكن المئات بل مئات العشرات ممن توالوا على حمل الراية الفلسطينية ، راية القائد الرمز ياسر عرفات ، بعيدا عن التجاذبات التنظيمية الضيقة والانفعالات التشكيكية بعمل الطلاب وقادتهم وتجاهل انجازاتهم و التآمر عليهم من قبل بعض المتنفذين على رقاب عمل الاتحاد العام لطلبة فلسطين .
واليوم ، نحن ندخل إطار مرحلة جديدة وهامة تتمثل بمفاوضات عسيرة لما بعد انتفاضة الاقصى التي تحافظ على استمراريتها منذ ايلول 2000 ، ولو من الناحية المبدئية ، بتحول وتطور اساليبها في المقاومة حتى تحرير الارض من الاحتلال وقيام الدولة وعاصمتها القدس الشريف ، تلك الانتفاضة التي فرضت الكثير من الامور سواء على القوى والفصائل الفلسطينية في تأكيدها الوحدة الوطنية والعمل المشترك وتأكيدها استمرارية الانتفاضة ، كما انها ( انتفاضة الاقصى ) أخذت السلطة الوطنية وأجهزتها دور الدفاع عن شعبنا بكل الوسائل المتاحة ، وهي ايضاً ( مرحلة انتفاضة الاقصى ) تفترض على الحركة الطلابية ان نستفيق من عجزها الحالي وتتطلع إلى خلق واقع جديد تضع به على رأس اولويتها الهم الشعبي كهدف مشترك لكل الكتل الطلابية في الجامعات اولا ، وفي باقي المؤسسات التعليمية ثانيا ، وبالتالي عودة الى ممارسة الدور الحقيقي الفاعل للحركة الطلابية وكسابق عهدها خصوصا في هذه المرحلة الصعبة و التحولات التنظيمية و الحزبية الموجودة والمستجدة على ارض الوطن وفي الشتات ، وهنا يتطلب العمل على تفعيل انشطة الطلاب ، حيث يتم تحقيق الأهداف العامة للأنشطة الطلابية كما يلي :
تأكيد انتماء الطلاب لأمتهم ووطنهم ومساعدتهم للتزود بالمعرفة الإنسانية في شتى مجالاتها.
تعميق القيم الاجتماعية السليمة وترجمتها إلى أفعال وسلوك للطلاب، متخذين من الشهداء القادة المثل والقدوة .
غرس المعاني السامية لحب الوطن والانتماء له وأداء الواجب نحوه من المبادئ والثوابت الوطنية .
تنمية شخصية الطالب من خلال تنوع مصادر الثقافة في ضوء التربية الوطنية .
الإسهام في الإعداد المتكامل للشباب روحياً وعلمياً وفكرياً وجسدياً وتنمية الثقة بالنفس لأداء واجبهم لتحرير وطننا السليب.
الإفادة من أوقات الفراغ لدى الشباب وحسن استثمارها و تنمية وصقل مواهبهم وتوجيهها التوجيه السليم وتدريبهم على المشاركة الفكرية الفعالة
إعداد قادة متمكنين من الطلاب في كافة مجالات الأنشطة.
الإسهام في تعويد الطلاب على التسامح والوسطية والحوار البناء وتقبل الآخرين والآراء المخالفة .
إيجاد روح التعاون والترابط بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في كافة المدارس .
العمل على اندماج الشباب بالمجتمع المحلي ومؤسساته والتعود على التطوع .
تشجيع روح الإبداع والابتكار.
مواكبة التطور والتعرف على ما توصلت إليه التقنيات الحديثة ووسائل جمع المعلومات.
نشر الوعي في كافة مجالات الحياة بين الشباب بما يتوافق مع عاداتنا وتقاليد مجتمعنا الفلسطيني و امتنا العربية و انسجاما مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
بعد ثمانية واربعين عاما سنبقى نذكر ياسر عرفات
لا بد ان للحركة الطلابية ، وبأسرع وقت ، مراجعة نفسها وصياغة برامجها بشكل متوحد ، من خلال الرجوع الى الدستور والانظمة الداخلية للاتحاد العام لطلبة فلسطين ، بدءاً من الجامعات اولا وعلى اعتبار ان الهم الشعبي اكبر منا جميعا ، ومن دون ذلك ستبقى الحركة الطلابية مجرد ادارة تحركها التنظيمات وبالتالي ان نأخذ دورها الحقيقي ، وهذا ليس مدعاة للتشاؤم وانما هو مدعاة لتفاؤلنا بالحركة الطلابية الفلسطينية ، و التي كانت بعد اثني عشرة سنة قد حولت اللاجئين الى مناضلين بقيادة طالب فلسطيني اكمل دراسته الجامعية في جامعة فؤاد الاول ( جامعة القاهرة لاحقا ) ، بعد ان كان قد أمضى بعض طفولته في غزة ، ودرس في مدرسة الزيتون الثانوية ، والتحق بمنظمة "الفتوة" ثم عمل مع "جيش الجهاد المقدس" الذي أسّسه الشهيد عبد القادر الحسيني وقاده حتى استشهاده في معركة القسطل يوم 3/4/1948.
ياسر عرفات الذي انتقل الى مصر للدراسة و باشر فور وصوله عملاً دؤوباً لجمع الأسلحة التي خلفتها دول الحلفاء والمحور في الصحراء الكبرى ثم إرسالها الى القاهرة كي ترسل الى فلسطين ، وما كاد العام 1946 ينصرم حتى صار ياسر عرفات شخصية معروفة في حقل تهريب السلاح الى فلسطين ، واشتهر كرجل شجاع ومقدام.
التحق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة لاحقا) سنة 1947، واقترب من جماعة الاخوان المسلمين، لكنه لم ينتم إليها البتة ثم راح يجتمع مع مجموعة من رفاقه في مقر جمعية الشبان المسلمين في القاهرة. وفي هذه الأثناء انبثقت "رابطة الطلاب الفلسطينيين"، وكان عبد القادر الحسيني أول رئيس لها، ثم تولى ياسر عرفات رئاستها بين 1951 و1956. وقبل ذلك، في أثناء معارك الحرب في فلسطين تطوع للقتال مع مجموعات الاخوان المسلمين، وساهم في القتال في غزة.
عندما رجع الى القاهرة سنة 1949 أصدر مجلة "صوت فلسطين" وكرئيس للاتحاد العام لطلاب فلسطين (بعد تغيير اسم الرابطة) خرج على رأس تظاهرة سنة 1953 إلى مقر قيادة الثورة وقابل الرئيس جمال عبد الناصر، وطلب إليه السماح بتشكيل قوة مسلحة فلسطينية. وقرر عبد الناصر استجابة له تدريب بعض الفلسطينيين. و بعد ان اصبح فيما بعد الرئيس الاول للاتحاد العام لطلبة فلسطين ورئيس حركة فتح و رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، نفتخر به كرئيس لجمعية الخريجين الفلسطينيين و كرئيس لدولة فلسطين شاء من شاء و ابى من ابى ، ذلك هو ياسر عرفات الذي قال عنه ناحوم غولدمان، بعدما استمع إلى خطابه في الأمم المتحدة عام 1974: "لقد هز ياسر عرفات في داخلي تاريخا من غياب الوعي ، وجعلني أشعر بأنه ما زال ممكنا أن تلد أرض فلسطين الأنبياء" ، و لم يخف ايضا بعض من اختلف معهم بالرأي من حبهم له ، ففي مقابلة له على احدى الفضائيات العربية منتصف العام 2003 ، اعلن جوني عبدو المديرالعام السابق للمخابرات اللبنانية ، و كان قد تم تكليفه بالاتصال بالرئيس ياسر عرفات من اجل نقل رسالة له من رئيس الوزراء السابق شفيق الوزان تتعلق بالانسحاب من بيروت ، و بعد ان خرج من عنده سئل عبدو من قبل بعض المقربين منه عن الرئيس ياسر عرفات و اللقاء به ـ و كان ذلك اللقاء الاول و الاخير بينهما ـ فكانت اجابته حرفيا " الحمد لله الذي لم اكن اعرف هذا الرجل من قبل لانني من اول هذه المقابلة احببته من اول دقيقة قابلته ...." .
هذا هو القائد الفذ ، الذي يعجب به بل و يحبه حتى المختلفين معه بالراي او بالفكر ، و نذكره اليوم بذكرنا لذكرى تأسيسه الاتحاد العام لطلبة فلسطين في 29 / 11 / 1959 ، ذلك الفدائي الذي لم يستطع كل حكام الكيان الإسرائيلي الغاصب امثال مناحيم بيغن وإسحق شامير وبنيامين نتنياهو الى إيهود باراك وأرييل شارون ان يزيلوه من خارطة القادة السياسيين الصعاب ، فيتحول دوما و مع كل خط دفاع عن فلسطين الارض و الشعب و المقدسات الى فدائي يقاتل بالرصاص دفاعا عن شعبه كما في كل مرة . وهذا ما حصل عندما واجه بيغن عدة مرات من خلال محاولات الانزال المتكررة على قلعة الشقيف في جنوب لبنان ، تلك القلعة الايوبية الصامدة بصمود مقاتليها العرب والفلسطينيين اثناء حرب الاستنزاف الفلسطينية ـ الاسرائيلية ما بين عامي 78 و 82 ، و ما حصل بعدها في الانتفاضة الاولى عام 1987 و الانتفاضة الاخرى بتاريخ 28/9/2000 عندما اندلعت انتفاضة الأقصى ، ولم يستطع أحد أن ينتزع البندقية من يده إلا الموت.
هنا لا نستطيع الا ان نوجه البوصلة الفلسطينية بالاتجاه الفلسطيني الصحيح الذي وجهنا اليه الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، ايوب المسلمين ، يوسف العرب و سبارتاكوس الاحرار في العالم ، الطالب الفلسطيني الذي قاد حركة طلابية فلسطينية تحولت فيما بعد الى ثورة فلسطينية معاصرة لا يوجد مثيل لها في تاريخنا المعاصر ، وحول بالوقت ذاته قضية اللاجئين الفلسطينيين من قضية بحت انسانية الى قضية سياسية اركانها شعب مناضل ، فهو راية المناضلين و منارة الثوار المتوجهين الى فلسطين ، اسطورة النضال والجهاد ، القائد الذي قال عنه يفغيني بريماكوف انه " بلا ريب قائد متألق يجسد نضال الشعب الفلسطيني في سبيل حقوقه. كما انه غدا بمثابة راية للمناضلين من اجل قيام الدولة الفلسطينية " ، فلا بد الا ان تكون للحركة الطلابية الفلسطينية الكلمة الاولى في استمرار بهج الانتفاضة والثورة حتى النصر والتي تجسد حلمنا العرفاتي ، مفخرة شعبنا العظيم و الكبير ، منذ تفجيره للثورة الفلسطينية العملاقة بالايمان بحتمية النصر المؤزر و الاكيد بدولة فلسطينية مستقلة و عاصمتها القدس الشريف و دوما و ابدا كما كان يعلمنا اياها الطالب الذي حوّل اللاجئين الى مناضلين ، ذلك الجبل الذي ما هزته رياح و لن تهزنا رياح من بعد استشهاده ما دمنا نستلهم نور كفاحنا من روحه العلياء الشامخة في عنان السماء، وكما قال عنه الكاتب الفلسطيني الكبير بكر ابو بكر " لقد استطاع ياسر عرفات أن يضع أرجل الشعب الفلسطيني على طريق الوطن والسلطة والدولة بعد أن نجح بجدارة في استعادة الشخصية والهوية والكيانية الفلسطينية التي تآمر عليها القريب والبعيد والشوفيني القومي والاسلاموي والشيوعي .... فالرمز الراحل ياسرعرفات يكفيه فخرا أن صنع بكوفيته مجد أمة وعظمة شعب كان من المقدر له أن يكون قضية منسية فالكبار يموتون والصغار ينسون - كما قال جون فوستر دالاس- ولكن الكبار ظلوا أحياء وهم شهداء والصغار تسلموا الراية...." ففي ذكرى تأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين في 29 تشرين ثاني من كل عام سنبقى نذكرك ابا عمار طالبا فلسطينيا حمل قلمه وحوله الى شعلة نضالية أنارت طريق الحرية و النضال امام احرار العالم اجمع ، فرحمك الله يا ياسر عرفات .
*كاتب و باحث فلسطيني مقيم في لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق