محمد داود
المعروف أن مصطلح الحرب يغلبه طابع القتال والدموية وسقوط الضحايا، وهو ما يحدث في قطاع غزة والذي يسير وفق فصول ومراحل ومتغيرات متعددة يسودها دفع الثمن..!، مروراً بالانقلاب العسكري الذي حدث يوم 14/6 /2007م والذي أخذ طابع الدموية في السيطرة على مقرات السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، وما تبعها من تصريحات إعلامية أخذت تنز بين شقي الوطن الذي تقطعت أوصاله وتمزقت وحدته الجغرافية والسياسية، هذه التصريحات القيادية الهادفة لخلط وحرق الأوراق لدى الأخر، وكشف حقيقته أمام الرأي العام، في خطوة رابحة لإحراج الطرف الثاني على الصعيد المحلي والإقليمي، بهدف كسب أهداف سياسية تعيد الثقة لكل طرف وتبرئة القاتل من الخطيئة والذنب.
المشهد لم ينتهي بعد وفصوله أخذة في الاستمرار، لاسيما بعد المفاجأة التي أذهلت الجميع، عندما هبت الجماهير الفلسطينية من كل حدب وصوب بوعي أو بدون وعي، لا تدرك هل هو يوم عيد أم يوم تخليد، وكما أطلق عليه البعض بوصفه أنه يوم "حجيج" ودون مبالغة في السياق، لهذا المشهد النادر الذي أعاد حسابات عديدة عند كلا الطرفين المتناحرين، ولمتتبع في خطاب الرئيس عباس عندما أفتتح ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات في "رام الله" وبين خطابه عقب المجزرة المأساوية التي ارتكبت على أرض الكتيبة المظفرة بدماء "الشهداء ونحن نحتسبهم عند الله" في مدينة غزة في مهرجان التخليد للشهيد القائد ياسر عرفات وذلك يوم "الاثنين 12/11/2007م" وإعلانه الحداد العام وتنكيس العلم الفلسطيني ، سنقرأ في خطابه اختلاف واضح لما صرح به من رفض وتحذير وتحميله لحركة حماس وعناصرها المسئولية، وهو ما أجبر رئيس الحكومة المقال "إسماعيل هنية" بالحديث عن القضية وأسفه لوقوع ضحايا.
فحجم المسيرة الشعبية خيب أمال الطرف الأخر المسيطر على غزة والذي يسعى لانتقال تجربته لمكان أخر والحديث هنا عن الضفة الغربية، بل دب الرعب في صفوفه، أمام هذا الطوفان الضخم الذي أوجد حالة من الإرباك والخشية من أن تنقلب هذه الحشود الزاحفة والجارفة ، فتذهب طموحاتهم أدراج الرياح، لهذا اجتمعت القيادة الحاكمة في غزة، وأخذت تتشاور وتتباحث في كيفية المخرج من هذا المأزق الخطير الذي وضعت نفسها فيه، والعمل على تصريف هذه الحشود المؤلفة بطريقة أو ما، بأقل التكلفة والخسائر، ونحن لا نكيل الاتهامات لشخصيات في محاولاتها التدبر والتعاطي مع هذا المأزق الدموي، الذي انتهى بسقوط العشرات من القتلى والجرحى والمعتقلين.
هذا المشهد كان بمثابة استفتاء ورهان، عزز من دور السلطة الشرعية الناطقة باسم الشعب الفلسطيني، وأثبت أن الجماهير الشعبية الفلسطينية تبحث عن قيادة تخرجهم من حالة الضياع والقطيعة والفقر والحصار الذي ضرب عليهم كعقاب جماعي، في ظل تصاعد الهجمة الصهيونية على قطاع غزة، والحديث عن ضربة عسكرية واسعة النطاق بعد مؤتمر انابوليس الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية في السادس والعشرين من هذا الشهر الجاري، من أجل حل الصراع العربي الإسرائيلي والبحث في قضايا الحل النهائي، بما فيهما مسألة القدس واللاجئين والحدود، الأمر الذي يرى فيه الآخرين تنازلاً وتفريطاً في الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية، مع العلم أن الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يتنازل قيد أنملة عن تلك الحقوق، وقدم حياته فداءاً من أجل المحافظة على تلك الثوابت، وهو ما صرح به الرئيس عباس، بأنه على عهد ودرب الشهيد عرفات سائرون وباقون.
الرفض كان له مراسيم أيضاً، حيث دعت حركة حماس جماهيرها للخروج بمسيرات مناهضة للتعبير عن قاعدتها الجماهيرية التي تعول هي الأخرى عليها، فدعت لمسيرات عدة في الأيام القليلة الماضية للإثبات ذاتها ووجودها أم الحشد العرفاتي الضخم، فدعت تباعاً لمسيرات منها لـ "نصرة القدس والمسجد الأقصى وأخرى ضد مؤتمر انابوليس بعد منع سوريا بإقامة المؤتمر ألفصائلي على أراضيها والرافض لمؤتمر انابوليس و..، وللمطلع على الدعوات لتلك المسيرات سيجد أنها تأتي من باب استعراض العضلات وأن أهدافها السياسية لإيصال رسائل أكثر وضوحاً من أهدافها العامة والوطنية، وتأتي ضمن سياسة تكريس الانقسام، وتجزئة القرار الفلسطيني، وهي الورقة الرابحة بالنسبة لإسرائيل التي تلعب على أوتارها في مؤتمر انابوليس لابتزاز المفاوض الفلسطيني.
ونحن بصدد المسيرات والتجيش الجماهيرية نتساءل في نهاية المطاف "هل ستمضي الذكرى السنوية " 43 " لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بسلام وأمان، أما أننا سنكون على موعد أخر من حمام الدم الفلسطيني وسقوط المزيد من الأبرياء كما شاهدناه سابقاً في كل ذكرى تاريخية وفلسطينية، والنظر على أنها المخرج الوحيد لحسم المعركة...؟"
كاتب وباحث
المعروف أن مصطلح الحرب يغلبه طابع القتال والدموية وسقوط الضحايا، وهو ما يحدث في قطاع غزة والذي يسير وفق فصول ومراحل ومتغيرات متعددة يسودها دفع الثمن..!، مروراً بالانقلاب العسكري الذي حدث يوم 14/6 /2007م والذي أخذ طابع الدموية في السيطرة على مقرات السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، وما تبعها من تصريحات إعلامية أخذت تنز بين شقي الوطن الذي تقطعت أوصاله وتمزقت وحدته الجغرافية والسياسية، هذه التصريحات القيادية الهادفة لخلط وحرق الأوراق لدى الأخر، وكشف حقيقته أمام الرأي العام، في خطوة رابحة لإحراج الطرف الثاني على الصعيد المحلي والإقليمي، بهدف كسب أهداف سياسية تعيد الثقة لكل طرف وتبرئة القاتل من الخطيئة والذنب.
المشهد لم ينتهي بعد وفصوله أخذة في الاستمرار، لاسيما بعد المفاجأة التي أذهلت الجميع، عندما هبت الجماهير الفلسطينية من كل حدب وصوب بوعي أو بدون وعي، لا تدرك هل هو يوم عيد أم يوم تخليد، وكما أطلق عليه البعض بوصفه أنه يوم "حجيج" ودون مبالغة في السياق، لهذا المشهد النادر الذي أعاد حسابات عديدة عند كلا الطرفين المتناحرين، ولمتتبع في خطاب الرئيس عباس عندما أفتتح ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات في "رام الله" وبين خطابه عقب المجزرة المأساوية التي ارتكبت على أرض الكتيبة المظفرة بدماء "الشهداء ونحن نحتسبهم عند الله" في مدينة غزة في مهرجان التخليد للشهيد القائد ياسر عرفات وذلك يوم "الاثنين 12/11/2007م" وإعلانه الحداد العام وتنكيس العلم الفلسطيني ، سنقرأ في خطابه اختلاف واضح لما صرح به من رفض وتحذير وتحميله لحركة حماس وعناصرها المسئولية، وهو ما أجبر رئيس الحكومة المقال "إسماعيل هنية" بالحديث عن القضية وأسفه لوقوع ضحايا.
فحجم المسيرة الشعبية خيب أمال الطرف الأخر المسيطر على غزة والذي يسعى لانتقال تجربته لمكان أخر والحديث هنا عن الضفة الغربية، بل دب الرعب في صفوفه، أمام هذا الطوفان الضخم الذي أوجد حالة من الإرباك والخشية من أن تنقلب هذه الحشود الزاحفة والجارفة ، فتذهب طموحاتهم أدراج الرياح، لهذا اجتمعت القيادة الحاكمة في غزة، وأخذت تتشاور وتتباحث في كيفية المخرج من هذا المأزق الخطير الذي وضعت نفسها فيه، والعمل على تصريف هذه الحشود المؤلفة بطريقة أو ما، بأقل التكلفة والخسائر، ونحن لا نكيل الاتهامات لشخصيات في محاولاتها التدبر والتعاطي مع هذا المأزق الدموي، الذي انتهى بسقوط العشرات من القتلى والجرحى والمعتقلين.
هذا المشهد كان بمثابة استفتاء ورهان، عزز من دور السلطة الشرعية الناطقة باسم الشعب الفلسطيني، وأثبت أن الجماهير الشعبية الفلسطينية تبحث عن قيادة تخرجهم من حالة الضياع والقطيعة والفقر والحصار الذي ضرب عليهم كعقاب جماعي، في ظل تصاعد الهجمة الصهيونية على قطاع غزة، والحديث عن ضربة عسكرية واسعة النطاق بعد مؤتمر انابوليس الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية في السادس والعشرين من هذا الشهر الجاري، من أجل حل الصراع العربي الإسرائيلي والبحث في قضايا الحل النهائي، بما فيهما مسألة القدس واللاجئين والحدود، الأمر الذي يرى فيه الآخرين تنازلاً وتفريطاً في الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية، مع العلم أن الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يتنازل قيد أنملة عن تلك الحقوق، وقدم حياته فداءاً من أجل المحافظة على تلك الثوابت، وهو ما صرح به الرئيس عباس، بأنه على عهد ودرب الشهيد عرفات سائرون وباقون.
الرفض كان له مراسيم أيضاً، حيث دعت حركة حماس جماهيرها للخروج بمسيرات مناهضة للتعبير عن قاعدتها الجماهيرية التي تعول هي الأخرى عليها، فدعت لمسيرات عدة في الأيام القليلة الماضية للإثبات ذاتها ووجودها أم الحشد العرفاتي الضخم، فدعت تباعاً لمسيرات منها لـ "نصرة القدس والمسجد الأقصى وأخرى ضد مؤتمر انابوليس بعد منع سوريا بإقامة المؤتمر ألفصائلي على أراضيها والرافض لمؤتمر انابوليس و..، وللمطلع على الدعوات لتلك المسيرات سيجد أنها تأتي من باب استعراض العضلات وأن أهدافها السياسية لإيصال رسائل أكثر وضوحاً من أهدافها العامة والوطنية، وتأتي ضمن سياسة تكريس الانقسام، وتجزئة القرار الفلسطيني، وهي الورقة الرابحة بالنسبة لإسرائيل التي تلعب على أوتارها في مؤتمر انابوليس لابتزاز المفاوض الفلسطيني.
ونحن بصدد المسيرات والتجيش الجماهيرية نتساءل في نهاية المطاف "هل ستمضي الذكرى السنوية " 43 " لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بسلام وأمان، أما أننا سنكون على موعد أخر من حمام الدم الفلسطيني وسقوط المزيد من الأبرياء كما شاهدناه سابقاً في كل ذكرى تاريخية وفلسطينية، والنظر على أنها المخرج الوحيد لحسم المعركة...؟"
كاتب وباحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق