سعيد علم الدين
عندما تهمسُ سلسلةُ جبالِ لبنانَ الشرقيةِ بأذن أختها الغربيةِ همسَ الخريف، معلنةً اصفرار الأوراقِ التي كانت يوماً مغرورةً على أغصانها واقترابِ سقوطها المريع، منذرةً بقدوم الشتاءِ الهائج المخيف، مذكرةً بالأعاصير وموجات الصقيع، محذرةً من رعد الزوابع، وصعقِ الصواعق وعصفِ العواصف وزمجرةِ الريح. تردُ عليها الغربيةُ بكل ثقةٍ واطمئنان، ثقةٍ راسخةٍ في الجذورِ قبل أن يولد التاريخ:
لا تجزعي يا أختاه! ويا جبل ما يهزك ريح!
فجبالُ الحقِ ثابتةٌ يا أختاه في الدنيا منذ القدم ولن تهزها رياحُ الباطلِ الفاجر وسلاحِهِ الغادرِ اللاهي بمصير الأهلِ والوطن والذاهبِ حتما إلى التلاشي والعدم.
فنحن بحقنا الثابت أقوياء بلغة الحق أمام القتلة واللصوص الضعفاء مدعي العفة والقدسية والصدق حفظة النصوص دون العمل بها، بل والانقلاب عليها، هؤلاء كشفهم الحق في كتابه العزيز، بقوله" في قلوبهم مرضٌ فزادهمُ الله مرضاً ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون" البقرة 10.
هم يتنقلون على هودج الشيطان من كذبة إلى كذبة وكأنهم الصادقون.
فجبالُ الحقيقةِ يا أختاه انتفضت في لبنان من عمق الجرحِ وشدة الألم فعرت وجه القاتل الظالم الذي سقط قناعه كأوراق الخريف وهو يرتجفُ في مأزقهِ مع أتباعه وعملائه من الخوف شرراً، بعد أن بانت حقيقتِهِ الشريرة لكل بني الأمم.
فجبالُ العدلِ راسخةٌ في وجه الظلم يا أختاه! وكما تعرفين فالظلمُ مرتعه وخيمٌ ولا يمارسه إلا الوخم وورثة الوخم وحلفاء الوخم وأزلام الوخم وقمامة الوخم. ومصير صاحبه وإن طال الزمن إلى الحسرةِ والحفرةِ والندم ورأيناها بأم العين على وجه تشاوشسكو الروماني وهونيكر الألماني وصدام العراقي وميلوسوفيتش الصربي. فأمثالهم كثر في هذا وفي سابق الزمن!
فجبال العدالةِ تترسخُ يا أختاه في هذا العالم المضطرب رغم الشوائب والعِيَب، وثقي هي من حسن إلى أحسن!
فجبال القانون لا بد وأن تسود يا أختاه على تجار المحن، وإلا انتصرت شريعة الغابة ومربعات اللصوص والقتلة المتمردة على أمن وسلامة الوطن!
فجبال المحكمة أخذت مجراها وهي بأيدٍ أمينة ولن يتراجع الشعب اللبناني عن حقه في معرفة الحقيقة ومعاقبة القتلة ومهما ارتفعت التضحيات وغلى الثمن.
فجبال الدستور يا أختاه متينة محبوكة متشابكة وعلى أساسها تشابكت أيدي اللبنانيين بعد الاستقلال ونهض لبنان يختال بأعجوبة اقتصادية في الخمسينيات حتى السبعينيات صارت مفخرة للعرب والليرة اللبنانية صارت أغلى من الذهب وكثر الحساد على لبنان مسببين له هذا المرض العضال والعطب.
وثقي عندما الدستور يريد فرض النصاب لا يمنعه أحد من فعل ذلك تماما كما جاء في نص المادة 30 " ولا يجوز إبطال انتخاب نائب ما إلا بغالبية الثلثين من مجموع الأعضاء". هذا الكلام فرضَ نصاب الثلثين دون نقاش. أما في انتخاب رئيس الجمهورية فنص المادة 49 لا يذكر شيء من هذا القبيل وهي تنص على التالي " ينتخب الرئيس بغالبية الثلثين في الدورة الأولى" هذا لا يعني نصاب بل انتخاب! وإلا نصت المادة على التالي: لا يجوز انتخاب الرئيس إلا بغالبية الثلثين. هذا يعني فرض النصاب.
وترد عليها الشرقية لقد أتخمنا بعض المشايخ بهرطقاتهم السفسطائية وهم لا يعرفون كوعهم من بوعهم في الأمور الدستورية وينشطون بالعمل على طريقة التوريث السورية.
أي أن نصر الله يريد رئيس طبق الأصل كلحود، أي وريث موجود ولكن باسم مختلف كميشال عون الموعود بكرسي الرئاسة قبل أن يأكله الدود !
وماذا بعد يا أختاه؟
وتتابع الغربيةُ: فجبال القيم والصدق والأخلاق هي الباقية يا أختاه وهي أقوى بكثير من بهتان أهل الكذب وخلق المشاكل والنفاق. وكما هو معروف فحبل الكذب قصير وسيلتف على عنق صاحبه ليخنق في صدره الشر المستطير!
وجبالُ الحب والإخلاص لأرواح شهداء انتفاضة الاستقلال والحرية والإيمان بلبنان الوطن السيد الحر كرسالة حضارية لمختلف الأديان هي ثوابت راسخة منذ أزمان في ضمير ووجدان الشعب اللبناني والعالم ولن يهزها الخريف الأصفر والبهتان، وزمجرة الحناجر وغدر الخناجر وزوابع الفنجان التي ستعود على أصحبها بالخسران.
وهل تدرين يا أختاه لماذا لم يُسَمِّ التاريخ كما يحلم النظام البشاري سلاسل جبال لبنان: بسلسلة جبال سورية الغربية وسلسلة جبال سوريا الشرقية؟
لأنها بشهادتنا نحن كانت منذ فجر التاريخ لبنانية وستظل إلى الأبد سلاسل لبنانية.
فأين حسن نصر الله عندما تتهامس سلسلة جبال لبنان الغربية مع أختها الشرقية: من مشمش الوطن التي رفضت دفن الخائن أبو هريرة القدور في ترابها المقدس إلى عكار معقل الرجال إلى بعلبك الهرمل وابنها الوطني الهمام الشيخ محمد الحاج حسن البار إلى عرسال حارسة الوطن وعروسة الجبال إلى بشري وسمير الموقف الثابت والإصرار إلى بكفيها وابنها الأمين على مبادئ 14 آذار إلى المختارة وثائرها وليد ابن الثوار إلى السلسلتين يصفقان معا لمجد سعد قريطم وبيروت ولبنان والحرية والأحرار.
أين نصر الله عندما تتهامس الأحرار؟ لقد تلاعب بما فيه الكفاية بمصير الوطن وتعطيل البلد والدستور، ولكنه إن قطع الخطوط الحمراء وارتكب المحظور فسيكون الخاسر الأكبر. لأنه سيكون في هذه الحالة فوراً دولة سوريا وإيران المعتدية على لبنان وسيواجه بضربة من معلم! الشعب اللبناني ليس وحيدا وليس أعزلا أمام دولة إيران وسوريا الإرهابية دولة اللصوص والقتلة.
الشعب اللبناني سينتصر مدعوما بقرارات الشرعية الدولية بالفصل السابع ومعه كل العرب والشرق والغرب.
وأين نصر الله عندما تتهامس سلاسل الجبال مع الثوار الأحرار؟
لا تجزعي يا أختاه! ويا جبل ما يهزك ريح!
فجبالُ الحقِ ثابتةٌ يا أختاه في الدنيا منذ القدم ولن تهزها رياحُ الباطلِ الفاجر وسلاحِهِ الغادرِ اللاهي بمصير الأهلِ والوطن والذاهبِ حتما إلى التلاشي والعدم.
فنحن بحقنا الثابت أقوياء بلغة الحق أمام القتلة واللصوص الضعفاء مدعي العفة والقدسية والصدق حفظة النصوص دون العمل بها، بل والانقلاب عليها، هؤلاء كشفهم الحق في كتابه العزيز، بقوله" في قلوبهم مرضٌ فزادهمُ الله مرضاً ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون" البقرة 10.
هم يتنقلون على هودج الشيطان من كذبة إلى كذبة وكأنهم الصادقون.
فجبالُ الحقيقةِ يا أختاه انتفضت في لبنان من عمق الجرحِ وشدة الألم فعرت وجه القاتل الظالم الذي سقط قناعه كأوراق الخريف وهو يرتجفُ في مأزقهِ مع أتباعه وعملائه من الخوف شرراً، بعد أن بانت حقيقتِهِ الشريرة لكل بني الأمم.
فجبالُ العدلِ راسخةٌ في وجه الظلم يا أختاه! وكما تعرفين فالظلمُ مرتعه وخيمٌ ولا يمارسه إلا الوخم وورثة الوخم وحلفاء الوخم وأزلام الوخم وقمامة الوخم. ومصير صاحبه وإن طال الزمن إلى الحسرةِ والحفرةِ والندم ورأيناها بأم العين على وجه تشاوشسكو الروماني وهونيكر الألماني وصدام العراقي وميلوسوفيتش الصربي. فأمثالهم كثر في هذا وفي سابق الزمن!
فجبال العدالةِ تترسخُ يا أختاه في هذا العالم المضطرب رغم الشوائب والعِيَب، وثقي هي من حسن إلى أحسن!
فجبال القانون لا بد وأن تسود يا أختاه على تجار المحن، وإلا انتصرت شريعة الغابة ومربعات اللصوص والقتلة المتمردة على أمن وسلامة الوطن!
فجبال المحكمة أخذت مجراها وهي بأيدٍ أمينة ولن يتراجع الشعب اللبناني عن حقه في معرفة الحقيقة ومعاقبة القتلة ومهما ارتفعت التضحيات وغلى الثمن.
فجبال الدستور يا أختاه متينة محبوكة متشابكة وعلى أساسها تشابكت أيدي اللبنانيين بعد الاستقلال ونهض لبنان يختال بأعجوبة اقتصادية في الخمسينيات حتى السبعينيات صارت مفخرة للعرب والليرة اللبنانية صارت أغلى من الذهب وكثر الحساد على لبنان مسببين له هذا المرض العضال والعطب.
وثقي عندما الدستور يريد فرض النصاب لا يمنعه أحد من فعل ذلك تماما كما جاء في نص المادة 30 " ولا يجوز إبطال انتخاب نائب ما إلا بغالبية الثلثين من مجموع الأعضاء". هذا الكلام فرضَ نصاب الثلثين دون نقاش. أما في انتخاب رئيس الجمهورية فنص المادة 49 لا يذكر شيء من هذا القبيل وهي تنص على التالي " ينتخب الرئيس بغالبية الثلثين في الدورة الأولى" هذا لا يعني نصاب بل انتخاب! وإلا نصت المادة على التالي: لا يجوز انتخاب الرئيس إلا بغالبية الثلثين. هذا يعني فرض النصاب.
وترد عليها الشرقية لقد أتخمنا بعض المشايخ بهرطقاتهم السفسطائية وهم لا يعرفون كوعهم من بوعهم في الأمور الدستورية وينشطون بالعمل على طريقة التوريث السورية.
أي أن نصر الله يريد رئيس طبق الأصل كلحود، أي وريث موجود ولكن باسم مختلف كميشال عون الموعود بكرسي الرئاسة قبل أن يأكله الدود !
وماذا بعد يا أختاه؟
وتتابع الغربيةُ: فجبال القيم والصدق والأخلاق هي الباقية يا أختاه وهي أقوى بكثير من بهتان أهل الكذب وخلق المشاكل والنفاق. وكما هو معروف فحبل الكذب قصير وسيلتف على عنق صاحبه ليخنق في صدره الشر المستطير!
وجبالُ الحب والإخلاص لأرواح شهداء انتفاضة الاستقلال والحرية والإيمان بلبنان الوطن السيد الحر كرسالة حضارية لمختلف الأديان هي ثوابت راسخة منذ أزمان في ضمير ووجدان الشعب اللبناني والعالم ولن يهزها الخريف الأصفر والبهتان، وزمجرة الحناجر وغدر الخناجر وزوابع الفنجان التي ستعود على أصحبها بالخسران.
وهل تدرين يا أختاه لماذا لم يُسَمِّ التاريخ كما يحلم النظام البشاري سلاسل جبال لبنان: بسلسلة جبال سورية الغربية وسلسلة جبال سوريا الشرقية؟
لأنها بشهادتنا نحن كانت منذ فجر التاريخ لبنانية وستظل إلى الأبد سلاسل لبنانية.
فأين حسن نصر الله عندما تتهامس سلسلة جبال لبنان الغربية مع أختها الشرقية: من مشمش الوطن التي رفضت دفن الخائن أبو هريرة القدور في ترابها المقدس إلى عكار معقل الرجال إلى بعلبك الهرمل وابنها الوطني الهمام الشيخ محمد الحاج حسن البار إلى عرسال حارسة الوطن وعروسة الجبال إلى بشري وسمير الموقف الثابت والإصرار إلى بكفيها وابنها الأمين على مبادئ 14 آذار إلى المختارة وثائرها وليد ابن الثوار إلى السلسلتين يصفقان معا لمجد سعد قريطم وبيروت ولبنان والحرية والأحرار.
أين نصر الله عندما تتهامس الأحرار؟ لقد تلاعب بما فيه الكفاية بمصير الوطن وتعطيل البلد والدستور، ولكنه إن قطع الخطوط الحمراء وارتكب المحظور فسيكون الخاسر الأكبر. لأنه سيكون في هذه الحالة فوراً دولة سوريا وإيران المعتدية على لبنان وسيواجه بضربة من معلم! الشعب اللبناني ليس وحيدا وليس أعزلا أمام دولة إيران وسوريا الإرهابية دولة اللصوص والقتلة.
الشعب اللبناني سينتصر مدعوما بقرارات الشرعية الدولية بالفصل السابع ومعه كل العرب والشرق والغرب.
وأين نصر الله عندما تتهامس سلاسل الجبال مع الثوار الأحرار؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق