الجمعة، نوفمبر 02، 2007

جسد هيفاء بمليار والقدس بدولار !!!!


راسم عبيدات
.......لا أعرف أي زمن هذا الزمن العربي؟، فهو خارج كل التوصيفات، فإن قلنا أنه رديء أو حراشي أو رويبضة، فهو أسوء وأحط وأرزل من ذلك بكثير، وكل الكلمات السيئة والفاحشة في اللغة والقواميس العربية والأجنبية لا توافيه حقه، فالمغنية العربية الأصلية والمشهورة هيفاء وهبي،صاحبة الباع الطويلة في إغناء مكتبة الفن العربي، وكذلك صاحبة القوام الممشوق والجسد المعشوق، والتي تنفر الأمة من محيطها إلى خليجها خفافاً وثقالاً،رجالاً ونساءاً كباراً وصغاراً لحضور حفلاتها، بعد أن نجاها الله من موت محقق، أثناء تصوير إحدى أفلامها في مطار بيروت، رأت أن هذا الجسد الفرعوني، والذي يشكل ذخراً إسترتيجياً لهذه الأمة، لا بد من طريقة لحفظه وصيانته، من أية إعتداءات أو إقتحامات، والطريقة المثلى لذلك في مرحلة العولمة، هي بالتأمين عليه وما أن أعلنت عن ذلك، حتى تنادى العرب" النشامى والميامين الغيورين" على مصالح الأمة وعرضها وشرفها، إلى تلبية النداء، وكيف لا ؟

وهذه الأمة لديها الكثير من المآثر مع الفارق الكبير في التشبيه، أليست هذه الأمة هي التي لبت النداء لصرخة إمرأة عربية أضيمت في عموريه، فمجرد أن أعلنت هيفاء عن مشروعها حتى إنهالت عليه العروض من كل صوب وحدب، لتصل إلى ما يوازي ميزانية السلطة الفلسطينية، لمدة عام مليار دولار عداً ونقداً، وهذه ليست المأثرة الوحيدة للعرب النشامى، فزميلة هيفاء وهبي المطربة روبي من أجل أن تتفجر إبداعاتها وطاقاتها، وأن تبرز محاسنها ومفاتنها، ودلعها وغنجها، تبرعت الكثير من شركات الإنتاج الكويتية لرعايتها بملايين الدولارات، فزمن حاتم الطائي المعروف بجوده وكرمه في التاريخ العربي، لا يساوي نقطة في بحر من هذا البذخ والفجور والعهر العربي .
والعرب في هذا الزمن العربي ما بعد الرديء، يريدون كلهم أن يكونوا عراة، عراة في كل شيء في السياسة والإقتصاد والثقافة والفكر والتراث والعلوم والإخلاق، وإن بدوا متمسحين في الدين، فلا تغرنك كل هذه اللحى والدشاديش، فهي تقضي ثلاثة أرباع وقتها بالحديث عن عورة المرأة وعن الحور العين في الجنة، وهم حتى يرفضون أن يكونوا على شاكلة آدم وحواء عند طردهم من الجنة ، بأن تستر عوراتهم ورقة التوت، فالعري الكامل هو سيد المرحلة العربية،

زعامات وقيادات عارية، ووكذلك أحزاب وشعوب وفنانين وفنانات، ومحطات للعري من المحيط للخليج ملك لشيوخ وأمراء، ومن لم يتعري أو يرفض التعري، يعرى قسراً فهذا زمن الإجماع العربي، زمن العري الكامل والخضوع الكامل للإرادة الأمريكية باسم الواقعية والعقلانية ومحاربة ما يسمى "بالأرهاب"، والمناضل أو الشريف الذي يرفض أو يحاول التمرد، فهو يعرف طريقه جيداً، فالسجن أو شواهد القبور أو النفي القسري، وهناك نماذج ماثلة صدام حسين وياسر عرفات والحبل على الجرار، ومن يفتي أو يحرض على الجهاد والكفاح والمقاومة، فهو في الصف الداعم "للإرهاب"، والفتاوي يجب أن تكون على غرار التشريع بجلد الصحفيين وحبسهم إذا ما إنتقدوا الحكام وتصرفاتهم ومسلكياتهم، أو حقهم في توريث الحكم لأبنائهم، وكذلك الإفتاء بتشجيع وترخيص زواج المتعة والمسيار والكييف وإرضاع الكبير وتكفير وتخوين من يجاهد او يقاوم أو يخرج عن طاعة الحكام والسلاطين.
وأنا اعترف أن شعبية هيفاء ونانسي عجرم وأليسا وروبي، تفوق شعبية أي زعيم أو قائد ، وبغض النظر عن ما يقدمنه من فن هابط أو رخيص، هذا فن المرحلة والعولمة، وإلى أن يظهر البديل القادر على فرض نفسه، فإنني ربما أرى أن حماية القدس من التهويد والأسرلة، لن تأتي لا من عرب ولا مسلمين، فهم لن يشدوا الرحال إليها أبداً، لحماية المسجد الأقصى من مخاطر الهدم،فهم في سبات ولربما إلى يوم الدين، بل أغلبهم أصبحوا مرتزقة ومأجورين لا هم لهم إلا عروشهم ومصالحهم وإمتيازاتهم وكراسيهم، ولربما تأتي من فنانات العري العربي، وربما تجد لديهن نخوة وحمية وغيرة على العروبة والوطن، أكثر بكثير من القيادات والزعمات العربية، المصابة بخصي عسكري دائم وإسهال سياسي ، فالملياردير اليهودي "مسكوفيتش" من صالات القمار ومواخير الدعارة التي يمتلكها في أوروبا وأمريكيا، يضخ ملايين بل مليارات الدولارات من أجل تهويد القدس ، وهو يقيم المستوطنة تلو المستوطنة فيها،

وأنا إقتراحي البسيط والمتواضع لهؤلاء الفنانات ، وهو ان تقوم كل واحدة منهن بفرض دولار واحد زيادة على كل تذكرة شخص ممن يحضرون حفلاتهن، يرصد من أجل حماية المدينة المقدسة من خطر التهويد والأسرلة، وهذه المسألة ليست بحاجة لفتوى من القرضاوي أو غيره ، فهم مثل هذه الفتاوي يعتبرونها حرام شرعاً ، وأنا واثق أن مثل هذا الإقتراح سيوفر الملايين من الدولارات، والتي تحفظ للمدينة هويتها وطابعها العروبي والقومي، ولكن هناك مخاطر ربما تحول دون تطبيق هذا الإقتراح والقدرة على تنفيذه، وهو ليس عدم رغبة أو إستجابة الفنانات له، بل أن أمريكيا وأوروبا ومعهم كل عرب النظام الرسمي العربي، سيصنفون هؤلاء الفنانات تحت قائمة الداعمات "للإرهاب"، واللواتي يحظر عليهن إقامة مثل هذه الحفلات، فالمقاومة والمعارضة والممانعة العربية وبالذات العراقية واللبنانية والفلسطينية، مصنفة تحت قائمة "الإرهاب"، ومن هنا يصبح ليس قادة المقاومة والمعارضة والممانعة العربية مطلوبين بتهمة "الأرهاب"، بل حتى فنانات العري العربي، وبالتالي يصبح عدم دخولهن لعدد من الدول العربية، ليس بسبب ملابسهن الفاضحة أو الحركات والإيماءات الجنسية في أغانيهن، بل بسبب إقامة حفلات داعمة لقوى "الإرهاب"، وهذه الشركات والمليارديرات العربية، بدل التسابق على تأمين جسد هيفاء وهبي، او تفجير طاقات ومواهب روبي وأليسا ونانسي وغيرهن، أليس لديها غيرة وحمية على العرب والعروبة وعلى اوطانها ؟، التي تستباح أرضها وعرضها كل يوم، ألا تشاهد الجرائم والمذابح التي ترتكب بحق شعوبها يومياً ؟،ألا تستحق منها دعماً ومساندة ؟، فأين كل الشعارات المطروحة عن الأخوة والوحدة والتضامن العربي،والأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، شعب في العراق يذبح بشكل يومي وممنهج، وشعب فلسطيني يقتل ويحاصر من العرب قبل غيرهم، وشعوب أخرى يجري التآمر عليها، والسكوت على ذبحها ، فأي أمة هذه ؟ فهل حقاً هي خير أمة أخرجت للناس؟ أم أنها أمة أصبحت تستدخل الهزائم بمحض إرادتها، وتصفق لها على أنها إنتصارات، والجيل العربي الحالي، لم يرى في هذه الأمة إلا الهزائم والردة والأنهيار والإنبطاح والإنكسار،وأي أمة هذه تتسابق على تأمين ورعاية أجساد فنانات العري العربي بمليارات الدولارات ، وغير مستعدة لدفع دولار واحد من أجل إنقاذ مدينة من خطر الأسرلة والتهويد.؟
القدس – فلسطين

ليست هناك تعليقات: