محمد السيسى
غزة أرض العزة ، سيكتب لها البقاء ، بل كتب الله لها النصر ، (( سيهزم الجمع ويولون الدبر )) ، (( كتب الله سأغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز )) ، والهزيمة والخزى والعار للكيان الصهيونى المجرم ولأمريكا وللنظام الرسمى العربى وعلى راسه النظام المصرى الخائن لدينه ووطنه وعروبته ولمن تسلط على حكم مصر بالقهر ودون إرادة الشعب وخالف الدستور والقانون ومبادئ القانون الدولى والإنسانى فارتكب جرائم الحصار والقتل والإبادة الجماعية لشعب مسلم عربى جار وشارك العدو الصهيونى فأمده بالبترول والغاز بل طالبه بالتخلص من المقاومة وفى القلب منها حماس وطالب أعضاء الترويكا الأوروبية بعدم إيقاف القتال حتى يتم القضاء على حماس وسمح بإعلان الحرب على الشعب الفلسطينى من العاصمة القاهرة ، ومنع التظاهرات المؤيدة للمقاومة والجهاد الفلسطينى والمنددة بالمحرقة الصهيونية والتآمر الدولى والعربى ، ومنع العلماء من إعلان موقفهم والإعتداء عليهم فى ساحة الأزهر الشريف ، وإختطاف المئات من بيوتهم ومن الشوارع بتهمة مناصرة غزة .
انتصرت غزة ، وخاب وخسر وتقزم وتقوقع من راهن على الإجرام الصهيونى وآلته العسكرية ضد الأطفال الرضع والشيوخ والنساء ، فكان صمود الطفل الفلسطينى المؤمن بالمقاومة والمرأة الصمودة فى وجه العدوان أقوى من آلة الحرب وتآمر أولي القربى والدين واللغة والجوار .
إنتصرت غزة ، وزادت المقاومة بشرف عن حياض هذه الأمة ، فوقف العدو عاجزا بعد خمسة عشر يوما من القصف والتدمير والقتل وستة أيام من الغزو البرى فلم يجن سوى الخزى والعار ، فوقع فيهم القتل والجرح والدمار ، وانهارت دباباتهم أمام كتائب الإستشهاديين التى جرت المعتدين إلى معركة الفرقان ، بين جرذان تختبئ داخل المجنزرات والمدرعات والدبابات ولا تقوى على المواجهة وتعتمد على التفوق التقنى والتدمير والقتل بكافة أنواعه ضد المدنيين العزل وبين فرسان الليل والنهار جنود الحق والقوة والحرية .
الحرب البرية كسرت شوكة الحلم الصهيونى بإقامة دولة ماقامت حتى الآن إلا على أشلاء ممزقة ودماء مهرقة واطلال لشعب يتشبث بالحياة والمقاومة ، وكسرت بل وقصمت ظهر حكام راهنوا على الإحتلال ومنعوا شعوبهم من المشاركة ولو بالدعاء فنالوا خزيا وعارا سيزيل ركامهم من دنيا الحكم والسيادة إلى مزابل الحمير والخنازير .
انتصرت غزة وانتصرت المقاومة رغم ارتقاء 781شهيد ( سبعمائة وواحد وثمانون شهيدا ) و3350جريح (ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون جريحا ) حتى كتابة هذه السطور ، وهؤلاء لم يقتلوا إلا غدرا وخيانة فى جريمة تندى لها جبين الإنسانية باستخدام آلة القتل الأمريكية والصهيونية والعربية بأبشع الأسلحة المحرمة دوليا وليس آخرها اليورانيون المنضب والقنابل الفسفورية البيضاء الحارقة التى تذيب اللحم والعظام وتفتك بالأعضاء والأطراف .
إنتصرت غزة ونالت المقاومة من جيش الإرهاب الصهيونى فى معارك شرق خان يونس وحى التفاح والشجاعية ورفح وبيت حانون ومدينة غزة ومخيم البريج والشاطئ ، كلها معارك إعترف العدو الصهيونى بأنه لا يعرف من يقاتل ، ولا يجرؤ على التقدم ، ويفاجئ بقناصى القسام ينالون من الجنود بل يأسرون جنديين ويصيبون مساعد قائد قوات جولانى ، ولم ينجح العدو الصهيونى فى منع المقاومة من إطلاق صواريخ القسام وجراد على المغتصبات الصهيونية حتى وصلت الصواريخ إلى أبعد مما يظن المحتل ، فوصلت إلى بئر السبع على بعد 60كم من غزة ، وقاعدة حتساريم الجوية التى تنطلق منها الطائرات الصهيونية ،وقاعدة تنوف العسكرية على بعد 45 ، وأشدود وأشكول وقاعدة تسيلم العسكرية وسديروت ،وميناء أسدود ووصل مدى الصواريخ حتى تل الربيع التى تبعد عن تل أبيب 20كم مما يهدد تل أبيب وحيفا .
أثبتت المقاومة ولأول مرة أنها تمتلك مع الإرادة والعزيمة تمتلك جيشا محترفا يستخدم كل ما أوتى من قوة ، أنفاق سرية ، مضادات أرضية للطائرات ، مضادات ومدافع هاون ثقيلة للدبابات مما أصاب جنود الإحتلال بالشلل ، ونجحت المقاومة الباسلة فى صد الهجوم البرى واثبتوا جدارتهم فى الميدان ، أما الجيوش العربية فعليها صنع الخبز وإصلاح الثلاجات وحماية العروش فليس لها شرف الدفاع والمقاومة والجهاد .
انتصرت المقاومة رغم استهداف ألف موقع من بنك الأهداف الصهيونية ، ولم تنج المستشفيات والمساجد والمدارس التابعة للأنروا ولا يوجد مكان آمن فى غزة لم يطاله الإحتلال بالقصف والتدمير والقتل .
ورغم كل هذا ، ورغم تعالى الصرخات التى تستصرخ فى الأمة ضمائرها ، وفى الحكام العرب والمسلمين نخوة قد يبقى لهم نصيب منها ، إلا أن دماء حكامنا العرب جفت من النخوة ورئيس أكبر دولة عربية يعلن فى بيان متلفز بأنه لن يفتح المعبر لأن فتح المعبر يؤدى إلى الفرقة الفلسطينية ويكرس الإنقسام ، ويؤكد أنه لن يفتح المعبر إلا للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس رأس الفتنة ومدبر الإنقلاب على الشرعية ، وبعودة الأوروبيين المراقبين للمعبر وتحت الرقابة الإسرائيلية فى تـاكيد على وجود الإحتلال والإعتراف بشرعيته .
عار فوق عار ، وخزى على خزى ، شعب يذبح ويحرق ويباد ، ونظام يصر على استمرار غلق المعابر ، ولا يدخل منها غذاء او دواء - ولا سلاح- إلا بموافقة وبمعرفة الإحتلال الذى يمارس القتل والتدمير ، إن ما يمارسه النظام المصرى طبقا لمعايير القانون الدولى هو إقتراف جريمة الإبادة الجماعية لشعب يعيش فى إقليم محاصر تناله الصواريخ من كل جانب ، ولا يسمح لهذا الشعب بتقديم يد الغوث والمساندة والرحمة التى تنادت من كل صوب وحدب حتى باتت السيارات والشاحنات شاخصة صوب المعبر وأبوابه موصدة من ناحية مصر دون استجابة لنداء الواجب مما يعتبر ممارسة ومشاركة فى القتل والإبادة لشعب إقليم لا منفذ وحيد له من القتل إلا بتقديم يد المساعدة له من مصر .
كما أن غلق المعبر فى هذه الحال مخالف لإتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب ، ومخالف للإتفاقيات الدولية ولنظام روما بشأن إنشاء المحكمة الجنائية الدولية.
كما أن تحجج الرئيس المصرى باتفاقية المعابر مردود عليه ، بأن مستشاريه قد ضللوه بشأنها ، فمصر دولة ذات سيادة _ هذا المفترض طبقا للقانون الدولى _ وهذه السيادة لا يجوز أن تنتقص بإتفاقية حتى لو كانت مصر طرفا فيها ، بمعنى أنه إذا تنازلت مصر طبقا لإتفاقية السلام عن حقها بالسيادة على بعض الأراضى المصرية مثل تخفيض بعض القوات داخل سيناء فى أماكن محددة طبقا للخرائط الملحقة بالاتفاقية فإن هذا التنازل الطوعى المصرى عن السيادة فيما يتعلق بتوزيع قواتها المسلحة داخل الأراضى المصرية مخالف للسيادة المعترف بها للدول على أقاليمها وفقا للنظام الأساسى للأمم المتحدة ، مما يعفى مصر من هذه الشروط المتعسفة بالاتفاقية المصرية مع الكيان الصهيونى ، فما بالنا بإتفاقية لم تشارك مصر بها ولا يوجد ما يلزمها قانونا بتحمل ما ورد بها من التزامات ، هذا فضلا عن أن هذه الإتفاقية أبرمت فى نوفمبر 2005 ومدتها سنة وتم مدها ستة أشهر وانتهت ولا أثر لها قانونا ، إضافة إلى أن المعبر فى وجود الأوروبيين لم يكن يفتح إلا بأوامر من جيش العدو الصهيونى ونعرف ماذا حدث لرئيس الوزراء الفلسطينى الشرعى اسماعيل هنية حينما تم احتجازة ومنعه من دخول المعبر لمدة زادت على ست ساعات حتى تم الموافقة على دخوله من الجيش الصهيونى عبر تعليمات المراقبين خلف شاشات الكمبيوتر المثبتة بالمعبر ، فأي اتفاقية مذلة هذه حتى يتمسك بها النظام الرسمى المصرى رغم انتهاءها وزوال الإحتلال من غزة .
إن ما اقترفه النظام فى مصر وقد خالف القانون الدولى والمصرى وتنازل عن حقه فى السيادة رغم تمسك الشعب المصرى بها ، وأصر على تصدير الغاز للكيان بالمخالفة للقانون ولأحكام القضاء المصرى يمثل الخزى والعار والهزيمة لنظام مهترئ فقد مشروعيته ومبرر وجوده .
قرار مجلس الأمن الذى ساوى بين الجلاد والضحية ، بين الإجرام الصهيونى والمقاومة المشروعة ، بإعلان وقف فورى لإطلاق النار وحظر السلاح على فصائل المقاومة وتشديد الحصار على الشعب الفلسطينى ، قرار يخدم الإحتلال وأعوان الإحتلال وأتباع الإحتلال والنظم العربية المتواطئة مع الإحتلال ، قرار ضد المقاومة ، والمقاومة دفاعا عن الأوطان ضد الجيش المحتل هى مقاومة مشروعة طبقا للقانون الدولى ومحاصرتها وحظر السلاح عنها جريمة وفقا للمعايير القانونية الدولية ، وأى محتل تجب مقاومته ولا يمكن أن يسمى مقاومة الإحتلال إرهابا ، والإحتلال لن يزول عبر الإتفاقيات السلمية ، وجيش الإحتلال الصهيونى ليس كغيره من جيوش الإحتلال الأخرى – الأمريكى أو البريطانى أو الفرنسى أو الأسبانى أو غيرها – فكل جيوش الإحتلال تحت ضغط المقاومة ترحل إلى بلادها وتأتى الإتفاقيات كغطاء قانونى لإتمام الإنسحاب ، أما الإحتلال الصهيونى فإلى أين ينسحب ووجوده فى كامل الأرض الفلسطينية والأراضى العربية وجود غير مشروع ، وبالتالى لا يمكن عبر الإتفاقيات السلمية أن يخرج وهو جيش إستيطانى يمارس القتل والدمار تحت غطاء دينى ودولى من أمريكا وأوروبا وللأسف انضم إليهم بعض الأنظمة العربية التى هى اقرب للإحتلال من شعوبها وأقرب للخيانة والعمالة من الوطنية والعروبة والإسلام .
قضية فلسطين وتحرير القدس وإنهاء الوجود الصهيونى هى قضية الشعب المصرى عبر التاريخ .
هى قضية عمر بن الخطاب ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبى وسيف الدين قطز والظاهر بيبرس ، وقضية الخلفاء الأمويين والعباسيين والعثمانيين والمماليك والأيوبيين ، قضية إبن تيمية والعز بن عبد السلام وحسن البنا وأحمد ياسين ونزار ريان ، هى قضية الشعوب العربية والإسلامية .
تحرير فلسطين ، لن يتم على أيدى حكامنا فهم خور ، وقد انطلقت من حوارى غزة فئة مؤمنة ، رفعت رايات العز والجهاد ، فئة تربت على القرآن دستورها ، آمنت بالله غايتها ، والرسول قدوتها ، والجهاد سبيلها والموت والشهادة فى سبيل الله أسمى أمانيها ، حقيق لها النصر وقد ارتفعت راياته الخضراء فى غزة والمسجد الأقصى والقاهرة وعمان والخرطوم وطرابلس ودمشق وبغداد والرباط والجزائر وتونس ونواكشوط وصنعاء وقطر ومكة واستانبول وجاكرتا واسلام اباد وكابل والشيشان وسراييفو وبيروت وكاراكاس .
أفرزت هذه المجزرة أن عصر الهزائم العربية قد ولى ، وأن العدو الصهيونى يحارب دفاعا عن إعلان الاستقلال الذى لم يجف حبر بيانه الأول مايو 1948 ، وغزة التى سقطت مع القدس والضفة والجولان وسيناء فى 6ساعات 5 يونيو عام 1967 ولم يستغرق إحتلالها ساعة واحدة حيث كانت تحت الإدارة المصرية والتى يقع عليها قانونا وشرعا عبئ تحريرها ، إلا أنها تحررت فى 2005 بفعل المقاومة ويصر النظام المصرى على التمسك بأنها محتلة وأنها مسئولية الإحتلال ، ويصر على إرتباطها بالإحتلال ، وهاهم كتائب القسام وأبو على مصطفى وألوية الناصر صلاح الدين وسرايا القدس وشرفاء فتح من كتائب الأقصى يدافعون عن شرف الأمة فى معركة الفرقان فى غزة ، والله كتب لهم النصر .
أفرزت هذه المجزرة ، شرفاء من غير هذه الأمة ، حين خرج هوجو شافيز مؤيدا للمقاومة ومنددا بجرائم الإحتلال ، ليطرد السفير الصهيونى من فانزويلا فى حين لم يجرؤ المتأسدين من حكام العروبة ولو على سحب سفرائهم اللهم إلا النظام العسكرى الموريتانى ، ليعطى شافيز درسا لأمتنا فى الواجب والكرامة والشرف الإنسانى .
أفرزت هذه المجزرة ، شرفاء من بنى قومنا ، أمكنهم الله فى شعوبهم عبر صناديق الإنتخابات النزيهة التى لم يتطاول على بلوغها نظام رسمى عربى واحد ، رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى المسلم الذى يجرى فى عروقه أصالة الإنتساب لهذه الأمة بتاريخها حينما لقن العدو الصهيونى درسا فى التاريخ والسياسة إذ أعلن أنه يمثل أحفاد الخلافة العثمانية التى آوت اليهود من إضطهاد محاكم التفتيش فى أسبانيا وكانت دولة الخلافة الملاذ الآمن لليهود ، وأنه حينما يتعاطف لن يتعاطف إلا مع غزة ، وحينما يحمل مطالب لن يحمل إلا مطالب حماس ، وسعى بجد لوقف المذابح إلا أنه وجد من العرب فتورا يصل إلى حد المؤامرة على الشعب الفلسطينى ، وأعلن مبادرة لوقف العدوان فورا ورفع الحصار وفتح المعابر دون قيد أو شرط حينها توقف الحكومة الشرعية المنتخبة فى غزة إطلاق الصواريخ ، لولا إفشال النظام الرسمى فى مصر هذه المبادرة ليعلن مع ساركوزى مبادرة تغطى على الفشل الصهيونى من القاهرة كما إعلان الحرب والعدوان على غزة ، تمكن الصهاينة ومحمود عباس المنتهية ولايته من غزة ، والزج بقوات دولية تحمى العدو الصهيونى من صواريخ المقاومة وتحكم السيطرة على المعابر وتحظر إمداد السلاح إلى غزة ، إتفاقية العار تنطلق من القاهرة وكأن الشعب فى غزة قد اعلن الإستسلام ، كلا والف كلا .
الوحدة والصمود فى غزة والضفة والقدس والـ 48 وفى الشتات ، لن يفت فيها مؤامرات عباس ودحلان والصهاينة ودايتون والأمريكان والأوروبيين وأتباعهم من القادة الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم الزائلة وهم على أبواب قبورهم لا يحصدون إلا الخزى والعار .
أيها الأبطال الشرفاء فى غزة : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) ، أيها القائد الفذ أبا العبد هنية هنيئا لك إمامة المسلمين المجاهدين ، فقلوب أمتك الإسلامية تلهج لك ورفاقك المجاهدين بالثبات والنصر ، والله سبحانه وتعالى مؤيد لكم ونصير ( فنعم المولى ونعم النصير ) ، ويا ايها القائد الربانى البطل أبا الوليد مشعل ، لقد اشعلت فى قلوبنا سراج اليقين بنصر الله والله معك ولن يترك عملك ( والله معكم ولم يتركم أعمالكم ) .
أيا أيها الشيخ الرشيد يوسف القرضاوى ، لا يحزنك صدود حاكم فقد آنت لحظة إنبعاث جيل النصر المنشود الذى ربيته على يديك بمحاضراتك وكتاباتك وحرقتك على المسلمين فاستبشر بنصر الله المبين وهو قريب ( ألا إن نصر الله قريب )
أيا أيها الجموع الحاشدة الهادرة التى امتلئت مقلها بدموع الألم على ما تراه فى غزة شمروا عن سواعدكم فقد إقتربت ساعة التغيير وبانت بشائر فجر تعلوا فيه الأمة على أعدائها ، تتحرر الأوطان ويزول الإحتلال ، وتنطفئ عروش الظلم والطغيان والخيانة .
والله أكبر والعزة للمؤمنين .
غزة أرض العزة ، سيكتب لها البقاء ، بل كتب الله لها النصر ، (( سيهزم الجمع ويولون الدبر )) ، (( كتب الله سأغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز )) ، والهزيمة والخزى والعار للكيان الصهيونى المجرم ولأمريكا وللنظام الرسمى العربى وعلى راسه النظام المصرى الخائن لدينه ووطنه وعروبته ولمن تسلط على حكم مصر بالقهر ودون إرادة الشعب وخالف الدستور والقانون ومبادئ القانون الدولى والإنسانى فارتكب جرائم الحصار والقتل والإبادة الجماعية لشعب مسلم عربى جار وشارك العدو الصهيونى فأمده بالبترول والغاز بل طالبه بالتخلص من المقاومة وفى القلب منها حماس وطالب أعضاء الترويكا الأوروبية بعدم إيقاف القتال حتى يتم القضاء على حماس وسمح بإعلان الحرب على الشعب الفلسطينى من العاصمة القاهرة ، ومنع التظاهرات المؤيدة للمقاومة والجهاد الفلسطينى والمنددة بالمحرقة الصهيونية والتآمر الدولى والعربى ، ومنع العلماء من إعلان موقفهم والإعتداء عليهم فى ساحة الأزهر الشريف ، وإختطاف المئات من بيوتهم ومن الشوارع بتهمة مناصرة غزة .
انتصرت غزة ، وخاب وخسر وتقزم وتقوقع من راهن على الإجرام الصهيونى وآلته العسكرية ضد الأطفال الرضع والشيوخ والنساء ، فكان صمود الطفل الفلسطينى المؤمن بالمقاومة والمرأة الصمودة فى وجه العدوان أقوى من آلة الحرب وتآمر أولي القربى والدين واللغة والجوار .
إنتصرت غزة ، وزادت المقاومة بشرف عن حياض هذه الأمة ، فوقف العدو عاجزا بعد خمسة عشر يوما من القصف والتدمير والقتل وستة أيام من الغزو البرى فلم يجن سوى الخزى والعار ، فوقع فيهم القتل والجرح والدمار ، وانهارت دباباتهم أمام كتائب الإستشهاديين التى جرت المعتدين إلى معركة الفرقان ، بين جرذان تختبئ داخل المجنزرات والمدرعات والدبابات ولا تقوى على المواجهة وتعتمد على التفوق التقنى والتدمير والقتل بكافة أنواعه ضد المدنيين العزل وبين فرسان الليل والنهار جنود الحق والقوة والحرية .
الحرب البرية كسرت شوكة الحلم الصهيونى بإقامة دولة ماقامت حتى الآن إلا على أشلاء ممزقة ودماء مهرقة واطلال لشعب يتشبث بالحياة والمقاومة ، وكسرت بل وقصمت ظهر حكام راهنوا على الإحتلال ومنعوا شعوبهم من المشاركة ولو بالدعاء فنالوا خزيا وعارا سيزيل ركامهم من دنيا الحكم والسيادة إلى مزابل الحمير والخنازير .
انتصرت غزة وانتصرت المقاومة رغم ارتقاء 781شهيد ( سبعمائة وواحد وثمانون شهيدا ) و3350جريح (ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون جريحا ) حتى كتابة هذه السطور ، وهؤلاء لم يقتلوا إلا غدرا وخيانة فى جريمة تندى لها جبين الإنسانية باستخدام آلة القتل الأمريكية والصهيونية والعربية بأبشع الأسلحة المحرمة دوليا وليس آخرها اليورانيون المنضب والقنابل الفسفورية البيضاء الحارقة التى تذيب اللحم والعظام وتفتك بالأعضاء والأطراف .
إنتصرت غزة ونالت المقاومة من جيش الإرهاب الصهيونى فى معارك شرق خان يونس وحى التفاح والشجاعية ورفح وبيت حانون ومدينة غزة ومخيم البريج والشاطئ ، كلها معارك إعترف العدو الصهيونى بأنه لا يعرف من يقاتل ، ولا يجرؤ على التقدم ، ويفاجئ بقناصى القسام ينالون من الجنود بل يأسرون جنديين ويصيبون مساعد قائد قوات جولانى ، ولم ينجح العدو الصهيونى فى منع المقاومة من إطلاق صواريخ القسام وجراد على المغتصبات الصهيونية حتى وصلت الصواريخ إلى أبعد مما يظن المحتل ، فوصلت إلى بئر السبع على بعد 60كم من غزة ، وقاعدة حتساريم الجوية التى تنطلق منها الطائرات الصهيونية ،وقاعدة تنوف العسكرية على بعد 45 ، وأشدود وأشكول وقاعدة تسيلم العسكرية وسديروت ،وميناء أسدود ووصل مدى الصواريخ حتى تل الربيع التى تبعد عن تل أبيب 20كم مما يهدد تل أبيب وحيفا .
أثبتت المقاومة ولأول مرة أنها تمتلك مع الإرادة والعزيمة تمتلك جيشا محترفا يستخدم كل ما أوتى من قوة ، أنفاق سرية ، مضادات أرضية للطائرات ، مضادات ومدافع هاون ثقيلة للدبابات مما أصاب جنود الإحتلال بالشلل ، ونجحت المقاومة الباسلة فى صد الهجوم البرى واثبتوا جدارتهم فى الميدان ، أما الجيوش العربية فعليها صنع الخبز وإصلاح الثلاجات وحماية العروش فليس لها شرف الدفاع والمقاومة والجهاد .
انتصرت المقاومة رغم استهداف ألف موقع من بنك الأهداف الصهيونية ، ولم تنج المستشفيات والمساجد والمدارس التابعة للأنروا ولا يوجد مكان آمن فى غزة لم يطاله الإحتلال بالقصف والتدمير والقتل .
ورغم كل هذا ، ورغم تعالى الصرخات التى تستصرخ فى الأمة ضمائرها ، وفى الحكام العرب والمسلمين نخوة قد يبقى لهم نصيب منها ، إلا أن دماء حكامنا العرب جفت من النخوة ورئيس أكبر دولة عربية يعلن فى بيان متلفز بأنه لن يفتح المعبر لأن فتح المعبر يؤدى إلى الفرقة الفلسطينية ويكرس الإنقسام ، ويؤكد أنه لن يفتح المعبر إلا للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس رأس الفتنة ومدبر الإنقلاب على الشرعية ، وبعودة الأوروبيين المراقبين للمعبر وتحت الرقابة الإسرائيلية فى تـاكيد على وجود الإحتلال والإعتراف بشرعيته .
عار فوق عار ، وخزى على خزى ، شعب يذبح ويحرق ويباد ، ونظام يصر على استمرار غلق المعابر ، ولا يدخل منها غذاء او دواء - ولا سلاح- إلا بموافقة وبمعرفة الإحتلال الذى يمارس القتل والتدمير ، إن ما يمارسه النظام المصرى طبقا لمعايير القانون الدولى هو إقتراف جريمة الإبادة الجماعية لشعب يعيش فى إقليم محاصر تناله الصواريخ من كل جانب ، ولا يسمح لهذا الشعب بتقديم يد الغوث والمساندة والرحمة التى تنادت من كل صوب وحدب حتى باتت السيارات والشاحنات شاخصة صوب المعبر وأبوابه موصدة من ناحية مصر دون استجابة لنداء الواجب مما يعتبر ممارسة ومشاركة فى القتل والإبادة لشعب إقليم لا منفذ وحيد له من القتل إلا بتقديم يد المساعدة له من مصر .
كما أن غلق المعبر فى هذه الحال مخالف لإتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب ، ومخالف للإتفاقيات الدولية ولنظام روما بشأن إنشاء المحكمة الجنائية الدولية.
كما أن تحجج الرئيس المصرى باتفاقية المعابر مردود عليه ، بأن مستشاريه قد ضللوه بشأنها ، فمصر دولة ذات سيادة _ هذا المفترض طبقا للقانون الدولى _ وهذه السيادة لا يجوز أن تنتقص بإتفاقية حتى لو كانت مصر طرفا فيها ، بمعنى أنه إذا تنازلت مصر طبقا لإتفاقية السلام عن حقها بالسيادة على بعض الأراضى المصرية مثل تخفيض بعض القوات داخل سيناء فى أماكن محددة طبقا للخرائط الملحقة بالاتفاقية فإن هذا التنازل الطوعى المصرى عن السيادة فيما يتعلق بتوزيع قواتها المسلحة داخل الأراضى المصرية مخالف للسيادة المعترف بها للدول على أقاليمها وفقا للنظام الأساسى للأمم المتحدة ، مما يعفى مصر من هذه الشروط المتعسفة بالاتفاقية المصرية مع الكيان الصهيونى ، فما بالنا بإتفاقية لم تشارك مصر بها ولا يوجد ما يلزمها قانونا بتحمل ما ورد بها من التزامات ، هذا فضلا عن أن هذه الإتفاقية أبرمت فى نوفمبر 2005 ومدتها سنة وتم مدها ستة أشهر وانتهت ولا أثر لها قانونا ، إضافة إلى أن المعبر فى وجود الأوروبيين لم يكن يفتح إلا بأوامر من جيش العدو الصهيونى ونعرف ماذا حدث لرئيس الوزراء الفلسطينى الشرعى اسماعيل هنية حينما تم احتجازة ومنعه من دخول المعبر لمدة زادت على ست ساعات حتى تم الموافقة على دخوله من الجيش الصهيونى عبر تعليمات المراقبين خلف شاشات الكمبيوتر المثبتة بالمعبر ، فأي اتفاقية مذلة هذه حتى يتمسك بها النظام الرسمى المصرى رغم انتهاءها وزوال الإحتلال من غزة .
إن ما اقترفه النظام فى مصر وقد خالف القانون الدولى والمصرى وتنازل عن حقه فى السيادة رغم تمسك الشعب المصرى بها ، وأصر على تصدير الغاز للكيان بالمخالفة للقانون ولأحكام القضاء المصرى يمثل الخزى والعار والهزيمة لنظام مهترئ فقد مشروعيته ومبرر وجوده .
قرار مجلس الأمن الذى ساوى بين الجلاد والضحية ، بين الإجرام الصهيونى والمقاومة المشروعة ، بإعلان وقف فورى لإطلاق النار وحظر السلاح على فصائل المقاومة وتشديد الحصار على الشعب الفلسطينى ، قرار يخدم الإحتلال وأعوان الإحتلال وأتباع الإحتلال والنظم العربية المتواطئة مع الإحتلال ، قرار ضد المقاومة ، والمقاومة دفاعا عن الأوطان ضد الجيش المحتل هى مقاومة مشروعة طبقا للقانون الدولى ومحاصرتها وحظر السلاح عنها جريمة وفقا للمعايير القانونية الدولية ، وأى محتل تجب مقاومته ولا يمكن أن يسمى مقاومة الإحتلال إرهابا ، والإحتلال لن يزول عبر الإتفاقيات السلمية ، وجيش الإحتلال الصهيونى ليس كغيره من جيوش الإحتلال الأخرى – الأمريكى أو البريطانى أو الفرنسى أو الأسبانى أو غيرها – فكل جيوش الإحتلال تحت ضغط المقاومة ترحل إلى بلادها وتأتى الإتفاقيات كغطاء قانونى لإتمام الإنسحاب ، أما الإحتلال الصهيونى فإلى أين ينسحب ووجوده فى كامل الأرض الفلسطينية والأراضى العربية وجود غير مشروع ، وبالتالى لا يمكن عبر الإتفاقيات السلمية أن يخرج وهو جيش إستيطانى يمارس القتل والدمار تحت غطاء دينى ودولى من أمريكا وأوروبا وللأسف انضم إليهم بعض الأنظمة العربية التى هى اقرب للإحتلال من شعوبها وأقرب للخيانة والعمالة من الوطنية والعروبة والإسلام .
قضية فلسطين وتحرير القدس وإنهاء الوجود الصهيونى هى قضية الشعب المصرى عبر التاريخ .
هى قضية عمر بن الخطاب ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبى وسيف الدين قطز والظاهر بيبرس ، وقضية الخلفاء الأمويين والعباسيين والعثمانيين والمماليك والأيوبيين ، قضية إبن تيمية والعز بن عبد السلام وحسن البنا وأحمد ياسين ونزار ريان ، هى قضية الشعوب العربية والإسلامية .
تحرير فلسطين ، لن يتم على أيدى حكامنا فهم خور ، وقد انطلقت من حوارى غزة فئة مؤمنة ، رفعت رايات العز والجهاد ، فئة تربت على القرآن دستورها ، آمنت بالله غايتها ، والرسول قدوتها ، والجهاد سبيلها والموت والشهادة فى سبيل الله أسمى أمانيها ، حقيق لها النصر وقد ارتفعت راياته الخضراء فى غزة والمسجد الأقصى والقاهرة وعمان والخرطوم وطرابلس ودمشق وبغداد والرباط والجزائر وتونس ونواكشوط وصنعاء وقطر ومكة واستانبول وجاكرتا واسلام اباد وكابل والشيشان وسراييفو وبيروت وكاراكاس .
أفرزت هذه المجزرة أن عصر الهزائم العربية قد ولى ، وأن العدو الصهيونى يحارب دفاعا عن إعلان الاستقلال الذى لم يجف حبر بيانه الأول مايو 1948 ، وغزة التى سقطت مع القدس والضفة والجولان وسيناء فى 6ساعات 5 يونيو عام 1967 ولم يستغرق إحتلالها ساعة واحدة حيث كانت تحت الإدارة المصرية والتى يقع عليها قانونا وشرعا عبئ تحريرها ، إلا أنها تحررت فى 2005 بفعل المقاومة ويصر النظام المصرى على التمسك بأنها محتلة وأنها مسئولية الإحتلال ، ويصر على إرتباطها بالإحتلال ، وهاهم كتائب القسام وأبو على مصطفى وألوية الناصر صلاح الدين وسرايا القدس وشرفاء فتح من كتائب الأقصى يدافعون عن شرف الأمة فى معركة الفرقان فى غزة ، والله كتب لهم النصر .
أفرزت هذه المجزرة ، شرفاء من غير هذه الأمة ، حين خرج هوجو شافيز مؤيدا للمقاومة ومنددا بجرائم الإحتلال ، ليطرد السفير الصهيونى من فانزويلا فى حين لم يجرؤ المتأسدين من حكام العروبة ولو على سحب سفرائهم اللهم إلا النظام العسكرى الموريتانى ، ليعطى شافيز درسا لأمتنا فى الواجب والكرامة والشرف الإنسانى .
أفرزت هذه المجزرة ، شرفاء من بنى قومنا ، أمكنهم الله فى شعوبهم عبر صناديق الإنتخابات النزيهة التى لم يتطاول على بلوغها نظام رسمى عربى واحد ، رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى المسلم الذى يجرى فى عروقه أصالة الإنتساب لهذه الأمة بتاريخها حينما لقن العدو الصهيونى درسا فى التاريخ والسياسة إذ أعلن أنه يمثل أحفاد الخلافة العثمانية التى آوت اليهود من إضطهاد محاكم التفتيش فى أسبانيا وكانت دولة الخلافة الملاذ الآمن لليهود ، وأنه حينما يتعاطف لن يتعاطف إلا مع غزة ، وحينما يحمل مطالب لن يحمل إلا مطالب حماس ، وسعى بجد لوقف المذابح إلا أنه وجد من العرب فتورا يصل إلى حد المؤامرة على الشعب الفلسطينى ، وأعلن مبادرة لوقف العدوان فورا ورفع الحصار وفتح المعابر دون قيد أو شرط حينها توقف الحكومة الشرعية المنتخبة فى غزة إطلاق الصواريخ ، لولا إفشال النظام الرسمى فى مصر هذه المبادرة ليعلن مع ساركوزى مبادرة تغطى على الفشل الصهيونى من القاهرة كما إعلان الحرب والعدوان على غزة ، تمكن الصهاينة ومحمود عباس المنتهية ولايته من غزة ، والزج بقوات دولية تحمى العدو الصهيونى من صواريخ المقاومة وتحكم السيطرة على المعابر وتحظر إمداد السلاح إلى غزة ، إتفاقية العار تنطلق من القاهرة وكأن الشعب فى غزة قد اعلن الإستسلام ، كلا والف كلا .
الوحدة والصمود فى غزة والضفة والقدس والـ 48 وفى الشتات ، لن يفت فيها مؤامرات عباس ودحلان والصهاينة ودايتون والأمريكان والأوروبيين وأتباعهم من القادة الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم الزائلة وهم على أبواب قبورهم لا يحصدون إلا الخزى والعار .
أيها الأبطال الشرفاء فى غزة : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) ، أيها القائد الفذ أبا العبد هنية هنيئا لك إمامة المسلمين المجاهدين ، فقلوب أمتك الإسلامية تلهج لك ورفاقك المجاهدين بالثبات والنصر ، والله سبحانه وتعالى مؤيد لكم ونصير ( فنعم المولى ونعم النصير ) ، ويا ايها القائد الربانى البطل أبا الوليد مشعل ، لقد اشعلت فى قلوبنا سراج اليقين بنصر الله والله معك ولن يترك عملك ( والله معكم ولم يتركم أعمالكم ) .
أيا أيها الشيخ الرشيد يوسف القرضاوى ، لا يحزنك صدود حاكم فقد آنت لحظة إنبعاث جيل النصر المنشود الذى ربيته على يديك بمحاضراتك وكتاباتك وحرقتك على المسلمين فاستبشر بنصر الله المبين وهو قريب ( ألا إن نصر الله قريب )
أيا أيها الجموع الحاشدة الهادرة التى امتلئت مقلها بدموع الألم على ما تراه فى غزة شمروا عن سواعدكم فقد إقتربت ساعة التغيير وبانت بشائر فجر تعلوا فيه الأمة على أعدائها ، تتحرر الأوطان ويزول الإحتلال ، وتنطفئ عروش الظلم والطغيان والخيانة .
والله أكبر والعزة للمؤمنين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق