نقولا ناصر
قالت تقارير اعلامية ان دولة الاحتلال الاميركي للعراق كانت تراقب عن كثب ردود الفعل العراقية على العدوان الذي تشنه منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي حليفتها دولة الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني ، حيث بدد هذا العدوان كذبة اخرى حاولت ادارة جورج دبليو. بوش التي قادت غزو العراق بيعها للشعب الاميركي لتسويغ غزوها وهي ان عراق ما بعد البعث وصدام حسين سيكون "صديقا لاسرائيل" ، لكي تكتشف فقط ان فلسطين وشعبها ونكبتها انما تعيش حية وعميقا في الوجدان العراقي كما ثبت من خلال الاجماع العراقي على انتزاع مهلة شعبية عارمة من الاحتلال الاميركي ومقاومته ومآسيه لكي يتضامن مع القطاع ومقاومته ويرفع العلم الفلسطيني الذي خرج مرفرفا كالعنقاء ليتحول الى رمز للوحدة الوطنية العراقية التي حاول الاحتلال منذ ست سنوات تمزيقها طائفيا ومذهبيا وعرقيا وقبليا وحزبيا ، لكي يقضي رفع العلم الفلسطيني على وهم آخر يمثل هدفا استراتيجيا للاحتلال الاميركي وهو فصل العراق عن بيئته القومية الجيوسياسية الطبيعية وعزل العراقيين عن أي اهتمام باي قضية قومية عربية وبخاصة القضية الفلسطينية .
ولم يشذ عن هذا الاجماع العراقي سوى الصوت النشاز لعضو المؤسسة البرلمانية التي انشاها الاحتلال الاميركي ومؤسس "حزب الامة العراقية" "النائب" مثال جمال حسين احمد الالوسي الداعية الافصح لتطبيع العلاقات مع دولة المشروع الصهيوني في فلسطين والتعاون معها ، اذ اعتبر الالوسي العدوان على غزة تماما وحرفيا كما تروج له القيادات السياسية والعسكرية والاستخباراتية الاسرائيلية ، أي "صراعا بين الارهابيين وبين المعتدلين وليس بين الفلسطينيين وبين الاسرائيليين" ، قائلا انه اذا كان كثير من العراقيين ليسوا بالضرورة متعاطفين مع اسرائيل فانهم ايضا ليسوا مؤيدين للفلسطينيين ومضيفا انه "يجب" على اسرائيل ان "تدمر حماس" لكي يدعوها الى "انهاء" ما بداته في غزة "آملا" ان تبقي عند الادنى الخسائر في الارواح بين المدنيين الفلسطينيين ، دون ان ينسى طبعا ان يذرف بعض دموع التماسيح اللفظية بسبب ذلك . ان مثل هذا السقوط السياسي والاسفاف الاخلاقي ليس بحاجة الى أي تعليق ، فقد رد عليه الاجماع العراقي نفسه بينما ناى بانفسهم عن مثله حتى الناطقين باسم دول عربية لها معاهدات سلام مع اسرائيل ناهيك عن "المعتدلين" الفلسطينيين انفسهم الذين وقعوا اتفاقيات معها ويفاوضونها وبينهم وبين حماس خصومة سياسية ما زالت مستعصية .
غير ان ما هو ادعى للاهتمام من هذا الصوت الفردي النشاز على هامش الحياة السياسية العراقية هو ركوب المؤسسة الحاكمة المنبثقة عن الاحتلال الاميركي لموجة الاجماع الشعبي على التضامن مع عرب فلسطين في مقاومتهم لعدوان عليهم تشارك فيه بالسلاح والذخيرة وتموله وتحميه سياسيا ودبلوماسيا الدولة الاميركية نفسها التي لولا دعمها لما قامت لهذه المؤسسة قائمة ، مما يستدعي وقفة تلقي بعض الاضواء على التضامن المريب لهذه المؤسسة مع غزة ومقاوميها ، لانها لم تكتف بالصمت كحكومة اقليم كردستان والقيادات الكردية المؤتلفة معها في ادارة العراق تحت الاحتلال الاميركي ، وهو الصمت الذي ادانته الاحزاب الاسلامية في اربيل ومنها حزب الاتحاد الاسلامي .
فهذه المؤسسة التي حرصت حتى الان على الانكفاء الى الداخل العراقي وعلى الحياد في أي منازعات او انقسامات عربية طمعا في كسب أي شرعية عربية ممكنة للوضع المنبثق عن الاحتلال في العراق قررت فجاة الخروج عن حيادها ، لكن ليس لكي تصطف في الانقسام العربي الراهن حول العدوان الاسرائيلي على غزة الى جانب الدول العربية المصنفة اميركيا واسرائيليا "معتدلة" ، وهذا هو الاصطفاف الطبيعي المتوقع منها ، بل لكي تصطف الى جانب "المعسكر" الآخر ، فتقرر حضور القمة العربية التي دعت الى عقدها في الدوحة قطر وسوريا ، بوفد رفيع المستوى يرأسه نائب الرئيس طارق الهاشمي ، لتتوج بذلك تعبئة سياسية رسمية وشعبية واسعة من المؤكد ان المقاومين في قطاع غزة والجماهير الحاشدة التي خرجت الى الشوارع العربية والاسلامية للتضامن معهم يتمنون لو شهدوا مثيلا لها تبادر اليه سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة .
فقد دعت هذه المؤسسة برلمانها لعقد جلسة خاصة لبحث كيفية التحرك العراقي لوقف "العدوان" ، ليصدر هذا البرلمان بيانا يعتبر "الانتهاكات الوحشية" في غزة "سابقة خطيرة للاحتلال الصهيوني في التعامل مع القضية الفلسطينية ومؤشرا سلبيا للطريق السلمي في الشرق الاوسط" ، والتقى الرئيس جلال طالباني رئيس الوزراء نوري المالكي للغرض نفسه ثم اعلن الطالباني ان العراق طلب من مجلس الامن الدولي التدخل لوقف "الهجمات الاسرائيلية غير الانسانية" على غزة التي وصفها بانها انتهاك للقوانين الدولية مضيفا ان العراق سيمد اهلها بمعونات طبية وغذائية بعد ان عقد هو ونائباه الهاشمي وعادل عبد المهدي اضافة الى المالكي مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس اجتماعا مغلقا وقدموا لهم "مذكرة ادانة" للعدوان ، كما قال رئيس ديوان الرئاسة ناصر العاني ، بينما الغى الهاشمي برنامج سفره ونقل الى السفير الاميركي ريان كروكر طلبا الى رئيسه بوش بالضغط على اسرائيل لوقف هجماتها قبل ان يعرب عن "قلقه" لجو بايدن نائب الرئيس المنتخب باراك اوباما اثناء زيارته الاخيرة لبغداد قادما من افغانستان من "صمت" رئيسه على ما يجري في غزة لانه "يضر بالمصالح الاميركية" . وقال علي الدباغ الناطق باسم حكومة المالكي ان الحكومة طالبت اسرائيل بوقف هجماتها فورا ودعت المجتمع الدولي لاتخاذ الخطوات اللازمة من اجل ذلك ، وادانت وزارة خارجية المالكي الهجوم الاسرائيلي "الوحشي" ، بينما ادان المالكي نفسه علنا "الجرائم الكبرى ضد الشعب الفلسطيني في غزة" معبرا عن المه وحزنه الكبيرين ومتهما المجتمع الدولي بتجاهل محنة الفلسطينيين وداعيا الدول العربية والاسلامية الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل والى "وقف كل الاتصالات العلنية والسرية مع هذا النظام المجرم" ليدين ايضا صمت البلدان العربية على الجرائم الاسرائيلية في غزة مضيفا ان اسرائيل ما كانت لتستطيع ارتكاب اعمالها الاجرامية في غزة لو ان البلدان العربية انفقت اموالها العسكرية الضخمة على "القتال ضد اسرائيل" ، دون ان ينسى طبعا الاشارة الى ان بعض القادة العرب يرفضون فتح حتى معبر واحد امام اهل غزة ، كما قال في مدينة مشهد الايرانية يوم الاثنين قبل الماضي !
وعلى المستوى غير الرسمي تحركت القوى السياسية الرئيسية المشاركة في "العملية السياسية" التي اطلقها الاحتلال الاميركي وانبثقت عنها المؤسسة الحاكمة في المنطقة الخضراء ببغداد ، بدءا من "المرجعية" الدينية لهذه العملية حيث اصدر مكتب آية الله العظمى علي السيستاني من النجف الاشرف بيانا باسمه دعا الدول العربية والاسلامية الى اتخاذ موقف حاسم وخطوات عملية لوقف العدوان وكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة ، ومرورا برئيس المجلس الاسلامي الاعلى عبد العزيز الحكيم الذي دعا الى تدخل دولي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي حث المقاومة العراقية "الشريفة" ، بعد ان حل جيش المهدي ، على شن عمليات انتقامية ضد قوات الاحتلال الاميركي في العراق المتواطئة مع "العدو الصهيوني" بسبب "استمرار الصمت العربي" وهو ما احتجت عليه وزارة الخارجية الاميركية باعتباره امرا "فظيعا" لكنه "بصراحة لا يستحق أي تعليق اكثر من ذلك" ، وصولا الى زعيم "الاسلام السياسي الاميركي" في العراق طارق الهاشمي نفسه الذي حرك احتجاجات شعبية قادها حزبه ، الحزب الاسلامي العراقي ، للتضامن مع "الاسلام الارهابي" الذي تقوده في قطاع غزة حركة حماس ، المصنفة اميركيا واسرائيليا كمنظمة "ارهابية" ، التي تسحق بناها التحتية المدنية اسلحة وذخائر من انتاج المصانع الحربية ل"المحرر الاميركي" للعراق مثل طائرات اف – 16 وحوامات الاباتشي وقنابل الاعماق وقذائف الفوسفور الابيض والقنابل العنقودية وغير ذلك من الاسلحة المحرمة التي تفتك بجيوش حماس من الاطفال والنساء والشيوخ العرب المسلمين .
ان التضامن العملي للمقاومة العراقية مع نظيرتها الفلسطينية ، والتضامن الشعبي العراقي مع الشعب الفلسطيني الشقيق ، هو التضامن الطبيعي والمفهوم في مواجهة دولتي الاحتلال الاميركي والاسرائيلي في العراق وفلسطين ، لذلك لم يكن امرا مستغربا او مفاجئا ان يخص عزة ابراهيم الدوري ، نائب الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين والقائد العام لجبهة الجهاد والتحرير التي تضم اكثر من ثلاثة وثلاثين فصيلا مقاوما ، في خطاب له بمناسبة العيد الثامن والثمانين لجيش العراق الوطني في السادس من الشهر الجاري بالرسالة "الخاتمة" ضمن ستة رسائل "شعب الجبارين ... شعب العجائب في الصمود الاسطوري والاداء والجهاد البطولي" في غزة ، مذكرا بان "ما يحصل اليوم من عدوان بربري همجي شوفيني على شعبنا في غزة هو نتيجة لغياب العراق وقيادته الوطنية القومية" ليؤكد: "نحن معكم في الميدان واعلموا أن انتصارنا وطرد الغزاة وتحطيم قوتهم وجبروتهم على ارضنا هو انتصار لكم لان المعتدي الأساسي على الأمة وعلى العراق وفلسطين هو الامبريالية الأمريكية وإدارتها المجرمة" ، ولا كان امرا مستغربا او مفاجئا ان تعلن "القيادة العامة للقوات المسلحة" العراقية في المقاومة موقفا مماثلا ، ومثلها ستة عشر فصيلا مقاوما في "جبهة الجهاد والتغيير" ، لكي يتعهدوا جميعا وينفذوا تضامنهم بعمليات ضد قوات الاحتلال الاميركي التي تدعم قيادتها العسكرية والسياسية العدوان على غزة وتستفيد في الوقت نفسه من خبرات دولة العدوان في حربها المتواصلة منذ ست سنوات ضد المقاومة العراقية .
واذا لم يكن تضامن المقاومة العراقية مستغربا ومفاجئا ، فان التضامن اللفظي للمؤسسة الحاكمة في بغداد المنبثقة عن الاحتلال الاميركي والقوى السياسية الطائفية والعرقية هو تضامن مريب ومستهجن:
اولا بسبب التناقض الصارخ بين موقع هذه المؤسسة في حضن الاحتلال الاميركي الشريك للاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على غزة وبين تضامنها اللفظي .
وثانيا لان هذه المؤسسة التي ادخلت اسرائيل وشركاتها وعملاء استخباراتها الى بغداد من بوابة الاحتلال الاميركي والى كردستان العراق عبر القيادات الكردية التي تجهر بمطالبتها ببقاء الاحتلال قوات وقواعد ، ان لم يكن في كل العراق ففي شماله في الاقل ، لا يمكنها قطعا ان تكون في أي خندق مقابل للاحتلالين الاميركي والاسرائيلي .
وثالثا لان هذه المؤسسة لم يكن امامها أي خيار غير ركوب موجة التضامن الشعبي القومي مع المقاومة في فلسطين وهي موجة تفجرت كمد تسونامي كاسح جرف في طريقه كل الحواجز الطائفية والعرقية والقبلية والحزبية التي سعت هذه المؤسسة وحاضنتها الاميركية الى تجذيرها في المجتمع العراقي لتفتيت الوحدة الوطنية للشعب العراقي وتحطيم انتمائه لامته قبل ان تفاجأ بان العلم الفلسطيني قد فجر في هذا المجتمع كل الثقافة القومية والتعبئة الوطنية التي رعاها النظام الوطني قبل الغزو الاميركي .
ولا يخفى رابعا ان ركوب المؤسسة وقواها السياسية لموجة التضامن الشعبي مع المقاومة الفلسطينية ياتي عشية انتخابات المحافظات العراقية ، وتفسير ذلك غني عن البيان .
وخامسا لان المؤسسة التي اجتثت الجالية الفلسطينية التي استضافها العراق من لاجئي النكبة عام 1948 وفككتها وشتتها ليتوزع بعض شتاتها على دول اجنبية عبر المحيطات والبحار بعد قتل ما يزيد على ستمائة منها ليتقلص عددها من حوالي (34) الفا الى اقل من عشرة آلاف اليوم معظمهم في حي البلديات ببغداد ، حيث يضطرون لاخفاء هويتهم ولهجتهم الفلسطينية ناهيك عن رفع علمهم الوطني ، بينما ثلاثة آلاف منهم عالقين منذ ما يزيد على عامين في الصحراء على الحدود العراقية السورية ، لا يعقل ان تكون قد استفاقت فجأة على صحوة قومية او انسانية ، والا لعبرت عن تضامنها بتسهيل حياة من بقي منهم واعلنت عن اجراءات تمنحهم بعض الامن والامان ، او في الاقل لانهت محنة من القت بهم فريسة لحر الصيف وقر الشتاء على الحدود الغربية لبادية الشام منذ سنتين .
والتضامن اللفظي المبالغ فيه للواجهة العراقية للاحتلال الاميركي مريب ومستهجن سادسا لان في مبالغته -- التي وصلت بالمالكي مثلا حد التعريض بالميزانيات العسكرية العربية التي لا تنفق على "القتال ضد اسرائيل" -- مسعى مكشوف لاستغلال العدوان على غزة في مواجهة الدول العربية التي ما زالت ممتنعة عن منح شرعية عربية لهذه الواجهة او متحفظة على منحها او متباطئة فيها كما يظهر من تكرار كل ابواقها لادانة "الصمت العربي" ، مما يشي بان المؤسسة الحاكمة في بغداد المنبثقة عن الاحتلال الاميركي تنافق الاجندة الاقليمية الايرانية كما ثبت من قرارها حضور قمة الدوحة مما يحول حضورها عمليا الى حضور اميركي – ايراني بوكالة عراقية في مواجهة معسكر "الاعتدال" العربي المتحالف مع دولة الاحتلال الاميركي والمعارض ليس فقط لانعقاد قمة الدوحة بل لانعقاد أي قمة عربية حول العدوان على غزة .
وسابعا لان هذه المبالغة في استغلال التضامن الجماهيري الصادق مع غزة قد استخدمت للتغطية الاعلامية على حدثين هامين اولهما الافتتاح الرسمي لاكبر سفارات اميركا في العالم (قارنها البعض بثمانين ملعب كرة قدم) واكثرها كلفة (اكثر من 700 مليون دولار) في الخامس من الشهر الجاري على مساحة (42) هكتار مربع مسيجة بجدار ارتفاعه (15) قدما في قلب المنطقة الخضراء على ضفاف نهر دجلة ، ليرفرف علم الاحتلال الاميركي فوقها على مقربة من العلم العراقي "الجديد" الذي سمح الاحتلال في نهاية الشهر الماضي برفعه على "القصر الجمهوري" بعد ان اخلته قوات الاحتلال التي اتخذته مقر قيادة لها منذ الغزو بعد تامين مقرها الجديد في السفارة ، ليكون مجمع السفارة الجديد "رمزا" شامخا لاستمرار الاحتلال او لما قال كروكر ، بحضور طالباني ، انه "شاهد على الصداقة طويلة الامد مع العراق" . وقال تقرير صحفي اميركي ان "وسائل الاعلام العراقية الرئيسية – التي ركزت على الحرب الاسرائيلية الفلسطينية في غزة – بالكاد ذكرت الحدث ، لا بل ان بعض الصحف لم تورد خبرا عنه . ألا يستحق افتتاح اكبر سفارة اميركية في العالم ... اهتماما اكبر ؟ ان هذا البناء سوف يرتبط دائما بالاحتلال الاميركي للعراق" . في عددها الصادر في ايلول / سبتمبر عام 2007 كتبت الخبيرة في معمار السفارات جين لويفلر في فصلية "فورين افيرز" تصف تصميم السفارة بانه تصميم "قلعة ... محاطة بجدران مضادة للتفجيرات ومنقطعة عن بقية بغداد وهي ترتفع مثل قلاع الصليبيين التي كانت تتوزع على مشهد الشرق الاوسط" ، بينما وصفها مارتن فليتشر في صحيفة التايمز البريطانية بانها "مدينة داخل مدينة" و "حصن داخل حصن" المنطقة الخضراء تحميه قوات المارينز ليتمتع ما لا يقل عن (1200) موظف اميركي يمثلون 14 وكالة فدرالية اميركية بالحياة في داخله حيث يعيشون في (619) غرفة موزعة على اربع مجمعات سكنية ، اضافة الى سكن باذخ للسفير ونائبه ، ومدرسة لاسرهم ومركز تسوق ومطعم وبركة سباحة وملاعب تنس وكرة سلة وجيمنازيوم ودار للسينما وصالون تجميل ونادي اجتماعي وانظمة مستقلة للمياه والكهرباء وعلاج الصرف الصحي . وقال جلال طالباني في حفل الافتتاح على ذمة "فوكس نيوز" ان "بناء هذا الموقع ما كان ممكنا لولا القرار الشجاع للرئيس بوش بتحرير العراق" !
وثاني الحدثين اللذين استغلت حكومة المنطقة الخضراء تضامنها اللفظي للتغطية عليه كانت الزيارة الرابعة له كرئيس للوزراء التي قام بها المالكي لايران في السابع من الشهر ، التي ربما يكون لها علاقة بقرار حضور العراق لقمة الدوحة ، حيث قالت وسائل الاعلام الايرانية انه اتفق مع الرئيس محمد احمدي نجاد في موقفه من العدوان على غزة بل واستخدم عباراته نفسها لوصف دولة الاحتلال الاسرائيلي ، وقد تمخضت الزيارة عن تاليف "لجنة مشتركة عليا" لمتابعة تنفيذ اكثر من (110) اتفاقيات تعاون ثنائي بين البلدين وعن الاتفاق على انشاء "شركة خدمات" مشتركة للمساعدة في اعادة اعمار العراق بعد ان يستتب الاستقرار فيه تماما .
*كاتب عربي من فلسطين
nicolanasser@yahoo.com
الجمعة، يناير 16، 2009
غزة تعيد علم فلسطين الى العراق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق