سعيد علم الدين
وكأني بشاعر العرب الفذ أبي الطيب المتنبي، وابنهم النجيب الذي لم تكن لتفوته شاردة ولا تأخذه واردة دون أن يتلقفها بنظره الثاقب، يلمحَها بفكره الواثب، يصقلها بعقله اللامع، ويخلدها بشعره الرائع، حاضرا بكامل حواسه قمة الكويت التاريخية التي أتت مباشرة بعد كارثة غزة الجريحة.
غزة المنكوبة كَنكبة البَصرةِ وأكثر!
غزة التي تحتاج لمن يلملم أشلاءها، يبلسمُ جراحها، يعيد إعمارها، يسعد أطفالها، يحقق سلمها الأهلي، ويبعث الأمل في نفوس الغزاويين بعد هذه الكارثة المأساوية المزلزلة التي حلَّت بهم على أيدي الإسرائيليين أولا، وأيدي المحرضين من أدوات المزايدين والممانعين ثانيا.
هذا الكلام هو لتذكير الضالين للعودة الى الضمير الوطني العربي الوحدوي الأصيل، ووضع مصلحة شعوبهم نصب أعينهم وليس زجهم في المآسي ورفع شارات النصر على عظامهم المحطمة.
فغزة المنكوبة تحتاج اليوم ومعها فلسطين الى الوحدة بين أبنائها من خلال رفض المشاريع الانتحارية والتي لن تحل قضية، بل ستنهي القضية الأم وتدمر الآمال بقيام الدولة الفلسطينية.
ومن هنا تأتي مناشدة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العرب إلى الوحدة، وفَتَحَ باب المصالحة بينهم على مصراعيه بقوله" اسمحوا لي أن أعلن باسمنا جميعا أننا تجاوزنا مرحلة الخلاف وفتحنا باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب من دون استثناء أو تحفظ وأننا سنواجه المستقبل بأذن الله نابذين خلافاتنا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص"
هذا الكلام نتمنى أن يتجاوب معه من أصبح أداة بيد المغرضين والحاقدين والمتآمرين العاملين بخبث في شق الصف العربي، وزرع الفتنة، ورفع بندقية الأخ في وجه أخيه.
وكانت هناك اشارة لافتة في كلمته موجهة الى العدو الاسرائيلي
راميا الكرة في مرماه لكي يتلقف المبادرة العربية بسرعة قبل فوات الأوان، بقوله:
" على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت"
هو يقول هنا للإسرائيليين والعالم أجمع نعم للسلام وكفى سفك دماء، نعم لحل الصراع العربي الاسرائيلي الدامي نهائيا والى الأبد حسب المبادرة العربية ولكي نلتفت جميعا لبناء المستقبل المشرق لأبناء هذا الشرق المنهك من المآسي والآلام والحروب.
منذرا في الوقت نفسه الاسرائيليين ودون أن يغلق الباب كما يريد بشار الأسد، بقوله" أن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد".
هو هنا يدق ناقوس الخطر لتنتبه الإدارة الأمريكية الجديدة وتأخذ كلام الملك بعين الاعتبار في سياسة أوباما الشرق أوسطية.
نحن نعتقد ان كلام الملك هو رسالة قوية الى من يهمه الأمر وسيكون لها تداعياتها. رسالة ستتحول بالتأكيد الى افعال:
كيف لا ونصرُ العرب بيد الله معقود على جبين الملك عبد الله آل سعود، فكيف إذا كان إلى جانبه الرئيس الكبير حسني مبارك وباقي الرؤساء والأمراء والملوك المعتدلين!
وما ان اختتم الملك عبد الله كلمته بتقديم ألف مليون دولار مساهمةً في إعادة إعمار غزة ، وبقوله "أن قطرة واحدة من الدم الفلسطيني أغلى من كنوز الأرض وما احتوت عليه".
حتى اهتز شاعرنا أبو الطيب المتنبي، منشدا أمام الوفود:
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
وتكبرُ في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
وتبقى الكبارُ كباراً والصغارُ صغارا
وَقَدَرُ الكبارِ ان تكون كبارا !
هناك تعليق واحد:
أحمق....
يا أمة ضحكت من جهلها الامم..
صاحبك عبد الله لم يقل ولم يفعل الا ما طلب منه ...من تل الربيع المحتلة..
إرسال تعليق