راسم عبيدات
أردوغان رئيس الوزراء التركي والذي ترتبط بلاده بالكثير من المصالح والعلاقات مع أمريكا وأوربا الغربية وإسرائيل،أقلها استكمال عضويتها في الاتحاد الأوروبي،لم يخشى على تلك المصالح ولم يرتجف أو ينافق،بل عبر عن موقف بلاده من الهجوم البربري والوحشي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بكل وضوح وجرأة،فهذا الرجل وصل إلى سدة الحكم عبر صناديق الانتخاب وبشكل ديمقراطي وليس حال حكام النظام الرسمي العربي أصحاب نسبة (99،9 )فشعبه ملتف حوله وهو يعبر عن موقفه ووجهة نظره ،وهو لم يتلعثم ولم يرتجف أو يجبن كجوقة حكام النظام الرسمي العربي الخائفة ليس على مصلحة شعوبها وقضاياها الوطنية والقومية،بل على كراسيها ومصالحها الشخصية وتوريث الحكم،فهي لم يرف لها جفن،رغم كل مناظر الدم وجرائم قتل الأطفال والنساء الفلسطينيين،وكيف يرف لها جفن أو تتحرك مشاعرها المتبلدة وهي جزء من العدوان على الشعب الفلسطيني،والقتلة والمجرمون من عواصمها يعلنون ويصرحون،بأنهم سيذبحون الشعب الفلسطيني ويسحقون مقاومته،ويحملون المقاومة في غزة المسؤولية عن الهجوم البربري الإسرائيلي،وهم يعرفون جيداً عدا عن حق شعبنا في المقاومة،أن من خرق التهدئة ولم يلتزم بشروطها هو إسرائيل،وهذا ما قاله أردوغان بشكل جلي وواضح بأن إسرائيل وحدها من يتحمل المسؤولية،فهي التي خرقت التهدئة ولم تلتزم بفتح المعابر ورفع الحصار،كما أنها رفضت عرضاَ تركياً للوساطة مع حماس حول التهدئة قبل العدوان،والرجل لا يخفي تضامنه مع الشعب الفلسطيني ومقاومته،بل ذهب أبعد من ذلك حين قال بأن تلك المجازر يا قادة إسرائيل ستبقى صفحة سوداء في تاريخكم وتركيا في عهد أردوغان تأخذ دوراً إقليميا على مستوى المنطقة من رعاية المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل إلى الوساطة بين إيران وأوروبا الغربية وأمريكا حول ملف إيران النووي،وربما الدخول لاحقاً على ملف الجندي الإسرائيلي المأسور "شاليط" .
أما الرئيس الفنزويلي الثائر" تشافيز" والذي هو بمثابة "الثائر ألأممي"تشي جيفارا" لأمريكا اللاتينية،فهذا الرجل والذي حاولت القوى الرجعية والكمبرادورية والطغم المالية في فنزويلا بدعم مباشر من أمريكا عزله عن الحكم،فإن القوى الشعبية التي عبر عن همومها ومصالحها والتي أوصلته إلى سدة الحكم، تمكنت من سحق تلك القوى وإعادته إلى الحكم،وهو ما يثبت صحت خيار الشعب والاحتكام واللجوء إليه .
وهذا الرجل أكثر وطنية وقومية وأممية ليس من كل زعماء النظام الرسمي العربي الذين يفتقدون لكل هذه الصفات،بل من أكثر قادة القوى والأحزاب العربية المقاومة والجهادية،فهو في زمن الحصار الذي فرض على العراق قبل احتلاله وتدميره،أول من بادر على مستوى الزعماء إلى خرق هذا الحصار،وأثناء العدوان الإسرائيلي على حزب الله والمقاومة اللبنانية في تموز/2006 قام بطرد السفير الإسرائيلي من بلادة احتجاجاً على ذلك العدوان وما ارتكبته إسرائيل من مجازر،وها هو يقوم بطرد السفير الإسرائيلي من بلاده الآن احتجاجاً على العدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة،وهدد أنه في حال شنت أمريكا على إيران بوقف إمدادات النفط لها،ناهيك عن دوره الثوري على مستوى أمريكا اللاتينية والتي شكل قوة مثل لها في الخروج على الطاعة الأمريكية وشروط المؤسسات الدولية المسطي عليها أمريكياً من بنك وصندوق نقد دوليين.
أما ساركوزي رئيس الوزراء الفرنسي،والذي هو صديق شخصي لإسرائيل،فهو يعبر عن موقف ورؤية بلاده للصراع،هذه الرؤيا والمواقف التي تصل حد التطابق مع المواقف الأمريكية والإسرائيلية،والمتمثلة في دعم ومساندة العدوان الإسرائيلي وحقها في ضرب المقاومة الفلسطينية،فهو قال بشكل واضح أن حماس والمقاومة الفلسطينية هم الذين يتحملون مسؤولية خرق التهدئة والسبب في الهجوم الإسرائيلي، هو إطلاق المقاومة للصواريخ على إسرائيل وليس الاحتلال والحصار وعد م فتح المعابر،وهذا الموقف الفرنسي والذي يعبر عن موقف أوروبا الغربية،وبما يعري ويكشف هذا الموقف للذين على عيونهم غشاوة والذي يقولون لنا دائماً عن الموقف الدولي وتميز الموقف الأوروبي الغربي عن أمريكا،هذا الموقف الذي يتقاطع استراتيجياً مع الموقف والرؤيا الأمريكية ويختلف في الجزئيات،والجميع يدرك كيف أن فرنسا هي أول من حمل حزب الله والمقاومة اللبنانية المسؤولية عن الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل في تموز/2006 ،وحاولت فرض شروط مذلة على لبنان والمقاومة لوقف هذا العدوان،تتمثل في تجريد حزب الله والمقاومة من السلاح ونشر قوات دولية ليس على حدود لبنان مع فلسطين،بل الحدود بين سوريا ولبنان،ومراقبة الحدود اللبنانية جواً وبحراً وبراً،ناهيك عن عدم تزود حزب الله بالأسلحة،وإرسال قوات دولية لمراقبة وتنفيذ ذلك تحت البند السابع،ولولا صمود حزب الله والمقاومة اللبنانية لما تغيرت تلك الشروط.
واليوم تعيد فرنسي الكرة هي وأمريكا وأوروبا الغربية ثانية،من خلال استثمار العدوان الهمجي والبربري على شعبنا الفلسطيني،لفرض شروط مذلة عليه،أي ليس المساواة فقط بين الجلاد والضحية،بل وتحميل الضحية مسؤولية العدوان ومنعه من حقه في المقاومة وطرد الاحتلال واختزال قضيته لمجرد قضية إنسانية،ليس لها علاقة بالوطن والاحتلال،وملامح خطة أو مبادرة ساركوزي المصاغة أمريكياً وبريطانياً وتتولى فرنسا والمانيا إخراجها،تتلخص في نشر قوات دولية على المعابر والحدود،وبما يضمن عدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل ومنع حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية من التسلح والمقاومة،مع حق إسرائيل الكامل في اختراق أجواء وبحر غزة ومراقبة حدودها ومعابرها،على أن تلتزم بتزويدها مقابل كل ذلك بالمساعدات والحاجات الإنسانية.
باختصار شرعنة الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية،والتي نرى أن الانتحار الجماعي أو الموت جماعي سيان،أهون من الموافقة على هذه الشروط المذلة والمجحفة.
أما قاتل الأطفال"شمعون بيرس" وكما يحلو للعرب الرسميين تسميته بحمامة السلام والذي منح جائزة نوبل للسلام على دوره في اتفاقية أوسلو،والتي قسمت الشعب الفلسطيني سياسياً واجتماعياً،والتي سحبت من الرئيس الراحل ياسر عرفات،بعد أن رفض أن يوقع على تصفية القضية الفلسطينية،فهذا القاتل والذي يجب أن يساق إلى المحاكم الدولية،لكثرة دم الأطفال العرب والفلسطينيين،الملطخة به يداه وجدنا أن قادة النظام الرسمي العرب وبدون أدنى خجل يدعونه إلى ما يسمى بمؤتمر حوار الأديان في نيويورك،لكي يتلفع بملابس الحاخام زوراً ويلقي عليهم مواعظه وترانيمه ومزاميره،وهم سجداً وركوعاً له،يحدثهم عن"الإرهاب" "إرهاب" المقاومة العربية والفلسطينية،وعن دولة إسرائيل كدولة محبة وسلام.
واليوم بكل وقاحة يقول أنا أعلم عن قتل الأطفال الفلسطينيين وأعرف كيف سندافع عن أطفالنا،فهذا المجرم مكانه الطبيعي،ليس ألقاء المواعظ عن "الارهاب" والسلام،والحصول على جائزة نوبل للسلام،بل أن يساق للمحاكم الدولية كقاتل ومجرم.
الأربعاء، يناير 07، 2009
أردوغان .. تشافيز .. ساركوزي ... بيرس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق