الجمعة، يناير 09، 2009

التظاهر ضد هكذا مظاهرات



فوزي ناصر

يؤلمنا كبشر ان نرى صور الدم المسفوك من اناس عزل أبرياء في أي مكان وعلى مساحة الأرض الواسعة ،ويؤلمنا كعرب ما نرى من جرائم قتل وتفجير في العراق مثلا، ويؤلمنا كفلسطينيين ما نرى من مذابح في غزة وفي أي مكان في أرض فلسطين.
من الطبيعي ان نغضب ومن الطبيعي ان نعبّر عن المنا وغضبنا ، من الطبيعي أن نتفجّر الما وغضنا، لكن ليس من الطبيعي ان نفقد صوابنا وعقلنا ونأتي بالنار الى صدورنا وبيوتنا ، لنتظاهر ونصرخ ونرفع الشعارات ، لا بأس! لكن!!
لكن!!!
لنقف ونتأمّل ظروفنا وموقعنا ونتصرّف وفقا لذلك، نحن مواطنون في دولة يتمنى قادتها أن يتخلصوا منّا فهل نساعدهم في تحقيق غايتهم؟وهل من الطبيعي أن نسلك وفق ارادة قادة حماس الجالسين على مقاعدهم الوثيرة في دمشق والمتنعمون بخيرات دمشق والذين يدعون أهلنا في داخل الخط الأخضر للانتفاض ضد العدو!!؟؟ أي هراء وأي تهوّر هذا؟.!
وهل من المنطق أن نرفع شعار (خيبر يا يهود) او(الموت لليهود)؟
وهل من المنطق أن نرفع شعار دولة الخلافة وعاصمتها القدس؟
لنبحث عن المستفيد من مثل هكذا تطرّف وانفلات!
نقيم القيامة ولا نقعدها حين يتهموننا بالعداء للدولة وقوانينها ونذهب الى محكمة العدل العليا من أجل الحصول على صك براءة وشهادة حسن سلوك يمكّننا من التّنعم بخيرات الكنيست!
وحين يتّهم اليمين الاسرائيلي جماهيرنا بالعداء للدولة يعلو صوت قادتنا وصحافتنا ومحامينا وجماهيرنا أن من يقول ذلك فاشي عنصري يخطّط لترحيلنا .
كيف يتوافق دفاعنا امام الاتهام مع رفع شعارات التطرّف والعداء؟!
ان كنتم مواطنين في دولة اسرائيل فاسعوا،ضمن المساحة المتاحة،الى تغيير واقعها ونهجها تجاه شعبنا !
ان كنتم مواطنين في دولة اسرائيل ذات الاكثرية اليهودية، واجبكم أن تخترقوا الشارع اليهودي المعادي بأغلبيته وأن تحاولوا بقدر المستطاع أن تنقلوا أكبر عدد من اليهود الى خندقكم ، خندق السلام والمساواة ، واعلموا انه لا يمكن بأي حال من الأحوال تحصيل أي مكسب الاّ اذا كسبنا تأييد الشارع اليهودي أو المؤسسات، أما أن نصفع من علينا كسب تأييده فهذا لربّي منتهى الحمق .
أليس دوف حنين يهوديا ؟ اليست تمار غوجانسكي يهودية؟ اليس اوري افنيري يهوديا ؟ وأمثالهم كثيرون ¸فلماذا ننفّرهم بدل تشجيعهم وزيادة عددهم؟!
من حقنا وواجبنا أن نتظاهر ،لكن ليس من حقنا وليس من مصلحتنا أن نرشق الحافلات بالحجارة ، ليس من حقنا أو مصلحتنا أن نغلق شارعا يؤدّي الى مشفى!

وعن التخريب حدّث ولا حرج ، فمنذ عقود ومظاهراتنا تخلّف مظاهر تخلّف!
منذ عقود ومظاهراتنا تسفر عن تخريب الممتلكات العامة، ولم يجد المسؤولون في مجتمعنا أن هذا الامر جدير بالمناقشة!
لماذا نعتدي على الواجهات الزجاجية للمتاجر والبنوك والمؤسسات العامة؟!
لماذا نحرق حاويات النفايات؟!
لماذا نقلع الاشجار ونحرقها؟!
لماذا نحطّم الات السحب الالكتروني (الكسبومات)؟!
لماذا نحطّم الات تنظيم وقوف السيارات ؟!
هل كل هذه تقوم بقصف غزّة؟؟؟!!!
اذا كانت مظاهراتنا تنتهي بمثل هذه النتائج وهي فعلا كذلك ، فعلى المسؤولين بحث الامر ،أو البحث عن أسلوب اخر للتنفيس والتعبير ! وليمتنع محامونا عن الدفاع عن المعتدين على الممتلكات العامة!
او اذا بقي الامر كذلك فأدعو الى التظاهر ضد هكذا مظاهرات!
فوزي ناصر : الناصرة
Fauzi_hn@017.net.



ليست هناك تعليقات: