الخميس، يناير 08، 2009

في غيبوبتي ... رأيت محمود درويش يكتب قصيدة النصر

د. عدنان بكرية

أعترف انني لم اواكب الاحداث المؤلمة بتفاصيلها ... نتيجة رقودي في المستسفى ولمدة ليست بقصيرة ، لكنني عندما دخلت في غيبوبتي رأيت فارس فلسطين شامخا في فضاء غزة يجدد قصيدة النصر وأفقت على الطبيب يقول لي (الحمد لله على سلامتك ) ... كم كنت أتمنى لو تستمر غيبوبتي أولا :لأتابع ما يكتبه فارس فلسطين عن أن القنابل الإسرائيلية وحدت الدم الفلسطيني وثانيا : لألا أصاب بالصدمة التي هزتني نتيجة المجزرة التي ارتكبت في مدرسة (الاونوروا). كنت أهذي وقلبي يكاد يتشظى !
أيها المارون بين الكلمات العابرةاحملوا أسماءكم وانصرفواواسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و انصرفواوخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرةو خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفواانكم لن تعرفواكيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
أيها المارون بين الكلمات العابرةمنكم السيف - ومنا دمنامنكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنامنكم دبابة أخرى- ومنا حجرمنكم قنبلة الغاز - ومنا المطروعلينا ما عليكم من سماء وهواءفخذوا حصتكم من دمنا وانصرفواوعلينا ، نحن ، أن نحرس ورد الشهداءو علينا ، نحن، أن نحيا كما نحن نشاءولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر ، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا .. والآخرة ْ
فاخرجوا من أرضنا
من برنا .. من بحرنا
من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
من كل شيء ، واخرجوا من ذكريات الذاكرة ْ
أيها المارون بين الكلمات العابرة
هولوكوست بغطاء دولي !
كم هي محزنة حالتنا ونحن نشارك بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا .. لن أحابي أحدا ولن أكن اليوم روتينيا في قراءتي... ولا أنكر أنني من حين لآخر اتصل بالأخوة الأصدقاء الكتاب الفلسطينيين في غزة لأطمئن على حالهم وحال شعبنا .. ما يروونه يفوق ما نراه على شاشات التلفزة !وأقولها بفم ملآن ودون تردد
ان جزمة طفل فلسطيني يدافع عن وجوده وكرامة أمته أعلى من كل الرتب واشرف من كل النياشين العربية !وان منديل عجوز تلوح به باكية هو علمنا الوطني من المحيط الى الخليج .. فلتنخفض الإعلام العربية الرسمية أمام منديل النحيب !
ولمن يحاول أن يهمش الصراع ويجعله صراع معابر .. فتحها أو عدم فتحها أقول شعبنا لا يريد معبرا لندخل له الفتات.. شعبنا يريد معبرا نحو الحياة الحرة الكريمة .. حياة الاستقلال والتحرر

هل عرب أنتم..؟
والله أنا في شك من بغداد إلى جدة
هل عرب أنتم..؟!
وأراكم تمتهنون الليل على أرصفة الطرقات الموبوءة
أيام الشدة!
قتلتنا الردة.
قتلتنا أن الواحد منا يحمل في الداخل ضده

مظفر النواب أدرك واقع الأمة العربية حتى قبل أحداث غزة ..
ستدخل التاريخ مصطلحات جديدة يندى لها الجبين (هولوكوست ذاتي) (عرب وباعوا روحهم )
ستدخل التاريخ معادلات وقوانين جديدة لم نعرفها من قبل وأولها ( نيرون مات وروما لم تمت بعينها تقاتل ) وثانيها الحجر صار أقوى من الطائرة والبارجة !
هذه المعادلات لم نعرفها الا في تاريخ النضال الفلسطيني .والقانون التاريخي الآخر والذي ادخله (السيد حسن نصر الله )هو ان أيادي الشعوب المؤمنة بحقها أطول من كل اذرع الأنظمة وهي فقط القادرة على التصدي وإحراز النصر في معركة البقاء والوجود .
كاتب من فلسطين ال 48

ليست هناك تعليقات: