الأحد، يناير 11، 2009

فضيحة .. بالكيمياوي يا أولمريت


شوقي مسلماني
يقول الشاعر أنّ ظلمَ ذوي القربى أشدّ مضاضة على المرء من وقع الحسام المهنّد، وبالأخص إذا كان هذا الظلم ملحق بعدوان إسرائيلي صهيوني ـ أقول إسرائيلي صهيوني تمييزاً عن الإسرائيلي الرافض للعدوانيّة الإسرائيليّة الصهيونيّة على غزّة ـ هذا الظلم الهمجي الذي لا يميّز بين الحجر والشجر والبشر أو بين العسكري والمدني أو بين الطفل والمرأة والشيخ المسنّ وهذا ما نلاحظه في هذه الأوقات العصيبة فالضحايا الفلسطينيّون بالآلاف بين قتيل وجريح ثمّ نجد "عربيّا" يناشد الأعداء أن "يسحقوا عملاء إيران في غزّة"!! وكأنّ غزّة لم تكن تقاتل الإحتلال قبل إيران الخمينيّة أي في زمن إيران الشاه ملك الملوك الطاووس الحليف إلى اللانهاية لواشنطن وتل أبيب وكانت غزّة لسنوات نهاراً للإسرائيليين وليلاً للفلسطينيين بقيادة الشهيد غيفارا غزّة العضو القيادي العسكري في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بقيادة الراحل الدكتور جورج حبش الذي لم تلن قناته ضدّ الصهاينة يوماً وبعث رسالتين إلى السيّد حسن نصرالله إبّان حرب تمّوز سنة 2006 يشدّ أزره في المقاومة التي تكلّلت بعد 33 يوماً بالصمود ودحر العدوان. وغزّة هي غزّة لا تنكسر لها شوكة، وغزّة هي التي هرب منها شارون ولم تركع للحصار .. وتصاعد وتيرة هذا الحصار الذي لم يعُد يُطاق خلال السنتين الفائتتين. كاتب آخر "عربي" كتب في صحيفة الوطن الكويتيّة: "بالكيمياوي يا أولمريت" فضّ فوه حتى لتحسبه نازيّاً بإهاب كاتب قلمه عربي ببلد عربي بدل أن ينصح أولمرت أن يخفّف من البطش ضدّ المدنيين ويضاعفه ضدّ المجاهدين والمناضلين في غزّة ما دام يكره إلى هذه الدرجة المجاهدين والمناضلين المتدينين واليساريين وكما في حرب تمّوز نادى مسعورون عرب بمحاسبة المقاومة في لبنان لأنّها تتجرّأ على جيش الغزاة الصهاينة نادى وينادي اليوم مسعورون عرب تحريضاً على حماس وعموم المقاتلين في غزّةَ العزّ والصمود والبطولة الأسطوريّة حتى لو أسفرت الحرب غير المتكافئة بميزان القوى العسكريّة عن نتائج سلبيّة. وأكثر فظاعة تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيّته أحمد أبو الغيط حول معبر رفح التي تعلن تخلّيها أخلاقيّاً عن أهل غزّة في محنتهم الكبرى. لا أحد يُطالب مصر مبارك بفتح معبر رفح بالحديد والنار لتأمين وصول الغذاء والدواء لمليون ونصف مليون إنسان مُحاصر إنّما المطلوب على الأقل أن تهدّد بطرد السفير الإسرائيلي أو على الأقل أن "يعبس" الرئيس مبارك بوجه تسيبي ليبني.
ومؤخّراً تناقلت وكالات الأنباء أن السفير الإسرائيلي في أثينا أهدى ثلاثة زجاجات نبيذ إلى وزير الخارجيّة اليوناني الأسبق ثيودور بانغالوس بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة ليتفاجأ السفير الإسرائيلي بعد أيّام بطرد مرتجع فيه ثلاثة زجاجات نبيذ ورسالة من بانغالوس يشكر فيها السفير الإسرائيلي على الهديّة التي لا يستطيع أن يقبلها لأنّه لاحظ أنّ الزجاجات من إنتاج مرتفعات الجولان. ويضيف بانغالوس أنّ مرتفعات الجولان أرض سوريّة محتلّة باعتراف الأمم المتّحدة وأنّ أبويه علّماه ألاّ يسرق" وأن يحرص على ألاّ يقتني مسروقات. وختم بنغالوس قائلاً بوجوب كفّ العدوان على غزّة مع التمنّي للإسرائيلي والفلسطيني أن يعيشا معاً بسلام. وقبل أيّام شهد قلب سيدني مظاهرتين ضخمتين احتجاجاً على قتل شعب فلسطين في غزّة وقد اشترك في المظاهرتين عدد كبير من الأستراليين يتقدّمهم إشتراكيّون وشيوعيّون وتروتسكيّون وماويّون ونقابتا عمّال البناء وعمّال الموانئ البحريّة وقوى السلام وجمعيّات إنسانيّة .. فكيف أجانب يغضبون للحقّ العربي ويدميهم ما يُصيب غزّة التي تعاني أسوة بكلّ فلسطين منذ 60 عاماً وبعض العرب يتهاونون بالحقّ العربي في ألطف تعبير ولا يغضبون لسفك دمّ أبناء فلسطين في ألطف تعبير أيضاً؟.
Shawki1@optusnet.com.au



ليست هناك تعليقات: