الخميس، يناير 08، 2009

حزب الله يتحمل المسؤولية

سعيد علم الدين
بالتأكيد أن الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من جنوب لبنان صباح الخميس 8 كانون ثاني 09 ليست مجهولة البصمات، وليست لقيطة من مخزن أو معسكر ما، وإنما لها أب وأم!
وأبوها هو أحمد جبريل وأمها هي الجبهة الشعبية القيادة العامة، وإلا لما رفض أنور رجا القيادي في هذه الجبهة أن ينفي أو يؤكد ضلوع فصيله بإطلاق الصواريخ.
رده المبهم هذا يشير الى بصماته وهذا ليس بغريب على جبهته التي تأتمر بأوامر النظام السوري وملحق تابع لمخابراته.
ومما يؤكد على ما نقول: هو رده الخطير بالسؤال عن قدرات الجبهة التي ينتمي إليها، فقال :
"نحن يمكننا أن نشعل عود الثقاب ونترك للآخرين التداعيات".
هو برده هذا أكد أن أصابع جبهته هي وراء اطلاق الصواريخ.
لماذا؟ لأنه لا توجد في متناول أصابعه سوى جبهة لبنان الجنوبية ليشعل فيها عيدان الثقاب. بالتأكيد بالدعم والمساعدة من حزب الله
وباقي جماعة ومخابرات النظام السوري وجواسيسه المنتشرة على الأرض اللبنانية.
هو غير مسموح له ان يشعل عود ثقاب واحد من جبهة الجولان، والا فسيقطع بشار الأسد أصابعه قبل رأسه، وسيكون مصيره مصير شاكر العبسي الذي تمت تصفيته بإشراف رستم غزالي.
وهو لا يستطيع وليس له الامكانيات ليشعل عيدان الثقاب من الاردن او مصر.
ولقد عبر أنور رجا بقوله هذا أصدق تعبير عن فكر ودور الجبهة الشعبية القيادة العامة الحقيقي ومنذ عام 1969 في تخريب لبنان وزرع الفتنة بين طوائفه. اي اشعال عود الثقاب وترك التداعيات للآخرين.
ولكن من هم الآخرون اليوم؟
هم حزب الله والجيش والشعب اللبناني.
أي أن أحمد جبريل يريد استدراج إسرائيل لحرق حزب الله.
ولكن أليس حزب الله هو المسؤول الأول عن عود الثقاب؟
بدعمه وحمايته ورعايته لهذه التنظيمات الإرهابية!
ومن هنا فليست الجبهة الشعبية القيادة العامة التي اطلقت الصواريخ على شمال اسرائيل من يتحمل المسؤولية أمام اللبنانيين المنهكين من الحروب، وإنما حزب الله وقائده نصر الله الذي ما انفك ومنذ انسحاب الجيش السوري يعلن دعمه المطلق وتحالفه مع المنظمات السورية الفلسطينية كهذه الجبهة وامثالها، وحماية سلاحها ومعسكراتها وأنفاقها خارج المخيمات وعلى حساب السيادة اللبنانية وامن الشعب واستقراره. والعمل على تعطيل مقررات طاولة الحوار الوطني.
فحزب الله وتحت يافطة مقاومة هو وليس غيره من يساعد حملة عيدان الثقاب لوجستيا للتحرك بحرية ضمن الأراضي اللبنانية بصواريخهم، واضعا الخطوط الحمراء أمام الجيش اللبناني لغض النظر وعدم التعرض لهم، خاصة بعد ان فقد الجيش هيبته في لجم حزب الله منذ احتلالهم لبيروت في السابع من ايار.
هم بهذه الصواريخ اعطوا الذريعة التي تنتظرها اسرائيل. وهي اختراق قانوني واضح للقرار 1701 الذي انهى حرب تموز. أي ان اسرائيل تملك اليوم ذريعة لمتابعة الحرب ان قررت ذلك.
والقرار بيدها، بالرد الثقيل على عيدان الثقاب، او الخفيف كما حصل بإطلاق بعض القذائف صباح اليوم!
اطلاق الصواريخ هذا يكشف لبنان أمنيا امام اسرائيل، القادرة على شن غارات جوية بحجة هذه الصواريخ، التي اجبرتها على تعطيل الدروس في مناطقها الشمالية.
وبما ان حزب الله جزء من الحكومة والدولة اللبنانية فستُحمِّلُ اسرائيل هنا المسؤولية للدولة اللبنانية ككل. وسيكون حزب الله هو المستهدف ومن خلاله لبنان وبنيته التحتية ومرافقه ككل. وعندها سيكون بشار الاسد في منتهى السعادة ليرى لبنان مدمرا ومكسرا على رؤوس اللبنانين من جديد بعيدان ثقابه.
وإلا فكيف سيستطيع النوم وكوابيس المحكمة الدولية تلاحقه في يقظته أكثر من منامه!
وكان نصر الله قد قال 08.12.28، "مصر ليست الهلال الاحمر او الصليب الاحمر مصر ام الدنيا".
تحدث وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم للمنار 09.01.08 وكأن سوريا هي دولة جزر القمر أو موريتانيا أو سلطنة عمان من الصراع العربي الإسرائيلي، وليست دولة مواجهة وليس لها أرض محتلة.
قائلا:" نحن نعمل على ان تكون علاقتنا مع كل الدول العربية استراتيجية، وعلى تشكيل عمق استراتيجي للمقاومة في لبنان وفلسطين وليس لحمل البندقية معها فلديها ما يكفي".
وهل سوريا هلالا أحمرا يا نصر الله؟
أليس هذا الكلام قمة التخاذل بعينه، التي تتهم بها الآخرين؟
وهل أنت وحماس بحاجة لبندقية، أم لدبابة وطائرة تواجه الدبابة والطائرة الإسرائيلية؟
أليس هذا الواجب هو واجب سوريا الممانعة والمحرضة لكم بالدرجة الأولى والتي هي أصلا في حالة حرب مع إسرائيل وأرضها محتلة!
كلام المعلم يعني أن سوريا ليست نهائيا في وارد مساعدة أذنابها في لبنان وفلسطين، ولا حتى في وارد الدخول في نزاع عسكري مع اسرائيل. والدليل عدم ردها على ضربات اسرائيل الموجعة لها.
فكيف تعيب يا نصر الله على الدول العربية التي هرعت تساعد الفلسطينيين كالسعودية ومصر بانها ليست هلالا احمراً. وهذا حليفك المعلم يؤكد بكلامه ان سوريا هي هلال احمر.
والعجيب ان ارضها محتلة. والعجيب انها صاحبة اقدم شعارات في تحرير فلسطين. والعجيب أنها دولة مواجهة وممانعة.
ولكن سوريا مشغولة بأمر أهم وهو تدريب وتنظيم وإرسال مجرمي فتح الاسلام وغيرهم من جماعاتها الإرهابية الى لبنان والعراق والبحرين والكويت وغيرهم من الدول العربية.
هذه هي استراتيجيتها الحقيقية: تخريب العالم العربي، وليس كما يدعي المعلم.
فهل يفهم نصرالله مغزى عيدان الثقاب، التي ان اشتعلت فستحرقه قبل ان تحرق احمد جبريل؟
ولهذا فمن واجبه أن يضع يده بيد دولته وجيشه وحكومته وينزع عيدان الثقاب من أيدي العابثين بلبنان قبل أن تشتعل، وتشعل الأرض دماراً!

هناك تعليقان (2):

tear969 يقول...

يعطيك العافية فعلا إنك تدور وتدور حتى تتهم حزب الله بكل ما يحصل والظاهر أن عندك عقدة اسمها حزب الله

غير معرف يقول...

يحدث أحيانا أن يكتب أحمق مقالا