أسامه طلفاح
بعد زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة والتي كانت ذات طابعٍ مميزٍ و رائعْ، بحيث تم استقباله بها من قِبل إخواننا العرب بالأهازيج و التصفيق و القُبلات و الورود، كان لا بُدَّ لبوش أن يُرضي الصهيونية و يعطي الضوء الأخضر لاجتياح غزة و انتهاك حرمتها و حرمة أهلها و ناسها ، بعد ذلك الاستقبال العربي الأصيل لِمُشعِلِ فَتِيلِ الحرب و الدمار في هذه الأمة.
كان لا بُدّ للرئيس الأمريكي أن يهدد إيران من خلال زيارته للمنطقة، كي ترد إيران التهديد بآخر لدول الخليج العربي التي تطمح اليوم بالأمن و الأمان و خصوصاً من قِبل إيران، لأن أمريكا هي الحليف و الصديق و الشقيق و المنقذ المحرر للكثير من أبناء هذه الأمة مثل ما اتضح الأمر من خلال تصريحات البعض الذين وصفوا الرئيس الأمريكي بأنه منقذ و محرر و حليف و صديق يجدر بنا استقباله بكلّ ما أوتينا من نفط و زهور!!
يحق للأستراليين أن يستقبلوا بوش و هم عراه مع كلمات مفادها لا أهلاً بكَ و لا سهلاً ، و من حق اللندنيين أن يخرجوا مظاهرات ضد زيارة بوش لهم ، و من حقّ شعوب أمريكا اللاتينية أن تخرج و تندد بزيارة بوش لها، و من حقّ الفضائيين كذلك أن يخرجوا و ينددوا بزيارة مجرم الحرب و سفاك الدماء بوش لهم، و ليس من حقّ العروبة أن تتحدث عن بوش و عن أفعاله التي جاءت و تأتي دوماً لمصلحة إسرائيل على حساب العرب، فليس من حقهم أن ينددوا بزيارة بوش و ليس من حقهم إظهار مدى بشاعة هذا الإنسان الذي جلب للأمة العربية الدمار و التفتيت و التقسيم و الدماء.
ليس من حقنا بتاتاً أن نتحدث عن زيارة بوش التي جاءت لإشعال فتيل الحرب من جديد، و بشيءٍ من عبث و كراهية كُبرى، و ليس من حقنا أن ندعو لعدم استقباله، لكن مشكلتنا للأسف ليست مع بوش و ليست مع الأمريكيين الذين هم أنفسهم يتحدثون عن مدى حماقة هذا الرئيس ، مشكلتنا الأساسية مع المتأمركين العرب، أصحاب ديمقراطية بوش العُظمى.
ديمقراطية بوش التي ينادي بها بعض أبناء العروبة هي التي حررت العراق و جعلته ساحة للأمنِ و الأمان ، و ديمقراطية بوش هي التي ستحرر فلسطين و تعطي الأمن للأمة العربية و تحميها من التهديدات الإيرانية، بوش لم يشعل يوماً فتيل الحرب على هذه الأمة ، فحريٌ بنا أن نستقبله استقبال الفاتحين بالزهور و الورود و الأهازيج و حريٌ بنا أن نُلبسه العباءة العربية و أن نسقيه القهوة العربية السمرا ...
فكانت هدية إيهود أولمرت بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة هو ما يجري اليوم في غزة هاشم الأبية الصامدة ، و لا زالت تصفيقات بعض أبناء هذه الأمة و أهازيجهم تدوي لبوش و لديمقراطيته و حريته.
ما يحدث في غزة اليوم، رسالة لأبناء الشعب الواحد ، رسالة للفصائل الفلسطينية أن اتحدوا معاً ضد العدوان و الغطرسة الصهيونية ، و رسالة أخرى للأمة العربية أن تقف و لو مرّة واحدة وقفة مشرفة من أجل الحدّ من الجبروت و الغطرسة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة ، و رسالة إلى كلّ المتأمريكين دعونا منكم و من ترهاتكم الفارغة التي لا تسمن و لا تغني من جوع.
و من حقنا أن نستقبل بوش بالأحذية و الحجارة!!
otelfah@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق