راسم عبيدات
حكيم الثورة القائد والمعلم جورج حبش، هو آخر عمالقة النضال الوطني الفلسطيني، بل هو قائد من طراز خاص وله"كريزما " خاصه كان وما زال له حضوره البارز والمؤثر ليس على المستوى الفلسطيني، بل والعربي والعالمي، وشكل قدوة ومثالاً ونبراساً للكثير من قادة وزعماء النضال وحركات التحرر العربية والعالمية، وما زالت الكثير من الأحزاب اليسارية والاشتراكية في العالم في مسيراتها وتظاهراتها ونشاطاتها، ترفع صوره، تعبيراً وافتخاراً واعتزازاً بهذا القائد، وهو الذي قال عنه الإسرائيليين، هذا الرجل لو لم يكن مسيحياً، لكان له شأن كبير في العالم العربي، والحكيم بدون هذه العبارة التحريضية،والتي تلعب على وتر الطائفية، له شأن كبير في أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني وثورتنا لتاريخه ونضاله ومواقفه،وكما أن الناصرية ارتبط اسمها بالزعيم الراحل والخالد جمال عبد الناصر، فكذلك حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية ،ارتبطتا بالرفيق القائد والمؤسس جورج حبش، ولا أحد ينكر أن الحكيم كان رافعة أساسية من روافع النضال الوطني الفلسطيني، وكان بحق ضمير لهذا الشعب وهذه الثورة، وكان لرأيه ووجهة نظره في القرار والسياسة الفلسطينية شأن كبير، وكذلك الجبهة الشعبية في عهده، كانت في أوج عنفوانها وقوتها، وكانت تشكل المنافس القوي لحركة فتح في الساحة الفلسطينية، ومواقفها الجذرية والصلبة والمبدئية من الاحتلال الإسرائيلي والأنظمة الرجعية العربية والامبريالية العالمية، جعلتها هدفاً ومطاردة لكل لهؤلاء، والرفيق الحكيم وغيره من قادة الجبهة تعرضوا لأكثر من محاولة اختطاف واغتيال من قبل العدو الصهيوني، ولعل الجميع يذكر، عندما دخل الرفيق الحكيم إلى فرنسا من أجل العلاج، كيف ثارت الدوائر الإمبريالية والصهيونية، وطالبت باعتقاله ومحاكمته على اعتبار أنه حسب وصفهم من كبار قادة" الإرهاب" في العالم، والقائد الثوري عندما يتم وصفه من قبل تلك الدوائر الفاشية والمجرمة والتي تمارس كل أشكال وأنواع الإرهاب في العالم"بالإرهابي"فإن ذلك بمثابة وسام شرف له، وها هي الجبهة التي أسسها وبناها الحكيم، تسير على نفس مبادئه ونهجه وخطاه، فالرفيق القائد الأمين العام السابق الشهيد أبو علي مصطفى تعرض للاغتيال، لأنه رفع شعاره الخالد"عدنا لنقاوم لا لنساوم"، والرفيق الأمين العام الحالي الرفيق القائد أحمد سعدات،اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية بحراسة أمريكية – بريطانية، وليتم اختطافه وأسره في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبتواطؤ أمريكي- بريطاني، وموقف غير مفهوم ومبرر من قبل السلطة الفلسطينية ، ورغم كل ذلك فالجبهة بحاجة إلى الكثير من الجهد والعمل من أجل أن تتحول إلى حزب جماهيري حقيقي، وأن تعالج أزماتها بشكل جاد ، وتخلص نفسها من كل دعاة التكلس والتحجر، وأن توحد رؤاها ومواقفها السياسية، وأن تخط لها نهجاً مستقلاً في الساحة الفلسطينية، بعيداً عن التذيل لهذا الطرف أو ذاك.
وتاريخ هذا الرجل حافل بالعطاء والفداء والتضحية، فهو قائد مارس كل أشكال النضال والكفاح من الاعتصام والمسيرة إلى العمل الجماهيري والسياسي والعسكري، والمطاردة والاعتقال، وهو مسكون بهاجس العودة إلى فلسطين، هذا الحق الفردي والجمعي والقانوني والتاريخي والإنساني، يرى أنه المرتكز الأساسي وجوهر القضية الفلسطينية، وأن أية حلول ترقيعية وجزئية، تتجاوز هذا الحق لا ولن يكتب لها النجاح، وبالتالي وقف بحزم ضد اتفاقيات أوسلو، والتي كان يرى أنها لن تجلب للشعب الفلسطيني لا عودة ولا قدس، ولا وقف استيطان، وقال أن هذه الاتفاقيات من شأنها تعميق حالة الانقسام والشرخ والشرذمة الفلسطينية، وهو على قناعة تامة أنه بدون البعد القومي والحاضنة العربية للنضال الفلسطيني،فإنه من غير الممكن أن يحقق الشعب الفلسطيني ،أهدافه في الحرية والاستقلال، وكذلك في الخلاف والصراع (الفتحاوي- الحمساوي)، يرى الحكيم، انه لا مناص من الحوار الداخلي الذي يعيد اللحمة والوحدة إلى الساحة الفلسطينية، وبدون ذلك فإن الخاسر الوحيد هما الشعب والقضية الفلسطينيتان ، وفي الوقت الذي يتربع فيه الكثير من قادة الأحزاب والفصائل على رأس تنظيماتهم حتى آخر رمق، تحت يافطة الشرعية الثورية، اللفظة المستخدمة لتبرير استمرارهم في مواقعهم ومناصبهم، عندما يجري مقارنتهم مع باقي القادة والزعماء العرب رؤساء وملوك وأمراء، والمصيبة والطامة الكبرى،أنهم أول من يزايد وينظر في الديمقراطية والمساءلة والمحاسبة ، وبما ان الأنظمة الداخلية لتنظيماتهم، تنص على أن لا يرشح الأمين العام الحالي للتنظيم ، نفسه لأكثر من ثلاث دورات انتخابية على أبعد تقدير، نرى أنه ومكتبه السياسي يستمرون في مناصبهم إلى يوم الحشر، ولا يعقدون مؤتمراتهم الحزبية المنصوص على عقدها كل أربع أو خمس سنوات، إلا بعد عشر أو خمسة عشر عام، هذا إذا عقدت، والحكيم رغم أن قاعدة وقيادات وكوادر وأعضاء الجبهة الشعبية وأنصارها ،أصروا وألحوا عليه، ان يبقى على رأس التنظيم في المؤتمر السادس للجبهة تموز/2000،إلا أنه رفض وأصر على عدم ترشيحه ،لكي تأخذ الديمقراطية مجراها ولكي يسلم الراية لغيره من الرفاق القادرين على مواصلة المسيرة والكفاح والنضال، مؤمناً ومقتنعاً أن الشعب والثورة والجبهة التي أنجبت الحكيم وغيره من القادة، لم تضحي عاقراً وستستمر في الإنجاب.
والحكيم عاش وسيموت من بعد طول العمر والبقاء له، وستتذكره الأجيال القادمة،بأنه عاش من أجل فلسطين، ومات من أجلها وظل مفعما ومتسلحاً بالإرادة والأمل بالعودة إليها، وإلى مسقط رأسه في مدينة اللد التي هجر وطرد منها بقوة السلاح ، وأنه رغم كل ما تشهده الساحة الفلسطينية من تشظي وانقسام، وما تعيشه الأمة والشعب الفلسطيني من حالة هزيمة وتراجع وانكسار، فإن شعباً عظيماً مثل الشعب الفلسطيني، قدم عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الأسرى ،ويتسلح بالإرادة ويمتلك من الإمكانيات والطاقات الشيء الكثير، لا يمكن له أن يهزم، وما يحدث ويجري على الساحة الفلسطينية، ما هو إلا سحابة صيف، وسيكتشف كل الذين يراهنون على خيار التفاوض من أجل التفاوض، ودعاة الواقعية والعقلانية اللامتناهية في الساحتين العربية والفلسطينية،أن هذا النهج لن يؤدي إلى إحقاق الحقوق، بل سيكلفنا الكثير من الخسارة وضياع الحقوق،وكل تجارب الشعوب ، تعلم أن الحقوق تأخذ ولا تعطى، وأخذها يتم عن طريق ممارسة النضال والكفاح بكل الأشكال، وليس بالركون إلى شكل محدد أثبت فشله وعدم جدواه،
وختاماً نقول أن الحكيم ،كان لربما كالمسيح فهو لم يتلوث في أي من قضايا الفساد لا المالي ولا السياسي، وما زال قابضاً على مبدأه، ومتسلحاً بنفس قناعاته وأرائه، وهو يمثل آخر جيل عمالقة النضال الوطني الفلسطيني،الذين تركوا بصماتهم على النضال العربي والفلسطيني، وحافظوا على أن تبقى قضية شعبنا حية.
القدس- فلسطين
حكيم الثورة القائد والمعلم جورج حبش، هو آخر عمالقة النضال الوطني الفلسطيني، بل هو قائد من طراز خاص وله"كريزما " خاصه كان وما زال له حضوره البارز والمؤثر ليس على المستوى الفلسطيني، بل والعربي والعالمي، وشكل قدوة ومثالاً ونبراساً للكثير من قادة وزعماء النضال وحركات التحرر العربية والعالمية، وما زالت الكثير من الأحزاب اليسارية والاشتراكية في العالم في مسيراتها وتظاهراتها ونشاطاتها، ترفع صوره، تعبيراً وافتخاراً واعتزازاً بهذا القائد، وهو الذي قال عنه الإسرائيليين، هذا الرجل لو لم يكن مسيحياً، لكان له شأن كبير في العالم العربي، والحكيم بدون هذه العبارة التحريضية،والتي تلعب على وتر الطائفية، له شأن كبير في أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني وثورتنا لتاريخه ونضاله ومواقفه،وكما أن الناصرية ارتبط اسمها بالزعيم الراحل والخالد جمال عبد الناصر، فكذلك حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية ،ارتبطتا بالرفيق القائد والمؤسس جورج حبش، ولا أحد ينكر أن الحكيم كان رافعة أساسية من روافع النضال الوطني الفلسطيني، وكان بحق ضمير لهذا الشعب وهذه الثورة، وكان لرأيه ووجهة نظره في القرار والسياسة الفلسطينية شأن كبير، وكذلك الجبهة الشعبية في عهده، كانت في أوج عنفوانها وقوتها، وكانت تشكل المنافس القوي لحركة فتح في الساحة الفلسطينية، ومواقفها الجذرية والصلبة والمبدئية من الاحتلال الإسرائيلي والأنظمة الرجعية العربية والامبريالية العالمية، جعلتها هدفاً ومطاردة لكل لهؤلاء، والرفيق الحكيم وغيره من قادة الجبهة تعرضوا لأكثر من محاولة اختطاف واغتيال من قبل العدو الصهيوني، ولعل الجميع يذكر، عندما دخل الرفيق الحكيم إلى فرنسا من أجل العلاج، كيف ثارت الدوائر الإمبريالية والصهيونية، وطالبت باعتقاله ومحاكمته على اعتبار أنه حسب وصفهم من كبار قادة" الإرهاب" في العالم، والقائد الثوري عندما يتم وصفه من قبل تلك الدوائر الفاشية والمجرمة والتي تمارس كل أشكال وأنواع الإرهاب في العالم"بالإرهابي"فإن ذلك بمثابة وسام شرف له، وها هي الجبهة التي أسسها وبناها الحكيم، تسير على نفس مبادئه ونهجه وخطاه، فالرفيق القائد الأمين العام السابق الشهيد أبو علي مصطفى تعرض للاغتيال، لأنه رفع شعاره الخالد"عدنا لنقاوم لا لنساوم"، والرفيق الأمين العام الحالي الرفيق القائد أحمد سعدات،اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية بحراسة أمريكية – بريطانية، وليتم اختطافه وأسره في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبتواطؤ أمريكي- بريطاني، وموقف غير مفهوم ومبرر من قبل السلطة الفلسطينية ، ورغم كل ذلك فالجبهة بحاجة إلى الكثير من الجهد والعمل من أجل أن تتحول إلى حزب جماهيري حقيقي، وأن تعالج أزماتها بشكل جاد ، وتخلص نفسها من كل دعاة التكلس والتحجر، وأن توحد رؤاها ومواقفها السياسية، وأن تخط لها نهجاً مستقلاً في الساحة الفلسطينية، بعيداً عن التذيل لهذا الطرف أو ذاك.
وتاريخ هذا الرجل حافل بالعطاء والفداء والتضحية، فهو قائد مارس كل أشكال النضال والكفاح من الاعتصام والمسيرة إلى العمل الجماهيري والسياسي والعسكري، والمطاردة والاعتقال، وهو مسكون بهاجس العودة إلى فلسطين، هذا الحق الفردي والجمعي والقانوني والتاريخي والإنساني، يرى أنه المرتكز الأساسي وجوهر القضية الفلسطينية، وأن أية حلول ترقيعية وجزئية، تتجاوز هذا الحق لا ولن يكتب لها النجاح، وبالتالي وقف بحزم ضد اتفاقيات أوسلو، والتي كان يرى أنها لن تجلب للشعب الفلسطيني لا عودة ولا قدس، ولا وقف استيطان، وقال أن هذه الاتفاقيات من شأنها تعميق حالة الانقسام والشرخ والشرذمة الفلسطينية، وهو على قناعة تامة أنه بدون البعد القومي والحاضنة العربية للنضال الفلسطيني،فإنه من غير الممكن أن يحقق الشعب الفلسطيني ،أهدافه في الحرية والاستقلال، وكذلك في الخلاف والصراع (الفتحاوي- الحمساوي)، يرى الحكيم، انه لا مناص من الحوار الداخلي الذي يعيد اللحمة والوحدة إلى الساحة الفلسطينية، وبدون ذلك فإن الخاسر الوحيد هما الشعب والقضية الفلسطينيتان ، وفي الوقت الذي يتربع فيه الكثير من قادة الأحزاب والفصائل على رأس تنظيماتهم حتى آخر رمق، تحت يافطة الشرعية الثورية، اللفظة المستخدمة لتبرير استمرارهم في مواقعهم ومناصبهم، عندما يجري مقارنتهم مع باقي القادة والزعماء العرب رؤساء وملوك وأمراء، والمصيبة والطامة الكبرى،أنهم أول من يزايد وينظر في الديمقراطية والمساءلة والمحاسبة ، وبما ان الأنظمة الداخلية لتنظيماتهم، تنص على أن لا يرشح الأمين العام الحالي للتنظيم ، نفسه لأكثر من ثلاث دورات انتخابية على أبعد تقدير، نرى أنه ومكتبه السياسي يستمرون في مناصبهم إلى يوم الحشر، ولا يعقدون مؤتمراتهم الحزبية المنصوص على عقدها كل أربع أو خمس سنوات، إلا بعد عشر أو خمسة عشر عام، هذا إذا عقدت، والحكيم رغم أن قاعدة وقيادات وكوادر وأعضاء الجبهة الشعبية وأنصارها ،أصروا وألحوا عليه، ان يبقى على رأس التنظيم في المؤتمر السادس للجبهة تموز/2000،إلا أنه رفض وأصر على عدم ترشيحه ،لكي تأخذ الديمقراطية مجراها ولكي يسلم الراية لغيره من الرفاق القادرين على مواصلة المسيرة والكفاح والنضال، مؤمناً ومقتنعاً أن الشعب والثورة والجبهة التي أنجبت الحكيم وغيره من القادة، لم تضحي عاقراً وستستمر في الإنجاب.
والحكيم عاش وسيموت من بعد طول العمر والبقاء له، وستتذكره الأجيال القادمة،بأنه عاش من أجل فلسطين، ومات من أجلها وظل مفعما ومتسلحاً بالإرادة والأمل بالعودة إليها، وإلى مسقط رأسه في مدينة اللد التي هجر وطرد منها بقوة السلاح ، وأنه رغم كل ما تشهده الساحة الفلسطينية من تشظي وانقسام، وما تعيشه الأمة والشعب الفلسطيني من حالة هزيمة وتراجع وانكسار، فإن شعباً عظيماً مثل الشعب الفلسطيني، قدم عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الأسرى ،ويتسلح بالإرادة ويمتلك من الإمكانيات والطاقات الشيء الكثير، لا يمكن له أن يهزم، وما يحدث ويجري على الساحة الفلسطينية، ما هو إلا سحابة صيف، وسيكتشف كل الذين يراهنون على خيار التفاوض من أجل التفاوض، ودعاة الواقعية والعقلانية اللامتناهية في الساحتين العربية والفلسطينية،أن هذا النهج لن يؤدي إلى إحقاق الحقوق، بل سيكلفنا الكثير من الخسارة وضياع الحقوق،وكل تجارب الشعوب ، تعلم أن الحقوق تأخذ ولا تعطى، وأخذها يتم عن طريق ممارسة النضال والكفاح بكل الأشكال، وليس بالركون إلى شكل محدد أثبت فشله وعدم جدواه،
وختاماً نقول أن الحكيم ،كان لربما كالمسيح فهو لم يتلوث في أي من قضايا الفساد لا المالي ولا السياسي، وما زال قابضاً على مبدأه، ومتسلحاً بنفس قناعاته وأرائه، وهو يمثل آخر جيل عمالقة النضال الوطني الفلسطيني،الذين تركوا بصماتهم على النضال العربي والفلسطيني، وحافظوا على أن تبقى قضية شعبنا حية.
القدس- فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق