راسم عبيدات
إيه يا أبو وسام، تغادرنا بلا موعد ولا ميعاد، وفي غفلة من الزمن وكأنك تسخر منا، يغادرنا جسدك الطاهر وتبقى روحك وذكراك وقيمك ومبادئك فينا، والآن استرح لم يعد يجمعنا لا قيد ولا سجن، ولا جلسات سمر وضحك " وتطقيسات" وسرد للحكايات والأحداث من رفيق عمرنا ودربنا ناصر أبو خضير في غرف الاعتقال، ولم يعد ينتظرك الأسرى من مختلف ألوان الطيف السياسي في ساحة " الفورة" في السجن لاستشارتك في أمورهم الصحية ،أو سؤالك حاجة إجتماعية لهم أو مساعدة في قضية ما ، أو عن موقف سياسي واعتقالي، ولن يقلقك ويستثير أعصابك الهادئة، لا سجان ولا رحلات في "البوسطة" متواصلة للمحاكم، وما يرافقها من تفتيش مذل واهانات متعمدة، فأنت الان خارج كل السجون والمعتقلات، لا أعرف أيها الرفيق الأعز والأوفى، لماذا هذه المغادرة المبكرة، في وقت نحن أحوج فيه للرجال للرجال؟، كنت دائماً متفائلاً والابتسامة تعلو ثغرك دائماً، وتقول لا تصدقوهم هذا ليس سلام ،بل إذعان وتسليم وتخلياً عن الحقوق والأوطان،مهما كانت قساوة الظروف ووصعوبة المرحلة، فلن نسلم الراية أبداً، وسنستمر في الثبات على مبادئنا ومواقفنا،فزمن الانكسار والتراجع طارىء ولن يدوم، والاحتلال حتماً زائل، فالتاريخ البشري بكل مراحله وتعرجاته، لم يتحدث عن احتلال مؤبد أو مخلد، والأهم من ذلك انه في اللحظات والمراحل الصعبة، تعتمد الرجال المتعمدة والمتفولذة في النضال،والتي صقلتها التجارب والخبرات، وعانت من ويلات وشرور الاحتلال الكثير،ورددت وقالت الثبات الثبات،فهذا زمن المغارم، لا زمن المغانم والنزول المبكر عن الجبل، ولأن زمننا هذا زمن يعز فيه الرجال الأوفياء، الانقياء، رجال يدركون حجم المخاطر التي يتعرض لها شعبنا وقضيتنا الوطنية، فالتجار المتمسحين بالوطن والوطنية والمصالح العليا للوطن، يتكاثرون كالطحالب وبسرعة الضوء، ويعملون الذبح ليل نهار بهذا الشعب، وأنت دائماً تقول الوحدة واللحمة الداخلية والحوار الوطني الجاد والمسؤول، هي صمامات الأمان لشعبنا، ومن اهم شروط صموده وانتصاره، انت حتى اللحظات الأخيرة التي أصبح فيها جسدك الطاهر خارج الزمن البشري بفعل الموت السرمدي والخارج عن إرادتنا ، كنت تقول لا بد أن يعود للقدس أفراحها وجمالها وبهجتها، وستزهر أشجارها وورودها، والتي كفت عن الحمل والتلقيح والتكاثر، بفعل سياسات الاحتلال المستهدفة البشر والحجر والشجر فيها ، والتي البعض منا، من سلطة بالأساس وأحزاب وفصائل لا يقدم لأهلها من عوامل الصمود والثبات سوى الشعارات والخطب الرنانة و"الهوبرات" الإعلامية وحديث ممجوج ومكررعن عاصمة أبدية.
رفيقي الأعز/ رحيلك صدمني وزعزع كل أركاني، وسرحت في كل الذكريات، وفي كل التاريخ المشترك ، من أيام الدراسة معاً وفي نفس الصف، فالنضال والعمل المشترك بكل محطاته وتشعباته والعلاقات الإنسانية والإجتماعية،وحرصك الدائم على صحتي، وكم كنت تختزن من الطاقات والمعنويات والقدرة على التحمل؟.
أيها الرفيق الأجل والأوفى/ لم يدر في خلدي مطلقاً ولا حتى في الكوابيس والاحلام ،أنني سأخط بيان نعيك واستشهادك ، بل كنت في داخلي أقول،لربما هذا بيان نعي ليس لرفيق الدرب والعمر"أبو وسام"، ولماذا يا قدر الموت الاستعجال على الرجال المؤمنين والمدافعين عن قضايا شعبهم وقدسهم حتى النخاع، فهناك الكثير الكثير من يرتكبون ويمارسون كل أشكال وأنواع العهر والفجور السياسي والأخلاقي والمالي،أليس هؤلاء أولى وأحق أن يرحلوا عنا، بلا أسف أو حتى ترحم عليهم؟، ولربما يقول البعض أن هذا كفر وإعتراض على مشيئة الله، ولكن لا بأس فهذا هو القدر ونحن نؤمن به،رغم كل ظلمه وعسفه .
القائد والعزيز "أبو وسام" كما كنت كبيراً في الحياة، فأنت كبير في الممات ، فالقدس التي أحببتها وولدت وترعرعت فيها، وظليت مدافعاً عن أرضها وعروبتها وإسلاميتها، ووفياً لها حتى الرمق الأخير، خرجت عن بكرة أبيها في وداعك ، حتى الذين اختلفت معهم، وكان وداعك بالحجم والقدر الذي يليق بك، وبتاريخك ووفاءك ونضالاتك، وكان وداعك عرس وطني للقدس، لم تشهده منذ كثير من سنوات خلت، والعلم الفلسطيني الذي طالمت تغنيت به ودفعت ثمنه دماً وسجون، من أجل ان يبقى خفاقاً ، ويرفرف عالياً فوق مآذن وكنائس القدس، رفرف عالياً في مسيرة وداعك، وأقسم كل الرفاق والأصدقاء والمحبين، أنهم سيستمرون في السير على نهجك ودربك ، حتى يبقى علم فلسطين ، يرفرف وللآبد فوق كل هضاب وشعاب القدس، القدس التي عشقتها واحتضنتك في جوفها،
أبو وسام الغالي/ صحوت مبكراً وحاولت ليلاً ،أن أغفو ولكن كل ما غفوت ، كلما تزاحمت في ذهني الذكريات، وقلت هل حقاً رحل أبو وسام؟، هل رحل ساخراً من هذه المرحلة التي وصل إليها الوضع الفلسطيني؟ أم محتجاً وساخطاً على كل الذين يقتتلون على وهم السلطة، في سبيل مصالح شخصية ومراكز وامتيازات يغلفونها باسم الوطن، والحرص على مصالحه العليا ؟ أم رحل قهراً من كل ممارسات الاحتلال الإذلالية بحق شعبنا الفلسطيني؟، أم أن رحيله كان بسبب كل تلك مجتمعة؟، ولماذا يرحل في هذه المرحلة بالذات؟، "فأبو وسام" ليس من الرجال الذين يهربون ويتركون الساحة لأشباه الرجال يتحكمون بمصير شعبنا، فكل الساحات والمواقع النضالية تشهد له، وتتغنى بإنجازاته وبطولاته،إذاً غادرنا"أبو وسام" قسراً وخارج إرادته وإرادتنا، بقدرية وحتمية الموت.
"أبو وسام" سلم الراية" "وأم وسام والأبناء وسام وباسل ورند، ومعهم كل آل المسلماني ،العائلة التي تربت وجبلت على النضال والوفاء والإخلاص، والتي مازال اثنان من أبنائها يقبعون في سجون الإحتلال، أشقاء الشهيد علي المسلماني"أبو بدر" والذي مضى على اعتقاله أكثر من ربع قرن"واسماعيل"أبو المجد" المعتقل منذ خمس سنوات ومعهم جموع الرفاق ومحبي وأصدقاء، وكل الخيريين والمخلصين من أبناء هذا الشعب، يقسمون أنهم سيبقوا ورثة حقيقين لكل أفكار ومباديء وقيم الشهيد"أبو وسام" وهم أهل لحمل هذه الراية،هذه الراية ستبقى مرفوعة ومشرعة، حتى تتحقق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال، "وأبو وسام" إن رحل جسد فهو سيبقى حي ، بذكراه وأفعاله وقيمه ومبادئه في أذهان الكثيرين من أبناء شعبنا وحزبنا، فهو من الرواد في العمل الإنساني والمجتمعي قبل الحزبي، فهو من المؤسسين لمؤسسة لجان العمل الصحي ومديرها العام ، وله دور بارز وقيادي في شبكة المنظمات الأهلية، وشغل عضوية مجلس الأمناء في أكثر من مؤسسة أهلية، ناهيك عن شبكة علاقاته الدولية الواسعة.
القدس – فلسطين
إيه يا أبو وسام، تغادرنا بلا موعد ولا ميعاد، وفي غفلة من الزمن وكأنك تسخر منا، يغادرنا جسدك الطاهر وتبقى روحك وذكراك وقيمك ومبادئك فينا، والآن استرح لم يعد يجمعنا لا قيد ولا سجن، ولا جلسات سمر وضحك " وتطقيسات" وسرد للحكايات والأحداث من رفيق عمرنا ودربنا ناصر أبو خضير في غرف الاعتقال، ولم يعد ينتظرك الأسرى من مختلف ألوان الطيف السياسي في ساحة " الفورة" في السجن لاستشارتك في أمورهم الصحية ،أو سؤالك حاجة إجتماعية لهم أو مساعدة في قضية ما ، أو عن موقف سياسي واعتقالي، ولن يقلقك ويستثير أعصابك الهادئة، لا سجان ولا رحلات في "البوسطة" متواصلة للمحاكم، وما يرافقها من تفتيش مذل واهانات متعمدة، فأنت الان خارج كل السجون والمعتقلات، لا أعرف أيها الرفيق الأعز والأوفى، لماذا هذه المغادرة المبكرة، في وقت نحن أحوج فيه للرجال للرجال؟، كنت دائماً متفائلاً والابتسامة تعلو ثغرك دائماً، وتقول لا تصدقوهم هذا ليس سلام ،بل إذعان وتسليم وتخلياً عن الحقوق والأوطان،مهما كانت قساوة الظروف ووصعوبة المرحلة، فلن نسلم الراية أبداً، وسنستمر في الثبات على مبادئنا ومواقفنا،فزمن الانكسار والتراجع طارىء ولن يدوم، والاحتلال حتماً زائل، فالتاريخ البشري بكل مراحله وتعرجاته، لم يتحدث عن احتلال مؤبد أو مخلد، والأهم من ذلك انه في اللحظات والمراحل الصعبة، تعتمد الرجال المتعمدة والمتفولذة في النضال،والتي صقلتها التجارب والخبرات، وعانت من ويلات وشرور الاحتلال الكثير،ورددت وقالت الثبات الثبات،فهذا زمن المغارم، لا زمن المغانم والنزول المبكر عن الجبل، ولأن زمننا هذا زمن يعز فيه الرجال الأوفياء، الانقياء، رجال يدركون حجم المخاطر التي يتعرض لها شعبنا وقضيتنا الوطنية، فالتجار المتمسحين بالوطن والوطنية والمصالح العليا للوطن، يتكاثرون كالطحالب وبسرعة الضوء، ويعملون الذبح ليل نهار بهذا الشعب، وأنت دائماً تقول الوحدة واللحمة الداخلية والحوار الوطني الجاد والمسؤول، هي صمامات الأمان لشعبنا، ومن اهم شروط صموده وانتصاره، انت حتى اللحظات الأخيرة التي أصبح فيها جسدك الطاهر خارج الزمن البشري بفعل الموت السرمدي والخارج عن إرادتنا ، كنت تقول لا بد أن يعود للقدس أفراحها وجمالها وبهجتها، وستزهر أشجارها وورودها، والتي كفت عن الحمل والتلقيح والتكاثر، بفعل سياسات الاحتلال المستهدفة البشر والحجر والشجر فيها ، والتي البعض منا، من سلطة بالأساس وأحزاب وفصائل لا يقدم لأهلها من عوامل الصمود والثبات سوى الشعارات والخطب الرنانة و"الهوبرات" الإعلامية وحديث ممجوج ومكررعن عاصمة أبدية.
رفيقي الأعز/ رحيلك صدمني وزعزع كل أركاني، وسرحت في كل الذكريات، وفي كل التاريخ المشترك ، من أيام الدراسة معاً وفي نفس الصف، فالنضال والعمل المشترك بكل محطاته وتشعباته والعلاقات الإنسانية والإجتماعية،وحرصك الدائم على صحتي، وكم كنت تختزن من الطاقات والمعنويات والقدرة على التحمل؟.
أيها الرفيق الأجل والأوفى/ لم يدر في خلدي مطلقاً ولا حتى في الكوابيس والاحلام ،أنني سأخط بيان نعيك واستشهادك ، بل كنت في داخلي أقول،لربما هذا بيان نعي ليس لرفيق الدرب والعمر"أبو وسام"، ولماذا يا قدر الموت الاستعجال على الرجال المؤمنين والمدافعين عن قضايا شعبهم وقدسهم حتى النخاع، فهناك الكثير الكثير من يرتكبون ويمارسون كل أشكال وأنواع العهر والفجور السياسي والأخلاقي والمالي،أليس هؤلاء أولى وأحق أن يرحلوا عنا، بلا أسف أو حتى ترحم عليهم؟، ولربما يقول البعض أن هذا كفر وإعتراض على مشيئة الله، ولكن لا بأس فهذا هو القدر ونحن نؤمن به،رغم كل ظلمه وعسفه .
القائد والعزيز "أبو وسام" كما كنت كبيراً في الحياة، فأنت كبير في الممات ، فالقدس التي أحببتها وولدت وترعرعت فيها، وظليت مدافعاً عن أرضها وعروبتها وإسلاميتها، ووفياً لها حتى الرمق الأخير، خرجت عن بكرة أبيها في وداعك ، حتى الذين اختلفت معهم، وكان وداعك بالحجم والقدر الذي يليق بك، وبتاريخك ووفاءك ونضالاتك، وكان وداعك عرس وطني للقدس، لم تشهده منذ كثير من سنوات خلت، والعلم الفلسطيني الذي طالمت تغنيت به ودفعت ثمنه دماً وسجون، من أجل ان يبقى خفاقاً ، ويرفرف عالياً فوق مآذن وكنائس القدس، رفرف عالياً في مسيرة وداعك، وأقسم كل الرفاق والأصدقاء والمحبين، أنهم سيستمرون في السير على نهجك ودربك ، حتى يبقى علم فلسطين ، يرفرف وللآبد فوق كل هضاب وشعاب القدس، القدس التي عشقتها واحتضنتك في جوفها،
أبو وسام الغالي/ صحوت مبكراً وحاولت ليلاً ،أن أغفو ولكن كل ما غفوت ، كلما تزاحمت في ذهني الذكريات، وقلت هل حقاً رحل أبو وسام؟، هل رحل ساخراً من هذه المرحلة التي وصل إليها الوضع الفلسطيني؟ أم محتجاً وساخطاً على كل الذين يقتتلون على وهم السلطة، في سبيل مصالح شخصية ومراكز وامتيازات يغلفونها باسم الوطن، والحرص على مصالحه العليا ؟ أم رحل قهراً من كل ممارسات الاحتلال الإذلالية بحق شعبنا الفلسطيني؟، أم أن رحيله كان بسبب كل تلك مجتمعة؟، ولماذا يرحل في هذه المرحلة بالذات؟، "فأبو وسام" ليس من الرجال الذين يهربون ويتركون الساحة لأشباه الرجال يتحكمون بمصير شعبنا، فكل الساحات والمواقع النضالية تشهد له، وتتغنى بإنجازاته وبطولاته،إذاً غادرنا"أبو وسام" قسراً وخارج إرادته وإرادتنا، بقدرية وحتمية الموت.
"أبو وسام" سلم الراية" "وأم وسام والأبناء وسام وباسل ورند، ومعهم كل آل المسلماني ،العائلة التي تربت وجبلت على النضال والوفاء والإخلاص، والتي مازال اثنان من أبنائها يقبعون في سجون الإحتلال، أشقاء الشهيد علي المسلماني"أبو بدر" والذي مضى على اعتقاله أكثر من ربع قرن"واسماعيل"أبو المجد" المعتقل منذ خمس سنوات ومعهم جموع الرفاق ومحبي وأصدقاء، وكل الخيريين والمخلصين من أبناء هذا الشعب، يقسمون أنهم سيبقوا ورثة حقيقين لكل أفكار ومباديء وقيم الشهيد"أبو وسام" وهم أهل لحمل هذه الراية،هذه الراية ستبقى مرفوعة ومشرعة، حتى تتحقق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال، "وأبو وسام" إن رحل جسد فهو سيبقى حي ، بذكراه وأفعاله وقيمه ومبادئه في أذهان الكثيرين من أبناء شعبنا وحزبنا، فهو من الرواد في العمل الإنساني والمجتمعي قبل الحزبي، فهو من المؤسسين لمؤسسة لجان العمل الصحي ومديرها العام ، وله دور بارز وقيادي في شبكة المنظمات الأهلية، وشغل عضوية مجلس الأمناء في أكثر من مؤسسة أهلية، ناهيك عن شبكة علاقاته الدولية الواسعة.
القدس – فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق