سعيد علم الدين
أناشدك من القلب اللبناني الموجوع الذي تضرج دما بأيدي الحاقدين ، قلبنا جميعا وبالأخص قلبك الإنساني المعطاء الكبير أن تفكري ألف مرة قبل الذهاب إلى دمشق المغلوب على أمرها بنظام متهم باغتيال أحرار لبنان ومفضوح ومنعزل وأحمق وأوصل سوريا إلى حافة الهاوية بتهوره وأعلن عداءه الصريح للبنان الكرامة والشعب العنيد.
نظام لا يمكن مقارنته بنظام حافظ الأسد الذي كان إلى حدٍ ما يسايس الزعماء اللبنانيين بلباقة ولين لتحقيق أهدافه ولا يفرض إرادته عليهم ويعاديهم كما فعل وريثه الأرعن في فرض التمديد المشؤوم، الذي جلب للبنان الدمار والحصار واللبنانيين المآسي والاغتيالات والويلات ومختلف الهموم!
فيروز يا ابنة الأرز الشامخ في العلاء أناشدك: لا تُكسري أغصانه على أعتاب طاغية الشام الذي سينتشي بصوتك نصرا على أبطالنا الشهداء !
هذا نظام مخابراتي سلطوي مجرم بحق القضية العربية وآمال وتطلعات شعبه، وشعب لبنان والعراق وفلسطين وسيستغل وجودك أكبر استغلال لتبييض وجهه الأسود ، وسيُجَيِّرُ حضورك الكبير إعلاميا لمصلحة إطالة عهده المدد كابوسا على قلب الشعب السوري الشقيق.
سيستغل حفلة فيروز الكبيرة كفرصة ذهبية لتلميع صورة نظامه المتهاوي وسيشعر مؤقتا بشبابه الذَّاوي ، ولكنها ستبقى فرصة لفك عزلته الخانقة عربيا ودوليا.
النظام الذي يعتقل المثقفين يا ابنة الأرز يصبح احتفاله بالثقافة ثرثرةً ! إنه احتفال لمثقفي السلطة المطبلين والمزمرين على منسف دسم بالدهون والشحوم. مع احترامنا الكبير لدمشق العريقة إلا أنها مهزلة المهازل عندما تُعْلنُ تحت ظلال هذا النظام "عاصمة للثقافة العربية 2008" . هذا أكبر دليل على موت الثقافة في العالم العربي. وهي حقا ميتة! ويعمل هذا النظام بشراسة على إماتتها أيضا في لبنان الرسالة والديمقراطية والحرية والتعددية والحضارة.
الثقافة التي لا تَثْقِفُ كالرمح المستقيم الحديدي الصلب أمور المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية تتحول إلى كرباج بيد الجلاد لجلد الشعب!
الثقافةُ لكي تَثْقِفُ بحاجةٍ ماسة إلى روحها، أي إلى قدرة كافية من حرية النقد، وإلا تحولت إلى لت وعجن لمصلحة النظام.
والثقافة لكي تَثْقِفُ بحاجةٍ إلى الحرية. وما دامت الحرية في سوريا مكبوتة مخابراتياً ومقننة بقانون الطوارئ الظالم فلا يمكن أن تسمى ثقافة.
ومن هنا أيتها السيدةُ الكبيرةُ يأتي سجن المثقفين المبدعين الأحرار المنتقدين لأوضاع بلادهم كالسيدة فداء الحورانى والأساتذة ميشال كيلو وعارف دليلة وغيرهم الآلاف فقط بسبب طرح آرائهم الانتقادية المحقة.
النظام الذي يحارب الرأي المثقف ولا يحارب من يحتل أرضه هو نظام متآمر على مصلحة شعبه وأمته ومصيره المحتوم إلى مزبلة التاريخ عاجلا!
المبدعةُ والمبدعُ في أي حقل: من السياسة إلى الصحافة، ومن الاقتصاد إلى العلوم، ومن الأدب إلى الشعر، ومن الفلسفة إلى الفكر، ومن الغناء إلى المسرح: أي الفنانة الكبيرة أو الفنان الكبير في هذا الزمن العربي الصعب هو رمزٌ وطنيٌ إقليميٌ وعربيٌ قوميٌ قبل أن يكون فنانا!
الروائي المصري المبدع صنع الله إبراهيم أحدث دويا كبيراً في العالم العربي وفي دار الأوبرا المصرية العريقة بالذات وأمام وزير الثقافة فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة جابر عصفور، عندما رفض تسلم جائزة الدولة للآداب وقيمتها المالية مئة ألف جنيه مصري، معللا ذلك بقوله: "السلطة التي تعمل على قمع الشعب المصري وترهن سياستها الخارجية بإسرائيل وتقبل بوجود السفير الإسرائيلي رغم كل الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني من قمع وسفك للدماء".
صنع الله ابراهيم كان عاجزا عن التعبير عن سعادته عندما نجح في برلين بالحصول على جائزة ابن رشد للفكر الحر المتواضعة بقيمة رمزية مقدارها 5 آلاف دولار. بالمناسبة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر يشرف عليها مثقفون عرب هدفها تشجيع الديمقراطية في العالم العربي.
فالصراع الجاري اليوم من لبنان إلى الصومال ومن العراق إلى موريتانيا هو صراع حضاري بالدرجة الأولى بين قوى الديمقراطية والحرية والثقافة والنور والإبداع وبين قوى الدكتاتورية والعبودية والشمولية والظلام والكبت واحتقار الإنسان. بلادنا العربية جميعا ومنها لبنان تمر حاليا في ظروف مصيرية صعبة، محاولةً تلمس طريقها للخروج من عنق زجاجتها الخانقة إلى رحاب المستقبل.
السياسة أيضا هي نوع من الفن . فن الحكم في تدبير شؤون الناس. والسياسي أيضا هو فنان ومبدع ومفكر في إدارته الجيدة لحل مشاكل البلاد لا الزج بها في آتون الصراعات كما يفعل جماعة 8 آذار وكما فعل الحزب اللاهي في استدراج إسرائيل لتدمير لبنان وقتل الآلاف.
المواقف التاريخية للسياسي كما للمبدع الفنان لها أثمان ولا يُقْدِم عليها إلا أصحاب المبادئ الراسخة في نفوسهم ومشاعرهم وعقولهم رسوخ جبال الصوان.
شهداء الوطن الكبار من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج دفعوا ثمن مواقفهم التاريخية الوطنية بأرواحهم من أجل لبنان المستقبل. وهل اختيار رفيق الحريري لهذه الكلمة صدفة؟ لا! إنه اختارها لأنه كان يعمل قولا وفعلا من أجل مستقبل خلاص لبنان من براثن الاحتلال السوري الشمولي الذي حول لبنان إلى مهزلة نراها اليوم في هذه المسرحية التافهة التي تلعبها جماعة 8 آذار للعودة بلبنان إلى الماضي البائس.
الشعب اللبناني سيرحب ترحيبا حارا بذهاب السيدة فيروز والغناء في دمشق شقيقة بيروت، ولكن بشروط أهمها:
- وقف تدخل النظام السوري نهائيا في الشأن اللبناني وعدم إرساله الإرهابيين كعصابة "فتح الإسلام"، التي قتلت مئات اللبنانيين من جنودنا البواسل ودمرت مخيم نهر البارد للإخوة الفلسطينيين.
- الاعتراف الكامل باستقلال لبنان وتحديد الحدود تبادل السفارات بين بيروت ودمشق.
- الإيعاز لأذنابه بإمرار انتخاب الرئيس التوافقي العماد سليمان رئيسا للجمهورية
- إطلاق سجناء الرأي من المعتقلات المكدسة بأحرار سوريا دون محاكمة أو بمحاكمات عبارة عن مسرحيات حقيقية مريرة وليست كمسرحية "صح النوم" الخيالية الإبداعية.
- إطلاق السجناء اللبنانيين المغيبين في غياهب السجون السورية منذ عشرات السنين وأمهاتهم شقيقاتك المفجوعات أيها السيدة الكبيرة فيروز تستصرخ الضمائر الحية.
أنت سفيرتنا إلى الحقيقة والأمل، أنت فيروزتنا الرائعة . فنانة شعب لبناني عربي أبي أصيل حر مقاوم حرر أرضه وطرد الاحتلال بإرادة بنيه.
للتذكير سلطة بشار الأسد الدكتاتورية الاستبدادية الخانعة أمام العدو لم تطلق طلقة واحدة عليه منذ أربعين عاما وتحاربه فقط من لبنان المظلوم وعلى حساب شعبه المنكوب وشغلها الشاغل اليوم إنهاء لبنان الديمقراطي من الوجود.
أملي كبير بأن تأخذي مناشدتي بعين الاعتبار، ولكي لا تتكسر أغصان الأرز على أعتاب الأشرار!الشعب السوري الشقيق باقٍ لنحتفل معه عندما يتحرر من نير هذه السلطة البشارية الدكتاتورية الغير شرعية الزائلة. ولم يكن هونيكر الألماني وتشايسكو الروماني أقل قوة وجبروتا ومخابرات وسحقا لإرادة شعوبهم من بشار السوري وذهبوا إلى مزبلة التاريخ!
نظام لا يمكن مقارنته بنظام حافظ الأسد الذي كان إلى حدٍ ما يسايس الزعماء اللبنانيين بلباقة ولين لتحقيق أهدافه ولا يفرض إرادته عليهم ويعاديهم كما فعل وريثه الأرعن في فرض التمديد المشؤوم، الذي جلب للبنان الدمار والحصار واللبنانيين المآسي والاغتيالات والويلات ومختلف الهموم!
فيروز يا ابنة الأرز الشامخ في العلاء أناشدك: لا تُكسري أغصانه على أعتاب طاغية الشام الذي سينتشي بصوتك نصرا على أبطالنا الشهداء !
هذا نظام مخابراتي سلطوي مجرم بحق القضية العربية وآمال وتطلعات شعبه، وشعب لبنان والعراق وفلسطين وسيستغل وجودك أكبر استغلال لتبييض وجهه الأسود ، وسيُجَيِّرُ حضورك الكبير إعلاميا لمصلحة إطالة عهده المدد كابوسا على قلب الشعب السوري الشقيق.
سيستغل حفلة فيروز الكبيرة كفرصة ذهبية لتلميع صورة نظامه المتهاوي وسيشعر مؤقتا بشبابه الذَّاوي ، ولكنها ستبقى فرصة لفك عزلته الخانقة عربيا ودوليا.
النظام الذي يعتقل المثقفين يا ابنة الأرز يصبح احتفاله بالثقافة ثرثرةً ! إنه احتفال لمثقفي السلطة المطبلين والمزمرين على منسف دسم بالدهون والشحوم. مع احترامنا الكبير لدمشق العريقة إلا أنها مهزلة المهازل عندما تُعْلنُ تحت ظلال هذا النظام "عاصمة للثقافة العربية 2008" . هذا أكبر دليل على موت الثقافة في العالم العربي. وهي حقا ميتة! ويعمل هذا النظام بشراسة على إماتتها أيضا في لبنان الرسالة والديمقراطية والحرية والتعددية والحضارة.
الثقافة التي لا تَثْقِفُ كالرمح المستقيم الحديدي الصلب أمور المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية تتحول إلى كرباج بيد الجلاد لجلد الشعب!
الثقافةُ لكي تَثْقِفُ بحاجةٍ ماسة إلى روحها، أي إلى قدرة كافية من حرية النقد، وإلا تحولت إلى لت وعجن لمصلحة النظام.
والثقافة لكي تَثْقِفُ بحاجةٍ إلى الحرية. وما دامت الحرية في سوريا مكبوتة مخابراتياً ومقننة بقانون الطوارئ الظالم فلا يمكن أن تسمى ثقافة.
ومن هنا أيتها السيدةُ الكبيرةُ يأتي سجن المثقفين المبدعين الأحرار المنتقدين لأوضاع بلادهم كالسيدة فداء الحورانى والأساتذة ميشال كيلو وعارف دليلة وغيرهم الآلاف فقط بسبب طرح آرائهم الانتقادية المحقة.
النظام الذي يحارب الرأي المثقف ولا يحارب من يحتل أرضه هو نظام متآمر على مصلحة شعبه وأمته ومصيره المحتوم إلى مزبلة التاريخ عاجلا!
المبدعةُ والمبدعُ في أي حقل: من السياسة إلى الصحافة، ومن الاقتصاد إلى العلوم، ومن الأدب إلى الشعر، ومن الفلسفة إلى الفكر، ومن الغناء إلى المسرح: أي الفنانة الكبيرة أو الفنان الكبير في هذا الزمن العربي الصعب هو رمزٌ وطنيٌ إقليميٌ وعربيٌ قوميٌ قبل أن يكون فنانا!
الروائي المصري المبدع صنع الله إبراهيم أحدث دويا كبيراً في العالم العربي وفي دار الأوبرا المصرية العريقة بالذات وأمام وزير الثقافة فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة جابر عصفور، عندما رفض تسلم جائزة الدولة للآداب وقيمتها المالية مئة ألف جنيه مصري، معللا ذلك بقوله: "السلطة التي تعمل على قمع الشعب المصري وترهن سياستها الخارجية بإسرائيل وتقبل بوجود السفير الإسرائيلي رغم كل الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني من قمع وسفك للدماء".
صنع الله ابراهيم كان عاجزا عن التعبير عن سعادته عندما نجح في برلين بالحصول على جائزة ابن رشد للفكر الحر المتواضعة بقيمة رمزية مقدارها 5 آلاف دولار. بالمناسبة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر يشرف عليها مثقفون عرب هدفها تشجيع الديمقراطية في العالم العربي.
فالصراع الجاري اليوم من لبنان إلى الصومال ومن العراق إلى موريتانيا هو صراع حضاري بالدرجة الأولى بين قوى الديمقراطية والحرية والثقافة والنور والإبداع وبين قوى الدكتاتورية والعبودية والشمولية والظلام والكبت واحتقار الإنسان. بلادنا العربية جميعا ومنها لبنان تمر حاليا في ظروف مصيرية صعبة، محاولةً تلمس طريقها للخروج من عنق زجاجتها الخانقة إلى رحاب المستقبل.
السياسة أيضا هي نوع من الفن . فن الحكم في تدبير شؤون الناس. والسياسي أيضا هو فنان ومبدع ومفكر في إدارته الجيدة لحل مشاكل البلاد لا الزج بها في آتون الصراعات كما يفعل جماعة 8 آذار وكما فعل الحزب اللاهي في استدراج إسرائيل لتدمير لبنان وقتل الآلاف.
المواقف التاريخية للسياسي كما للمبدع الفنان لها أثمان ولا يُقْدِم عليها إلا أصحاب المبادئ الراسخة في نفوسهم ومشاعرهم وعقولهم رسوخ جبال الصوان.
شهداء الوطن الكبار من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج دفعوا ثمن مواقفهم التاريخية الوطنية بأرواحهم من أجل لبنان المستقبل. وهل اختيار رفيق الحريري لهذه الكلمة صدفة؟ لا! إنه اختارها لأنه كان يعمل قولا وفعلا من أجل مستقبل خلاص لبنان من براثن الاحتلال السوري الشمولي الذي حول لبنان إلى مهزلة نراها اليوم في هذه المسرحية التافهة التي تلعبها جماعة 8 آذار للعودة بلبنان إلى الماضي البائس.
الشعب اللبناني سيرحب ترحيبا حارا بذهاب السيدة فيروز والغناء في دمشق شقيقة بيروت، ولكن بشروط أهمها:
- وقف تدخل النظام السوري نهائيا في الشأن اللبناني وعدم إرساله الإرهابيين كعصابة "فتح الإسلام"، التي قتلت مئات اللبنانيين من جنودنا البواسل ودمرت مخيم نهر البارد للإخوة الفلسطينيين.
- الاعتراف الكامل باستقلال لبنان وتحديد الحدود تبادل السفارات بين بيروت ودمشق.
- الإيعاز لأذنابه بإمرار انتخاب الرئيس التوافقي العماد سليمان رئيسا للجمهورية
- إطلاق سجناء الرأي من المعتقلات المكدسة بأحرار سوريا دون محاكمة أو بمحاكمات عبارة عن مسرحيات حقيقية مريرة وليست كمسرحية "صح النوم" الخيالية الإبداعية.
- إطلاق السجناء اللبنانيين المغيبين في غياهب السجون السورية منذ عشرات السنين وأمهاتهم شقيقاتك المفجوعات أيها السيدة الكبيرة فيروز تستصرخ الضمائر الحية.
أنت سفيرتنا إلى الحقيقة والأمل، أنت فيروزتنا الرائعة . فنانة شعب لبناني عربي أبي أصيل حر مقاوم حرر أرضه وطرد الاحتلال بإرادة بنيه.
للتذكير سلطة بشار الأسد الدكتاتورية الاستبدادية الخانعة أمام العدو لم تطلق طلقة واحدة عليه منذ أربعين عاما وتحاربه فقط من لبنان المظلوم وعلى حساب شعبه المنكوب وشغلها الشاغل اليوم إنهاء لبنان الديمقراطي من الوجود.
أملي كبير بأن تأخذي مناشدتي بعين الاعتبار، ولكي لا تتكسر أغصان الأرز على أعتاب الأشرار!الشعب السوري الشقيق باقٍ لنحتفل معه عندما يتحرر من نير هذه السلطة البشارية الدكتاتورية الغير شرعية الزائلة. ولم يكن هونيكر الألماني وتشايسكو الروماني أقل قوة وجبروتا ومخابرات وسحقا لإرادة شعوبهم من بشار السوري وذهبوا إلى مزبلة التاريخ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق