راسم عبيدات
الأسيران المناضلان سامر المحروم وحمزة النايف
شموع على طريق الحرية
عندما يقطع مناضلون مئات الكيلومترات للقيام بواجب وطني ، تشعر بحجم الطاقة النضالية التي يختزنها هؤلاء الشباب،وصدق الانتماء وامتلاك الإرادة عندهم،وتقتنع أن شعباً أنجب مثل هؤلاء المناضلين لن يهزم، وإن بدت اللوحة والصورة سوادوية في هذه المرحلة، فسامر المحروم وحمزة النايف من جنين القسام، عقدا العزم على تنفيذ عملية في قلب المدينة المقدسة، حيث قتلا أحد المستوطنين في قلب بلدتها القديمة طعناً بالسكاكين، وكانت تلك العملية في وقت، لم تتعافى فيها أوضاع الجبهة الشعبية بعد، حيث وجه الاحتلال ضربة واسعة لتنظيم الجبهة عام /1985 ،طالت قياداتها وأعضائها ، من رفح جنوباً وحتى جنين القسام شمالاً، وكانت القيادات العسكرية الإسرائيلية السياسية والعسكرية منها، تتبجح بأنه تم القضاء على تنظيم الجبهة الشعبية في الأراضي المحتلة، ولعل هذا العمل الذي قام به الرفيقان حمزة النايف وسامر المحروم في تشرين ثاني /1985، جاء في سياق الرد والانتقام وإعادة الهيبة والاعتبار للحزب أولاً ولنايف بشكل شخصي ثانياً، حيث تعرض لظلم غير مبرر في سجنة سابقة، ويتنقل المحروم والنايف بين سجون الاحتلال ومعتقلاته، وألتقي بهما في سجن عسقلان عام 2001 ، حيث كانا يسكنان في قسم ح غرفة 26 ، وفي تلك الفترة التي قدمنا فيها للمعتقل، كانت الحركة الأسيرة، تعيش حالة من عدم الاستقرار، وحالة من فقدان الثقة والإحباط،بفعل اوسلو وما جلبه من مآسي ومخاطر على النضال الوطني الفلسطيني، وانعكاس ذلك على الحركة الأسيرة،والتي أوسلو لم يشر لها من بعيد أو قريب، وهذا بحد ذاته سبب جرحاً وخذلاناً للحركة الأسيرة، ولا أخفي وأجافي الحقيقة،إذا ما قلت لكم أن الحركة الأسيرة عطلت كل ما له علاقة بالحياة التنظيمية والثقافية والوطنية،وأصبحت العلاقات الجهوية والشخصية تتسييد على على العلاقات التنظيمية والحزبية، وتحولت المنظمات الاعتقالية إلى منظمات ديمقراطية،تمارس فيها الأصول والقواعد الحزبية والتنظيمية في حدودها الدنيا،ومع مجيء الوافدين الجدد،أي المعتقلين بسبب اندلاع الانتفاضة الثانية،انتفاضة الاقصى/2000 بدأت الحركة الأسيرة بإعادة تقيم الموقف من جديد، وكون المناضلان سامر وحمزة من القيادات الاعتقالية ،ولهما خبرتهما وتجاربهما الاعتقالية الواسعة ،جرى نقاش وحوار موسع ومطول معهما ،ومع كل الأسرى وخصوصاً القدماء منهم،بأنه من الضروري إعادة الحزبية والتنظيمية إلى منظمات الأسر، ويساهم سامر وحمزة بخبرتهما وتجاربهما الطويلة الاعتقالية والتنظيمية، ويلعبان دوراً بارزاً ومهماً في بناء وقيادة منظمات الحزب الأسيرة،وكذلك كان لهما حضور واسع ومميز على الصعيد الاعتقالي والوطني، وسامر المحروم في يوم استشهاد الرفيق القائد الوطني أبو على مصطفى، كان في أشد لحظات حزنه وغضبه في آن واحد، وأذكر جيداً أنه عندما جئت إلى غرفتهم بشكل مفاجىء، من قسم ج وبدون استئذان من إدارة المعتقل، وتحدثت معهم بشكل حاد، حول ضرورة أن يكون هناك عزاء وطني لهذا القائد على مستوى المعتقل، حيث أنه في فترة التراجع والانكسار التي خلفتها أوسلو عند الأسرى ألغي هذا التقليد، وبالفعل تم الاتفاق على ان يكون هناك عزاء للقائد الشهيد في "فورة" السجن ،ساحة التنزه للأسرى، وأصر الرفيق القائد المحروم على ألقاء بيان الجبهة في هذه المناسبة، وليكن ما يكون ، وبالفعل ألقى الرفيق المحروم البيان، وفوراً قامت إدارة المعتقل ،بترحيله لقسم العزل في سجن بئر السبع، والمحروم كل الأسرى يتذكرون خبراته ومهارته في الطبخ وخصوصاً المحاشي، وأيضاَ في فترة الصباح الباكر، كثيراً ما تراه ،قد أرسل إلى المطبخ ، عندما كانت الحركة الأسيرة في عنفوانها وعزها، الصواني لعمل أقراص الزيت والزعتر، أو أقراص البيض، وكان في فترة "الفورة" الصباحية، أغلب من في "الفورة" من أسرى، يأكلون من صواني المحروم، فهو على هذا الصعيد ، وكما يقولون في المأثور الشعبي"بيت عز وكرم"، والمحروم إنسان له خبرة واسعة في القضايا التنظيمية، وكذلك في مجال الأدب حيث كتب وألف حول الأسرى وقضايا المعتقل وتجربته الشخصية.
أما رفيق دربه ومجموعته حمزة النايف، فهو إنسان رياضي من الدرجة الأولى، ويحرص على ممارسة هذا التقليد كل يوم تقريباً،وكذلك فهو قارىء جيد، وهو يحرص على إقامة ونسج أوسع العلاقات الوطنية والإعتقالية، وهو يرى أن وحدة الحركة الأسيرة ،بكل ألوان طيفها، هي صمام الأمان لمحافظة الحركة الأسيرة على منجزاتها ومكتسباتها، وكذلك الرادع والمانع لإدارات السجون من حملاتها القمعية والإذلالية بحق الحركة الأسيرة،لسحب المنجزات والمكتسبات التي عمدت بالدماء والمعانيات والشهداء.
والرفاق سامر المحروم وحمزة النايف، هم من أقدم الأسرى على صعيد محافظة جنين، ولربما هم الأقدم على صعيد المحافظة ،حيث اعتقلا في شهر تشرين ثاني من عام/ 1986 ،وهم الان يدخلون عامهم الاعتقالي الثالث والعشرين، ومن هنا كونهم من عمداء الحركة الأسيرة ، ومضى على وجودهم في الأسر هذه المدة الطويلة،فإنه يجب أن يكونوا من ضمن الأسماء التي يجب أن يكون هناك إصرار،على إطلاق سراحهم في أي صفقة تبادل محتملة مع الإسرائيليين، سواء من قبل حماس أو منظمة حزب الله، أو من قبل السلطة الفلسطينية، والتي ركنت هذا الملف إلى حسن النوايا الإسرائيلية، والتي قامت بإطلاق سراح دفعتين من الأسرى من ذوي الأحكام الخفيفة، وضمن الفترة التي أطلقت سراحهم، اعتقلت ما يساوي العدد المفرج عنه أو ما يزيد عنه قليلاً،وهي التي تتبجح دائماً بأنها تقوم بهذه المبادرات الشكلية والديكورية ،من أجل تقوية التيار المعتدل في الساحة الفلسطينية، هذه السيمفونية الممجوجة، والتي لا تقنع حتى طفل رضيع،وبالتالي على السلطة في المفاوضات"المارثونية" واللامنتهية،والتي تجريها مع الإسرائيليين، وحتى يكون لها لون أو حتى طعم أو مصداقية،أن يكون هناك إصرار على إطلاق سراح كل الأسرى المعتقلين ، والمعتقلين قبل مرحلة اوسلو،والذين ثلاثة وسبعين منهم، مضى على وجوده في الأسر أكثر من عشرين عاما، وعشرة منهم مضى على وجودهم أكثر من ربع قرن،أي دخلوا كتاب "غيتس" للأرقام القياسية، وأي سلام لا يضمن الإفراج عن مثل هؤلاء المناضلين ، لا يساوي قيمة الحبر الذي يكتب به، وستكون وسمة عار في جبين، كل من يوافق على أي معاهدة سلام ، او ان يواصل مفاوضته مع الإسرائيليين،دون حل جذري لهذا الملف ، الذي يضمن الحرية لأسرانا البواسل، هؤلاء الجنود الذين ضحوا بالغالي والنفيس.
القدس- فلسطين
شموع على طريق الحرية
عندما يقطع مناضلون مئات الكيلومترات للقيام بواجب وطني ، تشعر بحجم الطاقة النضالية التي يختزنها هؤلاء الشباب،وصدق الانتماء وامتلاك الإرادة عندهم،وتقتنع أن شعباً أنجب مثل هؤلاء المناضلين لن يهزم، وإن بدت اللوحة والصورة سوادوية في هذه المرحلة، فسامر المحروم وحمزة النايف من جنين القسام، عقدا العزم على تنفيذ عملية في قلب المدينة المقدسة، حيث قتلا أحد المستوطنين في قلب بلدتها القديمة طعناً بالسكاكين، وكانت تلك العملية في وقت، لم تتعافى فيها أوضاع الجبهة الشعبية بعد، حيث وجه الاحتلال ضربة واسعة لتنظيم الجبهة عام /1985 ،طالت قياداتها وأعضائها ، من رفح جنوباً وحتى جنين القسام شمالاً، وكانت القيادات العسكرية الإسرائيلية السياسية والعسكرية منها، تتبجح بأنه تم القضاء على تنظيم الجبهة الشعبية في الأراضي المحتلة، ولعل هذا العمل الذي قام به الرفيقان حمزة النايف وسامر المحروم في تشرين ثاني /1985، جاء في سياق الرد والانتقام وإعادة الهيبة والاعتبار للحزب أولاً ولنايف بشكل شخصي ثانياً، حيث تعرض لظلم غير مبرر في سجنة سابقة، ويتنقل المحروم والنايف بين سجون الاحتلال ومعتقلاته، وألتقي بهما في سجن عسقلان عام 2001 ، حيث كانا يسكنان في قسم ح غرفة 26 ، وفي تلك الفترة التي قدمنا فيها للمعتقل، كانت الحركة الأسيرة، تعيش حالة من عدم الاستقرار، وحالة من فقدان الثقة والإحباط،بفعل اوسلو وما جلبه من مآسي ومخاطر على النضال الوطني الفلسطيني، وانعكاس ذلك على الحركة الأسيرة،والتي أوسلو لم يشر لها من بعيد أو قريب، وهذا بحد ذاته سبب جرحاً وخذلاناً للحركة الأسيرة، ولا أخفي وأجافي الحقيقة،إذا ما قلت لكم أن الحركة الأسيرة عطلت كل ما له علاقة بالحياة التنظيمية والثقافية والوطنية،وأصبحت العلاقات الجهوية والشخصية تتسييد على على العلاقات التنظيمية والحزبية، وتحولت المنظمات الاعتقالية إلى منظمات ديمقراطية،تمارس فيها الأصول والقواعد الحزبية والتنظيمية في حدودها الدنيا،ومع مجيء الوافدين الجدد،أي المعتقلين بسبب اندلاع الانتفاضة الثانية،انتفاضة الاقصى/2000 بدأت الحركة الأسيرة بإعادة تقيم الموقف من جديد، وكون المناضلان سامر وحمزة من القيادات الاعتقالية ،ولهما خبرتهما وتجاربهما الاعتقالية الواسعة ،جرى نقاش وحوار موسع ومطول معهما ،ومع كل الأسرى وخصوصاً القدماء منهم،بأنه من الضروري إعادة الحزبية والتنظيمية إلى منظمات الأسر، ويساهم سامر وحمزة بخبرتهما وتجاربهما الطويلة الاعتقالية والتنظيمية، ويلعبان دوراً بارزاً ومهماً في بناء وقيادة منظمات الحزب الأسيرة،وكذلك كان لهما حضور واسع ومميز على الصعيد الاعتقالي والوطني، وسامر المحروم في يوم استشهاد الرفيق القائد الوطني أبو على مصطفى، كان في أشد لحظات حزنه وغضبه في آن واحد، وأذكر جيداً أنه عندما جئت إلى غرفتهم بشكل مفاجىء، من قسم ج وبدون استئذان من إدارة المعتقل، وتحدثت معهم بشكل حاد، حول ضرورة أن يكون هناك عزاء وطني لهذا القائد على مستوى المعتقل، حيث أنه في فترة التراجع والانكسار التي خلفتها أوسلو عند الأسرى ألغي هذا التقليد، وبالفعل تم الاتفاق على ان يكون هناك عزاء للقائد الشهيد في "فورة" السجن ،ساحة التنزه للأسرى، وأصر الرفيق القائد المحروم على ألقاء بيان الجبهة في هذه المناسبة، وليكن ما يكون ، وبالفعل ألقى الرفيق المحروم البيان، وفوراً قامت إدارة المعتقل ،بترحيله لقسم العزل في سجن بئر السبع، والمحروم كل الأسرى يتذكرون خبراته ومهارته في الطبخ وخصوصاً المحاشي، وأيضاَ في فترة الصباح الباكر، كثيراً ما تراه ،قد أرسل إلى المطبخ ، عندما كانت الحركة الأسيرة في عنفوانها وعزها، الصواني لعمل أقراص الزيت والزعتر، أو أقراص البيض، وكان في فترة "الفورة" الصباحية، أغلب من في "الفورة" من أسرى، يأكلون من صواني المحروم، فهو على هذا الصعيد ، وكما يقولون في المأثور الشعبي"بيت عز وكرم"، والمحروم إنسان له خبرة واسعة في القضايا التنظيمية، وكذلك في مجال الأدب حيث كتب وألف حول الأسرى وقضايا المعتقل وتجربته الشخصية.
أما رفيق دربه ومجموعته حمزة النايف، فهو إنسان رياضي من الدرجة الأولى، ويحرص على ممارسة هذا التقليد كل يوم تقريباً،وكذلك فهو قارىء جيد، وهو يحرص على إقامة ونسج أوسع العلاقات الوطنية والإعتقالية، وهو يرى أن وحدة الحركة الأسيرة ،بكل ألوان طيفها، هي صمام الأمان لمحافظة الحركة الأسيرة على منجزاتها ومكتسباتها، وكذلك الرادع والمانع لإدارات السجون من حملاتها القمعية والإذلالية بحق الحركة الأسيرة،لسحب المنجزات والمكتسبات التي عمدت بالدماء والمعانيات والشهداء.
والرفاق سامر المحروم وحمزة النايف، هم من أقدم الأسرى على صعيد محافظة جنين، ولربما هم الأقدم على صعيد المحافظة ،حيث اعتقلا في شهر تشرين ثاني من عام/ 1986 ،وهم الان يدخلون عامهم الاعتقالي الثالث والعشرين، ومن هنا كونهم من عمداء الحركة الأسيرة ، ومضى على وجودهم في الأسر هذه المدة الطويلة،فإنه يجب أن يكونوا من ضمن الأسماء التي يجب أن يكون هناك إصرار،على إطلاق سراحهم في أي صفقة تبادل محتملة مع الإسرائيليين، سواء من قبل حماس أو منظمة حزب الله، أو من قبل السلطة الفلسطينية، والتي ركنت هذا الملف إلى حسن النوايا الإسرائيلية، والتي قامت بإطلاق سراح دفعتين من الأسرى من ذوي الأحكام الخفيفة، وضمن الفترة التي أطلقت سراحهم، اعتقلت ما يساوي العدد المفرج عنه أو ما يزيد عنه قليلاً،وهي التي تتبجح دائماً بأنها تقوم بهذه المبادرات الشكلية والديكورية ،من أجل تقوية التيار المعتدل في الساحة الفلسطينية، هذه السيمفونية الممجوجة، والتي لا تقنع حتى طفل رضيع،وبالتالي على السلطة في المفاوضات"المارثونية" واللامنتهية،والتي تجريها مع الإسرائيليين، وحتى يكون لها لون أو حتى طعم أو مصداقية،أن يكون هناك إصرار على إطلاق سراح كل الأسرى المعتقلين ، والمعتقلين قبل مرحلة اوسلو،والذين ثلاثة وسبعين منهم، مضى على وجوده في الأسر أكثر من عشرين عاما، وعشرة منهم مضى على وجودهم أكثر من ربع قرن،أي دخلوا كتاب "غيتس" للأرقام القياسية، وأي سلام لا يضمن الإفراج عن مثل هؤلاء المناضلين ، لا يساوي قيمة الحبر الذي يكتب به، وستكون وسمة عار في جبين، كل من يوافق على أي معاهدة سلام ، او ان يواصل مفاوضته مع الإسرائيليين،دون حل جذري لهذا الملف ، الذي يضمن الحرية لأسرانا البواسل، هؤلاء الجنود الذين ضحوا بالغالي والنفيس.
القدس- فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق