لاحظ س. حداد
هذا ما يبدو من إجابات أمين عام الجامعة العربية.. فبعد كل اجتماع له مع طرفٍ من اطراف المعارضة يطمئن اللبنانيين بأن الوضع معقد والأزمة عميقة الجذور.. ولا غروَ أنه سوف يعود بخفَّي حُنين وعمامة الجنرال وسبحة رئيس المجلس وربما بعض أوتاد أطناب المقاومة (الوطنية) العصماء.. وهكذا فإن عملية رتق الخرق في النسيج السياسي اللبناني التي يحمل توكيلها باءت إلى الآن الفشل الذريع.. ولم تفلح إجاباته الطريفة، ذات النكهة المصرية المحببة، في طمأنة الناس بل ذكَّرتهم بمقولة: شرُّ البليَّة ما يُضحِك!
لم يعد يهم اللبنانيين ما يرونه ويسمعونه من على شاشات التلفزة، إن في لبنان أو في الاغتراب، إذ لم يظهر إلى الآن أيُّ اختلاف عمّا تعودوا رؤيته وسماعه ولسان حالهم يقول: تي تي تي .. متل ما رحتي جيتي!
ها هو الجنرال لا زال يتنكب سلَّتهُ، التي أمست مشهورة، وفي داخلها جميع شروط حزب الله الظاهرة وشروط النظام السوري التي لم تعد خفيَّة ويغطيها بوعود رئيس المجلس النيابي.. ويرفض بالتالي التخلي عن أيّة من مطالبه العلنية بفرض استحضار قادة ثورة الأرز إلى أعتـاب رابيته المسلحة بمكعبات ومستطيلات الخرسانة المسلحة..
وها هو حزب الله، صاحب الانتصار الألهي يأبى إلاّ وضع رئيس الجمهورية العتيد ومجلس الوزراء تحت عباءته الفضفاضة.. ويتناسى صاحب الانتصار الإلهي أن انتصار الجيش اللبناني على حلفائه العقيديين في، فتح الإسلام، رغم شحاحة السلاح بين يديه، لا يقارن بانتصاره الإلهي الذي قتل ألاف اللبنانيين وشرد مئات آلافهم ودمر لبنان.. وإذا كان من حقّ حزب الله تعويض خسارته البشرية باحتلال ساحات العاصمة فمن حقّ هذا الجيش أن يحتل لبنان بأسره مكافأةً له على تضحياته..
تُرى أين أصبحت حقوق الانسان اللبناني لقاء تضحياته عبر ثلاث أجيال من الهيمنة والتسلّط والخيبات المتتالية جرَّاء اهمال الجميع لمتاعبه.. وهل بإمكان الأمة العربية جمعاء أن تُحقق، ولو لمرة واحدة فقط، تحقيق رغبات الشعب اللبناني وانتخاب رئيس، لوطنهم دون التطلع إلى مصالح السياسيين التي تعدَّت جميع طاقات الاحتمال وتكاد تطيح بالكيان كلّه.. وهل يستحق هذا الشعب الأبي انتماءَه العربي بالفعل، أم أن حرب الخمسة عشر سنة، من اجل استبدال اسم ذو بكلمة عربي في دستور بلادهم، ذهبت أدراج مكاتب أمين عام الجامعة العربية وكان الله يحب المحسنين!
لم نكن نظنُّ أن الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتدب سينقلب عائداً إلى مكاتبه ليرفع تقريراً عن مهمته، ويقبل بكل سهولة إعلان فشله أمامَ معارضة موتورة بحب كل شيء دون الوطن.. بل كنّا نتوقع منه أن يدعو الجميع إلى المجلس النيابي في جلسةِ مناقشة لسلة المعارضة ومساءلة الجميع في واجبهم الدستوري.. وإذا ما تمكن من كشف أسرار مهمته ومخاطر تفشيلها وبالتالي تحميلهم مسئولية مناصبهم ومواقعهم في ضرورة إنقاذ وطنهم من أيدي العبث والغوغائية ذلك بانتخاب فوري لرئيس البلاد المتوافق عليه من جميعهم، أي العماد ميشال سليمان..
لم نكن نتوقع للأمين العام هكذا عودة مبكرة إلى القاهرة دون الاعلان عن انهاء مبادرة عربية تعودنا مثيلاتها.. وهو الذي سبق أن أعلن مسئولية الدول العربية في حل أزمة وطن تتجاذبه محاور الغرب والشرق.. كلام عنفواني أثبتت سوريا خفته.. مؤسف أيضاً أن لا زال هناك دولة واحدة من دول العرب تصدّق مصداقية النظام السوري " يُعطيكَ من طرفِ اللسان حلاوةً.." أين منها لسع العقارب ودهاء الأفاعي!
إننا إذ نشكر الرئيس المصري على صدق تحذيراته وفي آن، كنا تمنينا لو إنه دعا إلى مؤتمر قمة عربي عاجل يعالج أزمة بلادنا وينقذها من مَن لا يجهلهم، ويعيد المعارضة اللبنانية إلى صوابها قبل أن تستكمل خطواتها باتجاه... الحرب!
أسفنا أكبر لتخلي الدول العبية عن دور انتدبت نفسها له ولن يلومنَّ منهم أحدٌ فيما إذا اتجه اللبنانيون إلى ما لا يرغبون!
إن الشعب اللبناني الذي اختار الحرية والاستقلال والديمقراطية لن يتخلى عن خياره الذي لم يعد أمامه خيارٌ غيره واسمحوا لنا بالانفكاك عن دولٍ لا تحفظ بعضَ شعبها..
وإلى المعارضة نقول: بئسَ الوطنية والمواطنية ما تدّعون.. وفي كتب التاريخ تُسجلون!
صانك الله لبنان
التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا
هذا ما يبدو من إجابات أمين عام الجامعة العربية.. فبعد كل اجتماع له مع طرفٍ من اطراف المعارضة يطمئن اللبنانيين بأن الوضع معقد والأزمة عميقة الجذور.. ولا غروَ أنه سوف يعود بخفَّي حُنين وعمامة الجنرال وسبحة رئيس المجلس وربما بعض أوتاد أطناب المقاومة (الوطنية) العصماء.. وهكذا فإن عملية رتق الخرق في النسيج السياسي اللبناني التي يحمل توكيلها باءت إلى الآن الفشل الذريع.. ولم تفلح إجاباته الطريفة، ذات النكهة المصرية المحببة، في طمأنة الناس بل ذكَّرتهم بمقولة: شرُّ البليَّة ما يُضحِك!
لم يعد يهم اللبنانيين ما يرونه ويسمعونه من على شاشات التلفزة، إن في لبنان أو في الاغتراب، إذ لم يظهر إلى الآن أيُّ اختلاف عمّا تعودوا رؤيته وسماعه ولسان حالهم يقول: تي تي تي .. متل ما رحتي جيتي!
ها هو الجنرال لا زال يتنكب سلَّتهُ، التي أمست مشهورة، وفي داخلها جميع شروط حزب الله الظاهرة وشروط النظام السوري التي لم تعد خفيَّة ويغطيها بوعود رئيس المجلس النيابي.. ويرفض بالتالي التخلي عن أيّة من مطالبه العلنية بفرض استحضار قادة ثورة الأرز إلى أعتـاب رابيته المسلحة بمكعبات ومستطيلات الخرسانة المسلحة..
وها هو حزب الله، صاحب الانتصار الألهي يأبى إلاّ وضع رئيس الجمهورية العتيد ومجلس الوزراء تحت عباءته الفضفاضة.. ويتناسى صاحب الانتصار الإلهي أن انتصار الجيش اللبناني على حلفائه العقيديين في، فتح الإسلام، رغم شحاحة السلاح بين يديه، لا يقارن بانتصاره الإلهي الذي قتل ألاف اللبنانيين وشرد مئات آلافهم ودمر لبنان.. وإذا كان من حقّ حزب الله تعويض خسارته البشرية باحتلال ساحات العاصمة فمن حقّ هذا الجيش أن يحتل لبنان بأسره مكافأةً له على تضحياته..
تُرى أين أصبحت حقوق الانسان اللبناني لقاء تضحياته عبر ثلاث أجيال من الهيمنة والتسلّط والخيبات المتتالية جرَّاء اهمال الجميع لمتاعبه.. وهل بإمكان الأمة العربية جمعاء أن تُحقق، ولو لمرة واحدة فقط، تحقيق رغبات الشعب اللبناني وانتخاب رئيس، لوطنهم دون التطلع إلى مصالح السياسيين التي تعدَّت جميع طاقات الاحتمال وتكاد تطيح بالكيان كلّه.. وهل يستحق هذا الشعب الأبي انتماءَه العربي بالفعل، أم أن حرب الخمسة عشر سنة، من اجل استبدال اسم ذو بكلمة عربي في دستور بلادهم، ذهبت أدراج مكاتب أمين عام الجامعة العربية وكان الله يحب المحسنين!
لم نكن نظنُّ أن الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتدب سينقلب عائداً إلى مكاتبه ليرفع تقريراً عن مهمته، ويقبل بكل سهولة إعلان فشله أمامَ معارضة موتورة بحب كل شيء دون الوطن.. بل كنّا نتوقع منه أن يدعو الجميع إلى المجلس النيابي في جلسةِ مناقشة لسلة المعارضة ومساءلة الجميع في واجبهم الدستوري.. وإذا ما تمكن من كشف أسرار مهمته ومخاطر تفشيلها وبالتالي تحميلهم مسئولية مناصبهم ومواقعهم في ضرورة إنقاذ وطنهم من أيدي العبث والغوغائية ذلك بانتخاب فوري لرئيس البلاد المتوافق عليه من جميعهم، أي العماد ميشال سليمان..
لم نكن نتوقع للأمين العام هكذا عودة مبكرة إلى القاهرة دون الاعلان عن انهاء مبادرة عربية تعودنا مثيلاتها.. وهو الذي سبق أن أعلن مسئولية الدول العربية في حل أزمة وطن تتجاذبه محاور الغرب والشرق.. كلام عنفواني أثبتت سوريا خفته.. مؤسف أيضاً أن لا زال هناك دولة واحدة من دول العرب تصدّق مصداقية النظام السوري " يُعطيكَ من طرفِ اللسان حلاوةً.." أين منها لسع العقارب ودهاء الأفاعي!
إننا إذ نشكر الرئيس المصري على صدق تحذيراته وفي آن، كنا تمنينا لو إنه دعا إلى مؤتمر قمة عربي عاجل يعالج أزمة بلادنا وينقذها من مَن لا يجهلهم، ويعيد المعارضة اللبنانية إلى صوابها قبل أن تستكمل خطواتها باتجاه... الحرب!
أسفنا أكبر لتخلي الدول العبية عن دور انتدبت نفسها له ولن يلومنَّ منهم أحدٌ فيما إذا اتجه اللبنانيون إلى ما لا يرغبون!
إن الشعب اللبناني الذي اختار الحرية والاستقلال والديمقراطية لن يتخلى عن خياره الذي لم يعد أمامه خيارٌ غيره واسمحوا لنا بالانفكاك عن دولٍ لا تحفظ بعضَ شعبها..
وإلى المعارضة نقول: بئسَ الوطنية والمواطنية ما تدّعون.. وفي كتب التاريخ تُسجلون!
صانك الله لبنان
التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق