د. صلاح عودة الله
منذ أن بدأت كتابة الشعر وحتى نكسة 1967 كانت معظم قصائدي محصورة في المرأة والحب، ولذلك لقبوني بشاعر الحب... ولكن جاءت نكسة 1967 "مشكورة" فحولتني من شاعر الحب إلى شاعر الثورة. وفي قصيدتي "هوامش على دفتر النكسة" أقول: يا وطني الحزين/حولتني بلحظة/من شاعر يكتب الحب والحنين/لشاعر يكتب بالسكين...! أنعي لكم يا أصدقائي اللغة القديمة والكتب القديمة/أنعي كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة/أنعي لكم نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمة..!
لقد خذلتم ونكستم كل شعوبكم، وهذا الامر ليس بجديد عليكم...
"إسرائيل تهزم كل العرب":
ما دخل اليهود من حدودنا/وإنما../تسربوا كالنمل.. من عيوبنا.
ولكنني لم أسمح لليأس بأن يقتلني، فالأمل بالأطفال الذين سيكملون المشوار كان كبيرا:
يا أيها الأطفال أنتم - بعد- طيبون/وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون/لا تقرؤوا عن جيلنا المهزوم يا أطفال/فنحن خائبون/وأنتم يا أطفال فلسطين الجيل الذي سيهزم الهزيمة...!
لقد دفعت ثمنا باهظا بعد كتابة هذه القصيدة، فحرمت من دخول معظم البلاد العربية فحرية التعبير فيها لا حدود لها بل تضاهي زميلتها الغربية.
أيها القادة الأشاوس: أحملكم مسؤولية ما يحدث في بلدكم.. أنت تقتتلون والشعب يدفع الثمن.. تقتتلون على ما؟ على شيء لم يكتب له أن يولد. أحملكم المسؤولية الكاملة، كما حملت كل الأمة العربية مقتل زوجتي "بلقيس"، عندما فجرت السفارة العراقية ببيروت عام 1982 :شكرا لكم/شكرا لكم/فحبيبتي قتلت.. وصار بوسعكم/أن تشربوا كأسا على قبر الشهيدة.
ولكنني وبحكم وطنيتي وإلتزامي ورغم الألم الشديد الذي أصابني، لم أنس قضيتكم (مع أنكم نسيتموها..!)..ففي قصيدتي التي أرثي فيها زوجتي بلقيس كتبت:لو أنهم حملوا إلينا/من فلسطين الحزينة/نجمة أو برتقالة../لو أنهم حملوا إلينا من شواطىء غزة/حجرا صغيرا..أو حجارة/لو أنهم من ربع قرن حرروا زيتونة/أو أرجعوا ليمونة/ومحوا عن التاريخ عاره/لشكرت من قتلوك يا بلقيس/يا معشوقتي حتى الثمالة/لكنهم تركوا فلسطينا..ليغتالوا غزالة...!
أهكذا تكافئون أطفال الحجارة... وهم اليوم شباب المقاومة... تقومون بقتلهم في إقتتالكم الداخلي، سعيا للحصول على أكبر عدد من الكراسي والأموال: أطفال الحجارة بهروا الدنيا/وما في يدهم إلا الحجارة***/يا تلاميذ غزة/علمونا بعض ما عندكم فإنا نسينا/علمونا كيف الحجارة تغدوا/بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا***نحن موتى لا يملكون ضريحا/ويتامى لا يملكون عيونا/قد لزمنا حجورنا وطلبنا منكم/أن تقاتلوا التنينا/قد صغرنا أمامكم الف قرن/وكبرتم خلال شهر قرونا..!
فهل تعلمتم من هؤلاء الأطفال... لا أعتقد، فماضيكم وحاضركم يؤكدان لي ذلك..! وبدأتم بإقامة العلاقات السرية مع الدولة الصهيونية... فمن مدريد إلى أوسلو إلى طابا، بدأتم تتهرولون... وإذا بكم توقعون إتفاقية أوسلو المشؤومة والتي أدت إلى إضافة دمارا على دماركم:سقطت اخر جدران الحياء/وفرحنا ورقصنا/وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء/لم يعد يرعبنا شيء/ولا يخجلنا شيء/فقد يبست فينا عروق الكبرياء.
ولكن الان ثقتي عالية بهذا الشعب: ما تفيد الهرولة/عندما يبقى ضمير الشعب حيا/كفتيل القنبلة/لن تساوي كل توقيعات أوسلو..خردلة..!
إنه فعلا سلام الجبناء، لا سلام الأقوياء القادرين، إنه أيضا سلام البيع بالتقسيط، سلام الصفقات...! لقد قتل "رابين" بعد توقيعه على اتفاقية ما يسمى بالسلام، والقاتل يهودي، مع ان هذه الاتفاقية كانت منحازة والى ابعد الحدود الى "اسرائيل":
لقد تزوجنا وبلا حب من الأنثى (إسرائيل) التي ذات يوم أكلت أولادنا: وإنتهى العرس..ولم تحضر فلسطين الفرح/بل رأت صورتها مبثوثة عبر كل الأقنية/ورأت دمعتها تعبر أمواج المحيط/ نحو شيكاغو.. وجيرسي.. وميامي..وهي مثل الطائر المذبوح تصرخ:ليس هذا العرس عرسي/ليس هذا الثوب ثوبي/ليس هذا العار عاري/أبدا.. يا أمريكا..امريكا وزعماؤها المافيون..!
فالهرولة لن تنفعكم وكذلك التطبيع:
وصل قطار التطبيع الثقافي الى مقاهينا/وصالوناتنا، وغرف نومناالمكيفة الهواء/ونزل منه اشخاص غامضون يحملون معهم دواوين شعر/ومصاحف مكتوبة باللغة العبرية،ويحملون معهم جرائد تقول:ان شاعر العرب الأكبر، أبا الطيب المتنبي..صار وزيرا للثقافة في حكومة حزب العمل..!
أخواني عباس وهنية،
إن إسرائيل ليست بعبعا يخيف أحدا سوى ضعفاء النفوس وضعفاء الإرادة، قد تتفوق علينا عسكريا وتكنولوجيا وتنظيميا وهذا ليس بشطارتها وإنما بدعم الغرب (وعلى رأسهم أمريكا) لها، وأيضا لجهلنا، ووضع مصالحنا الشخصية فوق المصالح الوطنية العليا، وهذا ما تفعلون الان...! ولكننا نتفوق عليها بادبنا وشعرنا وحضارتنا. نعم، لقد كتبت قصيدة بعنوان "متى يعلنون وفاة العرب"، وكلماتها لا ترحم أحدا.. وتوقف عندها الكثيرون وصرخوا وإحتجوا وقالوا بأنها تهزم الشعور القومي وتضرب الشموخ وتحطم الكبرياء الوطنية والقومية.
لقد فقدنا كل شيء، ولكنكم ما زلتم تتحدثون عن الكبرياء والقومية والوطنية... إبحثوا عن هذه الأشياء في مزابل التاريخ: أنا منذ خمسين عاما/أراقب حال العرب/وهم يرعدون، ولا يمطرون/وهم يدخلون الحرب ولا يخرجون/وهم يعلكون جلود البلاغة علكا ولا يهضمون..!
فأين العرب... أين أصحاب النفط... إنني أبحث عنهم ولكنني لم أجدهم بعد:
أنا.. بعد خمسين عاما/أحاول تسجيل ما قد رأيت/رأيت شعوبا تظن بأن رجال المباحث/أمر من الله.. مثل الصداع.. ومثل الزكام/ومثل الجذام.. ومثل الجرب/رأيت العروبة معروضة في مزاد الأثاث القديم ولكنني.. ما رأيت العرب..!
لقد قالوا عني في هذه القصيدة بأنني أكفر العرب... إن العرب كفروا أنفسهم تكفيرا ضد العروبة، وقالوا إنني أقطع علاقة العرب بالعصر الحديث ولكنني أقول أن لا علاقة للعرب بالعصر من الأساس.
اخواني، فكروا.. احلموا (فان الحلم فن، وأنتم اكبر من تفنن في ابناء شعبه).. غامروا.. ابحروا الى شواطىء المستحيل قبل ان تتحولوا الى أكوام من الحجارة.
أخي هنية، أعذرني فأنا أحب الخمر وأذكره كثيرا في قصائدي، فهو جزء من حياتي وبدونه لا أستطيع الكتابة... ولقد كفروني لأنني كتبت الكثير والذي يختلف وتعاليم الدين الحنيف، ولكنني كنت صادقا ولم أكذب، فهل أنتم صادقون...! لماذا دخلتم الإنتخابات وكان نهجكم المقاومة والمقاومة فقط.. هل الكراسي أعمتكم وجعلتكم تتنازلون عن مبادئكم؟
ذهب الشاعر يوما إلى الله/ليشكو له ما يعانيه من أجهزة القمع/نظر الله تحت كرسيه السماوي/وقال له: يا ولدي/هل أقفلت الباب جيدا؟؟
لقد أصبح القمع عندكم شيئا عاديا كالخبز (أن توفر...!) وهل تكفرني بالمقطع الذي كتبته سابقا (وهو جزء من قصيدة "التنصت على الله")، طبعا لا تستطيع، فقد تبادلتم الإتهامات أنت وعزام الأحمد، كل منكم يتهم الاخر بالتعدي على الذات الإلهية... فمن الصادق يا ترى؟
ورغم كل ذلك فقد كتبت قصيدة، أمدح فيها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، لأنني لم أفقد الإيمان بالله يوما... ولكن إيماني بكم فقد فقدته منذ فترة طويلة:
عز الورود وطال فيك أوام/وأرقت وحدي والأنام نيام***يا هادي الثقلين هل من دعوة/ادعي بها يستيقظ النوام؟ لي زميل شاعر اسمه مظفر النواب... ها سمعتم عنه..؟ فإن لم تسمعوا عنه، فلكم الحق في الإستعانة بصديق (مثل ما يحدث في برنامج "من سيربح المليون" بقيادة جورج قرداحي) وأقترح عليكم هذا الصديق.. وهم زعماء النفط، لأنهم يعرفونه جيدا، فهو لم يتركهم يوما واحدا مرتاحي البال:
:"القدس عروس عروبتكم"
من باع فلسطين وأثرى بالله/سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام/ومائدة الدول الكبرى؟/القدس عروس عروبتكم/فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟؟/وسحبتم كل خناجركم/وتنافختم شرفا/وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض/فما أشرفكم/أولاد القحبة هل تسكت مغتصبا؟/أولاد القحبة/لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم/إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم..!
من باع فلسطين وأثرى بالله/سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام/ومائدة الدول الكبرى؟/القدس عروس عروبتكم/فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟؟/وسحبتم كل خناجركم/وتنافختم شرفا/وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض/فما أشرفكم/أولاد القحبة هل تسكت مغتصبا؟/أولاد القحبة/لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم/إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم..!
فعلا، لقد أغتصبت فلسطين وأغتصبت القدس وأغتصب الأقصى والقيامة والمهد، فماذا أنتم فاعلين؟
كان صديقي مظفر في احد الحانات القديمة وكانت برفقته صديقة، وبعد فترة من الحوار سألته:
أيقتلك البرد؟/أنا... يقتلني نصف الدفء... ونصف الموقف أكثر/سيدتي نحن بغايا مثلك/يزني القهر بنا.. والدين الكاذب.. والفكر الكاذب..والخبز الكاذب.
ويستمر الحوار ويقول:
سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل/وأن يوضع قلبي في قفص في بيوت السلطان/وقنعت يكون نصيبي في الدنيا.. كنصيب الطير/ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطانوتعود إليها... وأنا ما زلت أطير...!فهل ما زلتم تبحثون عن وطن؟
فهل تركتم كل خلافاتكم الشخصية وفكرتم يوما ما باللاجئين الذين تمسكوا وما زالوا بحق العودة المقدس... هل فكرتم أن ترجعوهم إلى وطنهم؟ بل نسيتم وتناسيتم هذا الحق... وهل تريدون أن تحولوه إلى حق التعويض؟ هل سألتم زعامتكم (إسرائيل) ما رأيها بهذا الحق؟
من قتل ناجي العلي؟
سبحانك حتى من الرسومات الكاريكاتيرية والفكر تخافون... فلماذا قتلتموه؟ قتل ناجي العلي الذي قال: "كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي، أنا أعرف خطا احمرا واحدا وهو، انه ليس من حق اكبر رأس ان يوقع على اتفاقية استسلام وتنازل عن فلسطين".
تقولون أن الموساد الإسرائيلي إغتاله، ومن اغتال أبا جهاد وغسان كنفاني، فهو الموساد أيضا..! ولمعرفة من قتله انصحكم بالرجوع الى كتاب شاكر النابلسي "أكله الذئب"، ومن ومن ومن... فالموساد!! فمن يا ترى إغتال "أبو عمار"؟ سؤال لم أجد له جوابا حتى في الدار الآخرة..! إخواني،
مع أنني شخصية غير مرغوب فيها في معظم البلاد العربية، والتي تسمى مجازا بلاد العرب، إلا أنني إستطعت دخول الأردن. كان هدفي زيارة الأقصى والصلاة فيه. دخلت أريحا "المحررة"، وفي طريقي إلى مدينة القدس، واجهني حاجز عسكري إسرائيلي (محسوم.. تعلمتها في قبري) وعندما سألوني عن هويتي قلت:
سجل أنا عربي! وتابعت قولي قائلا أنا نزار قباني، وإذا بالضابط يشد على يدي ويقول، نحن نعرفك تمام المعرفة، فأنت شاعر عربي حرمت من دخول بلادك لأسباب نعرفها، فلم أتعجب من هذه المقولة، أما في بلادنا فمرحبا بك..! وعليك أن تعلم أن القيادة الفلسطينية أي كانت لا تستطيع التجول في هذه البلاد بدون إذننا... كلام لا يرحم..!
مضيت في طريقي إلى القدس ومررت من خلال عدة (محاسيم) حتى وصلت إليها، ولكنني لم أدخل أسوارها كي أصل إلى الأقصى، لأن الحفريات الإسرائيلية كانت على أوجها، والمظاهرات عارمة، ومنع الفلسطينيون من الصلاة في الأقصى، وكذلك منعت أنا أيضا، فبكيت على هدم أسوارك وتغيير معالمك يا قدس، فعدت وأعذرني يا أقصى..!
بعد ذلك قررت أن أقوم بزيارة رام الله وبيت لحم وغزة، فقال لي مرافقي: أما رام الله فإنه أسهل لك أن تصل باريس قبل ان تصلها، وكذلك بيت لحم، وأما غزة فممنوع الدخول إليها، فقلت إن إتفاقية أوسلو "المشؤومة" منحت الفلسطينيين سلطة، فأي سلطة هذه... وعلام يقتتل الفلسطينيون؟ إنها فعلا"سلطة" (بفتح السين واللام)..! وعندما سألني مرافقي، لماذا اريد زيارة غزة وهي ملتهبة، فقلت: أريد ان أشاهد ذلك القصر المنيف، والذي كما وصفوه بانه من اكبر القصور واجملها في الشرق الأوسط..! فاذا كان هذا هو الوضع، فلماذا لم تدفع رواتب الموظفين؟ وبعد ذلك قررت ومرافقي بان نزور بعض القرى في الداخل والتي لم يبق منها الا الاسم، فزرت قرية الشجرة، والتي ولد فيها ناجي العلي، واستشهد فيها (موقعة الشجرة) الشاعر والمناضل الفلسطيني عبد الرحيم محمود... فهل ما زلتم تتذكرون هذه القرية، وهل ما زلتم تطالبون برجوع اهلها اليها..؟
بعدها زرت شاطىء يافا "عروس البحر" واثناء تجوالي رأيت يهوديين يتحدثان، يقول احدهما مبتسما: لقد كنا أغبياء، ألا أعطيناهم قطعة الأرض هذه من البداية، وجلسنا ننظر اليهم يصفي بعضهم بعضا؟! فرد الأخر: لقد نسينا كم هم أغبياء! أليس كذلك؟
وبعد يافا قمت بزيارة البحر الميت ونهر الاردن، وبذلك اتممت زيارتي ﻟ"فلسطين التاريخية" من المية الى المية.
إخواني الأعزاء،
إنكم تعتقدون كما يعتقد الاخرون بأني دخلت "النار" بعد وفاتي! لا، إنني أكتب لكم هذه السطور من "الجنة"، فقد غفر لي الله ذنوبي كلها، وذلك لثلاثة أسباب:
لم أكذب ولم أسرق وقد كنت صريحا طوال حياتي، أما أنتم فتكذبون وتسرقون وأنتم والصراحة خطان متوازيان لا يلتقيان مهما إمتدا.
والثاني إنني أحببت وما زلت أحب فلسطين حبا جما، وعانيت كما عانى أبناء شعبها ولذلك غفر لي، ونجوت من أن تضاف معاناة "النار" فوق معاناتي... أما أنتم فقد أضفتم نكبات فوق نكبتكم الكبرى.. أفلا تخجلون؟
وأما السبب الأخير فإنني ورغم كتاباتي كنت مؤمنا بالوحدانية، أما أنتم فلا دين لكم فأجزتم الإقتتال الداخلي، بل ذهبتم أبعد من ذلك كثيرا، فطلبتم من بعض الشيوخ المالقين أن يصدروا فتاوي تحلل قتل بعضكم بعضا.
وأخيرا، ان الأوان لأن تريحوا هذا الشعب المسكين، وأذكركم بقصيدتي الشهيرة "إني خيرتك فإختاري" والتي فيها أنكرت وجود منطقة وسطى ما بين الجنة والنار، وهي "الأعراف"، لكن الله عز وجل غفر لي كما أسلفت، وإنني أقول لكم:
إني خيرتكم فإختاروا.. ما بين الحكم أو اللا حكم.. فجبن ألا تختاروا.. فلا يوجد خيار ثالث، ونصيحتي لكم أن تختاروا الخيار الثاني، وهو الرحيل عن الحكم، وأن توكلوه لمن هو أحق وأجدر بذلك، وعندكم الكثيرون من أبناء شعبكم القادرون على قيادة السفينة إلى شط الأمان.
مع ادراكي ويقيني انه ليس بالامكان توحيدكم، الا انني قررت فعل ذلك على الورق، وعلى رأي المثل "اذا ما خربت ما بتعمر"، فأخذت كلمتي فتح وحماس، وحذفت حرف "ح" من كلتا الكلمتين، وهذه هي المحصلة.. "فت--ماس"، والان عليكم بدول الخليج لتفت عليكم الماس، لتبنوا المزيد من القصور، ولتقوموا بدفع راتب شهر واحد عن كل سنة "للغلابا".
لم يكتب لي أن أعيش في وطني وهناك الكثيرون مثلي، فمت في مدينة توني بلير "لندن" ولكن دفنت في دمشق ذلك الرحم الذي أنجبني. وكما كنت في حياتي أقول الحقيقة وأتمرد على كل شيء وأحب المرأة ولا أخاف أحدا، فقد قال "روزنفيلت": (لا يوجد شيء في هذه الحياة يخيفني، سوى أن أخاف من الخوف)، ففي جنازتي كسرت نساء دمشق بل سوريا كل العادات والتقاليد حين قمن بمرافقة جثماني من المسجد وحتى القبر، حيث دفنت إلى جوار إبني توفيق، كيف لا وقد كنت شاعر المرأة والحب والثورة المستمرة، فلم يعد يكفيني شعار، "وإنها لثورة حتى النصر".
أختتم قائلا:
إن كل إنسان يولد في وطنه، إلا الفلسطيني فإن وطنه يولد فيه..؟!، وأضيف: "يا وطني: كل العصافير لها منازل، إلا العصافير التي إحترفت الحرية فإنها تموت خارج أوطانها".
ملاحظة: هذه الرسالة تصلح في كل زمان ومكان، وبامكان "بل انصح" كل زعيم عربي ومسلم ان يقرأها
مع تحياتي والى اللقاء قريبا..!
القدس المحتلة
مع تحياتي والى اللقاء قريبا..!
القدس المحتلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق