نيللي المصري
بخطى ثابتة على الجمر دون حراك ..وبين فكي المرض وأنيابه تمثل جثمان هامدة بعد الحصار..وعلى مشارف حواجز الموت يخرج رضيعا لمستقبل مجهول وواقع مؤلم يخط صرخاته الأولى بين يدي الحرمان والاضطهاد.
على وقع أزيز الرصاص...واندفاعات الأليات العسكرية...وحشودات احتلالية تمنع حتى الموت من اجل الموت، وصرخة استخاثة مختنقة تتلاشى سريعا لتعانق آخرين في أعناق السماء ربما أشد رحمة من ذاك العناء الحاصل على الارض.
غزة الشامخة تقبع منذ فترة تحت حصار اسرائيلي أشبه بسيطرة الصليبين على بيت المقدس قبل أ يحررها صلاح الدين.. اجتياحات متكررة وغارات جوية على أهدف مدنية بحجج واهية.. واغلاق متواصل لمعابر ومنافذ القطاع وتقطيع أواصر المدن الفلسطينية التي تصل بالقطاع وبالتالي حرمان المليون ونصف المليون شخص من ممارسة حياته الطبيعية كباقي شعوب العالم...
فخطر الموت يتهدد قائمة كبيرة من مرضى القطاع أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة الذين حرموا من أبسط حقوقهم..الحق في الحياة والعلاج في خضم تلك الاجراءات الاحتلالية الصارمة بحق الانسانية الذي لم يشهد له مثيل، وقافلة شهداء المرضى مازلت مستمرة والعشرات سقطوا ولازالو الى هذا اليوم بفعل ذلك والوضع الانساني على شفا الهاوية فلا كهرباء تكفي لتغطية احتياجات المستشفيات للمرضى ولا يوجد معابر تمكنهم من السفر للعلاج في الخارج، وانهيار الوضع الاقتصادي كلها عوامل تهدد حياة العديد من الأفراد خاصة المرضى.
الاحتلال مستمر في اجراءاته القمعية دون أي رادع,,فلم يستقر الحال به الى تشديد الحصار على غزة ومنع المرضى من المغادرة للخارج للعلاج وشح الادوية بفعل هذا الحصار وانما هناك معاناة نساؤنا على الحواجز العسكرية التي يقيمها الاحتلال على متاخم المدن والبلدات الفلسطينية في محافظات الضفة الفلسطينية..فتلك السيدة من مدينة الخليل التي وضعت مولودها على احد الحواجز العسكرية المقامة على المدخل المؤدي الى حي تل الرميدة وسط الخليل الاسبوع الماضي بعد منعها من الوصول الى المستشفى توضح اقسى صور العذاب والمعاناة التي يقترفها الاحتلال والعديد من نساء المدن والبلدات الفلسطينية معرضات لمثل هذه المواقف الصعبة التي لا تعترف بالانسانية ولا بأدمية وخصوصية النساء والحواجز العسكرية ما هي الا سياسة اقصاء وردع للدافع النفسي للفلسطينيين الذي بات يهدد أمنهم.
وها هو الاحتلال يواصل سياسته العنصرية واللاانسانية بحق الاسيرات الفلسطينيات اللواتي مازلن يقبعن في زنازين العتمة والظلم والاضطهاد واقدم مؤخرا على عزل الاسيرات آمنة منى التي تقبع في العزل الإنفرادي منذ قرابة عام ونصف ، والأسيرة مريم طرابين(المحكومة 8 سنوات ) البالغة من العمر "28" عاما من قرية العوجا قضاء أريحا والأسيرة نورا محمد شكري الهشلمون من محافظة الخليل المعتقلة ادارياً ..والعديد من الأسيرات اللواتي طالتهن هذه السياسة المتعنهجة بحق الانسانية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق