سعيد علم الدين
رفض نصر الله خلال احتفال حزبه اللاهي باحياء ذكرى عاشوراء 08.01.19 "أي تنظير حول ديموقراطية لبنان، وحول مبدأ أكثرية وأقلية"، معتبرا "أن للبنان تركيبة مجتمعية خاصة، وأن هذه الخصوصية لا تقوم إلا بالتعاون والتكامل والتكاتف".
حسب مفهوم نصر الله فإن التعاون والتكامل والتكاتف لا يتم إلا بهيمنة الحزب اللاهي الشمولي الإيراني على القرار اللبناني، وقمع إرادة الشعب اللبناني لمصلحة النظام البشاري بالقوة الغاشمة والتهديد، كما يحصل الآن بمعاونة الإستيز بري والريس عون.
نقول لنصر الله هنا "التعاون والتكامل والتكاتف" لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الدولة اللبنانية الواحدة السيدة الديمقراطية المستقلة، ومؤسساتها الدستورية الفاعلة، والضامنة لحقوق مواطنيها ومقيميها، والتي تتعامل بالتساوي مع جميع مناطقها وأبنائها، وليس بالانقلاب عليها كما تفعل الأقلية المتمردة.
ولأنه ما دام نصر الله وأقليته يبنون دولة خاصة بهم، ولمشاريعهم الإقليمية، ولطموحاتهم المذهبية الواضحة، فإن التركيبة اللبنانية التي يتحدث عنها نصر الله ستتفجر حتما في وجهه. وسيكون هو وحزبه الخاسر الأكبر! أما لبنان الديمقراطي فسيخرج منتصرا رغم الآلام، ورغم كل ما يرسم له من مؤامرات ويرتكب بحقه من إجرام.
والسبب أن نصر الله وأقليته العارية من الوطنية والمصداقية والأخلاق، هم الليل المظلم الحالك السواد ولبنان الديمقراطي هو الصباح والأمل المشرق.
ومهما طال الليل وأظلم، فلا بد لجيشه أن يتقهقر أمام نور الشمس ويستسلم!
لا أبدية في الديمقراطية!
فنظرية الديمقراطية بشكل عام هي نظرية حكم مؤقت بفترة زمنية محددة، ديناميكية سلمية طيعة تتآلف مع طبيعة مجتمعها، أيا كان هذا المجتمع من كندا إلى اليابان ومن ألمانيا إلى لبنان.
نعم ولكل ديمقراطية خصوصيتها. ولكن الأهم أن كل هذه الديمقراطيات ومنها اللبنانية لها قواسم مشتركة مبنية على فلسفة الحرية، والأخذ والعطاء ضمن القوانين المرعية الإجراء لا الفرض والإكراه كما يفعل الساسة الدهماء، وعلى مبادئ التنظير الحر، والمقارعة الفكرية بسلاح الكلمة، وعدم الاستبداد في الرأي، واحترام إرادة الشعب المانح الأكثرية أكثريتها لكي تحكم البلد، حيث تقارعها المعارضة بالحجة والمنطق في البرلمان، لا أن تضع العراقيل والحواجز في وجهها كما تفعل الأقلية، لكي لا تستطيع أن تمارس الحكم. في هذه الحالة تتحول الأقلية إلى أقلية متمردة على شرعية النظام الديمقراطي ولعبته السياسية وتريد الفوضى وإنشاء نظام آخر.
ومن هنا فرفض نصر الله "أي تنظير حول ديموقراطية لبنان" هو كلام لا يستقيم دستوريا، وليس من أدبيات الديمقراطية وأخلاقياتها، استبدادي، ومرفوض جملة وتفصيلا.
هذا وقد انتقد نصر الله العرب، مستغرباً "كيف يتحدث المسؤولون العرب عن الأكثرية والأقلية الشعبية والديموقراطية في لبنان"، واعتبر ان "هنا الأكثرية والأقلية الشعبية واضحة، وأنظمتهم (العرب) لا تعرف لا الأكثرية ولا الأقلية ولا الديموقراطية".
أولا، يعبر نصر الله هنا عن فكره الاستبدادي من خلال منعه أو استغرابه أن يتحدث العرب عن الأكثرية والأقلية وبلدانهم لا تعرفها.
ثانيا، ما علاقة الأنظمة العربية ومشاكل أقلياتها وأكثرياتها بالنظام اللبناني وصيغته الديمقراطية ومشاكله المفتعلة؟ فنصر الله يخلط هنا زيد بعبيد في محاولة مكشوفة للهروب إلى الأمام لكي لا يواجه الحقيقة، وبالتالي رمي علته على الآخرين. نذكِّرُ نصر الله بأن العرب يجاهدون مشكورين لحل مشكلة لبنان من التفاقم والتفجر وليس لحل مشاكلهم. حتى أنه بقوله هذا، وكأنه يرفض بطريقة غير مباشرة مساعدتهم لشقيقهم الصغير. لأنهم حسب مفهومه، إما أن يأخذوا بنظرياته المنقلبة التعجيزية، وإلا فهم منحازون. لماذا؟ لأنهم لا يفهمون بحل هذه الأمور بين الأكثرية والأقلية التي يعقدها الجهبذ نصر الله وأقليته البلطجية.
وثالثا قبل أن ينتقد نصر الله المسؤولين العرب ويعيب عليهم قلة معرفتهم بالديمقراطية وممارستها، عليه أن يعرف أنه هو وأمثاله من رجال الدين المتطرفين المتزمتين المتخلفين الأصوليين الماضويين والإرهابيين الخالطين السياسة بالدين والرافضين لإرادة الشعوب، السبب الحقيقي لمأساة الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي.
رجال الدين المنغلقين هؤلاء هم السبب الأول لمأساة الحداثة والانفتاح والحرية والتقدم الحضاري الصحيح من موريتانيا الى العراق ومن الصومال الى لبنان.
هذا ومنذ مطلع القرن الماضي عندما بدأت النهضة العربية تتجلى ديمقراطيا في مصر وسوريا والعراق ولبنان بعد انتهاء الاستعمار التركي والغربي لبلادنا، وبدأ مفكرو العرب العقلانيين التنظير كاللبناني فرح أنطون عن العلمانية والديمقراطية والتعددية والحداثة والتقدم والتحضر، كانت مشايخ التخلف كاللبناني رشيد رضا لهم بالمرصاد. وهكذا تم خنق كل حركة تحرر عربية حضارية ديمقراطية حقيقية.
هنا يتحمل الإخوان المسلمين في مصر والحركة الوهابية في السعودية وانتشار أفكارهم المتطرفة في العالم العربي الوزر الأكبر بإجهاض النهضة العربية وانبعاث هذه الأنظمة الحالية التي يتهمها نصر الله بعدم معرفتها بالديمقراطية.
مثلا بعد هزيمة حزيران 1967 ركع الشيخ المصري الشعراوي شاكرا الله على حلولها، وقام بتوزيع الحلوى احتفاء بسقوط القدس في أيدي الصهاينة، باعتبار ذلك دليلاً على انهزام المشروع القومي النهضوي لينهض بدلا عنه المشروع الإلهي السوري الإيراني في لبنان بقيادة حسن نصر الله وكما نرى ذلك اليوم.
فنصر الله اليوم هو مأساة لبنان الحضاري الديمقراطي التعددي المميز! هو يريد أن يسيطر عليه بالكامل أو يحوله إلى دويلات طائفية مذهبية حاقدة دموية متناحرة عرقية متخلفة فاشلة ذليلة تتخطى حدوده ممتدةً من المحيط إلى الخليج لتنهض على أنقاضها الإمبراطورية الفارسية الصفوية البتول.
إن مأساة الدول العربية الحالية مع الديمقراطية يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى الحركات السنية الشيعية الدموية الانتحارية الشمولية المتطرفة وهذا ما أدي إلى مآس رهيبة في السودان المعرض للانقسام حاليا بين جنوب وشمال، وفي لبنان المعرض للانقسام بين جنوب وشرق وغرب وشمال، وفي العراق المعرض للتشرذم أو حتى التلاشي، وفي اليمن الذي لا تنتهي فيه مشاكل الحركات المتطرفة، إلى الجزائر وما ارتكبته الحركات الأصولية من مآس تقشعر لها الأبدان بتكفيرهم للمجتمع ذهب ضحية جنونهم 150 ألف جزائري، إلى فلسطين وهنا الطامة الكبرى، حيث أوصلت حماس بسياستها الانتحارية المشروع الوطني الفلسطيني الديمقراطي ومعه الشعب الفلسطيني إلى حال تدعو إلى البكاء على ما يحل بأهل غزة اليوم. إسرائيل دولة عدوة دموية ومعتدية ومحتلة ولكن الأضرب من ذلك أن حماس بكل ما قامت به قدمت المبررات لهذه الدولة على الاعتداء أكثر وبشراسة أكبر!
مشعل على "الجزيرة" يناشد مصر والسعودية والعرب التدخل. بدل أن يطلب ذلك من إيران وسورية وهما من شجعتاه بالأموال والأقوال على انقلابه الدموي على الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية.
حركات التطرف السنية والشيعية من لبنان وجر، ومن نصر الله إلى فتحي يكن، ومن الغنوشي إلى أسامة حامل الكلاشن، هي حركات تقتل الديمقراطية والنور، ولهذا لا بد وأن يحل عليهم الظلام. وللأسف على المجتمعات العربية المظلومة بأشكالهم أيضا.
حسب مفهوم نصر الله فإن التعاون والتكامل والتكاتف لا يتم إلا بهيمنة الحزب اللاهي الشمولي الإيراني على القرار اللبناني، وقمع إرادة الشعب اللبناني لمصلحة النظام البشاري بالقوة الغاشمة والتهديد، كما يحصل الآن بمعاونة الإستيز بري والريس عون.
نقول لنصر الله هنا "التعاون والتكامل والتكاتف" لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الدولة اللبنانية الواحدة السيدة الديمقراطية المستقلة، ومؤسساتها الدستورية الفاعلة، والضامنة لحقوق مواطنيها ومقيميها، والتي تتعامل بالتساوي مع جميع مناطقها وأبنائها، وليس بالانقلاب عليها كما تفعل الأقلية المتمردة.
ولأنه ما دام نصر الله وأقليته يبنون دولة خاصة بهم، ولمشاريعهم الإقليمية، ولطموحاتهم المذهبية الواضحة، فإن التركيبة اللبنانية التي يتحدث عنها نصر الله ستتفجر حتما في وجهه. وسيكون هو وحزبه الخاسر الأكبر! أما لبنان الديمقراطي فسيخرج منتصرا رغم الآلام، ورغم كل ما يرسم له من مؤامرات ويرتكب بحقه من إجرام.
والسبب أن نصر الله وأقليته العارية من الوطنية والمصداقية والأخلاق، هم الليل المظلم الحالك السواد ولبنان الديمقراطي هو الصباح والأمل المشرق.
ومهما طال الليل وأظلم، فلا بد لجيشه أن يتقهقر أمام نور الشمس ويستسلم!
لا أبدية في الديمقراطية!
فنظرية الديمقراطية بشكل عام هي نظرية حكم مؤقت بفترة زمنية محددة، ديناميكية سلمية طيعة تتآلف مع طبيعة مجتمعها، أيا كان هذا المجتمع من كندا إلى اليابان ومن ألمانيا إلى لبنان.
نعم ولكل ديمقراطية خصوصيتها. ولكن الأهم أن كل هذه الديمقراطيات ومنها اللبنانية لها قواسم مشتركة مبنية على فلسفة الحرية، والأخذ والعطاء ضمن القوانين المرعية الإجراء لا الفرض والإكراه كما يفعل الساسة الدهماء، وعلى مبادئ التنظير الحر، والمقارعة الفكرية بسلاح الكلمة، وعدم الاستبداد في الرأي، واحترام إرادة الشعب المانح الأكثرية أكثريتها لكي تحكم البلد، حيث تقارعها المعارضة بالحجة والمنطق في البرلمان، لا أن تضع العراقيل والحواجز في وجهها كما تفعل الأقلية، لكي لا تستطيع أن تمارس الحكم. في هذه الحالة تتحول الأقلية إلى أقلية متمردة على شرعية النظام الديمقراطي ولعبته السياسية وتريد الفوضى وإنشاء نظام آخر.
ومن هنا فرفض نصر الله "أي تنظير حول ديموقراطية لبنان" هو كلام لا يستقيم دستوريا، وليس من أدبيات الديمقراطية وأخلاقياتها، استبدادي، ومرفوض جملة وتفصيلا.
هذا وقد انتقد نصر الله العرب، مستغرباً "كيف يتحدث المسؤولون العرب عن الأكثرية والأقلية الشعبية والديموقراطية في لبنان"، واعتبر ان "هنا الأكثرية والأقلية الشعبية واضحة، وأنظمتهم (العرب) لا تعرف لا الأكثرية ولا الأقلية ولا الديموقراطية".
أولا، يعبر نصر الله هنا عن فكره الاستبدادي من خلال منعه أو استغرابه أن يتحدث العرب عن الأكثرية والأقلية وبلدانهم لا تعرفها.
ثانيا، ما علاقة الأنظمة العربية ومشاكل أقلياتها وأكثرياتها بالنظام اللبناني وصيغته الديمقراطية ومشاكله المفتعلة؟ فنصر الله يخلط هنا زيد بعبيد في محاولة مكشوفة للهروب إلى الأمام لكي لا يواجه الحقيقة، وبالتالي رمي علته على الآخرين. نذكِّرُ نصر الله بأن العرب يجاهدون مشكورين لحل مشكلة لبنان من التفاقم والتفجر وليس لحل مشاكلهم. حتى أنه بقوله هذا، وكأنه يرفض بطريقة غير مباشرة مساعدتهم لشقيقهم الصغير. لأنهم حسب مفهومه، إما أن يأخذوا بنظرياته المنقلبة التعجيزية، وإلا فهم منحازون. لماذا؟ لأنهم لا يفهمون بحل هذه الأمور بين الأكثرية والأقلية التي يعقدها الجهبذ نصر الله وأقليته البلطجية.
وثالثا قبل أن ينتقد نصر الله المسؤولين العرب ويعيب عليهم قلة معرفتهم بالديمقراطية وممارستها، عليه أن يعرف أنه هو وأمثاله من رجال الدين المتطرفين المتزمتين المتخلفين الأصوليين الماضويين والإرهابيين الخالطين السياسة بالدين والرافضين لإرادة الشعوب، السبب الحقيقي لمأساة الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي.
رجال الدين المنغلقين هؤلاء هم السبب الأول لمأساة الحداثة والانفتاح والحرية والتقدم الحضاري الصحيح من موريتانيا الى العراق ومن الصومال الى لبنان.
هذا ومنذ مطلع القرن الماضي عندما بدأت النهضة العربية تتجلى ديمقراطيا في مصر وسوريا والعراق ولبنان بعد انتهاء الاستعمار التركي والغربي لبلادنا، وبدأ مفكرو العرب العقلانيين التنظير كاللبناني فرح أنطون عن العلمانية والديمقراطية والتعددية والحداثة والتقدم والتحضر، كانت مشايخ التخلف كاللبناني رشيد رضا لهم بالمرصاد. وهكذا تم خنق كل حركة تحرر عربية حضارية ديمقراطية حقيقية.
هنا يتحمل الإخوان المسلمين في مصر والحركة الوهابية في السعودية وانتشار أفكارهم المتطرفة في العالم العربي الوزر الأكبر بإجهاض النهضة العربية وانبعاث هذه الأنظمة الحالية التي يتهمها نصر الله بعدم معرفتها بالديمقراطية.
مثلا بعد هزيمة حزيران 1967 ركع الشيخ المصري الشعراوي شاكرا الله على حلولها، وقام بتوزيع الحلوى احتفاء بسقوط القدس في أيدي الصهاينة، باعتبار ذلك دليلاً على انهزام المشروع القومي النهضوي لينهض بدلا عنه المشروع الإلهي السوري الإيراني في لبنان بقيادة حسن نصر الله وكما نرى ذلك اليوم.
فنصر الله اليوم هو مأساة لبنان الحضاري الديمقراطي التعددي المميز! هو يريد أن يسيطر عليه بالكامل أو يحوله إلى دويلات طائفية مذهبية حاقدة دموية متناحرة عرقية متخلفة فاشلة ذليلة تتخطى حدوده ممتدةً من المحيط إلى الخليج لتنهض على أنقاضها الإمبراطورية الفارسية الصفوية البتول.
إن مأساة الدول العربية الحالية مع الديمقراطية يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى الحركات السنية الشيعية الدموية الانتحارية الشمولية المتطرفة وهذا ما أدي إلى مآس رهيبة في السودان المعرض للانقسام حاليا بين جنوب وشمال، وفي لبنان المعرض للانقسام بين جنوب وشرق وغرب وشمال، وفي العراق المعرض للتشرذم أو حتى التلاشي، وفي اليمن الذي لا تنتهي فيه مشاكل الحركات المتطرفة، إلى الجزائر وما ارتكبته الحركات الأصولية من مآس تقشعر لها الأبدان بتكفيرهم للمجتمع ذهب ضحية جنونهم 150 ألف جزائري، إلى فلسطين وهنا الطامة الكبرى، حيث أوصلت حماس بسياستها الانتحارية المشروع الوطني الفلسطيني الديمقراطي ومعه الشعب الفلسطيني إلى حال تدعو إلى البكاء على ما يحل بأهل غزة اليوم. إسرائيل دولة عدوة دموية ومعتدية ومحتلة ولكن الأضرب من ذلك أن حماس بكل ما قامت به قدمت المبررات لهذه الدولة على الاعتداء أكثر وبشراسة أكبر!
مشعل على "الجزيرة" يناشد مصر والسعودية والعرب التدخل. بدل أن يطلب ذلك من إيران وسورية وهما من شجعتاه بالأموال والأقوال على انقلابه الدموي على الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية.
حركات التطرف السنية والشيعية من لبنان وجر، ومن نصر الله إلى فتحي يكن، ومن الغنوشي إلى أسامة حامل الكلاشن، هي حركات تقتل الديمقراطية والنور، ولهذا لا بد وأن يحل عليهم الظلام. وللأسف على المجتمعات العربية المظلومة بأشكالهم أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق