سعيد علم الدين
وماذا عندما يسيطر الغباءُ على الزعماء؟
يؤدي ببساطة إلى انتحار الذكاء.
فالطامةُ الصَّماء هنا أن الزعيم الغبي، ولأنه غبي يعتقد أن أكثرية الشعب مثله أغبياء، ويستطيع أن يقودها إلى خراب بيوتها وحتفها بدهاء.
وإذا سيطر هذا الزعيم الغبي "الله يستر"! سيعَقِّدُ المشاكل، بدل حلها، بالصِّدامات، ويرتكب الحماقات، ويجلب بالتالي لشعبه الكوارثَ والويلات، والحروب والبلاء!
مشكلته الكبرى هنا شبيه بالمدمن على الشراب أو المخدرات الذي لا يرى، أو لا يريد أن يرى حقيقة إدمانه، ويعتقد بصحة عقله واتزانه، ويرفض بالتالي بشدةٍ أي علاج ويعتبره نوع من الإدانة، أو حتى التعدي على كرامته الرفيعة والإهانة، إلى أن يقع الفأس بالرأس، وعندها مصيره حاوية القمامة.
الشعوب أذكى بكثير من الزعماء الأغبياء ولن ترحم ساحة الحساب من يخون الوطن والأمانة!
وكما أن المدمن لا يرى إدمانه، أيضا فالسياسي الغبي لا يرى غبائه! وسيعتقد دون شك بأنه شمشون الجبار، وداهية الدواهي الهدار، والقادر القدير على إخراج الزير من البير!
ولهذا فبالنسبة لقيامة لبنان الجديد لا يمكن للسياسي الغبي أن يكون "أم الصبي" وسيدق رأسه بصخر الحقيقة كالتيس الشقي، ولن يرعوي، ولو أدى ذلك إلى موت الجنين. ولكن لن يموت الجنين اللبناني وهو برعاية حميمة جدا من أمه العربية، وسهر متواصل على خلاصه وخروجه بسلام من الأسرة الدولية.
فما يقوم به بعض الساسة الأغبياء في هذا المخاض الخطير الشاق المضرج بالدماء والاغتيالات والشهداء، هو منع الجنين من الخروج من رحم انتفاضة الاستقلال التي بدأت في الرابع عشر من آذار: حيا سليما، متعافياً من آلام الماضي البائد، وإرهاب عهد الوصاية الحاقد، سيداً حراً ديمقراطياً عربيا مستقلا. وذلك لكي يبقى كما يريد الزعيم الغبي وتاجر القضايا الأفاك ورقة مساومة صفراء بيد هذا المستغل أو ذاك .
ومن هنا فالذكاءُ في الرابيةِ شنقَ حالَهُ، وسأقدم لكم الدليل على ما أقول والبرهان الساطع بعد قليل!
كيف لا والغباءُ بقضهِ وقضيضهِ كالكابوس الخانق حطَّ عليه رِحالَهُ. فمات الذكاءُ واويلتاه! حانقاً تاركاً رسالةً وداعيةً لشعبِ لبنان الذكي، يشرح فيها خيبته الكبرى مع هذا المهرج الشقي، التي أدت إلى انتحاره، ويؤكدُ فيها:
- عقم إصلاحه، لأنه غبي. وهل يستوي الأذكياء مع الأغبياء؟ خاصة وأن الأذكياء هم أصحاب الهمم العالية والقرارات الحكيمة، بناةُ المدائن وصناعُ الحضارات، والأغبياء هم الوضيعون مرتكبو الأعمال الدنيئة والذميمة، عتاةُ الأرضِ وتيوس الكون.
- وعدم قدرته على إعادته إلى جادة الصواب، لأنه أناني! لا يفكرُ إلا بنفسه حتى ولو أوصل البلد إلى الفوضى والخراب وسقى شعبه من جديد كأس المنون.
وإلا لما انقلب على الصيغة اللبنانية الفريدة المميزة والانتخابات الشرعية النزيهة، باعتراف المراقبين الدوليين وهو المستفيدُ الأول منها! وجاء في وسائل الإعلام: شنّ رئيس "تكتل التدمير والأتراح" ميشال عون الصياح هجوماً على الأكثرية، لافتاً إلى أنهم "لا يأخذون بعين الاعتبار التي جعلت منهم أكثرية مسروقة. "
عجباً ومتى حصلت هذه السرقة؟ ولو كان هذا صحيحا لما نجح النائب عيتاني عن تيار المستقبل في بيروت بامتياز فاق منافسه من الأقلية بأكثر من 20 ألف صوت! السارق الأكبر هو من قنص بمساعدة المخابرات السورية والقوى الفارسية الالهية بخسة وضيعة مقعد الوزير الشهيد بيار الجميل وبشكلٍ فضحه أمام الرأي العام، حيث تحول على ضوء نتيجة انتخابات المتن من تسونامي 70% إلى موجه يائسة وبالكاد وصلت على آخر نفس إلى الشاطئ ب 400 صوت فقط لا غير.
وإلا لما انقلب هذا الغبي على البرلمان والنظام الديمقراطي، وأدار ظهرهُ بلا حسٍ ومشاعرٍ وشعور للوطنِ المكبلِ المغدور، وللقيم والأخلاق والأعراف والتقاليد والدستور، وتحول إلى سلةِ تعطيلٍ وباش كاتب ومأمور، في خدمة أنظمة الإرهاب والفساد والقهر والشرور، وعلى حساب من؟ على حساب شعب لبنان المقهور.
حتى أن الهوية اللبنانية انزوت مخجولةً من نفسِها على العار الذي لحقَ بها من جراء فضائح هذا الثرثار. فحبُّ الذاتِ عند عون الختيار، في بلد المئة وخمسين ألف شهيد، وبسببِ حروبه العنقودية بالذات، فاق التصورات إلى حدِّ أنه أصبح فضيحةً عالمية ستلتصقُ بهذا الجَدِّ المحتَدِّ المعتد بنفسه إلى اللحد.
فهو الذي أهان الهويةَ وسَفَّهَها وهجرَ أهلها وأرهق شعبها وذلَّها: بتصريحاته وتصرفاته، بحركاته ونزقاته، بحروبه وهروبه، بعنترياته وأخطائه، والآن بأكاذيبه وتلفيقاته حول شهيد الوطن الكبير ورافع بنيانه الحضاري الجديد من ركام عون وأمثاله الرئيس رفيق الحريري. وما زال عون كمرضِ السلِّ مقيماً في صدر الهوية اللبنانية!
الأنانيةُ تجلَّت بكاملِ عنفوانها ومَجدِها. كيف لا، وعشقُ الكرسي عند عون صار كعشق عنترة العبسي الأسطوري وهو يخوض الملاحمَ كرمى لعيني عبلةَ بشكلٍ بطولي.
البغاءُ السياسيُّ طُليَ في لبنان باللون البرتقالي. فهنيئاً للتكتل العوني تكتل "التنكيل بالهوية والنظام الديمقراطي"!
وكرسي الرئاسةِ بسبب تهديدات الضواحي وهرطقات البراري وتجليات الدواهي وغباوات الروابي فارغٌ يشكي أحوالَهُ.
ولبنانُ الرسالةِ والعيش المشترك والديمقراطية أه يا نَيالَهُ ، منذ عودة عون إلى البلد مع عيالِهِ ، وتفاهم شركة نصر الله السماوية اللامحدودة سوريا وإيرانيا مع شركة عون الأرضية المحدوده لبنانيا على زوالِهِ !
فالكذبُ غدا ملح الرجال يا خال. ومن أفواه أكثر من فاجرٍ وشيخٍ معممٍ وخيَّال. يقرضون الموالح في أقبية أولاد الحلال. الخبث ترادف مع الأقوال. والغدر في الأفعال صار تاريخهم الحافل بألف كتابٍ ومقال، وسيُكتبُ في الكتب ويدرس ويغنى ويقال، ويردد لمئات السنوات في فلكلور لبنان العتابا والميجنا والموال.
البذاءةُ في حديثهم حدث ولا حرج. الشتيمةُ ويا للأسف صارت مع التهمة الملفقةِ عنوانا لهؤلاء الهمج. الصدق ولى من نفوسِهم وخرج. المنطق انزوى تحت الدرج. مواد الدستور صارت هرطقات للهرج والمرج. البرلمان بهمة نبيه بري تحت أقدام بشار كرج، والنظام الديمقراطي من تدخلات ملالي إيران أصابه بهمة نصر الله العرج. النفاق على الاستقامة ابتهج. الأخلاق حط في الخُرْج. وشعب لبنان بسبب فجار 8 آذار وأغبيائهم الصغار، لن يعرف الفَرَج.
سأحاول أن أكون منصفا ولا أريد في هذه المقالة الانتقاص من عبقرية قائد الجيش السابق العماد ميشال عون.
فهو ليس ساذجا إلى هذا الحد، كما نعته البعض، وإلا لما وصل إلى قيادة الجيش وأشعل الحروب العنقودية.
وهو ليس تافها، وإلا لما وجد زوجة محترمةً ترضى به عريسا وتجلب له أصهرة كجبران باسيل على شاكلة الثرثار ناصر قنديل.
وهو ليس سخيفا، كما يردد، وإلا لما استطاع حتى اليوم الحفاظ على تكتله دون أن ينسحب منه أحد.
وهو ليس معتوها، وإلا لما فكر بأن يكون بطريرك السياسة المارونية الأوحد وكل الزعماء الموارنة الآخرين مطارنة.
وهو ليس عبيطا، وإلا لما استطاع حتى اليوم أن يقنع العونيين بصوابية استعباطه.
إلا أنه غبي! وهذه أركز عليها. وتائهٌ مفقوع لا يعرف الكوع من البوع. وكما وعدتكم في بداية المقال سأقدم لكم الدليل القاطع والبرهان الساطع. وذلك من خلال خلطه بغباء منقطع النظير بين الاتجاه المعاكس وعكس السير. وكيف سيسير أمور المجتمع والناس ويفهم خطوط السياسة الدولية والإقليمية والوطنية بامتياز من لا يستطيع التمييز بين اتجاه السير وعكس السير ويختلط عليه الأمر.
رداً على سؤال عن ان البطريرك صفير وصفه بأنه يمشي عكس السير، قال عون: "منذ أن كنت شابا وأنا عكس السير ولكن ليس عكس القانون. مثلا أنا اذهب صيفا الى المطعم في الجبل يوم الإثنين، بينما أقصد البحر في عطلة الأسبوع، أي عكس الناس، ودائما تكون طريقي سهلة لأنني أمشي عكس البقية, فهي الطريق الأصح أي أن لا يمشي الإنسان في الصف في الحياة السياسية".
هذا الكلام مضبطة لغباء عون. ويؤكد أنه لا يفهم ما الفرق بين الاتجاه المعاكس وعكس السير. الفرق كبيرٌ جدا جدا بينهما، لأن الاتجاه المعاكس لا يسبب الحوادث بينما عكس السير هو أكبر مسبب للحوادث القاتلة على شوارع العالم. سأوضح ما أقصد: فأنت مثلا عندما تنطلق بسيارتك على الطريق السريع من بيروت إلى طرابلس، فصاحب الاتجاه المعاكس هو من ينطلق بسيارته على الخط الموازي الآخر أي من طرابلس إلى بيروت. وهذا شيء طبيعي وفي كل شوارع العالم السريعة أي الأوتوسترادات!
أما عكس السير فهو شيء غير طبيعي. وهو التالي: أنت متوجها من بيروت إلى طرابلس وفجأة يظهر بوجهك على نفس الخط من ينطلق خطأً باتجاه بيروت وهنا يحدث الصدام المروع.
عون يقول بأنه يذهب إلى الجبل بينما الناس تذهب إلى البحر. هذا يعني أن لكلٍ اتجاهه دون تصادم بين الاتجاهين. وهو يعترف بذلك بقوله "ودائما تكون طريقي سهلة" هذا يعني أنه غبي ولم يفهم أن عكس السير يؤدي حتما إلى التصادم، وليس إلى أن تكون الطريق سهلة.
هذا الكلام من دلالاته وكأنه يقول مغرورا لمن انتخبه بانه يسير عكس مشيئتهم التي أوصلوه من خلالها إلى مجلس النواب.
ومن هنا هو يعادي اليوم أكثرية الذين انتخبوه على أساس المبادئ التي كان ينادي بها في خطابه السياسي وانقلب عليها بغباء قصير النظر، لا يرى فيه إلا الكرسي وعلى حساب شهداء وأحرار الوطن.
ولا عجب أن يخرج كل صباح بكذبة جديدة وفكرة فريدة وهكذا اعتبر أنّ "تعطيل المبادرة العربية أتى من الفريق الآخر".
في الوقت الذي يقلب هو المبادرة العربية رأسا على عقب. فالمبادرة بندها الأول ينص على انتخاب فوري للعماد سليمان وعون يدعو الى بدعة جديدة وهي انتخاب رئيس من الشعب ويربطها بالمثالثة أي بيع النظام الديمقراطي وإرادة الشعب بالمزاد على "الشيلة".
يؤدي ببساطة إلى انتحار الذكاء.
فالطامةُ الصَّماء هنا أن الزعيم الغبي، ولأنه غبي يعتقد أن أكثرية الشعب مثله أغبياء، ويستطيع أن يقودها إلى خراب بيوتها وحتفها بدهاء.
وإذا سيطر هذا الزعيم الغبي "الله يستر"! سيعَقِّدُ المشاكل، بدل حلها، بالصِّدامات، ويرتكب الحماقات، ويجلب بالتالي لشعبه الكوارثَ والويلات، والحروب والبلاء!
مشكلته الكبرى هنا شبيه بالمدمن على الشراب أو المخدرات الذي لا يرى، أو لا يريد أن يرى حقيقة إدمانه، ويعتقد بصحة عقله واتزانه، ويرفض بالتالي بشدةٍ أي علاج ويعتبره نوع من الإدانة، أو حتى التعدي على كرامته الرفيعة والإهانة، إلى أن يقع الفأس بالرأس، وعندها مصيره حاوية القمامة.
الشعوب أذكى بكثير من الزعماء الأغبياء ولن ترحم ساحة الحساب من يخون الوطن والأمانة!
وكما أن المدمن لا يرى إدمانه، أيضا فالسياسي الغبي لا يرى غبائه! وسيعتقد دون شك بأنه شمشون الجبار، وداهية الدواهي الهدار، والقادر القدير على إخراج الزير من البير!
ولهذا فبالنسبة لقيامة لبنان الجديد لا يمكن للسياسي الغبي أن يكون "أم الصبي" وسيدق رأسه بصخر الحقيقة كالتيس الشقي، ولن يرعوي، ولو أدى ذلك إلى موت الجنين. ولكن لن يموت الجنين اللبناني وهو برعاية حميمة جدا من أمه العربية، وسهر متواصل على خلاصه وخروجه بسلام من الأسرة الدولية.
فما يقوم به بعض الساسة الأغبياء في هذا المخاض الخطير الشاق المضرج بالدماء والاغتيالات والشهداء، هو منع الجنين من الخروج من رحم انتفاضة الاستقلال التي بدأت في الرابع عشر من آذار: حيا سليما، متعافياً من آلام الماضي البائد، وإرهاب عهد الوصاية الحاقد، سيداً حراً ديمقراطياً عربيا مستقلا. وذلك لكي يبقى كما يريد الزعيم الغبي وتاجر القضايا الأفاك ورقة مساومة صفراء بيد هذا المستغل أو ذاك .
ومن هنا فالذكاءُ في الرابيةِ شنقَ حالَهُ، وسأقدم لكم الدليل على ما أقول والبرهان الساطع بعد قليل!
كيف لا والغباءُ بقضهِ وقضيضهِ كالكابوس الخانق حطَّ عليه رِحالَهُ. فمات الذكاءُ واويلتاه! حانقاً تاركاً رسالةً وداعيةً لشعبِ لبنان الذكي، يشرح فيها خيبته الكبرى مع هذا المهرج الشقي، التي أدت إلى انتحاره، ويؤكدُ فيها:
- عقم إصلاحه، لأنه غبي. وهل يستوي الأذكياء مع الأغبياء؟ خاصة وأن الأذكياء هم أصحاب الهمم العالية والقرارات الحكيمة، بناةُ المدائن وصناعُ الحضارات، والأغبياء هم الوضيعون مرتكبو الأعمال الدنيئة والذميمة، عتاةُ الأرضِ وتيوس الكون.
- وعدم قدرته على إعادته إلى جادة الصواب، لأنه أناني! لا يفكرُ إلا بنفسه حتى ولو أوصل البلد إلى الفوضى والخراب وسقى شعبه من جديد كأس المنون.
وإلا لما انقلب على الصيغة اللبنانية الفريدة المميزة والانتخابات الشرعية النزيهة، باعتراف المراقبين الدوليين وهو المستفيدُ الأول منها! وجاء في وسائل الإعلام: شنّ رئيس "تكتل التدمير والأتراح" ميشال عون الصياح هجوماً على الأكثرية، لافتاً إلى أنهم "لا يأخذون بعين الاعتبار التي جعلت منهم أكثرية مسروقة. "
عجباً ومتى حصلت هذه السرقة؟ ولو كان هذا صحيحا لما نجح النائب عيتاني عن تيار المستقبل في بيروت بامتياز فاق منافسه من الأقلية بأكثر من 20 ألف صوت! السارق الأكبر هو من قنص بمساعدة المخابرات السورية والقوى الفارسية الالهية بخسة وضيعة مقعد الوزير الشهيد بيار الجميل وبشكلٍ فضحه أمام الرأي العام، حيث تحول على ضوء نتيجة انتخابات المتن من تسونامي 70% إلى موجه يائسة وبالكاد وصلت على آخر نفس إلى الشاطئ ب 400 صوت فقط لا غير.
وإلا لما انقلب هذا الغبي على البرلمان والنظام الديمقراطي، وأدار ظهرهُ بلا حسٍ ومشاعرٍ وشعور للوطنِ المكبلِ المغدور، وللقيم والأخلاق والأعراف والتقاليد والدستور، وتحول إلى سلةِ تعطيلٍ وباش كاتب ومأمور، في خدمة أنظمة الإرهاب والفساد والقهر والشرور، وعلى حساب من؟ على حساب شعب لبنان المقهور.
حتى أن الهوية اللبنانية انزوت مخجولةً من نفسِها على العار الذي لحقَ بها من جراء فضائح هذا الثرثار. فحبُّ الذاتِ عند عون الختيار، في بلد المئة وخمسين ألف شهيد، وبسببِ حروبه العنقودية بالذات، فاق التصورات إلى حدِّ أنه أصبح فضيحةً عالمية ستلتصقُ بهذا الجَدِّ المحتَدِّ المعتد بنفسه إلى اللحد.
فهو الذي أهان الهويةَ وسَفَّهَها وهجرَ أهلها وأرهق شعبها وذلَّها: بتصريحاته وتصرفاته، بحركاته ونزقاته، بحروبه وهروبه، بعنترياته وأخطائه، والآن بأكاذيبه وتلفيقاته حول شهيد الوطن الكبير ورافع بنيانه الحضاري الجديد من ركام عون وأمثاله الرئيس رفيق الحريري. وما زال عون كمرضِ السلِّ مقيماً في صدر الهوية اللبنانية!
الأنانيةُ تجلَّت بكاملِ عنفوانها ومَجدِها. كيف لا، وعشقُ الكرسي عند عون صار كعشق عنترة العبسي الأسطوري وهو يخوض الملاحمَ كرمى لعيني عبلةَ بشكلٍ بطولي.
البغاءُ السياسيُّ طُليَ في لبنان باللون البرتقالي. فهنيئاً للتكتل العوني تكتل "التنكيل بالهوية والنظام الديمقراطي"!
وكرسي الرئاسةِ بسبب تهديدات الضواحي وهرطقات البراري وتجليات الدواهي وغباوات الروابي فارغٌ يشكي أحوالَهُ.
ولبنانُ الرسالةِ والعيش المشترك والديمقراطية أه يا نَيالَهُ ، منذ عودة عون إلى البلد مع عيالِهِ ، وتفاهم شركة نصر الله السماوية اللامحدودة سوريا وإيرانيا مع شركة عون الأرضية المحدوده لبنانيا على زوالِهِ !
فالكذبُ غدا ملح الرجال يا خال. ومن أفواه أكثر من فاجرٍ وشيخٍ معممٍ وخيَّال. يقرضون الموالح في أقبية أولاد الحلال. الخبث ترادف مع الأقوال. والغدر في الأفعال صار تاريخهم الحافل بألف كتابٍ ومقال، وسيُكتبُ في الكتب ويدرس ويغنى ويقال، ويردد لمئات السنوات في فلكلور لبنان العتابا والميجنا والموال.
البذاءةُ في حديثهم حدث ولا حرج. الشتيمةُ ويا للأسف صارت مع التهمة الملفقةِ عنوانا لهؤلاء الهمج. الصدق ولى من نفوسِهم وخرج. المنطق انزوى تحت الدرج. مواد الدستور صارت هرطقات للهرج والمرج. البرلمان بهمة نبيه بري تحت أقدام بشار كرج، والنظام الديمقراطي من تدخلات ملالي إيران أصابه بهمة نصر الله العرج. النفاق على الاستقامة ابتهج. الأخلاق حط في الخُرْج. وشعب لبنان بسبب فجار 8 آذار وأغبيائهم الصغار، لن يعرف الفَرَج.
سأحاول أن أكون منصفا ولا أريد في هذه المقالة الانتقاص من عبقرية قائد الجيش السابق العماد ميشال عون.
فهو ليس ساذجا إلى هذا الحد، كما نعته البعض، وإلا لما وصل إلى قيادة الجيش وأشعل الحروب العنقودية.
وهو ليس تافها، وإلا لما وجد زوجة محترمةً ترضى به عريسا وتجلب له أصهرة كجبران باسيل على شاكلة الثرثار ناصر قنديل.
وهو ليس سخيفا، كما يردد، وإلا لما استطاع حتى اليوم الحفاظ على تكتله دون أن ينسحب منه أحد.
وهو ليس معتوها، وإلا لما فكر بأن يكون بطريرك السياسة المارونية الأوحد وكل الزعماء الموارنة الآخرين مطارنة.
وهو ليس عبيطا، وإلا لما استطاع حتى اليوم أن يقنع العونيين بصوابية استعباطه.
إلا أنه غبي! وهذه أركز عليها. وتائهٌ مفقوع لا يعرف الكوع من البوع. وكما وعدتكم في بداية المقال سأقدم لكم الدليل القاطع والبرهان الساطع. وذلك من خلال خلطه بغباء منقطع النظير بين الاتجاه المعاكس وعكس السير. وكيف سيسير أمور المجتمع والناس ويفهم خطوط السياسة الدولية والإقليمية والوطنية بامتياز من لا يستطيع التمييز بين اتجاه السير وعكس السير ويختلط عليه الأمر.
رداً على سؤال عن ان البطريرك صفير وصفه بأنه يمشي عكس السير، قال عون: "منذ أن كنت شابا وأنا عكس السير ولكن ليس عكس القانون. مثلا أنا اذهب صيفا الى المطعم في الجبل يوم الإثنين، بينما أقصد البحر في عطلة الأسبوع، أي عكس الناس، ودائما تكون طريقي سهلة لأنني أمشي عكس البقية, فهي الطريق الأصح أي أن لا يمشي الإنسان في الصف في الحياة السياسية".
هذا الكلام مضبطة لغباء عون. ويؤكد أنه لا يفهم ما الفرق بين الاتجاه المعاكس وعكس السير. الفرق كبيرٌ جدا جدا بينهما، لأن الاتجاه المعاكس لا يسبب الحوادث بينما عكس السير هو أكبر مسبب للحوادث القاتلة على شوارع العالم. سأوضح ما أقصد: فأنت مثلا عندما تنطلق بسيارتك على الطريق السريع من بيروت إلى طرابلس، فصاحب الاتجاه المعاكس هو من ينطلق بسيارته على الخط الموازي الآخر أي من طرابلس إلى بيروت. وهذا شيء طبيعي وفي كل شوارع العالم السريعة أي الأوتوسترادات!
أما عكس السير فهو شيء غير طبيعي. وهو التالي: أنت متوجها من بيروت إلى طرابلس وفجأة يظهر بوجهك على نفس الخط من ينطلق خطأً باتجاه بيروت وهنا يحدث الصدام المروع.
عون يقول بأنه يذهب إلى الجبل بينما الناس تذهب إلى البحر. هذا يعني أن لكلٍ اتجاهه دون تصادم بين الاتجاهين. وهو يعترف بذلك بقوله "ودائما تكون طريقي سهلة" هذا يعني أنه غبي ولم يفهم أن عكس السير يؤدي حتما إلى التصادم، وليس إلى أن تكون الطريق سهلة.
هذا الكلام من دلالاته وكأنه يقول مغرورا لمن انتخبه بانه يسير عكس مشيئتهم التي أوصلوه من خلالها إلى مجلس النواب.
ومن هنا هو يعادي اليوم أكثرية الذين انتخبوه على أساس المبادئ التي كان ينادي بها في خطابه السياسي وانقلب عليها بغباء قصير النظر، لا يرى فيه إلا الكرسي وعلى حساب شهداء وأحرار الوطن.
ولا عجب أن يخرج كل صباح بكذبة جديدة وفكرة فريدة وهكذا اعتبر أنّ "تعطيل المبادرة العربية أتى من الفريق الآخر".
في الوقت الذي يقلب هو المبادرة العربية رأسا على عقب. فالمبادرة بندها الأول ينص على انتخاب فوري للعماد سليمان وعون يدعو الى بدعة جديدة وهي انتخاب رئيس من الشعب ويربطها بالمثالثة أي بيع النظام الديمقراطي وإرادة الشعب بالمزاد على "الشيلة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق