نقولا ناصر
سيدخل فجر يوم عيد الأضحى في العاشر من ذو الحجة لسنة 1427 هجرية الموافق للثلاثين من كانون الأول / ديسمبر 2006 ميلادية ، يوم استشهاد الرئيس الشرعي للعراق ، صدام حسين ، باعتباره مفصلا تاريخيا بين مرحلتين وبين خندقين في تاريخ العراق وتاريخ أمته والمنطقة ، مفصلا لا يترك مهربا لأحد من الانحياز إلى منظومة القيم والمنطلقات الفكرية والأهداف الإستراتيجية والتحالفات السياسية لكل من المرحلتين ولا يترك مهربا من الاصطفاف في أحد الخندقين: خندق الاحتلال وخندق المقاومة للاحتلال ، وهو اصطفاف دموي كحد سيف بتار لا يترك أي مساحة للمناورة لا للأفراد ولا للتنظيمات ولا للدول ، وقد فشلت كل جهود المحتل الأميركي حتى الآن في خلق منطقة رمادية بين الخندقين تسمح للانتهازيين أفرادا وتنظيمات باللعب على الحبلين باسم المصالحة الوطنية أو تسمح للدول الإقليمية بأي أرضية مشتركة تجد فيها قواسم مشتركة مع الاحتلال .
وربما يكون مأزق طهران -- التي كانت الوحيدة في العالم كافة بعد واشنطن وتل أبيب في اعتبار إعدام صدام حسين "انتصارا للعراقيين" -- الناجم عن التناقض بين الرطانة المعادية للشيطان الأميركي الأكبر وبين "الحوار" مع هذا الشيطان للاعتراف بإيران شريكا له في الاحتلال ، وبين معارضتها اللفظية لاحتلال العراق واعترافها ودعمها الرسميين لكل ما انبثق عن الاحتلال ، ربما يكون هذا المأزق هو خير مثال على استحالة المناورة بين الاحتلال وبين مقاومته .
في حينه اعتبر الفاتيكان الإعدام فاجعة لأنه قتل للنفس التي حرم الله قتلها ، واستنكرته المنظمات المعنية بحقوق الإنسان لأسباب إنسانية ، واعتبره الإتحاد الأوروبي خطأ فادحا لأسباب سياسية واستنكرت الحكومات العربية والإسلامية تنفيذه فجر عيد الأضحى لأسباب دينية ، غير أن إعدام الرئيس الشهيد ينبغي التعامل معه باعتباره أمرا جللا أكبر من الصراعات بين الأشخاص والأحزاب والطوائف والأنظمة السياسية الإقليمية وأخطر حتى من الحروب فيما بينها لأنه إعدام يستهدفهم ويستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة التي يعيشون فيها جميعا بقدر ما يستهدف نقض كل ما يمثلونه لاستبداله بالوضع الراهن في العراق وفي أكناف العراق .
ويبدو أن الوعي بهذه الحقيقة الأساسية ما يزال مشوشا بالاصطراع على الصغائر وطنيا في العراق وإقليميا في المنطقة كما تدل الصفة الطائفية الغالبة على من توجهوا إلى ضريح صدام حسين لقراءة الفاتحة على روحه في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده ، فأي وعي شامل بما يعنيه استهداف صدام يقتضي أن يعتبره كل من استهدفهم الاحتلال الأميركي شهيدا لهم جميعا .
إن استذكار يوم استشهاد صدام بالتركيز على مناقبه أو مثالبه الشخصية ، أو اختزال هذه المناسبة بالتركيز على منجزات حكمه أو إخفاقاته ، أو اغتنامها لتقويم النظام السياسي الذي كان يقوده بسلبه وإيجابه ، أو لتمجيد أو الطعن في الحزب الذي كان الشهيد رمزا له ، من قبل خصومه أو رفاقه ، إن كل ذلك إنساني ومشروع غير أن توقيته كهدف في حد ذاته دون ربطه بالقضية الوطنية والقومية التي سقط الشهيد من أجلها ودون ربطه بالمقاومة الوطنية والقومية والإنسانية لأعداء هذه القضية سيكون فيه افتئات ظالم على مناقب الرجل ومنجزاته ونظامه وحزبه لأن فيه انتقاص لرسالة الخلاص القومي التي حملوها وما زالوا بغض النظر عن أين أصابوا وأين أخطأوا .
فأعداء هذه الرسالة وتلك القضية ما زالوا يتربصون برفاق صدام وبخصومه على حد سواء وربما يكونوا قد كسبوا معركة أو جولة ضدهما لكنهم بالتأكيد سيكونون الخاسرين في الحرب عليهما لأن الحتمية التاريخية كما تؤكدها تجارب الشعوب الأخرى التي تعرضت للغزو والاحتلال تؤكد بأنهم لن يكونوا أبدا الفائزين في هذه الحرب مهما بدا الوضع الراهن يائسا ، ويكفي المؤمنين بأنفسهم وبشعبهم وبأمتهم وبهذه الحتمية أن يواصلوا رسالة الرجل حتى انتصارها فذلك هو فقط الطريق الوحيد لتكريمه وتخليد ذكراه ، أما خصومه فإن سقوط ذرائع الغزو المعلنة الواحدة تلو الأخرى ينبغي أن تكون حافزا كافيا لهم لكي يتعالوا على مكابرتهم بنفي سقوطهم في حبائل المسوغات التي طرحها الغزاة لاحتلالهم واتخاذهم من هذه المسوغات فرصة سانحة لتسوية صراع مع الرجل عجزوا عن تسويته في حياته لكي يستيقظوا الآن على حقيقة أن حيثيات هذا الصراع تتصاغر أمام الأهداف الحقيقية للغزو الذي يستهدفهم جميعا .
إن استشهاد صدام حسين ينبغي أن يهز الضمائر الوطنية والعربية والإسلامية داخل العراق وفي جواره بخاصة لكي تستيقظ على حقيقة أن إعدامه لم يكن مقصودا لذاته ولم يستهدف الرجل لشخصه وعلى حقيقة أن الغزو لم يستهدف نظامه فحسب بل كان إعداما وغزوا لكل ما كان يطمح صدام حسين إلى تحقيقه لشعبه ولأمته ولاصطناع بديل هو -- كما يثبت الواقع الراهن في مرحلة ما بعد صدام -- نقيض ليس فقط للمستقبل الذي كان يسعى إليه صدام بل ولكل ما هو مضيء في ماضي الأمة الذي كان يستلهمه .
وعلى سبيل المثال فإن "الثارات" التي أعمت بصائر جواره العربي والإسلامي عن أن ترى في الغزو فالاحتلال الأميركي ما هو أكثر وأخطر على سيادتها واستقلالها وثقافتها وهويتها من الإدعاءات باستهداف شخص صدام ونظامه قد بدأت تصحو الآن على الأهداف الحقيقية للغزو والاحتلال وبدأت تدرك أن طهران ودمشق كانتا هما الهدفين اللاحقين لإسقاط بغداد ، وأن استهداف عروبة صدام إنما كان في الواقع يستهدف العروبة على الإطلاق لأن إسقاط القلعة العراقية للعروبة في بغداد كان مقدمة لإسقاط حصونها في عواصم العرب الأخرى التي لم تسقط بعد ، خصوصا المجاورة التي أدركت ذلك ولو متأخرة حاليا فبدأت تتحدث بلغة العروبة بعد أن خانتها اللغة العربية عن التحدث بها تحت ضغوط صراعها الخفي أو المعلن مع الشهيد في حياته ، وأن استهداف الحاضنة القومية العربية للإسلام في العاصمة العراقية إنما كان تمهيدا لاقتحام الحصون غير العربية للإسلام والمسلمين .
إنها تجربة جمال عبد الناصر في مصر تتكرر خلال أقل من نصف قرن من الزمن في العراق فعسى أن يعي العرب والمسلمون المتضررون من التجربتين الدرس التاريخي لكي يتداركوا في تجربة صدام ما فشلوا في تداركه في تجربة عبد الناصر .
أما تاريخ استشهاد صدام بالنسبة للعراقيين فانه تاريخ يفصل بين مرحلة الوجود الوطني العراقي الطامح إلى تحقيق ذاته قوميا وبين مرحلة التشظي الوطني إلى مزق عرقية وطائفية ومذهبية وقبلية وحزبية ، بين مرحلة تصليب الوحدة الوطنية استلهاما لكل ما هو إيجابي في التراث العربي الإسلامي وبين مرحلة تفتيت الهوية العربية الإسلامية كشرط لا غنى عنه لضرب الوحدة الوطنية بين العراقيين وعزلهم عن عمقهم ومحيطهم الجغرافي-السياسي الطبيعي ، بين مرحلة الأمن الوطني والأمان الشخصي واطمئنان الناس على أنفسهم وأموالهم ومعتقداتهم ومعابدهم وبين مرحلة الخوف على أمنهم وحياتهم وأعمالهم والخشية من ممارسة شعائرهم الدينية وعبادة الله الواحد الأحد باللغة التي يريدون وبالوسيلة التي يرى فيها كل منهم طريقا إلى رحمته وغفرانه بعد أن انطلقت شياطين فرق الموت الظلامية تقتل النفس التي حرم الله قتلها على الهوية الدينية والعرقية .
إنه تاريخ يفصل بين عراق كانت فيه المرأة العراقية أما وزوجة وابنة معززة مكرمة لها ما لزوجها وإخوتها من الحقوق السياسية والمدنية وبين عراق باتت فيه المرأة تحرم من ضوء الشمس كما من هذه الحقوق بالقوة القاهرة لمن يتسترون بالدين الحنيف ممن أعادوها إلى الوأد راشدة بعد أن كان الإسلام قد حرم وأدها طفلة وممن خلقوا منها جيشا يزيد تعداده على ثلاثة ملايين أرملة يتعذبن على الحد الفاصل بين العفاف وبين الرذيلة للقيام بأود أطفالهم الذين يتمهم الاحتلال .
وهو تاريخ يفصل بين عراق كان المواطن فيه يعيش في وطن يستطيع التنقل والإقامة في أي بقعة منه ويستطيع أن يتزوج ويصاهر من يريد فيه وبين عراق أصبح فيه الانتقال إلى شماله والإقامة فيه بحاجة إلى "فيزا وكفيل" حيث رفع العلم الوطني محظورا حتى على قطعات عسكرية يقال إنها جزء من "الجيش العراقي الجديد" وأصبح التزاوج بين مذهبين إسلاميين مناسبة نادرة جديرة بتغطية إعلامية خاصة .
إنه تاريخ فاصل بين مرحلة الحدود الوطنية المنيعة التي يحميها رجال العراق وبين مرحلة الحدود الوطنية التي انهارت حصونها وباتت معبرا سهلا للجيوش والمليشيات الأجنبية الطامعة وعصابات المهربين والإرهابيين والهاربين من العدالة في بلدانهم ، بين مرحلة البناء والتعمير ونقل العراق بقفزات نوعية إلى العصر الحديث وبين مرحلة الهدم والتخريب وإعادة العراق إلى عصر ما قبل الصناعة ، بين مرحلة التعليم والعلاج المجانيين والأمان الوظيفي وحماية الدولة لأمن المواطن الاقتصادي ولو بالحد الأدنى حتى في زمن الحرب وبين مرحلة بات العراقي لا يجد فيها قوت يومه ويخشى على حرائره أن تضعف أمومتهن أمام أفواه الأطفال المفتوحة بانتظار ما يقيم الأود ولا يأمن فيها على إرسال أطفاله إلى المدارس التي باتت الطرق المؤدية إليها طرقا للموت وباتت قاعاتها مرتعا لكل المزورين للتاريخ الوطني والمشعوذين الذين قاموا بغزوها بعد أن هجرها أهل العلم والتربية هربا من الموت الذي يدق أبوابها وأبوابهم ومن الجهل الذي يطبق على مناهجها ويريد التحكم في عقولهم وألسنتهم ، بين مرحلة جاذبة للعلماء والخبراء في كل شؤون النهضة وبين مرحلة طاردة للخبرات والمهارات الوطنية قبل الأجنبية ، بين مرحلة كان العراق فيها قبلة للعرب والمسلمين وبين مرحلة أصبح فيها محجة للشعوبيين محظورة على كل ما هو عربي .
وهو تاريخ فاصل بين مرحلة كان العراق فيها سيد موارده الطبيعية وثروته النفطية وبين مرحلة تتكالب فيها على هذه الثروات ذئاب العولمة والخصخصة والخارجون على الصف الوطني من لصوص الفرص السانحة ، بين مرحلة السيادة الوطنية المهيبة والمهابة وبين مرحلة انهيار الدولة الوطنية والجيش الوطني ومحاولة استبدالهما بدولة وجيش يحملان اسميهما يصنعهما الغازي المحتل لتأمين نظام حكم يضمن له أهداف غزوه واحتلاله إلى أمد غير منظور ، بين مرحلة كان الوطن فيها يضرب جذوره عميقة في إرثه الحضاري والإنساني وفي تراث أمته الروحي والتاريخي بينما يتطلع واثقا متفائلا إلى المستقبل للانفتاح على الحضارات والثقافات والتواصل معها ومع منجزاتها وبين مرحلة أصبح الوطن العراقي فيها رهينة الانغلاق الفكري والثقافي والسياسي في منغلق لا ينفتح إلا على الشعوبيين ولصوص المتاحف الوطنية وجواسيس الدول المعادية ومرتزقة "الشركات الأمنية" وصيادي الإثراء السريع وسراق الشعوب من دهاقنة الشركات متعددة الجنسيات العابرة للقارات الذين لا وطن ولا دين ولا أخلاق ولا مبادئ لهم ممن لا يعبدون سوى إله الربح .
إنه تاريخ فاصل بين عراق يعدم جواسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي ويرسل قواته الوطنية لخوض كل حروبها العدوانية على الأمة بالرغم من عدم وجود حدود مشتركة له معها ، عراق كان دائما عماد الجبهة العربية الشرقية معها وكانت هذه الدولة دائما ولهذا السبب تعتبره العدو الإستراتيجي لها ، عراق كان دائما العمق الإستراتيجي لدول المواجهة العربية في المشرق ، وبين عراق يستدعي الحليف الإستراتيجي الأهم لهذه الدولة ليبني له دولة عراقية تتصاغر إلى القبول بما تقبل به الدويلات العربية الصغيرة التي تستظل بالحماية الأميركية والقبول بما تقبل به القيادة الفلسطينية المحاصرة تحت الاحتلال في المواجهة معها ، عراق يفتح أبوابه للتغلغل الإسرائيلي عبر بوابة المحتل الأميركي بمجنديه ذوي الجنسية الأميركية – الإسرائيلية المزدوجة ليحتفلوا بأعيادهم اليهودية في قصور الرئاسة العراقية ، رمز السيادة الوطنية بغض النظر عن حب أو كره الشهيد الذي بناها ، كما عبر منافذ كردية وتركية وأخرى عربية تتسلل منها الشركات والسلع وأجهزة المخابرات الإسرائيلية ومرتزقة "الشركات الأمنية" الإسرائيليون .
ويوم استشهاد صدام هو تاريخ يفصل بين عراق كان يضع القضية الفلسطينية في صلب عقيدته الحزبية وفي مركز إستراتيجيته كدولة ويقيم علاقاته الدولية على أساس الموقف منها سلبا أو إيجابا ، عراق منفتح الأرض والعقل والقلب لكل عرب فلسطين ، وبين عراق لم تعد فيه قضية فلسطين سوى عبئا لا ضرورة له ولم يعد يتسع حتى لحي في العاصمة يأمن فيه اللاجئون من فلسطين على حياتهم بينما تنفتح الأرض العراقية أمام شتات هجين يجتاحها من الجهات الأربع تستضيفه ثقافة شعوبية تتسامح مع اعتماد الفارسية شبه لغة رسمية بينما اللهجة العربية الفلسطينية تحولت إلى رطانة إن سمعت قد تودي بصاحبها إلى التهلكة .
إن عظم المصيبة التي حلت بالعراق بعد صدام حسين تجعل أي حديث عن حب الرجل أو كرهه أو عن مناقبه ومنجزاته أو عن نظامه وحزبه ملهاة عبثية لا هدف لها سوى صرف الأنظار بعيدا عن مقاومة الاحتلال بجدل لا طائل منه وطنيا وقوميا ويستهدف تعميق الفرقة بين أبناء الشعب الواحد كي لا يتوحدوا قلبا وعقلا وصفا واحدا ضد الغازي الأجنبي الذي يمعن في زرع أسباب الفتنة بينهم كي يتحول غزوه إلى احتلال مستدام مباشر أو في لبوس عربية وإسلامية .
فقد أصبح الرجل الآن في ذمة التاريخ لكن خصومه السياسيين قبل رفاقه وأنصاره ومحبيه يتفقون على أنه كان رجلا لا ككل الرجال في مواجهة تحديات حياته كما في مواجهة تحديات موته لتتحول رجولته المسكونة بتاريخ أمته والمدفوعة بآمال وطموحات هذه الأمة إلى رمز للعنفوان الوطني والقومي لمواصلة مسيرته النضالية ورسالته القومية ، وهما على وجه التحديد المسيرة والرسالة اللتان استهدفهما الغزو والاحتلال في شخصه كعنوان لهما ، فلنترك الشهيد للمؤرخين ، ولنتمسك بالرسالة التي ذهب ضحية لها ، ليكون مع قوافل من شهداء الأمة سبقته نبراسا ينير للأمة دروب الخلاص القومي ، لأنها رسالة وطنية وقومية للأمة جمعاء لا لرجل أو حزب أو طائفة أو نظام ولو ادعاها رجل أو حزب أو طائفة أو نظام لنفسه .
إن مواقف القوى القومية والإسلامية في العراق التي اختلفت سياسيا مع الشهيد في حياته لكنها أدركت الضربة القوية التي تلقتها العروبة والإسلام بإعدامه هي مواقف ذات دلالة على وعي هذه القوى الذي جعلها تربأ بنفسها عن الانجرار إلى مرحلة ما بعد صدام وعن التورط في "العملية السياسية" الجارية بتخطيط وتنفيذ الاحتلال ودفعتها إلى الانحياز للمقاومة الوطنية المدافعة عن رسالة الخلاص الوطني والقومي التي كانت واضحة جلية في مرحلة ما قبل استشهاد صدام ، لتضع بذلك أساسا راسخا لمصالحة وطنية حقيقية لا لمصالحة مستحيلة يروج لها الاحتلال بين مقاوميه وبين الطابور الخامس الذي سهل مهمة الاحتلال ويطيل أمد بقائه في العراق . ففي هذا السياق يتحول صدام إلى شهيد لكل هذه القوى مجتمعة لا شهيدا لحزبه ورفاقه فقط .
*كاتب عربي من فلسطين
nicolanasser@yahoo.com*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق