سعيد علم الدين
الذي يجمع بين ميشال عون اللبناني وملوك الطوائف الأندلسيين أن الأول يسير على طريقهم في فتح ثغرات أليمة في صدر طائفته ووطنه ليدخل منها الأعداء المتربصين الضرر بسهولة ومعهم كل مخرب مصطاد في الماء العكر لإثارة الفتن والشقاق التي ستؤدي إلى تصدع وحدة لبنان وضياعه وتقديمه للذئاب الطامعة ببلاد الأرز على طبق من ذهب.
عون له سوابق مدمرة في هذا المضمار وحتى مشينة حصلت أواخر الثمانينات وما زالت محفورة في ذاكرة اللبنانيين وبالأخص المسيحيين منهم والموارنة بالذات.
عون له سوابق مدمرة في هذا المضمار وحتى مشينة حصلت أواخر الثمانينات وما زالت محفورة في ذاكرة اللبنانيين وبالأخص المسيحيين منهم والموارنة بالذات.
فهو من يتحمل المسؤولية الأولى في تفتيت صخرة المقاومة اللبنانية الأخيرة في وجه هيمنة النظام السوري البعثية، مقدما بعنترياته الفارغة قصر بعبدا واليرزة آخر قلاع الجمهورية على طبق من ذهب لحافظ الأسد. هو يرتكب اليوم نفس الأخطاء المدمرة النتائج على الوطن الفسيفسائي التعددي الجميل التركيب، مخترقا الدستور والتقاليد الديمقراطية اللبنانية الأصيلة، مستعملا كل الطرق الملتوية المرفوضة أخلاقيا في تحقيق أحلامه المستحيلة التحقيق، مستغلاً كل الأساليب في التجني على الحكومة والأكثرية والآخرين بالتحريض وسوق الأكاذيب، مستميتا في فرض نفسه كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية على الطريقة السورية وفي محاولة مكشوفة للاستيلاء على السلطة مدعوما بإرهاب الحلف الإلهي. ولهذا ليس من العجب أن يقول بعد ترؤسه الاجتماع الإسبوعي للتكتل "أنّ النوايا كلها لا تزال إزاحة العماد عون عن الرئاسة". وكأنه الماروني الوحيد الذي يحق له دون منازع أن يعتلي كرسي الرئاسة.
وكأنه يريد الوصول إلى كرسي الرئاسة ببلطجية الأقلية وفرض نفسه فرضا وليس بالانتخاب والمنافسة الحرة على الأكثرية.
فعون اليوم يتحمل المسؤولية الأولى للوصول بالبلاد إلى هذا الفراغ المضر لموقع الرئاسة والذي يهدف إلى فرض أمر واقع لا علاقة له بحقوق المسيحيين، بل فقط بالوصول إلى الكرسي على حسابهم ولمصلحة المتربصين الشر بلبنان الرسالة ليصبح دولة شمولية كدولهم وتابعا لهم بلا قرار.
ولو كان عون صادقا حقا في مطالبته بحقوق المسيحيين لما وضع الشروط التعجيزية لتعطيل انتخاب العماد سليمان الذي يشهد تاريخه الوطني المشرق والنظيف عليه. فشروط عون اللادستورية العجيبة الغريبة لا يمكن أن يوافق عليها أي رئيس مقبل للجمهورية. وكم كان عون مهرجا مضحكا عندما اقترح يوما على الأكثرية أن تنتخبه ومن ثم يستقيل. وماذا لو لم يستقيل؟
خاصة وهو له سوابق كثيرة في الشقلبة. حيث لا غضاضة عنده أن يناقض نفسه ويعمل العمل ويقول عكسه. وفي هذا الصدد هو يعتبر الحكومة غير دستورية وشريعة ولكنه يشارك في انتخابات المتن التي أجرتها هذه الحكومة. أي بمشاركته ناقض موقفه، مكررا أفعاله الشنعاء عشقاً للكرسي وحباً للسلطة والجاه والأموال الفاجرة من بلاد الشاه. وكأن التاريخ العربي الأندلسي الأليم يريد أن يعيد نفسه في لبنان وعلى يد المنقلب على مبادئه ووحدة طائفته ومصلحة وطنه ميشال عون!
ففي القرن العاشر الميلادي أي في القرون الوسطى المظلمة أي قبل ألف سنة تقريبا كانت هناك منارة مشعة شرقا وغربا تجلت فيها الحضارة العربية بأزهى معانيها وأبهى حللها كأجمل وأورع ما قدمته للبشرية من علوم وفكر وفلسفة وآداب وفنون وحرية وتعددية وتسامح ديني قل نظيره بين البشر والأهم من كل ذلك تلاقح حضاري رائع وتنافس بارع وتعاون مثمر وغير مسبوق بين المسلمين والمسيحيين واليهود.
وفي سلة هذا التلاقح لا بد وأن نضع أعلام القرون الوسطى الكبار قاضي القضاة القرطبي الفيلسوف محمدُ ابن رشد، الذي أصبح فكره التنويري فيما بعد مدرسةً فلسفيةً سميت بالرُّشدية معقلها جامعة باريس، وكان لها أكبر الأثر في تنوير أوروبا وانتقالها من عصور الظلام إلى النور وبالأخص على يد الفيلسوف المسيحي توماس الأكويني الذي تأثر بأفكار ابن رشد، ولا ننسى أيضا ابن قرطبة الفيلسوف اليهودي موسى ابن ميمون.
وفي ظلال هذا التسامح تحولت قرطبة عاصمة الأندلس إلى قبلة أوروبا قبل العرب ومحجة المسيحيين قبل المسلمين ومنهل لطلاب العلم ومقصد لأهل الثقافة والمعرفة من أوروبا والمشرق. ولا عجب بعد ذلك أن تصفها الراهبةُ البحاثة هروتسفينيا دو غاندرسهايم ذات المكانة الكبيرة في الأوساط الدبلوماسية والاجتماعية في بلاط الملك الألماني أوتون الأول والتي زارتها في القرن العاشرِ، بالتالي: " إنها لؤلؤةُ الدنيا الوهاجةُ التي تلمع في الغرب، متألقة في كل شيء، لامعة على الخصوص بالعلوم العقلية السبعة، وبانتصاراتها المتوالية. قرطبة مدينةٌ جديدةٌ عظيمةٌ، مزدهيةٌ بقوتها، زاهيةٌ بمراتعِ أنْسِها، مزدهرةٌ بملءِ ما تَمْلُكُهُ من ألوانِ الخير".
حتى أن المؤرخ اللبناني فيليب قال "كانت قرطبة في القرنِ التاسعِ إلى القرن الحادي عشرَ أهمَ إحدى مركَزَينِ في الثقافةِ العالمية".
تحطم هذا الحلم الجميل في العقدين 1020، 1030أي قبل ألف سنة من تاريخنا وسقطت الدولة الأندلسية المركزية بسبب تناحر ملوك الطوائف الذين قسموها إلى 22 دويلة، منها غرناطة وأشبيلية والمرية وبلنسية وطليطلة وسرقسطة وغيرها. عدم استقرار الحكم والتناحر المستمر بين بعضها البعض جعل من هذه الدويلات فريسة سهلة للملك الإسباني ألفونسو السادس . إلى أن خسروا سيادتهم وعزتهم وعنفوانهم فصاروا يدفعون الجزية للملك الإسباني صاغرين ويستعينوا به على أخوانهم إلى أن تم طردهم جميعا من بلاد الإسبان.
ميشال عون اليوم يكرر هذا الماضي معرضا دولته المركزية للزوال وقيام دويلات متناحرة ضعيفة ستبلعهم بسهولة إيران وسوريا. الحزب اللاهي يسن أسنانه بشراسة ويعمل لتحقيق هذا الهدف. واستعانة عون بالحلف الإيراني السوري على إخوانه في الوطن وبالأخص المسيحيين منهم تذكر باستعانة ملوك الطوائف بالملك الإسباني على إخوانهم، بحيث لم يبق للعرب في إسبانيا إلا الأطلال تشهد على وجودهم.
ألا تنطبق عظمة قرطبة بوصفها الرائع على عظمة بيروتنا الحبيبة عروسة البحر المتوسط جلالا، متكئة عليه بروشتها دلالاً، لؤلؤة العرب الوهاجة حضارة وتمدنا وحداثة وجمالاً. والتي ما زالت تلمع بهاءً: بحيويتها وحرارتها، بقوتها وحريتها، بديمقراطيتها وتعدديتها، بشهداء انتفاضتها، وصمود حكومتها، وقدم جامعاتها، وكثرة كلياتها، وعراقة صحافتها، وأقلام كتابها الأحرار، وأنشطة فناناتها وفنانيها، وصخبها وضجيجها وانفتاحها، رغم الحروب المدمرة الكثيرة، والظروف القاسية المريرة والمؤامرات الخبيثة الشريرة. وما حدث فيها في 14 أذار عام 2005 كان أروع انتصار حضاري لبيروت ولبنان لفت نظر العالم أجمع إلى شعب عظيم لمدينة متجددة عظيمة، مزدهية بانطلاق إلى ثقافة الحياة والأمل بالمستقبل. ساحة الحرية بشاباتها وشبابها تشهد!
وعندما نتذكر عظمة الأندلس قبل ألف سنة ألا نتذكر اليوم أي بعد ألف سنة تقريبا تجلي لبنان الصغير بأزهى معانيه وأبهى حلله كأجمل ما قدمته الدول العربية لنفسها وللعالم، من متفوقين ومبدعين وعلماء وأدباء وشعراء وكتاب وصناع ومهرة ومعلمين وفنانين وصحافة خلاقة واقتصاد مزدهر رغم شح الموارد الطبيعية، وفكر تقدمي مشع، وحرية متألقة، وديمقراطية فتية هي الأولى في الشرق ورئيس يذهب إلى بيته عندما تنتهي مدة ولايته على غير عادة رؤساء العرب ولو أن التمديد كان مشكلة رافقت لبنان ومنذ استقلاله عام 1943. هذه الفترة الذهبية التي نعنيها امتدت من الأربعينيات وحتى السبعينيات وتم إجهاضها بالمؤامرات الحاقدة على انطلاقة لبنان لكبحه وتم لهم إشعاله عام 1975 . يجب أن لا ننسى هنا الصراع العربي الإسرائيلي الذي انتهى بعد عام 73 على جبهات المواجهة العربية الأساسية ليتركز ثقله بتخطيط خبيث ولئيم من النظام السوري في لبنان. الذي ترك عدوه يحتل أرضه في هضبة الجولان آمناً مطمئناً، فاتحاً في المقابل في لبنان المغلوب على أمره جبهةً متفجرة وجرحا سائلا من دماء اللبنانيين، ليس لهدف تحرير فلسطين ولكن فقط لتحسين شروط مفاوضاته مع العدو والأمريكيين.
إذا كان هناك أمراء حرب في لبنان فميشال عون ملكهم. دون منازع!
وإذا كان هناك من يهمش حقوق المسيحيين فعون أولهم. دون وازع!
وإذا كان لكل منهم عذره فعون ليس له أي عذر. فهو الذي قسم البلد بتشكيله حكومة طائفية اللون بوجه حكومة الحص الشرعية. وهو الذي حطم الجيش بجره إلى حروب عبثية. وهو الذي فتت الصخرة اللبنانية ويحاول الآن تفتيتها بسياساته الحمقاء ومشاريعه الانقلابية وتفاهماته المشبوه وتحالفاته القاتلة. لا أعتب هنا على حسن نصر الله ونبيه بري ومحمد رعد وعلى قانصوه وعلي عيد وعمر كرامي وسليمان فرنجية ووئام وهاب وطلال ارسلان فهؤلاء جنود في جيش ألفونسو السادس لكي يبلع لبنان بسهولة.
فعون اليوم يتحمل المسؤولية الأولى للوصول بالبلاد إلى هذا الفراغ المضر لموقع الرئاسة والذي يهدف إلى فرض أمر واقع لا علاقة له بحقوق المسيحيين، بل فقط بالوصول إلى الكرسي على حسابهم ولمصلحة المتربصين الشر بلبنان الرسالة ليصبح دولة شمولية كدولهم وتابعا لهم بلا قرار.
ولو كان عون صادقا حقا في مطالبته بحقوق المسيحيين لما وضع الشروط التعجيزية لتعطيل انتخاب العماد سليمان الذي يشهد تاريخه الوطني المشرق والنظيف عليه. فشروط عون اللادستورية العجيبة الغريبة لا يمكن أن يوافق عليها أي رئيس مقبل للجمهورية. وكم كان عون مهرجا مضحكا عندما اقترح يوما على الأكثرية أن تنتخبه ومن ثم يستقيل. وماذا لو لم يستقيل؟
خاصة وهو له سوابق كثيرة في الشقلبة. حيث لا غضاضة عنده أن يناقض نفسه ويعمل العمل ويقول عكسه. وفي هذا الصدد هو يعتبر الحكومة غير دستورية وشريعة ولكنه يشارك في انتخابات المتن التي أجرتها هذه الحكومة. أي بمشاركته ناقض موقفه، مكررا أفعاله الشنعاء عشقاً للكرسي وحباً للسلطة والجاه والأموال الفاجرة من بلاد الشاه. وكأن التاريخ العربي الأندلسي الأليم يريد أن يعيد نفسه في لبنان وعلى يد المنقلب على مبادئه ووحدة طائفته ومصلحة وطنه ميشال عون!
ففي القرن العاشر الميلادي أي في القرون الوسطى المظلمة أي قبل ألف سنة تقريبا كانت هناك منارة مشعة شرقا وغربا تجلت فيها الحضارة العربية بأزهى معانيها وأبهى حللها كأجمل وأورع ما قدمته للبشرية من علوم وفكر وفلسفة وآداب وفنون وحرية وتعددية وتسامح ديني قل نظيره بين البشر والأهم من كل ذلك تلاقح حضاري رائع وتنافس بارع وتعاون مثمر وغير مسبوق بين المسلمين والمسيحيين واليهود.
وفي سلة هذا التلاقح لا بد وأن نضع أعلام القرون الوسطى الكبار قاضي القضاة القرطبي الفيلسوف محمدُ ابن رشد، الذي أصبح فكره التنويري فيما بعد مدرسةً فلسفيةً سميت بالرُّشدية معقلها جامعة باريس، وكان لها أكبر الأثر في تنوير أوروبا وانتقالها من عصور الظلام إلى النور وبالأخص على يد الفيلسوف المسيحي توماس الأكويني الذي تأثر بأفكار ابن رشد، ولا ننسى أيضا ابن قرطبة الفيلسوف اليهودي موسى ابن ميمون.
وفي ظلال هذا التسامح تحولت قرطبة عاصمة الأندلس إلى قبلة أوروبا قبل العرب ومحجة المسيحيين قبل المسلمين ومنهل لطلاب العلم ومقصد لأهل الثقافة والمعرفة من أوروبا والمشرق. ولا عجب بعد ذلك أن تصفها الراهبةُ البحاثة هروتسفينيا دو غاندرسهايم ذات المكانة الكبيرة في الأوساط الدبلوماسية والاجتماعية في بلاط الملك الألماني أوتون الأول والتي زارتها في القرن العاشرِ، بالتالي: " إنها لؤلؤةُ الدنيا الوهاجةُ التي تلمع في الغرب، متألقة في كل شيء، لامعة على الخصوص بالعلوم العقلية السبعة، وبانتصاراتها المتوالية. قرطبة مدينةٌ جديدةٌ عظيمةٌ، مزدهيةٌ بقوتها، زاهيةٌ بمراتعِ أنْسِها، مزدهرةٌ بملءِ ما تَمْلُكُهُ من ألوانِ الخير".
حتى أن المؤرخ اللبناني فيليب قال "كانت قرطبة في القرنِ التاسعِ إلى القرن الحادي عشرَ أهمَ إحدى مركَزَينِ في الثقافةِ العالمية".
تحطم هذا الحلم الجميل في العقدين 1020، 1030أي قبل ألف سنة من تاريخنا وسقطت الدولة الأندلسية المركزية بسبب تناحر ملوك الطوائف الذين قسموها إلى 22 دويلة، منها غرناطة وأشبيلية والمرية وبلنسية وطليطلة وسرقسطة وغيرها. عدم استقرار الحكم والتناحر المستمر بين بعضها البعض جعل من هذه الدويلات فريسة سهلة للملك الإسباني ألفونسو السادس . إلى أن خسروا سيادتهم وعزتهم وعنفوانهم فصاروا يدفعون الجزية للملك الإسباني صاغرين ويستعينوا به على أخوانهم إلى أن تم طردهم جميعا من بلاد الإسبان.
ميشال عون اليوم يكرر هذا الماضي معرضا دولته المركزية للزوال وقيام دويلات متناحرة ضعيفة ستبلعهم بسهولة إيران وسوريا. الحزب اللاهي يسن أسنانه بشراسة ويعمل لتحقيق هذا الهدف. واستعانة عون بالحلف الإيراني السوري على إخوانه في الوطن وبالأخص المسيحيين منهم تذكر باستعانة ملوك الطوائف بالملك الإسباني على إخوانهم، بحيث لم يبق للعرب في إسبانيا إلا الأطلال تشهد على وجودهم.
ألا تنطبق عظمة قرطبة بوصفها الرائع على عظمة بيروتنا الحبيبة عروسة البحر المتوسط جلالا، متكئة عليه بروشتها دلالاً، لؤلؤة العرب الوهاجة حضارة وتمدنا وحداثة وجمالاً. والتي ما زالت تلمع بهاءً: بحيويتها وحرارتها، بقوتها وحريتها، بديمقراطيتها وتعدديتها، بشهداء انتفاضتها، وصمود حكومتها، وقدم جامعاتها، وكثرة كلياتها، وعراقة صحافتها، وأقلام كتابها الأحرار، وأنشطة فناناتها وفنانيها، وصخبها وضجيجها وانفتاحها، رغم الحروب المدمرة الكثيرة، والظروف القاسية المريرة والمؤامرات الخبيثة الشريرة. وما حدث فيها في 14 أذار عام 2005 كان أروع انتصار حضاري لبيروت ولبنان لفت نظر العالم أجمع إلى شعب عظيم لمدينة متجددة عظيمة، مزدهية بانطلاق إلى ثقافة الحياة والأمل بالمستقبل. ساحة الحرية بشاباتها وشبابها تشهد!
وعندما نتذكر عظمة الأندلس قبل ألف سنة ألا نتذكر اليوم أي بعد ألف سنة تقريبا تجلي لبنان الصغير بأزهى معانيه وأبهى حلله كأجمل ما قدمته الدول العربية لنفسها وللعالم، من متفوقين ومبدعين وعلماء وأدباء وشعراء وكتاب وصناع ومهرة ومعلمين وفنانين وصحافة خلاقة واقتصاد مزدهر رغم شح الموارد الطبيعية، وفكر تقدمي مشع، وحرية متألقة، وديمقراطية فتية هي الأولى في الشرق ورئيس يذهب إلى بيته عندما تنتهي مدة ولايته على غير عادة رؤساء العرب ولو أن التمديد كان مشكلة رافقت لبنان ومنذ استقلاله عام 1943. هذه الفترة الذهبية التي نعنيها امتدت من الأربعينيات وحتى السبعينيات وتم إجهاضها بالمؤامرات الحاقدة على انطلاقة لبنان لكبحه وتم لهم إشعاله عام 1975 . يجب أن لا ننسى هنا الصراع العربي الإسرائيلي الذي انتهى بعد عام 73 على جبهات المواجهة العربية الأساسية ليتركز ثقله بتخطيط خبيث ولئيم من النظام السوري في لبنان. الذي ترك عدوه يحتل أرضه في هضبة الجولان آمناً مطمئناً، فاتحاً في المقابل في لبنان المغلوب على أمره جبهةً متفجرة وجرحا سائلا من دماء اللبنانيين، ليس لهدف تحرير فلسطين ولكن فقط لتحسين شروط مفاوضاته مع العدو والأمريكيين.
إذا كان هناك أمراء حرب في لبنان فميشال عون ملكهم. دون منازع!
وإذا كان هناك من يهمش حقوق المسيحيين فعون أولهم. دون وازع!
وإذا كان لكل منهم عذره فعون ليس له أي عذر. فهو الذي قسم البلد بتشكيله حكومة طائفية اللون بوجه حكومة الحص الشرعية. وهو الذي حطم الجيش بجره إلى حروب عبثية. وهو الذي فتت الصخرة اللبنانية ويحاول الآن تفتيتها بسياساته الحمقاء ومشاريعه الانقلابية وتفاهماته المشبوه وتحالفاته القاتلة. لا أعتب هنا على حسن نصر الله ونبيه بري ومحمد رعد وعلى قانصوه وعلي عيد وعمر كرامي وسليمان فرنجية ووئام وهاب وطلال ارسلان فهؤلاء جنود في جيش ألفونسو السادس لكي يبلع لبنان بسهولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق