أسامه طلفاح
مع بداية النهاية للعام 2007 ، تتضح صورة جديدة للأيام القليلة القادمة في الوسط العربي ، لا تختلف عن سابقتها من الصور المليئة بالدماء و الدمار و عدم الاستقرار ، و من المفروض حسب تداعيات العالم اليوم و خصوصاً منطقة الشرق الأوسط أن تظهر صوراً جديدة في عالمنا العربي و العالم الآخر ، مبنية على أسس بالأصل ليست غريبة عنا و لكن بمقومات جديدة مليئة بالمفاجئات.
و قد تقودنا تلك الصور الكثيرة التي خرجت في العام 2007 إلى عدة أمور و أحداث جديدة سنشاهدها قريباً نتيجة مجريات ما يحدث في العالم اليوم و بالتحديد في الوسط العربي و المثلث العربي الأكثر أهمية على الساحتين العربية و الدولية ، فلسطين ، العراق و لبنان و ما يحدث هناك. و حسب توقعات كثيرة فإن ما طرأ في هذا العام من تغييرات و صور يشير إلى قرب ما يسمى " بداية النهاية" للكثير من الأمور قد تكون إحداها انهيار منظومة الديمقراطية و الحرية بشكل أوسع بعد إماطة اللثام عنها...
الأيام القليلة القادمة كفيلة باظهار موعد غير متوقع لنشوب "عالمية ثالثة" بكل معنى الكلمة ..
على الساحة العربية
كنت قد كتبت مقالاً مع بداية هذا العام معنون بـ " قراءة في الأحداث السياسية للعام 2007" و كانت الحلقة الأولى من هذا المقال تتحدث حول ما سيجري في فلسطين و لبنان من أحداث ، بنيت على أسس كثيرة من ضمنها مجريات الأحداث التي طرأت على الساحة الفلسطينية أو اللبنانية في العام 2006، و خصوصاً بعد حرب تموز.
و للأسف الشديد تحقق كل ما أوردته في مقالي من قراءة مستقبلية عمّا سيجري في كلٍ من فلسطين و لبنان، بل و كانت النتائج التي حدثت في كلٍ من البلدين أشد إفكاً و دماراً على الشارعين الفلسطيني و اللبناني.
فقد تم انتهاك حرمة الدم الفلسطيني من قبل الفصائل الفلسطينية نفسها التي تتنازع و تتقاتل على كرسي الحكم و المسؤولية التي بلا شك أن من يتنازع عليها الآن في فلسطين أبعد ما يكون عن المسؤولية و الوعي لمصلحة الشارع الفلسطيني و القضية الفلسطينية ، فقد وصل الأمر إلى قيام دولة "حماسستان" في غزة و دولة أخرى و هي "فتحستان" في رام الله ، ضمن إطارٍ من الحقد و الكراهية أدى لزلزلة الشارع الفلسطيني أكثر مما يقوم به العدو الإسرائيلي هناك.
أما في لبنان فقد كان و لا زال مفهوم " طخ الوطنيات" و القوميات متواجداً و بشكل أكبر مما كان عليه في السابق نتيجة سباق من يطلقوا على أنفسهم رجال الساسة في لبنان على كراسي زركشتها دماء اللبنانيين ، فلا زالت لبنان اليوم تعيش ضمن مفهوم اللادولة ، فكل ما يجري هناك لا يمتّ للقانون بصلة ، فوقع لبنان بحمامٍ من الدماء و الدمار المتتالي .
و لغاية اليوم لم يتفق أي تلك الأطراف في لبنان على أمرٍ واحد يقود إلى مصلحة و حماية لبنان و أهله من كل الأهوال المحيطة به ، فأصبحت تلك الأطراف عبارة عن عصابات تقاتل بعضها البعض على حساب لبنان و أهله.
أما في العراق ، فكان و لا زال الأمر أسوأ من كل التوقعات التي طرأت على ذهن الواحد منّا في حينٍ من الدهر، فما يحيط في العراق اليوم من أحداث يثير العجب و يدعو للوقوف إلى كل نقطة ، من حيثية الاقتتال الداخلي و الاحتلال الأمريكي ، و التواجد الإيراني و تقسيم العراق إلى أقاليم و تخبط الساسة في العراق ما بين أمريكا و إيران ، و الدور الذي تلعبه الأطراف الغربية في العراق مع عدم وجود أي دور عربي في العراق. و لا ننسى التوتر الكبير بين أمريكا و إيران حول ملف إيران النووي و غيرها من القضايا "الهوليودية" ، و الدور الذي تلعبه اسرائيل في هذا الأمر .
ما يحدث في الوسط العربي اليوم ليس جديداً على الساحة العربية من شتى انواع الدمار و الدماء و الذلّ و لكن يجدر الإشارة إلى أن هذه الامور ستقود الأمة العربية من خلال مجريات ما يحدث في العالم اليوم و خصوصا في منطقة الشرق الأوسط و حدة التوتر الكبيرة بين أمريكا و إيران إلى أبعد مما نتصور ، و الدور العربي الذي سنرغم عليه ، يقودنا إلى الكثير من التوقعات التي لم تخطر على بالِ أحدنا يوماً .
لأن المثلث المرسوم اليوم أطرافه أمريكا و إيران و العرب في تخبطهم و إدراكهم لحقيقة ما سيحدث بين أمريكا و إيران في حال إقدام أمريكا مثلاً على ضرب إيران و ما هي التبعات التي ستلحق العرب نتيجة هذا الأمر و نتيجة سياسة كل من أمريكا و إيران تجاه العرب و التهديدات التي تطلق في السر و العلن من قبل أطراف النزاع الأمرو إيراني ، فتعيش الامة العربية اليوم ضمن موقفٍ صعب للغاية نتيجة انقسام الجبهات و نتيجة التهديدات التي تطال الأمة العربية و خصوصاً الخليج العربي من أطراف النزاع الرئيسية.
تقودنا مؤشراتٌ كثيرة من خلال الأحداث و الأهوال التي كان مركزها الوسط العربي خلال الأعوام القليلة الماضية إلى قرب ساعة الصفر و قرب "بداية النهاية" للكثير من الأمور ، مع الأخذ بعين الاعتبار مكانة روسيا اليوم و عودتها الحادة على الساحة العالمية ، و غيرها من الدول التي بدورها ستعيد العالم من جديد إلى معسكرين ، تبدأ من خلالها بداية النهاية و ظهور امبراطورية جديدة قد تكون ليست بالحسبان تماماً.
يتبع ...
كاتب و باحث أردني
www.masarat.net
مع بداية النهاية للعام 2007 ، تتضح صورة جديدة للأيام القليلة القادمة في الوسط العربي ، لا تختلف عن سابقتها من الصور المليئة بالدماء و الدمار و عدم الاستقرار ، و من المفروض حسب تداعيات العالم اليوم و خصوصاً منطقة الشرق الأوسط أن تظهر صوراً جديدة في عالمنا العربي و العالم الآخر ، مبنية على أسس بالأصل ليست غريبة عنا و لكن بمقومات جديدة مليئة بالمفاجئات.
و قد تقودنا تلك الصور الكثيرة التي خرجت في العام 2007 إلى عدة أمور و أحداث جديدة سنشاهدها قريباً نتيجة مجريات ما يحدث في العالم اليوم و بالتحديد في الوسط العربي و المثلث العربي الأكثر أهمية على الساحتين العربية و الدولية ، فلسطين ، العراق و لبنان و ما يحدث هناك. و حسب توقعات كثيرة فإن ما طرأ في هذا العام من تغييرات و صور يشير إلى قرب ما يسمى " بداية النهاية" للكثير من الأمور قد تكون إحداها انهيار منظومة الديمقراطية و الحرية بشكل أوسع بعد إماطة اللثام عنها...
الأيام القليلة القادمة كفيلة باظهار موعد غير متوقع لنشوب "عالمية ثالثة" بكل معنى الكلمة ..
على الساحة العربية
كنت قد كتبت مقالاً مع بداية هذا العام معنون بـ " قراءة في الأحداث السياسية للعام 2007" و كانت الحلقة الأولى من هذا المقال تتحدث حول ما سيجري في فلسطين و لبنان من أحداث ، بنيت على أسس كثيرة من ضمنها مجريات الأحداث التي طرأت على الساحة الفلسطينية أو اللبنانية في العام 2006، و خصوصاً بعد حرب تموز.
و للأسف الشديد تحقق كل ما أوردته في مقالي من قراءة مستقبلية عمّا سيجري في كلٍ من فلسطين و لبنان، بل و كانت النتائج التي حدثت في كلٍ من البلدين أشد إفكاً و دماراً على الشارعين الفلسطيني و اللبناني.
فقد تم انتهاك حرمة الدم الفلسطيني من قبل الفصائل الفلسطينية نفسها التي تتنازع و تتقاتل على كرسي الحكم و المسؤولية التي بلا شك أن من يتنازع عليها الآن في فلسطين أبعد ما يكون عن المسؤولية و الوعي لمصلحة الشارع الفلسطيني و القضية الفلسطينية ، فقد وصل الأمر إلى قيام دولة "حماسستان" في غزة و دولة أخرى و هي "فتحستان" في رام الله ، ضمن إطارٍ من الحقد و الكراهية أدى لزلزلة الشارع الفلسطيني أكثر مما يقوم به العدو الإسرائيلي هناك.
أما في لبنان فقد كان و لا زال مفهوم " طخ الوطنيات" و القوميات متواجداً و بشكل أكبر مما كان عليه في السابق نتيجة سباق من يطلقوا على أنفسهم رجال الساسة في لبنان على كراسي زركشتها دماء اللبنانيين ، فلا زالت لبنان اليوم تعيش ضمن مفهوم اللادولة ، فكل ما يجري هناك لا يمتّ للقانون بصلة ، فوقع لبنان بحمامٍ من الدماء و الدمار المتتالي .
و لغاية اليوم لم يتفق أي تلك الأطراف في لبنان على أمرٍ واحد يقود إلى مصلحة و حماية لبنان و أهله من كل الأهوال المحيطة به ، فأصبحت تلك الأطراف عبارة عن عصابات تقاتل بعضها البعض على حساب لبنان و أهله.
أما في العراق ، فكان و لا زال الأمر أسوأ من كل التوقعات التي طرأت على ذهن الواحد منّا في حينٍ من الدهر، فما يحيط في العراق اليوم من أحداث يثير العجب و يدعو للوقوف إلى كل نقطة ، من حيثية الاقتتال الداخلي و الاحتلال الأمريكي ، و التواجد الإيراني و تقسيم العراق إلى أقاليم و تخبط الساسة في العراق ما بين أمريكا و إيران ، و الدور الذي تلعبه الأطراف الغربية في العراق مع عدم وجود أي دور عربي في العراق. و لا ننسى التوتر الكبير بين أمريكا و إيران حول ملف إيران النووي و غيرها من القضايا "الهوليودية" ، و الدور الذي تلعبه اسرائيل في هذا الأمر .
ما يحدث في الوسط العربي اليوم ليس جديداً على الساحة العربية من شتى انواع الدمار و الدماء و الذلّ و لكن يجدر الإشارة إلى أن هذه الامور ستقود الأمة العربية من خلال مجريات ما يحدث في العالم اليوم و خصوصا في منطقة الشرق الأوسط و حدة التوتر الكبيرة بين أمريكا و إيران إلى أبعد مما نتصور ، و الدور العربي الذي سنرغم عليه ، يقودنا إلى الكثير من التوقعات التي لم تخطر على بالِ أحدنا يوماً .
لأن المثلث المرسوم اليوم أطرافه أمريكا و إيران و العرب في تخبطهم و إدراكهم لحقيقة ما سيحدث بين أمريكا و إيران في حال إقدام أمريكا مثلاً على ضرب إيران و ما هي التبعات التي ستلحق العرب نتيجة هذا الأمر و نتيجة سياسة كل من أمريكا و إيران تجاه العرب و التهديدات التي تطلق في السر و العلن من قبل أطراف النزاع الأمرو إيراني ، فتعيش الامة العربية اليوم ضمن موقفٍ صعب للغاية نتيجة انقسام الجبهات و نتيجة التهديدات التي تطال الأمة العربية و خصوصاً الخليج العربي من أطراف النزاع الرئيسية.
تقودنا مؤشراتٌ كثيرة من خلال الأحداث و الأهوال التي كان مركزها الوسط العربي خلال الأعوام القليلة الماضية إلى قرب ساعة الصفر و قرب "بداية النهاية" للكثير من الأمور ، مع الأخذ بعين الاعتبار مكانة روسيا اليوم و عودتها الحادة على الساحة العالمية ، و غيرها من الدول التي بدورها ستعيد العالم من جديد إلى معسكرين ، تبدأ من خلالها بداية النهاية و ظهور امبراطورية جديدة قد تكون ليست بالحسبان تماماً.
يتبع ...
كاتب و باحث أردني
www.masarat.net
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق