ميشال حديّد
أون لاين
مسيحيو 14 شباط، بمعظمهم، أبدوا عدم ارتياحهم لاطلالة الجنرال ميشال عون الاولى على الناس ووسائل الاعلام بعد استقباله في دارته في الرابية قائد الجيش العماد ميشال سليمان.
قالوا ان الجنرال عون لجأ الى شروط تعجيزية بغية عرقلة المسار الوفاقي.
وكانت هناك اجتماعات حزبية، وتصريحات سياسية، و"نطنطات" نهارية وليلية الى قريطم والسراي الحكومي وحاكمية عوكر...
وكانت الوجوه متجهمة، والعيون زائغة والعقول متلبّدة.
لقد حشرهم الجنرال الى الزاوية بمطاليبه الشعبية المشروعة التي لا يستطيع مسيحيو 14 شباط إثارتها وإلا طردهم الشيخ سعد من مملكته.
هل ان المطالبة بتعزيز المشاركة المسيحية في السلطة "شرط تعجيزي"؟
هل ان المطالبة باعتماد الرأس لا الجسم في التمثيل "شرط تعجيزي"؟
هل ان المطالبة بإبطال مفعول التهميش المسيحي "عرقلة للمسار التوافقي"؟
هل ان تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية مطلب غير قانوني وغير شرعي؟
كيف تنقلب الحقوق المشروعة على ألسنة هؤلاء "شروطاً تعجيزية" و"عصياً في الدواليب" و"عراقيل" أمام التوافق الوطني؟
هل يريد هؤلاء ان يكون الجنرال عون مثلهم "ممسوكاً" ومعزولاً عن قاعدته الشعبية و"مستزلماُ" لزعماء الطوائف الاخرى؟
الجنرال عون هو سيد كلمته وملك قراره. قوته تأتي مباشرة من شعبه لا من ناهبي شعبه، ولا من مهجري شعبه، ولا من سفارات الغرب وسماسرتها. ولذلك أعطي السلطان. ولذلك منحه الشعب ثقته ومحبته.
****
الجنرال ميشال عون علماني حتى العظم. لكن الواقع الظلامي ـ النظام الطائفي المقيت المعمول به يجبره على تحسين مشاركته المسيحية اولاً في السلطة واخراج المسيحيين من تلافيف الغبن والاحباط والتهميش لا على حساب الطوائف الاخرى وانما وفق النصوص الدستورية والقانونية والميثاقية.
قال مسيحيو 14 شباط ان "التوقيت" غير مناسب لطرح مثل تلك المطالب والحقوق. منذ سنتين يرددون على مسامعنا هذا الشعار. وقضوا تحت الوصاية السورية 15 عاماً وهم يردّدون الشعار نفسه.
أما حان الوقت لتحطيم هذا الشعار على رؤوسهم؟
"التوقيت" كان ضربة معلم. فالجنرال عون لا يثق في جماعة السلطة. وله مبررات كثيرة. الكل يعرف ان التمثيل المسيحي في السلطة "ضحك على الذقون" و"أكذوبة" ترضي الهامشيين والباحثين عن منصب أو واجهة بأي ثمن.
وها ان الطائفة الكبرى في لبنان هي خارج السلطة منذ 12 شهرأً.. فماذا فعل فريق السلطة كي يصحّح الخلل الوطني؟ لا شيء سوى المزيد من التعنّت واللامبالاة مستقوياً على أهل الداخل بسفراء الغرب.
لذلك رفع الجنرال عون مظالم شعبه عالياً كي يتحسّس بها العمي والمبصرون، ووضع مطالب شعبه في كفّه وموافقته على التعديل الدستوري في كفة أخرى.. ولا مساومة في هذه القضية ولا صفقات على حسابها تحت الطاولات الثابتة والمتنقلة.
****
موقف الجنرال عون اليوم أقوى مما يعتقد الآخرون. فكل المعارضة تؤيّد مطالب الجنرال العادلة وفي مقدمها "حزب الله".
الجنرال عون اذ يطرح حزمة مطاليبه اليوم انما لتسهيل مهمة رئيس الجمهورية الآتي. وأما تأجيل الحل الى حين تشكيل حكومة العهد الجديد الاولى فسيؤدي الى:
أولاً، مضيعة للوقت الثمين في بداية العهد الجديد.
ثانياً، انقلاب فريق السلطة على وعوده كما حدث سابقاً.
أما مسيحيو السلطة فهم أكثر المتضررين من طروحات الجنرال عون لانها كشفتهم على حقيقتهم، ومزّقت عن وجوههم الاقنعة المزيّفة، وفضحت تمثيلهم الهش للجسم المسيحي.
****
العماد ميشال سليمان نال دعم الجنرال عون وتأييده علانية. والجنرال عون هو دائماً عند كلمته. اذن قائد الجيش ليس موضوعاً خلافياً. لكن من يضمن ان فريق السلطة لن يعود الى تعنّته السابق خصوصاً وانه استطيب التفرّد بالسلطة والعبث بحقوق باقي الطوائف.
فؤاد السنيورة اصبح نجماً عالمياً، يتصل به يومياً رؤساء ومسؤولون رفيعو المستوى من سائر دول العالم لا لانه رئيس حكومة بل لانه صمد بوجه المطالبين بحقوقهم المشروعة لان هؤلاء تعتبرهم واشنطن "متمردين" وغير مؤهلين للتدجين.
****
يقول الفريق المسيحي المدجّن سلطوياً وحريرياً، ان الجنرال عون قد أحلّ نفسه محل بكركي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق