راسم عبيدات
,,,,,الأزمة تطحن الجميع، وشيوخ القبائل الفلسطينية في سبيل مصالحهم ومراكزهم وامتيازاتهم، والمغلفة بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، يتاجرون بهذا الشعب ومعانياته والآمة ، ومسألة الخلاف السياسي الفلسطيني بين قطبي السياسة الفلسطينية( حماس وفتح)، وفي ظل غياب القطب الثالث( القطب الديمقراطي)، وحالة التحشييد والتجييش والتحريض والتحريض المضاد، من قبل الفريقين، عكست نفسها على كل مناحي الحياة الفلسطينية، حياتياً،اجتماعياً ،اقتصادياً وخدماتياً، واختلط الحابل بالنابل ( والكل يغني على ليلاه).
,,,,,الأزمة تطحن الجميع، وشيوخ القبائل الفلسطينية في سبيل مصالحهم ومراكزهم وامتيازاتهم، والمغلفة بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، يتاجرون بهذا الشعب ومعانياته والآمة ، ومسألة الخلاف السياسي الفلسطيني بين قطبي السياسة الفلسطينية( حماس وفتح)، وفي ظل غياب القطب الثالث( القطب الديمقراطي)، وحالة التحشييد والتجييش والتحريض والتحريض المضاد، من قبل الفريقين، عكست نفسها على كل مناحي الحياة الفلسطينية، حياتياً،اجتماعياً ،اقتصادياً وخدماتياً، واختلط الحابل بالنابل ( والكل يغني على ليلاه).
ومن ضمن هذه القضايا قضية الحجاج لهذا العام، والتي أرادت كل من حكومتي رام الله وغزه، أن تثبت كل منهما للأخرى، أنها الآمر الناهي في هذا الملف، ولا شرعية إلا شرعيتها، وطبعاً كل طرف استعان بشبكة علاقاته العربية والإقليمية لخوض هذه المعركة" القومية"، معركة "بهدلة" حجاج بيت الله الحرام، وطبعاً ساحة المعركة الرئيسية، كانت حجاج غزه، حيث الخلاف على تسجيل الحجاج، وشرعية ولا شرعية جوازات السفر لهؤلاء الحجاج ، وعدد الحجاج المسموح بهم لكل حكومة، وشرعية وعدم شرعية القرعة التي أجرتها حكومة غزة، وطرق خروج حجاج القطاع، وفق إرادة حكومة غزه أو رام الله ، والخروج عبر معبر رفح أو عبر معبر كرم أبو سالم وحاجز " إيرز" وغيرها من القضايا الأخرى.
وفي ظل غياب المرجعية والتنسيق وجهة الاختصاص والحسم في هذا الجانب، وعندما أصرت حكومة غزة على أنه لا خروج لحجاج القطاع، إلا من خلال معبر رفح، نشطت "مافيات" الحج في الضفة الغربية من أصغر مؤسسة إلى أعلة هيئة مسؤولة في قمة هذا الهرم، والمسؤولية هنا تطال أولاً حكومتي رام الله وغزه ، ومن ثم هيئة الحج والعمرة والأوقاف الإسلامية، ناهيك عن دخول الاحتلال الإسرائيلي وأطراف عربية وإقليمية كلاعبين في هذا الملف من أجل تعميق الشرخ والخلاف فيه، وبسبب حالة الخلاف تلك، والتي دفع ويدفع ثمنها الحاج الفلسطيني الغلبان لبيت الله الحرام، فما أن أعلنت حكومة غزه عن أنها لن تسمح لأي حاج من القطاع، بالخروج الا من خلال معبر رفح، حتى نشطت"مافيات" الحج في الضفة لبيع حصة القطاع من الحج لحجاج الضفة الغربية، وطبعاً البيع في السوق السوداء، وتحت يافطة الحجاج المميزين، أي الذين لم ترد أسماؤهم ضمن الدفعة المسموح لها بالحج لهذا العام، وتكلفة الحجة المميزة ، تراوحت في السوق السوداء ما بين 2200 – 3100 دينار للحاج الواحد، أي ما يعادل 3- 4 أضعاف تكلفة الحجة العادية بالقرعة، وهذه المبالغ المدفوعة، والتي جرى تقاسمها بين "مافيات" الحج وطبعاً كل حسب دوره وموقعه ومسؤوليته في هذه الصفقة، بعد أن نجحت حركة حماس في إخراج حجاج القطاع عن طريق معبر رفح، بدأت بالبحث عن مخرج لهذه الأزمة، تمثل في تأخير خروج قسم من حجاج القرعة لمناطق القدس ورام الله الخليل إلى الحج، على أمل أن تنجح الواسطات والمناشدات إلى الحكومة السعودية وجلالة خادم الحرمين الملك خالد بحل هذه المشكلة، وعندما لم يسفر هذا الأسلوب عن حل المشكلة إلا في الإطار الجزئي، فإنه ليس من المعقول، أن تضحي" مافيات" الحج بالحجاج المميزين والذين يحققون لهم أرباح خيالة، فلا بد من ضحية، ولتكن الضحية جزء من الحجاج الغلابا، حجاج القرعة والذين ينتظرون هذه الفرصة منذ سنوات، ولربما البعض منهم جمع فلوس الحج فلس على فلس ووفرها عن قوت عياله حتى يؤدي هذا الفرض، وقام بسداد ديونه، وشراء كل مستلزمات الحج من سجاد ومسابح وشراء الذبائح لحين العودة من مناسك الحج وغيرها من المصاريف لهذه المناسبة، ولم يدر في خلده أنه سيكون ضحية صراعات وخلافات "ومافيات"، والمسألة هنا ليس في الذين حرموا بغير حق من الحج لهذا العام ،والذين قد تنجح"مافيات" الحج في منعهم من الحج في السنة القادمة، وهؤلاء الحجاج أرى أن عليهم أن يرفعوا صوتهم عالياً، ويقوموا برفع قضايا على كل من شارك في التلاعب في هذه القضية، حتى على الأقل، يشكل رادعاً مستقبلياً لهذه"المافيات" والتي تفتقر إلى أي وازع أخلاقي وضميري، من أجل كبح جماحها، على أمل تصفيتها مستقبلاً، حيث أن الفساد فرخ هياكل ومؤسسات، والمحاسبة هنا تحتاج إلى جهود جبارة ومسائلة ومحاسبه وقضاء نزيه ، وكل ذلك غير متوفر حتى اللحظة الراهنة.
والمسألة ليست وقفاً على هذه القضية، بل يجب الدقيق بشكل أساسي والتحقيق مع الذين يخرجون بشكل سنوي، للحج كمرافقين للحجاج، أو حصة للوزير الفلاني، أو الجهاز العلاني، أو مكرمة رئاسية، و غيرها، فهؤلاء عدا عن أنهم يأخذون أمكنة حجاج غلابا ينتظرون منذ سنوات، فهم يتقاضون رواتبهم، ويحجون مجاناً، ناهيك عن أن العديد منهم يتلقى بدل مادي لقاء ذهابه، باختصار هذا ملف يجب التحقيق فيه بشكل جدي ومن جميع جوانبه، ناهيك عن أن المسألة الخلافية بين حكومتي رام الله وغزة، هي السبب الرئيسي لما يتعرض له حجاجنا من بهدلة خروجاً ودخولاً، حيث أن حجاج غزة والذين خروجوا، عن طريق معبر "ايرز" لهذا العام ، تعرضوا إلى الكثير من" البهادل" من حيث عدم توفر السكن، وغياب المرشدين وغير ذلك، وحجاج القطاع الذين خرجوا وفق رغبة حكومة غزة عن طريق مغبر رفح، ما أن انتهت مناسك الحج حتى بدء البعض فلسطينياً، وقبل الاحتلال بالتطبيل والتزمير أن قيادات من حماس، استغلت موسم الحج لإدخال ملايين الدولارات للقطاع من خلال الحجاج.
وهذا بدوره انعكس على الحجاج والذين حتى اللحظة ما زالوا في عرض البحر وفي سفنهم يقاسون ويعانون، تحت رحمة هذه الحكومة العربية وتلك، فيما يخص العودة من خلال المعبر الذي خرجوا منه، أو الخضوع لإملاءات واشتراطات البعض بالعودة من خلال معابر أحرى، وما يحمله ذلك من مخاطر على العديد من الحجاج، مثل الاعتقال الأمني لهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهذه المسألة مهما كان الخلاف السياسي وحدته بين قطبي السياسة الفلسطينيين( حماس وفتح)، فمن الضروري أن يتم القفز عن هذه المسألة، وأن يكون هناك موقف فلسطيني موحد، بأن عودة حجاج القطاع يجب أن تكون من خلال معبر رفح، وليس التصيد والرقص على عذابات والآم الحجاج، وهنا يجب الإشارة إلى أن الأطراف العربية التي علاقة بهذه المسألة تتحمل مسؤولية كبرى في هذا الجانب، وعليها أن لا تخضع للإشتراطات والإملاءات الإسرائيلية والأمريكية في هذا الجانب، وقضية الحجاج هذه بالضرورة ،أن تشعل الضوء الأحمر أمام كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، وبالتحديد فتج وحماس ، أنه لا مناص من العودة للحوار وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وبدون ذلك فإن الجميع سيستمر في دفع الثمن، والخاسر الوحيد هو شعبنا الفلسطيني شعب وأرض وهوية وحقوق ومنجزات ومكتسبات، والمستفيد الوحيد هم أعداء شعبنا الفلسطيني وفي مقدمتهم الإحتلال الإسرائيلي .
القدس – فلسطين
Quds.45@gmail.com
القدس – فلسطين
Quds.45@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق