لاحظ س. حداد
أسئلة برسم المعارضة اللبنانية
ودعوة إلى الموالاة..
12 ديسمبر 2007
إن الشعب اللبناني سئم حتى التقـزُّز من "هرقة" أطراف المعارضة التي تدعي اللبنانية، وسئم أكثر من الصبر ولا يجد السلوان على "ميوعة" المولاة.. وكأنما لبنان أضحى رقعة شطرنج لا تنتج أفكارُ لاعبيها سوى الخطط العسكرية للانتصار..
رئيس المعارضة، رئيس مجلس النواب يتعدى يومياً على صلاحياته الدستورية وفي آن يكيل التهم والفكاهات حول كل رأي أو طرحٍ يُطرح.. وهو يسترخي سعيداً باستقبال كبار القوم وصغارهم فيشعر بلَـذّة السلطة فيزداد تسلُّطاً.. يعطيكَ من طرف اللسان حلاوةً لا يلبث أن "يُعلقمها" تلَـذُّذاً.. هكذا تكون القادة والزعامات.. خداع في خداع وليذهب الدستور إلى الجحيم.. وفي النتيجة: لا كانت الرئاسة ولا كان الوطن! هناك الاستاذ...، نوجه إليه الأسئلة التالية:
1- مَن أقامَكَ قيّماً على الدستور لم يعطِكَ الحق لتعطيله.. وحده المجلس النيابي، الذي أنتَ موظفاً متخصصاً في إدارة جلساته، له حق التصرف بالدستور.. فلماذا لا تُشرّع أبوابه أمام ممثلي الأمة اللبنانية كي يقوموا بواجباتهم الدستورية ويناقشوا أزمةً استفحلت منذ أن استعضت عن الدستور بطاولةِ حوار الطرشان؟
2- تُلبّي الموالاة رغباتك وتختار اختيارك.. قائد الجيش! وكأنكَ ترى في انتخابه واستلامه سلطاته يُبطلُ انحدارياً من ذروةِ مجدك إلى نور الواقع في موقعك الاثني عشري قسريَـاً.. إنه التماهي في الدكتاتورية السياسية لم نظنُّ يوماً أنها تليق برئيس مجلس الأمة اللبنانية ولم نرى أة نسمع بمثيلها، لا في لبنان ولا في أي بلدٍ في العالم.. إنها أشبه بالبلطجة والشوفينية وهي ليست فيك!
3- تصرُّ إصراراً غريباً على عدم شرعية الحكومة أو عـدم ميثاقيتها، سَمِّها ما شئت.. لماذا سحبتَ وزرائكَ منها وأفقدتها ميثاقيتها؟ بل لما لا تعيدُهم إليها فتصبح شرعية وَ وَ الخ..؟ إنه الابتزاز في أبهى صوره وهو ليس من شيَمَك!
4- على الحكومة أن تستقيل! هذا آخر ابتكاراتك.. تُرى إلى مَن يُقدم رئيس الحكومة استقالة حكومته فيقبلها ويكلفها تصريف الأعمال؟ أَ..إليك؟ أليس هذا خرق فاضح للدستور.. في نظر العالم أنتَ المسئول الأكبر عن تعطيل الدستور ولن تشفع بكَ همايونيات الأغراب والأقرباء والأصدقاء .. الجميع ذاهب والشعب باقٍ لمحاسبتك!
5- أَمِنَ المُشرِّف لمن يُفترض به إدارة مجلس الأمة أن يتوارى خلف رئاسته الحزبية فيعطل البلاد ويحتجز العباد.. نُذكّرك: ألَم تكن أنتَ من اعتصم في المجلس النيابي اعتراضاً على احتجاز إسرائيل وطنكَ، فكيف ومَن سيرفع يديكَ عن ارتهانَكَ وطنكَ لجلاوزة الشيطان وسمعان الساحر..؟ كلُّ دخيل زائل والأصيل بـاقٍ!
6- إن مَن آمنَ بكَ ووثقَ بتعهداتك السير في ركاب الحل الذي يقترح ويضع.. قد يغفر إساءَتكَ لكنه قد لا ينساها، وهو المؤمن، بل كبير المؤمنين بلبنان، الذي لُـدِغَ مرتين على الأقل.. فكيفَ بباقي اللبنانيين؟
7- لا تُريدنا أن نصدق أنكَ استنزفتَ كل طاقات الحكمة التي عرفناها فيك وبتَّ فعلاً، على ما نسمع، في انتظار إشارةٍ تأتي من ربى بردى وايوان أنو شروان- نذكرك أن في لبنان كثيرياتٍ هُـنَّ شبيهات فتاة بذرجمهر.. فلماذا لا تكسر الجرَّة اللبنانية بعد أن كسرت مزراب العين؟
الرئيس الآخر للمعارضة، المختفي لن نتعرض له لكن مُكرَّرَهُ هو من يشغل الدنيا بمواقفَ ما كانت لتنهمر على رؤوس الناس لولا دعم ذاك المُتَخفي.. لهذا المُكَرر نسأل:
أ- جميع مطالبك ذات وجه حق، إن في الإصلاح والتغيير أو في استرجاع حقوق المسيحيين المغبونين.. لكن ليس من المنطق أن نستعمل ذات السلاح الذي استعمله ويستعمله من يدعون أنهم خلفاء السيد موسى الصدر لاستعادة حقوق المحرومين ويحوِّلونها إلى تسلّط مذهبي وعقيدي على كامل الدولة.. بئس الحقوق هذه إن أتت لمصلحة مذهب أو فئة قبل مصلحة الدولة.. دولة الجميع.. مذاهب وفئات!
ب- إن الصلف والتشبث بمبادراتٍ باتت لكثرة الترداد ممجوجة، لا بل موضوع إثارة لباقي المذاهب والفئات اللبنانية التي تبطن أكثر ما تُظهر من مشاعر الكبت والغبن الحرمان.. وهنا تأتي الخطورة الكبرى في إمكانية تفكيك الدولة وإحالتها إلى كانتونان مذهبية وفئوية تنتشر بعد حروب تغيير الأماكن.. فهل هذا المبتغى!
ت- إن التصلب وحب التملُّك والسيطرة والفوقية التي تتعامل بها مع باقي اللبنانيين، وخاصةً المسيحيين منهم، تدفع بالجميع دفعاً إلى مناوءَة طروحاتك.. ترى من من هؤلاء يرتضي التقوقع تحت رايتك البرتقالية ويتناسوا ألوان راية الوطن..
ث- يومَ صدَّق الناس طروحاتكَ "البشيرية" وهدرت جماهيرهم باتجاه القصر الرئاسي كانت أمواجهم تهتف للوطن وحمايةً لكَ.. هذا التدفق الجماهيري أوحى لكَ بقرب تحيقي حلمك في حكم لبنان.. لكن ما لبثَ أن خاب ظنهم فيكَ نتيجةَ ضرب المناطق، التي كانت تُسمّى غربية، وانتهت في ضرب المناطق الشرقية وأنتجت ما أنتجت من مآسي وتدمير بحق الجميع وخاصةً المسيحيين.. تأتي اليوم لتطالب بحقوق لهم كنت أنتَ المسبب الأكبر خسارتها وفي مسارعة دول الشرق والغرب لتسليم النظام السوري الوصاية التامة على الوطن!
واليوم، من جديد تعيد الكرّة ولكن اعتماداً على بقايا من صدّقوكَ في منفاك واتكالاً على قلَّة عقيدية، في طائفة لبنانية، لا تمت إلى عقائد الوطن بأية صلة بل حتى أنكرتها باقي طائفتها.. فهل تظن أن هذه القلّة العقيدية، وبعض المهووسين من بقايا الموالين للنظام السوري، سوف تأتيكَ بالرئاسة الحلم على كرسي من ذهب أسود يلوّث بياض قمم الوطن؟
ونذكركَ: هتلر، هيَّج وجيش الشعب الألماني المحبط من إذلال نتائج الحرب الكونية الأولى، كانت عقيدته : المانيا فوق الجميع! أما أنتَ فنرى غايتكَ تتبوتق في : الجنرال فوق الجميع! وليس لبنان وطن الجميع!
من هنا، ليس ما يردعك عن ضرب المسيحيين ببعضهم البعض بل ضرب الكل بالكل كي تبقى أنت سيدهم، بل لن تتوانى عن ضرب الدستور، وها أنتَ فاعلٌ، من أجل تحقيق حلمكَ.. نريد أن نستوضحكَ:
1- ماذا في طروحاتك لم ولا يطرحه المسيحيون مِمَن لا يجاروكَ سراعاً.. فلماذا محاولات الفرض والتسلّط لإرادتكَ عليهم؟ أليس من حق الكثيرين منهم الاحتفاظ برأيهم الخاص كما تفعل أم أنكَ تريدهم جنوداً وتحت إمرتك!
2- تحت فرضية تسهيل عمل النهج الجديد تريد أن تفرض على رئيس الجمهورية تنفيذ ما هو من صلاحياته دون حاجة إلى نصائح وتوجيهات أحد.. ثمَّ بكل بساطة تريد إقالة رئيس الجمهورية بعد سنتين! أتراهُ سيمثلكَ وحدك أم أنه سيكون رئيس كل اللبنانيين.. دعنا نقترح أن تُبْـتَكَرَ وظيفة دائمة لك بعنوان: "وصيّ على الجمهورية" فيكون بإمكانك تصويب وتحديد عمل كل وأي رئيس لهذه الجمهورية طالما بقيت حيّاً.. عندئذٍ لن تكن بحاجة إلى تغيير الدستور إلاّ مرة واحدة فقط! وسيكون بإمكانكَ طبعاً اعتبار ورقة تفاهمك مع حزب الله إلى دستور للدولة.
3- تشترط على المسلمين رفض رئاسة أحد أبنائهم لرئاسة الحكومة وتفرض عليهم اختياركَ لهذا المسلم.. حتى يومَ أن رئيس الجمهورية هو من يختار رئيس أو رؤساء حكومات العهد، كان المسلمون يقاطعون من لم يحوز على رضاهم.. تذكر اختيار الرئيس المرحوم سليمان فرنجية للسيد محمد أمين الحافظ الذي، رغم كبر عمامة والده، رفضت قيادات المسلمين ذاك الاختيار واعتبروه لا يمثلهم..
4- نسأل، من باب الفضول فقط، لماذا هذا العداء للشاب سعد الدين الحريري؟ أهوَ من باب الحيطة والحذر من صلابة أيمانه بلبنان، رغم طراوة عوده.. أم تريد أن تشابه حافظ الأسد في رفض والده لمجرد أن فكر في استعادة رونق النور إلى عاصمة البلاد.. أم تراكَ تريد إعادة المسلمين إلى أحضان العروبة السورية الناقصة بعد أن استعادوا أنفسهم من هكذا عروبة وارتموا في حضن عروبة لبنان الحقيقية!
5- نسأل أيضاً، لماذا هذا "التحطَّط" على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة؟ هذا الرجل الذي أنه دبلوماسي من الدرحة الأولى وقادَ الدولة في أسوء ظروف فرضها عليها المتفاهم معكَ، حزب الله.. أنتَ لم تقل للبنانيين ولو لمرةٍ واحدة، ماذا قدَّمتَ أنتَ للوطن سوى التنظيرات السورية النهج والتعقيدات لكل عمل معيق للدولة؟ أترى هذا الحقد الغريب على هذا الرجل متأتٍ من مجرد رفضه القبول بتولّيكَ وزارات ترغب فيها أم أنه الحسد من نجاحات كل لبناني؟
6- علينا أن نتساءل هنا ما إذا كان هدفك من تعطيل الدستور وانتخاب رئيس جديد للجمهورية ليس من أجل تعزيز موقعه بل، بعد فشلك في الاستيلاء عليه، من أجل إلغاء هذا موقع الرئاسة كلياً بغية شق البلد إلى نصفين ودولتين تكون إحداها لحزب الله والثانية لكَ! وإلاّ فكيف نفسّر إصراركَ على تكبيل يدي الرئيس العتيد بوثيقةِ تفاهمكَ مع هذا الحزب!
7- نريد أن نتفهَّم مدى الاحباط الذي يتملك هذا الرجل ويدفعه إلى رفع أسقف طلباته لكننا نرى أن نلفت إلى مدى الإحباط الذي يصيب اللبنانيين يومياً جرّاءَ الذي لا تني تهددهم بالانصياع إلى رغباتكَ تحت طائل إلغاء كيان وطنهم وفرض السيطرة المحلية والاقليمية عليه.. كل هذا بسبب فشلك في إقناع الغير ببرنامجك الاستفزازي الذي تجاوز كافة حدود المنطق والبيان وجميع العلوم السياسية والاستراتيجية! عافاكَ الله ونصحكَ ولعلك تقبل نصحه بعدَ أن رفضت شتى أنواع النصح العربية والدولية وخاصة الدينية!
أما الموالاة، فليس هناك الكثير من الكلام نوجهه لها، فقط ندعوا قادتها وأعضائها إلى وقف النزيف الحاصل لنصوص الدستور، فإذا ما ثابرتم على هذا المنوال من السلوك الدبلوماسي الذي بات العالم بأسره به عليماً وبادرتم إلى انتخاب رئيس للبلاد فكأنما أنتم بتُّم قاصرين.. فبعد جميع التنازلات السياسية من أجل استمرار الوطن خوفاً أو تخوفاً من تهديدات هذه المعارضة غير البنّاءة إطلاقاً، صارَ لزاماً عليكم استكمال عملية الانقاذ وانتخاب الرئيس الذي اخترتموه دون تردد سيما وأن خوفكم المبطن سوف لن يجد سبيلاً إلى الواقع، فاللبنانيون واعون تماماً لما يُحاك لوطنهم من مؤامرات..
صانك الله ... لبنان
أسئلة برسم المعارضة اللبنانية
ودعوة إلى الموالاة..
12 ديسمبر 2007
إن الشعب اللبناني سئم حتى التقـزُّز من "هرقة" أطراف المعارضة التي تدعي اللبنانية، وسئم أكثر من الصبر ولا يجد السلوان على "ميوعة" المولاة.. وكأنما لبنان أضحى رقعة شطرنج لا تنتج أفكارُ لاعبيها سوى الخطط العسكرية للانتصار..
رئيس المعارضة، رئيس مجلس النواب يتعدى يومياً على صلاحياته الدستورية وفي آن يكيل التهم والفكاهات حول كل رأي أو طرحٍ يُطرح.. وهو يسترخي سعيداً باستقبال كبار القوم وصغارهم فيشعر بلَـذّة السلطة فيزداد تسلُّطاً.. يعطيكَ من طرف اللسان حلاوةً لا يلبث أن "يُعلقمها" تلَـذُّذاً.. هكذا تكون القادة والزعامات.. خداع في خداع وليذهب الدستور إلى الجحيم.. وفي النتيجة: لا كانت الرئاسة ولا كان الوطن! هناك الاستاذ...، نوجه إليه الأسئلة التالية:
1- مَن أقامَكَ قيّماً على الدستور لم يعطِكَ الحق لتعطيله.. وحده المجلس النيابي، الذي أنتَ موظفاً متخصصاً في إدارة جلساته، له حق التصرف بالدستور.. فلماذا لا تُشرّع أبوابه أمام ممثلي الأمة اللبنانية كي يقوموا بواجباتهم الدستورية ويناقشوا أزمةً استفحلت منذ أن استعضت عن الدستور بطاولةِ حوار الطرشان؟
2- تُلبّي الموالاة رغباتك وتختار اختيارك.. قائد الجيش! وكأنكَ ترى في انتخابه واستلامه سلطاته يُبطلُ انحدارياً من ذروةِ مجدك إلى نور الواقع في موقعك الاثني عشري قسريَـاً.. إنه التماهي في الدكتاتورية السياسية لم نظنُّ يوماً أنها تليق برئيس مجلس الأمة اللبنانية ولم نرى أة نسمع بمثيلها، لا في لبنان ولا في أي بلدٍ في العالم.. إنها أشبه بالبلطجة والشوفينية وهي ليست فيك!
3- تصرُّ إصراراً غريباً على عدم شرعية الحكومة أو عـدم ميثاقيتها، سَمِّها ما شئت.. لماذا سحبتَ وزرائكَ منها وأفقدتها ميثاقيتها؟ بل لما لا تعيدُهم إليها فتصبح شرعية وَ وَ الخ..؟ إنه الابتزاز في أبهى صوره وهو ليس من شيَمَك!
4- على الحكومة أن تستقيل! هذا آخر ابتكاراتك.. تُرى إلى مَن يُقدم رئيس الحكومة استقالة حكومته فيقبلها ويكلفها تصريف الأعمال؟ أَ..إليك؟ أليس هذا خرق فاضح للدستور.. في نظر العالم أنتَ المسئول الأكبر عن تعطيل الدستور ولن تشفع بكَ همايونيات الأغراب والأقرباء والأصدقاء .. الجميع ذاهب والشعب باقٍ لمحاسبتك!
5- أَمِنَ المُشرِّف لمن يُفترض به إدارة مجلس الأمة أن يتوارى خلف رئاسته الحزبية فيعطل البلاد ويحتجز العباد.. نُذكّرك: ألَم تكن أنتَ من اعتصم في المجلس النيابي اعتراضاً على احتجاز إسرائيل وطنكَ، فكيف ومَن سيرفع يديكَ عن ارتهانَكَ وطنكَ لجلاوزة الشيطان وسمعان الساحر..؟ كلُّ دخيل زائل والأصيل بـاقٍ!
6- إن مَن آمنَ بكَ ووثقَ بتعهداتك السير في ركاب الحل الذي يقترح ويضع.. قد يغفر إساءَتكَ لكنه قد لا ينساها، وهو المؤمن، بل كبير المؤمنين بلبنان، الذي لُـدِغَ مرتين على الأقل.. فكيفَ بباقي اللبنانيين؟
7- لا تُريدنا أن نصدق أنكَ استنزفتَ كل طاقات الحكمة التي عرفناها فيك وبتَّ فعلاً، على ما نسمع، في انتظار إشارةٍ تأتي من ربى بردى وايوان أنو شروان- نذكرك أن في لبنان كثيرياتٍ هُـنَّ شبيهات فتاة بذرجمهر.. فلماذا لا تكسر الجرَّة اللبنانية بعد أن كسرت مزراب العين؟
الرئيس الآخر للمعارضة، المختفي لن نتعرض له لكن مُكرَّرَهُ هو من يشغل الدنيا بمواقفَ ما كانت لتنهمر على رؤوس الناس لولا دعم ذاك المُتَخفي.. لهذا المُكَرر نسأل:
أ- جميع مطالبك ذات وجه حق، إن في الإصلاح والتغيير أو في استرجاع حقوق المسيحيين المغبونين.. لكن ليس من المنطق أن نستعمل ذات السلاح الذي استعمله ويستعمله من يدعون أنهم خلفاء السيد موسى الصدر لاستعادة حقوق المحرومين ويحوِّلونها إلى تسلّط مذهبي وعقيدي على كامل الدولة.. بئس الحقوق هذه إن أتت لمصلحة مذهب أو فئة قبل مصلحة الدولة.. دولة الجميع.. مذاهب وفئات!
ب- إن الصلف والتشبث بمبادراتٍ باتت لكثرة الترداد ممجوجة، لا بل موضوع إثارة لباقي المذاهب والفئات اللبنانية التي تبطن أكثر ما تُظهر من مشاعر الكبت والغبن الحرمان.. وهنا تأتي الخطورة الكبرى في إمكانية تفكيك الدولة وإحالتها إلى كانتونان مذهبية وفئوية تنتشر بعد حروب تغيير الأماكن.. فهل هذا المبتغى!
ت- إن التصلب وحب التملُّك والسيطرة والفوقية التي تتعامل بها مع باقي اللبنانيين، وخاصةً المسيحيين منهم، تدفع بالجميع دفعاً إلى مناوءَة طروحاتك.. ترى من من هؤلاء يرتضي التقوقع تحت رايتك البرتقالية ويتناسوا ألوان راية الوطن..
ث- يومَ صدَّق الناس طروحاتكَ "البشيرية" وهدرت جماهيرهم باتجاه القصر الرئاسي كانت أمواجهم تهتف للوطن وحمايةً لكَ.. هذا التدفق الجماهيري أوحى لكَ بقرب تحيقي حلمك في حكم لبنان.. لكن ما لبثَ أن خاب ظنهم فيكَ نتيجةَ ضرب المناطق، التي كانت تُسمّى غربية، وانتهت في ضرب المناطق الشرقية وأنتجت ما أنتجت من مآسي وتدمير بحق الجميع وخاصةً المسيحيين.. تأتي اليوم لتطالب بحقوق لهم كنت أنتَ المسبب الأكبر خسارتها وفي مسارعة دول الشرق والغرب لتسليم النظام السوري الوصاية التامة على الوطن!
واليوم، من جديد تعيد الكرّة ولكن اعتماداً على بقايا من صدّقوكَ في منفاك واتكالاً على قلَّة عقيدية، في طائفة لبنانية، لا تمت إلى عقائد الوطن بأية صلة بل حتى أنكرتها باقي طائفتها.. فهل تظن أن هذه القلّة العقيدية، وبعض المهووسين من بقايا الموالين للنظام السوري، سوف تأتيكَ بالرئاسة الحلم على كرسي من ذهب أسود يلوّث بياض قمم الوطن؟
ونذكركَ: هتلر، هيَّج وجيش الشعب الألماني المحبط من إذلال نتائج الحرب الكونية الأولى، كانت عقيدته : المانيا فوق الجميع! أما أنتَ فنرى غايتكَ تتبوتق في : الجنرال فوق الجميع! وليس لبنان وطن الجميع!
من هنا، ليس ما يردعك عن ضرب المسيحيين ببعضهم البعض بل ضرب الكل بالكل كي تبقى أنت سيدهم، بل لن تتوانى عن ضرب الدستور، وها أنتَ فاعلٌ، من أجل تحقيق حلمكَ.. نريد أن نستوضحكَ:
1- ماذا في طروحاتك لم ولا يطرحه المسيحيون مِمَن لا يجاروكَ سراعاً.. فلماذا محاولات الفرض والتسلّط لإرادتكَ عليهم؟ أليس من حق الكثيرين منهم الاحتفاظ برأيهم الخاص كما تفعل أم أنكَ تريدهم جنوداً وتحت إمرتك!
2- تحت فرضية تسهيل عمل النهج الجديد تريد أن تفرض على رئيس الجمهورية تنفيذ ما هو من صلاحياته دون حاجة إلى نصائح وتوجيهات أحد.. ثمَّ بكل بساطة تريد إقالة رئيس الجمهورية بعد سنتين! أتراهُ سيمثلكَ وحدك أم أنه سيكون رئيس كل اللبنانيين.. دعنا نقترح أن تُبْـتَكَرَ وظيفة دائمة لك بعنوان: "وصيّ على الجمهورية" فيكون بإمكانك تصويب وتحديد عمل كل وأي رئيس لهذه الجمهورية طالما بقيت حيّاً.. عندئذٍ لن تكن بحاجة إلى تغيير الدستور إلاّ مرة واحدة فقط! وسيكون بإمكانكَ طبعاً اعتبار ورقة تفاهمك مع حزب الله إلى دستور للدولة.
3- تشترط على المسلمين رفض رئاسة أحد أبنائهم لرئاسة الحكومة وتفرض عليهم اختياركَ لهذا المسلم.. حتى يومَ أن رئيس الجمهورية هو من يختار رئيس أو رؤساء حكومات العهد، كان المسلمون يقاطعون من لم يحوز على رضاهم.. تذكر اختيار الرئيس المرحوم سليمان فرنجية للسيد محمد أمين الحافظ الذي، رغم كبر عمامة والده، رفضت قيادات المسلمين ذاك الاختيار واعتبروه لا يمثلهم..
4- نسأل، من باب الفضول فقط، لماذا هذا العداء للشاب سعد الدين الحريري؟ أهوَ من باب الحيطة والحذر من صلابة أيمانه بلبنان، رغم طراوة عوده.. أم تريد أن تشابه حافظ الأسد في رفض والده لمجرد أن فكر في استعادة رونق النور إلى عاصمة البلاد.. أم تراكَ تريد إعادة المسلمين إلى أحضان العروبة السورية الناقصة بعد أن استعادوا أنفسهم من هكذا عروبة وارتموا في حضن عروبة لبنان الحقيقية!
5- نسأل أيضاً، لماذا هذا "التحطَّط" على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة؟ هذا الرجل الذي أنه دبلوماسي من الدرحة الأولى وقادَ الدولة في أسوء ظروف فرضها عليها المتفاهم معكَ، حزب الله.. أنتَ لم تقل للبنانيين ولو لمرةٍ واحدة، ماذا قدَّمتَ أنتَ للوطن سوى التنظيرات السورية النهج والتعقيدات لكل عمل معيق للدولة؟ أترى هذا الحقد الغريب على هذا الرجل متأتٍ من مجرد رفضه القبول بتولّيكَ وزارات ترغب فيها أم أنه الحسد من نجاحات كل لبناني؟
6- علينا أن نتساءل هنا ما إذا كان هدفك من تعطيل الدستور وانتخاب رئيس جديد للجمهورية ليس من أجل تعزيز موقعه بل، بعد فشلك في الاستيلاء عليه، من أجل إلغاء هذا موقع الرئاسة كلياً بغية شق البلد إلى نصفين ودولتين تكون إحداها لحزب الله والثانية لكَ! وإلاّ فكيف نفسّر إصراركَ على تكبيل يدي الرئيس العتيد بوثيقةِ تفاهمكَ مع هذا الحزب!
7- نريد أن نتفهَّم مدى الاحباط الذي يتملك هذا الرجل ويدفعه إلى رفع أسقف طلباته لكننا نرى أن نلفت إلى مدى الإحباط الذي يصيب اللبنانيين يومياً جرّاءَ الذي لا تني تهددهم بالانصياع إلى رغباتكَ تحت طائل إلغاء كيان وطنهم وفرض السيطرة المحلية والاقليمية عليه.. كل هذا بسبب فشلك في إقناع الغير ببرنامجك الاستفزازي الذي تجاوز كافة حدود المنطق والبيان وجميع العلوم السياسية والاستراتيجية! عافاكَ الله ونصحكَ ولعلك تقبل نصحه بعدَ أن رفضت شتى أنواع النصح العربية والدولية وخاصة الدينية!
أما الموالاة، فليس هناك الكثير من الكلام نوجهه لها، فقط ندعوا قادتها وأعضائها إلى وقف النزيف الحاصل لنصوص الدستور، فإذا ما ثابرتم على هذا المنوال من السلوك الدبلوماسي الذي بات العالم بأسره به عليماً وبادرتم إلى انتخاب رئيس للبلاد فكأنما أنتم بتُّم قاصرين.. فبعد جميع التنازلات السياسية من أجل استمرار الوطن خوفاً أو تخوفاً من تهديدات هذه المعارضة غير البنّاءة إطلاقاً، صارَ لزاماً عليكم استكمال عملية الانقاذ وانتخاب الرئيس الذي اخترتموه دون تردد سيما وأن خوفكم المبطن سوف لن يجد سبيلاً إلى الواقع، فاللبنانيون واعون تماماً لما يُحاك لوطنهم من مؤامرات..
صانك الله ... لبنان
التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق