راسم عبيدات
المناضلان صدقي المقت وسيطان الولي
شموع على طريق الحرية
....... ترسخت في أذهان شعبنا الفلسطيني، أن الدروز في فلسطين،هم جزء من ادوات الاحتلال وأجهزته القامعة لشعبنا الفلسطيني،بل هم أشد قسوة وغلاظة على أبناء جلدتهم ،هذا إذا كان مثل هذه النوعيات تمت للعروبة بصلة أصلاً، ولكن أحفاد المناضل والقائد سلطان باشا الأطرش ،من احرار الجولان العربي السوري المحتل، قالوا كلمتهم بقومية وشرعية النضال ضد الاحتلال، وأن الفئة المتنكرة لعروبتها وقوميتها وجذورها من هذه الطائفة، يجب أن لا تأخذ حجة على دروز الجولان ومواقفهم العربية الأصيلة،تماما كما حال دروز فلسطين، والجميع يعرف الشاعر الفلسطيني سميح القاسم ، ودوره وتاريخه في مقاومة ومقارعة الاحتلال، وغيرهم من أبناء شعبنا الفلسطيني من الطائفة الدرزية، والذين تعرضوا للاعتقال لمواقفهم ودورهم في رفض الاحتلال ومقاومته، وهذا أيضاً ينطبق على دروز لبنان، حيث لا يحق لنا بالمطلق أن نأخذ وليد جنبلاط ،زعيم ما يسمى بالحزب التقدمي الاشتراكي، المتخاذل والمتنكر لعروبته وقوميته، وتاريخ ونضالات والده الشهيد المناضل كمال جنبلاط حجة على دروز لبنان، فالكل يعرف أن الشهيد كمال جنبلاط كان قومياً وعروبياً ووطنياً من الدرجة الأولى، حيث وقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية ، ومع حقها في الوجود على أرض لبنان والمقاومة انطلاقاً من أراضيه، وهذا حال أبناء الجولان العربي، حيث وقفوا وتصدوا لكل الذين تعاطوا وتساوقوا مع الاحتلال في قرار ضم الجولان عام 1982، وفرضوا عليهم العزلة والمقاطعة الاجتماعية والحرمان الديني، وقد رأي الشباب الجولاني المتحمس ، أن الرد على قرار الاحتلال باعتبار الجولان جزء من إسرائيل، هو من خلال الفعل النضالي والكفاحي المقاوم والميداني والذي يجب أن يأخذ شكل العمل العسكري والعنفي، وكان المناضلان صدقي المقت وسيطان الولي وغيرهم من أحرار الجولان، من شباب حركة المقاومة السرية ، رأس الحربة لهذا الشكل النضالي، والاحتلال رأى في هذا الشكل النضالي تطوراً نوعياً وخطيراً، وأنه لا بد من محاربته وقمعه ومحاصرته ، قبل أن ينمو ويتطور ويتجذر بين أهل الجولان ، ومن هنا فإن الأجهزة الأمنية الاحتلالية استنفرت من أجل كشف هذه الخلايا السرية ، وفي الوقت الذي كانت فيه حركة المقاومة السرية تتبلور وتؤطر وتنظم نفسها ، وتعبر عن ذلك من خلال العمل العسكري المقاوم، داهمتها أجهزة الاحتلال الاستخباراتيه ، وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوفها ، طالت عدداً لا بأس به من شباب الحركة، وكان الرفاق المناضلون صدقي المقت وسيطان الولي من بين المعتقلين ،وليبداؤا رحلتهم الاعتقالية وهم في ريعان شبابهم منذ عام 1985 ، وحتى اللحظة الراهنة، وعلى ما زلت أذكر إنني التقيت هؤلاء الرفاق في معتقل الرملة عام 1986 ، حيث قدمت إليه مرحلاً من سجن بئر السبع حيث أضربنا تضامناً مع الرفيق محمود العجرمي ،والذي انتهت مدة محكوميته منذ أكثر من عام ولم يتم إطلاق سراحه، تحت وحجج وذرائع أن الدول العربية المجاورة ترفض استقباله على أراضيها ، وبالمناسبة هو أحد أسرى الدوريات، وفي سجن الرملة اختار رفاق الجولان العيش، تحت إطار الجبهة الشعبية ، قبل أن تتبلور حركة المقاومة السرية كتنظيم اعتقالي مستمر،وهؤلاء الرفاق حالهم كحال رفاق الجبهة الشعبية، كانت هويتهم الفكرية الماركسية – اللينينية، ومؤمنين بقومية المعركة ووحدة الهدف والمصير، وان تحرير فلسطين والجولان وغيرها من الأراضي العربية المحتلة ، غير ممكن دون توحد العرب، فالقطرية أعجز من أن تحرر أوطان أو إنسان، وأنا أذكر ولعلهم هم يذكرون، كم هم كانوا متعطشين لتلقي وتعلم وهضم الأفكار الثورية،وترجمتها إلى فعل وممارسة في الواقع، وفي إطار الجلسات السياسية والفكرية والأمنية ،التي كان يتلقاها أعضاء الجبهة الشعبية، كان هم جزء فاعل وأساسي من هذه الجلسات، وكنت أدير وأشرف على قسم من هذه الجلسات، ولتفرق بيننا إدارات السجون ، لكي أعود وألتقي بهؤلاء الرفاق في سجن شطة عام 2002 ، وفي زيارتي لهؤلاء الرفاق في غرفتهم رقم 2 في معتقل شطة، كان اللقاء حاراً وتحدثنا مطولاً وتناقشنا حول الوضعين العربي والفلسطيني،وتحديداً حول أزمة اليسار الفلسطيني، ولماذا تراجعت الجبهة الشعبية وغيرها من قوى اليسار الأخرى العربية والفلسطينية، وسألوا واستفسروا عن الكثير من الرفاق، ولماذا الرفيق الفلاني مستنكف، ولماذا عدد لا بأس به من الرفاق خارج العمل الحزبي؟؟، وهل هناك مستقبل لليسار العربي والفلسطيني، وخصوصاً بعد انهيار حواضن أساسية لهذا الفكر، وما تشهده المنطقة من مد وتنامي للفكر الإسلامي ، وحقيقة كان الرفاق يتحدثون بألم وحسرة عن ما آلت إليه أوضاع الجبهة الشعبية في تلك المرحلة، وخاصة أنه ما أن عقد المؤتمر السادس للجبهة في تموز /2000 ، وبدأت العجلة بالدوران، والأزمة أخذت جزء من عناصرها ومكوناتها بالتفكك والتحلل، حتى داهمت الانتفاضة الثانية الفلسطينية الجبهة الشعبية ،كما داهمت غيرها من القوى الفلسطينية، قبل أن تستعيد عافيتها، ولكن الجبهة الشعبية ألقت بثقلها في الانتفاضة الشعبية،ولعبت دوراً هاما ًبها، وا ستشعر الاحتلال خطورة الدور والفعل للجبهة الشعبية، وأقدم عي اغتيال أمينها العام القائد الشهيد أبو علي مصطفى في 27/8/2007 ، ظاناً أنه باغتيال الرفيق أبو علي سينجح في تفكيك الجبهة الشعبية، وإنهاء دورها وفعلها الكفاحي والنضالي، وكذلك موجهاً رسالة لباقى القوى الفلسطينية، أن كل من يحاول ويعمل على التحريض على العمل المقاوم سيلقى نفس المصير الذي لقيه الرفيق أبو علي مصطفى.
وبالعودة للرفاق صدقي المقت وسيطان الولي، فواضح جداً أنه رغم عمق المعاناة والألم ،إلا أن هؤلاء الرفاق بقي ثابتين على مبادئهم، وتوسعت خبراتهم ومداركهم واكتسبوا الشيء الكثير الكثير من الثقافة والمعرفة، وهم غير نادمين أو آسفين ولو للحظة واحدة على ما قدموه من نضالات وتضحيات، بل أنك تلمس أنهم وحتى رغم طول المدة، وفي الوقت الذي أمضوا فيه أكثر بكثير من ثلثي مدة حكمهم البالغة سبعة وعشرين عاماً، إلا أنهم كانوا رافضين أن يتوجهوا إلى المحاكم الصهيونية المسماة بمحاكم ثلث المدة ، لكون هذه المحاكم صورية، وجزء من أجهزة الاحتلال القمعية، والمحكومة بقرارات وتوجيهات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وبالتالي التوجه لها مضيعة للوقت واعتراف بشرعيتها وديمقراطيتها المزعومة.
وفي الختام يبقى المقت والولي وغيرهم من المناضلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال مشاعل حرية، وواجب كل الأمة اتجاههم احتضانهم ورعايتهم، وبذل كل الجهود واستخدام كل الوسائل من أجل تأمين الإفراج عنهم .
القدس – فلسطين
شموع على طريق الحرية
....... ترسخت في أذهان شعبنا الفلسطيني، أن الدروز في فلسطين،هم جزء من ادوات الاحتلال وأجهزته القامعة لشعبنا الفلسطيني،بل هم أشد قسوة وغلاظة على أبناء جلدتهم ،هذا إذا كان مثل هذه النوعيات تمت للعروبة بصلة أصلاً، ولكن أحفاد المناضل والقائد سلطان باشا الأطرش ،من احرار الجولان العربي السوري المحتل، قالوا كلمتهم بقومية وشرعية النضال ضد الاحتلال، وأن الفئة المتنكرة لعروبتها وقوميتها وجذورها من هذه الطائفة، يجب أن لا تأخذ حجة على دروز الجولان ومواقفهم العربية الأصيلة،تماما كما حال دروز فلسطين، والجميع يعرف الشاعر الفلسطيني سميح القاسم ، ودوره وتاريخه في مقاومة ومقارعة الاحتلال، وغيرهم من أبناء شعبنا الفلسطيني من الطائفة الدرزية، والذين تعرضوا للاعتقال لمواقفهم ودورهم في رفض الاحتلال ومقاومته، وهذا أيضاً ينطبق على دروز لبنان، حيث لا يحق لنا بالمطلق أن نأخذ وليد جنبلاط ،زعيم ما يسمى بالحزب التقدمي الاشتراكي، المتخاذل والمتنكر لعروبته وقوميته، وتاريخ ونضالات والده الشهيد المناضل كمال جنبلاط حجة على دروز لبنان، فالكل يعرف أن الشهيد كمال جنبلاط كان قومياً وعروبياً ووطنياً من الدرجة الأولى، حيث وقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية ، ومع حقها في الوجود على أرض لبنان والمقاومة انطلاقاً من أراضيه، وهذا حال أبناء الجولان العربي، حيث وقفوا وتصدوا لكل الذين تعاطوا وتساوقوا مع الاحتلال في قرار ضم الجولان عام 1982، وفرضوا عليهم العزلة والمقاطعة الاجتماعية والحرمان الديني، وقد رأي الشباب الجولاني المتحمس ، أن الرد على قرار الاحتلال باعتبار الجولان جزء من إسرائيل، هو من خلال الفعل النضالي والكفاحي المقاوم والميداني والذي يجب أن يأخذ شكل العمل العسكري والعنفي، وكان المناضلان صدقي المقت وسيطان الولي وغيرهم من أحرار الجولان، من شباب حركة المقاومة السرية ، رأس الحربة لهذا الشكل النضالي، والاحتلال رأى في هذا الشكل النضالي تطوراً نوعياً وخطيراً، وأنه لا بد من محاربته وقمعه ومحاصرته ، قبل أن ينمو ويتطور ويتجذر بين أهل الجولان ، ومن هنا فإن الأجهزة الأمنية الاحتلالية استنفرت من أجل كشف هذه الخلايا السرية ، وفي الوقت الذي كانت فيه حركة المقاومة السرية تتبلور وتؤطر وتنظم نفسها ، وتعبر عن ذلك من خلال العمل العسكري المقاوم، داهمتها أجهزة الاحتلال الاستخباراتيه ، وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوفها ، طالت عدداً لا بأس به من شباب الحركة، وكان الرفاق المناضلون صدقي المقت وسيطان الولي من بين المعتقلين ،وليبداؤا رحلتهم الاعتقالية وهم في ريعان شبابهم منذ عام 1985 ، وحتى اللحظة الراهنة، وعلى ما زلت أذكر إنني التقيت هؤلاء الرفاق في معتقل الرملة عام 1986 ، حيث قدمت إليه مرحلاً من سجن بئر السبع حيث أضربنا تضامناً مع الرفيق محمود العجرمي ،والذي انتهت مدة محكوميته منذ أكثر من عام ولم يتم إطلاق سراحه، تحت وحجج وذرائع أن الدول العربية المجاورة ترفض استقباله على أراضيها ، وبالمناسبة هو أحد أسرى الدوريات، وفي سجن الرملة اختار رفاق الجولان العيش، تحت إطار الجبهة الشعبية ، قبل أن تتبلور حركة المقاومة السرية كتنظيم اعتقالي مستمر،وهؤلاء الرفاق حالهم كحال رفاق الجبهة الشعبية، كانت هويتهم الفكرية الماركسية – اللينينية، ومؤمنين بقومية المعركة ووحدة الهدف والمصير، وان تحرير فلسطين والجولان وغيرها من الأراضي العربية المحتلة ، غير ممكن دون توحد العرب، فالقطرية أعجز من أن تحرر أوطان أو إنسان، وأنا أذكر ولعلهم هم يذكرون، كم هم كانوا متعطشين لتلقي وتعلم وهضم الأفكار الثورية،وترجمتها إلى فعل وممارسة في الواقع، وفي إطار الجلسات السياسية والفكرية والأمنية ،التي كان يتلقاها أعضاء الجبهة الشعبية، كان هم جزء فاعل وأساسي من هذه الجلسات، وكنت أدير وأشرف على قسم من هذه الجلسات، ولتفرق بيننا إدارات السجون ، لكي أعود وألتقي بهؤلاء الرفاق في سجن شطة عام 2002 ، وفي زيارتي لهؤلاء الرفاق في غرفتهم رقم 2 في معتقل شطة، كان اللقاء حاراً وتحدثنا مطولاً وتناقشنا حول الوضعين العربي والفلسطيني،وتحديداً حول أزمة اليسار الفلسطيني، ولماذا تراجعت الجبهة الشعبية وغيرها من قوى اليسار الأخرى العربية والفلسطينية، وسألوا واستفسروا عن الكثير من الرفاق، ولماذا الرفيق الفلاني مستنكف، ولماذا عدد لا بأس به من الرفاق خارج العمل الحزبي؟؟، وهل هناك مستقبل لليسار العربي والفلسطيني، وخصوصاً بعد انهيار حواضن أساسية لهذا الفكر، وما تشهده المنطقة من مد وتنامي للفكر الإسلامي ، وحقيقة كان الرفاق يتحدثون بألم وحسرة عن ما آلت إليه أوضاع الجبهة الشعبية في تلك المرحلة، وخاصة أنه ما أن عقد المؤتمر السادس للجبهة في تموز /2000 ، وبدأت العجلة بالدوران، والأزمة أخذت جزء من عناصرها ومكوناتها بالتفكك والتحلل، حتى داهمت الانتفاضة الثانية الفلسطينية الجبهة الشعبية ،كما داهمت غيرها من القوى الفلسطينية، قبل أن تستعيد عافيتها، ولكن الجبهة الشعبية ألقت بثقلها في الانتفاضة الشعبية،ولعبت دوراً هاما ًبها، وا ستشعر الاحتلال خطورة الدور والفعل للجبهة الشعبية، وأقدم عي اغتيال أمينها العام القائد الشهيد أبو علي مصطفى في 27/8/2007 ، ظاناً أنه باغتيال الرفيق أبو علي سينجح في تفكيك الجبهة الشعبية، وإنهاء دورها وفعلها الكفاحي والنضالي، وكذلك موجهاً رسالة لباقى القوى الفلسطينية، أن كل من يحاول ويعمل على التحريض على العمل المقاوم سيلقى نفس المصير الذي لقيه الرفيق أبو علي مصطفى.
وبالعودة للرفاق صدقي المقت وسيطان الولي، فواضح جداً أنه رغم عمق المعاناة والألم ،إلا أن هؤلاء الرفاق بقي ثابتين على مبادئهم، وتوسعت خبراتهم ومداركهم واكتسبوا الشيء الكثير الكثير من الثقافة والمعرفة، وهم غير نادمين أو آسفين ولو للحظة واحدة على ما قدموه من نضالات وتضحيات، بل أنك تلمس أنهم وحتى رغم طول المدة، وفي الوقت الذي أمضوا فيه أكثر بكثير من ثلثي مدة حكمهم البالغة سبعة وعشرين عاماً، إلا أنهم كانوا رافضين أن يتوجهوا إلى المحاكم الصهيونية المسماة بمحاكم ثلث المدة ، لكون هذه المحاكم صورية، وجزء من أجهزة الاحتلال القمعية، والمحكومة بقرارات وتوجيهات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وبالتالي التوجه لها مضيعة للوقت واعتراف بشرعيتها وديمقراطيتها المزعومة.
وفي الختام يبقى المقت والولي وغيرهم من المناضلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال مشاعل حرية، وواجب كل الأمة اتجاههم احتضانهم ورعايتهم، وبذل كل الجهود واستخدام كل الوسائل من أجل تأمين الإفراج عنهم .
القدس – فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق