محمد عيداروس
ليس دفاعاً عن ال "هيفا أكره أن يبني العسكر ثكناتهم بين الكلمات.. أو أن يجعلوا من الحروف شماعات يعلقون عليها ملابسهم الرسمية قبل أن يخلدوا للنوم في وقت الظهيرة.. أكره أن تتطاير الرصاصات فوق رأس من يفكر ويقرأ فيلقي بنفسه فوقها ويدفن رأسه في أحضان الأوراق.. أرفض أن تمسك بمعصمي القيود حتي لو كانت ستمنع أناملي من أن تكويها النيران.. وأكره أن أعيش حياتي مراهقاً متنقلاً بين وصاية أهلي والقانون والراشدين من أصحاب السلطة.. أؤمن برباعية صلاح جاهين إلا قليلاً.
البط شال عدي الجبال والبحور
وأنا قلبي فج هج زي الطيور
أوصيك ياربي لما أموت والنبي
ماتودنيش الجنة للجنة سور
أعلم أن كلامي قد لا يعجب الكثيرين ممن يقفون عند حدود المعاني رافضين النفاذ للعمق.. لكنه تعبير تلقائي عن كل من يمتهنون الكلمات.. ويحترفون الفكر ويشغلون أنفسهم بالحرية.. الذين لا يجيدون الحياة تحت الحصار.. ولا يستطيعون التفكير وسيف الرقابة مسلط علي عقولهم.. لهذا فنحن ضد المنع بكل أشكاله ونرفض الحصار بكل معانيه.. فالقلم الأحمر الذي يشطب السييء.. هو نفسه سيمحو الجيد.. والمقص الذي يستأصل الوجع.. قد يقطع الرأس.. خاصة إذا أمسك به "حلاق صحة".
الأسبوع الماضي أصدرت السلطات السورية قراراً بمنع دخول قائمة طويلة من الفنانات لأراضيها تتضمن هيفاء وهبي. إليسا. روبي وغيرهن بداعي الحفاظ علي القيم والتقاليد وأنهن يروجن للابتذال والعري بعيداً عن الفن.. والقرار في ظاهره إيجابي يحض علي الفضيلة وينقي الفن من الشوائب التي علقت به خلال السنوات الماضية.. لكن ما وراء القرار مرعب.. حيث أعطي الحق لأصحاب السلطة في البلد الشقيق لكي يكونوا أوصياء علي الناس.. يفكرون عنهم ويقررون لهم حتي ساعات اللهو وطرق الاستمتاع بها.. القرار يعطي الحق للسلطات الرسمية في أن تعصب أعيننا وتضع أصابعها الغليظة في آذاننا وربما تقص ألسنتنا فيما بعد.. أنا لا أدافع عن هيفاء وفرقتها.. لكنني أدافع عن حقي في أن أختار ما أشاهده وما أرفضه.. أدافع عن أياد أدمت معاصمها قيود المنع والرفض.. أقاتل من أجل حق الشعوب في أن تجرب وتخطيء حتي تصل للصواب في كل الأشياء بداية من السياسة ونهاية بمشاهدة هيفاء وهبي.. فما أسهل أن تضرب السلطة علي يد الناس وهم يديرون مؤشر التليفزيون الرسمي وتقول لهم "كُخ".. لكن ما أصعب أن تفعل ذلك في زمن الفضائيات حيث العالم كله عند أناملك بعيداً عن قرارات المنع والرفض والشجب والإدانة التي أدمناها حتي ونحن نتابع التليفزيون.. متي سيقتنع أهل السلطة أن هذا الطفل النائم في مهده منذ سنوات والمسمي بالشعب العربي قد توقف عن "بل" فراشه.. وألقي ب "البزازة" من بين شفتيه.. وأصبح من حقه أن يختار ملابسه وحده وينتقي بمفرده لون الحذاء الذي سيرتديه في قدمه أو حتي في رأسه.. متي سيقتنع أصحاب الأقلام الأحمراء أن هذه الشعوب المسكينة قد بلغت الحُلم وأصبح من حقها أن تجرب وتخطيء لتتعلم.. فلن يحمي هذه الشعوب سوي أن تنضج وتأخذ قرارها بنفسها في كل أمور حياتها بداية من حق الانتخاب ونهاية بمشاهدة الغندورة هيفاء.
للمرة الثانية أكرر أن كلامي قد لا يعجب بعض دراويش الفضيلة والأخلاق الذين لو أمعنوا التفكير قليلاً لفهموا أن كلامي يصب في خانة الحرية التي تعطيهم قبل غيرهم حق البوح والقول والتعبير.. فإذا ما أعجبهم قرار منع هيفاء اليوم.. بالتأكيد سيصل إليهم غداً
محمد عيداروس
ليس دفاعاً عن ال "هيفا أكره أن يبني العسكر ثكناتهم بين الكلمات.. أو أن يجعلوا من الحروف شماعات يعلقون عليها ملابسهم الرسمية قبل أن يخلدوا للنوم في وقت الظهيرة.. أكره أن تتطاير الرصاصات فوق رأس من يفكر ويقرأ فيلقي بنفسه فوقها ويدفن رأسه في أحضان الأوراق.. أرفض أن تمسك بمعصمي القيود حتي لو كانت ستمنع أناملي من أن تكويها النيران.. وأكره أن أعيش حياتي مراهقاً متنقلاً بين وصاية أهلي والقانون والراشدين من أصحاب السلطة.. أؤمن برباعية صلاح جاهين إلا قليلاً.
البط شال عدي الجبال والبحور
وأنا قلبي فج هج زي الطيور
أوصيك ياربي لما أموت والنبي
ماتودنيش الجنة للجنة سور
أعلم أن كلامي قد لا يعجب الكثيرين ممن يقفون عند حدود المعاني رافضين النفاذ للعمق.. لكنه تعبير تلقائي عن كل من يمتهنون الكلمات.. ويحترفون الفكر ويشغلون أنفسهم بالحرية.. الذين لا يجيدون الحياة تحت الحصار.. ولا يستطيعون التفكير وسيف الرقابة مسلط علي عقولهم.. لهذا فنحن ضد المنع بكل أشكاله ونرفض الحصار بكل معانيه.. فالقلم الأحمر الذي يشطب السييء.. هو نفسه سيمحو الجيد.. والمقص الذي يستأصل الوجع.. قد يقطع الرأس.. خاصة إذا أمسك به "حلاق صحة".
الأسبوع الماضي أصدرت السلطات السورية قراراً بمنع دخول قائمة طويلة من الفنانات لأراضيها تتضمن هيفاء وهبي. إليسا. روبي وغيرهن بداعي الحفاظ علي القيم والتقاليد وأنهن يروجن للابتذال والعري بعيداً عن الفن.. والقرار في ظاهره إيجابي يحض علي الفضيلة وينقي الفن من الشوائب التي علقت به خلال السنوات الماضية.. لكن ما وراء القرار مرعب.. حيث أعطي الحق لأصحاب السلطة في البلد الشقيق لكي يكونوا أوصياء علي الناس.. يفكرون عنهم ويقررون لهم حتي ساعات اللهو وطرق الاستمتاع بها.. القرار يعطي الحق للسلطات الرسمية في أن تعصب أعيننا وتضع أصابعها الغليظة في آذاننا وربما تقص ألسنتنا فيما بعد.. أنا لا أدافع عن هيفاء وفرقتها.. لكنني أدافع عن حقي في أن أختار ما أشاهده وما أرفضه.. أدافع عن أياد أدمت معاصمها قيود المنع والرفض.. أقاتل من أجل حق الشعوب في أن تجرب وتخطيء حتي تصل للصواب في كل الأشياء بداية من السياسة ونهاية بمشاهدة هيفاء وهبي.. فما أسهل أن تضرب السلطة علي يد الناس وهم يديرون مؤشر التليفزيون الرسمي وتقول لهم "كُخ".. لكن ما أصعب أن تفعل ذلك في زمن الفضائيات حيث العالم كله عند أناملك بعيداً عن قرارات المنع والرفض والشجب والإدانة التي أدمناها حتي ونحن نتابع التليفزيون.. متي سيقتنع أهل السلطة أن هذا الطفل النائم في مهده منذ سنوات والمسمي بالشعب العربي قد توقف عن "بل" فراشه.. وألقي ب "البزازة" من بين شفتيه.. وأصبح من حقه أن يختار ملابسه وحده وينتقي بمفرده لون الحذاء الذي سيرتديه في قدمه أو حتي في رأسه.. متي سيقتنع أصحاب الأقلام الأحمراء أن هذه الشعوب المسكينة قد بلغت الحُلم وأصبح من حقها أن تجرب وتخطيء لتتعلم.. فلن يحمي هذه الشعوب سوي أن تنضج وتأخذ قرارها بنفسها في كل أمور حياتها بداية من حق الانتخاب ونهاية بمشاهدة الغندورة هيفاء.
للمرة الثانية أكرر أن كلامي قد لا يعجب بعض دراويش الفضيلة والأخلاق الذين لو أمعنوا التفكير قليلاً لفهموا أن كلامي يصب في خانة الحرية التي تعطيهم قبل غيرهم حق البوح والقول والتعبير.. فإذا ما أعجبهم قرار منع هيفاء اليوم.. بالتأكيد سيصل إليهم غداً
محمد عيداروس
نائب رئيس تحرير مجلة شاشتى
نقلا عن مجلة شاشتي التى تصدر عن دار التحرير للطبع والنشر ودار الجمهورية للصحافة
نقلا عن مجلة شاشتي التى تصدر عن دار التحرير للطبع والنشر ودار الجمهورية للصحافة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق