أسامه طلفاح
مع مرور الذكرى الأولى للإنتصار الذي حققه حزب الله و لبنان على إسرائيل ضمن الحرب السادسة "حرب تموز" و التي جرت من العام الماضي ، أخذت صورة الصراع العربي الإسرائيلي بتغير مستمر و بحذر أكبر خصوصاً من قبل الجانب الإسرائيلي و أمريكا التي تقف ورائها .
فقد بينّت مجريات الحرب السادسة مدى ضعف القيادة العسكرية الإسرائيلية و ارتباكها و خوفها بالرغم من امتلاكها أشد الأسلحة العسكرية و أكثرها تطوراً و دماراً ، و شاهدنا مدى الدمار الذي ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية في لبنان في تلك الحرب ، من تدمير البنية التحتية للبنان و تشويه المنظر العام في كلّ أرجاء لبنان.
و بالرغم من الدمار الذي لحق بلبنان في تلك الحرب إلا ان مجريات الحرب من بدايتها و لغاية وقف إطلاق النار كانت تجري لمصلحة حزب الله و حتى العرب كلهم ، لأن المنتصر في تلك الحرب بلا شك كان حزب الله اللبناني من ناحية عسكرية و سياسية و استراتيجية ، و حتى من الناحية النفسية فإن المنتصر في تلك الحرب حزب الله و لبنان و العرب الذين كانوا و لا زال الكثير منهم يعتقد جازما و يرفع الشعار الإعلامي لدولة الكيان الصهيوني بأن جيشها لا يقهر .
فقد أثخن حزب الله في حرب تموز و كبّد إسرائيل خسائر كبيرة جداً ، ووصل سلاح حزب الله إلى مدى لم يتوقعه يوماً الكيان الصهيوني. مع الذكرى الأولى للإنتصار الذي حققه حزب الله على إسرائيل ، جائت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هجومية تماماً مثل الصواريخ التي دكّ بها حصون إسرائيل ، فقد دوّت كلماته و نزلت كالصاعقة على إدارة الدولة الصهيونية و على قياداتها العسكرية و السياسية و حتى على شعب إسرائيل الذي بات يعيش بحالة من عدم الإنسجام التام و من عدم الإرتياح و الخوف جراء ما حدث إبان حرب تموز.
السيد حسن نصر الله في خطابه هدد إسرائيل من محاولة المساس بلبنان وأمن لبنان مرّة أخرى و توعدإسرائيل بمفاجأة جديدة ليست كتلك التي تلقتها إسرائيل في حرب تموز ، بل هي بكلّ تأكيد مفاجأة من نوع آخر كما وصفها السيد نصر الله ستعمل على تغيير مسار الحرب ليس في لبنان فحسب و إنما في المنطقة كلها. بالمقابل التزمت القيادة العسكرية و السياسية لإسرائيل الصمت بعد خطاب نصرالله و لم يخرج إلا وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعيزر الذي دعا إلى أخذ تهديدات نصر الله على محمل الجد ،و بلا شك فإن تهديد نصر الله لإسرائيل أخذ حيزاً كبيراً اليوم في عقول الإسرائيليين كلهم و العرب و العالم أجمع نحن كعرب بحاجة اليوم لمثل هذه المفاجأة التي تحدث عنها السيد نصر الله فقد طال الإنتظار لمثل هذه المفاجآت التي نسعى من خلالها إلى تغيير مسار الصراع الدائر في المنطقة كلها، و الحدّ من الهيمنة و الجبروت الإسرائيلي على كلٍ من فلسطين و لبنان و استعادة الأراضي المغتصبة في كلّ مكان. سنبقى بانتظار.. __________
كاتب أردني
كاتب أردني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق