الثلاثاء، يناير 05، 2010

معا وسما، ونمر حماد


د. فايز أبو شمالة
"معا" و"سما" موقعان إخباريان إلكترونيان فلسطينيان لكل منهما وجهة نظر في الأحداث الدائرة على الساحة، يتفقان، ويفترقان، الأول: موقع "معا" يعبر إلى حد ما عن رأي السلطة الفلسطينية في رام الله، ولكن لديه فسحة من حرية الرأي، والثاني: موقع "سما" يعبر إلى حد ما عن رأي الجبهة الشعبية وأيضاً لديه فسحة من حرية الرأي، ومن المؤكد أن هذا التصنيف لن يرضي أصحاب الموقعين اللذين يصران على أنها مستقلان. والإثبات أو النفي ليس مجال حديثي، وإنما قصدت التعليق على الاستفتاء الذي أجرى في الموقعين حول صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، والتي جاءت نتائجه على النحو التالي:
أولاً: 32.8% من مستطلعي موقع "معا" قالوا: أن قضية إبعاد الأسرى ضمن صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي شاليط أمر مرفوض قطعيا. بينما وصلت النسبة في موقع "سما" إلى 55% . فهل معنى ذلك؛ أن قراء موقع "سما" أكثر تشدداً من قراء موقع "معا"؟
ثانياً: 65.4% من مستطلعي "معا" قالوا: أن قضية إبعاد الأسرى ضمن صفقة شاليط أمر يقرره الأسرى أنفسهم، بينما قال: 42.3 % من مستطلعي "سما" أنهم يؤيدون مبدأ إبعاد عدد من الأسرى. وهل معنى ذلك أن مستطلعي "معا" أكثر موضوعية من مستطلعي "سما"؟
في الحالتين سأطرح السؤال التالي على أصحاب الموقعين: كيف أجزتم للإنسان الذي ينام مع زوجته كل الليل أن يقرر مصير من ينام على "البرش" في السجن عشرات السنين؟ وكيف تستطلعون رأي من يحتضن طفلته، ويقبلها في كل الصباح، ليقرر مصير الأسير الذي حرم رؤية طفلته عشر سنوات؟ أليس هذا شأناً شخصياً يتعلق بالأسير، وهو الذي يدري بمشاعره إن جاشت، وإن حشرت، أو تحشرجت وراء القضبان؟ لأن الأسير هو الذي ترك أمه وأباه، وصاحبته وبنيه! فكيف تخضعون للاستفتاء أمراً إنسانياً محضاً، قد يؤثر من قريب أو بعيد على قرار المفاوض؟ وهل الذي يده في الثلج مثل الذي يده في النار؟
قد يقول بعضكم: أن هذا الاستفتاء يعزز منطق المفاوض الفلسطيني، ويوصل رسالة المجتمع الفلسطيني للإسرائيليين؛ بأننا ضد الإبعاد. وهذه غير صحيح، لأن الذي يفاوض لثلاثة سنوات، تحت الحصار، وتحت القصف، وفي عز الحرب على غزة، لهو أحرص على حرية الأسرى والتمسك بالتراب الذي قاتلوا من أجله، ولهو أدري بمصدر قوته، وعناصر ضعفه من الآخرين، فاتركوا المفاوض الذي أسر الجندي الإسرائيلي ينجز عمله دون تأثيرات.
أقترح عليكما في "معا" و"سما" أن تستطلعا الرأي في تصريحات السيد "نمر حماد" المستشار السياسي للسيد عباس، حين قال لفضائية الجزيرة مطلع رأس السنة: "الدول العربية لا يمكنها فك الحصار عن غزة، لأن حصار غزة إرادة مجتمع دولي، والدول العربية لن تتحدى الإرادة الدولية".
1ـ هل حقاً حصار غزة إرادة مجتمع دولي، أم هو إرادة الحكومة الإسرائيلية؟
2ـ هل يمثل هذا الرأي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح؟
3ـ هل تصدق أن الدول العربية غير قادة على فك الحصار عن غزة؟
4ـ أيستوجب هذا الكلام المحاسبة، أم التصفيق ومبايعة من يصمت عنه إلى الأبد؟
5ـ ما رأي منظمة التحرير الفلسطينية، هل ستثور لتصريحات المستشار السياسي؟
6ـ إن كنت فلسطينياً، هل ترضيك تصريحات المستشار السياسي للسيد عباس؟
يرجى تقاسم الأسئلة بالتساوي بين موقع "معا" وموقع "سما"!
fshamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: