الياس بجاني
وكما قهر السيد يسوع المسيح الموت وكسر شوكته وقام من القبر، هكذا عادت محطة الـ MTV، إلى الإرسال مجدداً، وهي التي توهم المحتل السوري المفتري، وصبيانه، وصنوجه، والمرتزقة، أنها دفنت وانتهى أمرها، ولن تقوم لها قيامة.
قامت وعادت محطة الـ MTV، فيما المحتل أجبر على الانسحاب، ورحل عائداً إلى بلاده وهو يجرجر معه الخيبة والذل، تاركاَ لنا أوبئة أيتامه المدمرة.
قامت وعادت المحطة، لتقول للقاصي والداني بأن الصوت اللبناني الحر والسيادي والأبي والصارخ والمدوي، لا يمكن إسكاته أو خنقه تحت أي ظرف.
والصوت هذا بإذن الله سيبقى مدوياً رغم كل إرهاب وبطش وإجرام وهرطقة قوى الشر والأصوليين والغرباء. وهو سيبقى رغم كل مؤامرات مدعي الأخوة، وتجار الممانعة والمقاومة الإنشائية والورقية.
وهو سيبقى رغم كل جبن وتخاذل ويوداصية وكفر الحاسدين والمرتدين من أهلنا، الذين أعمت شهوة السلطة عيونهم وبصائرهم، وقتلت الأحاسيس الوطنية والإنسانية فيهم، وحولتهم إلى وحوش كاسرة يفترسون أقرب الناس إليهم، ويدمرون وطنهم ومؤسساته.
قامت وعادت المحطة، بعد أن سجنها المحتل وأعوانه ظلماً وعدواناً مدة سبع سنوات عجاف، في حين أنها بالواقع لم تغب يوماً عن وجدان وضمير وقلوب أبناء الشعب اللبناني الذين يقدسون الحرية، ويعشقون الديموقراطية، ويحملون في أعماقهم وفكرهم رسالة الحضارة والسلام والتعايش والإنفتاح.
عادت المحطة قوية وصلبة وعاصية على الهوان لأن سلاحها الكلمة، التي هي أقوى من كل وسائل القهر والاضطهاد والظلم. وكيف لا تعود، "وفي البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" (يوحنا 1-1)
قامت وعادت المحطة، لأنها تحمل مشعل الحرية، والحرية ولبنان صنوان لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض.
قامت وعادت المحطة، لأنها كانت وستبقى رمزاً وعنواناً ونبراساًً للسيادة والحرية والاستقلال.
قامت وعادت المحطة، لأنها برعاية مؤسسها الوطني والسيادي بامتياز، الأستاذ غبريال المر، النائب الذي سُرِقت نيابته.
قامت وعادت المحطة، لأن غبريال المر أصر بإيمان وعناد على عودتها، ولأنه قاوم ورفض القبول بالظلم، ولأنه تحمل بجلد وصبر كل أنواع المضايقات والافتراءات والتجني، ولأنه واجه بعنفوان وكبرياء، ولم يستسلم، ولم يساوم، ولم يفقد الرجاء.
ها هي قامت المحطة وعادت، لتُفرح قلوب اللبنانيين، ولتكمل مسيرة الشهادة للحق، ولتمارس قولاً وفعلاً، وبقداسة الطوباويين، طقوس إعلاء شأن صوت الحق وصون الحقيقة، تماما كما كانت بدأت نضالها السلمي والحضاري بسلاح الكلمة خلال حقبة الاحتلال السوري.
في البدء المطلق كانت الكلمة، وفي بدء بناء الإنسان كانت الكلمة، وفي بدء بناء المجتمعات كانت الكلمة، وستبقى.
كما ستبقى الكلمة أفضل وانجح سلاح في مواجهة سلاطين الجور وما أكثرهم.
يبقى أن الإنسان الذي يستطيع أن يشهد بكلمة الحق دون خوف أو تردد، يستطيع أن يدافع بشجاعة وفروسية عن وطنه، ويصون كرامته، ويحمى سلامة مواطنيه.
شكراً لغبريال المر، وهنيئاً لنا جميعاً عودة محطة ال MTV.
الأربعاء، أبريل 08، 2009
عادت محطة الـ أم تي في، ورحل المحتل يجرجر خيبته
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق