انطوني ولسن
اليوم اريد ان اتحدث معكم عن اكثر من موضوع يشغل بالي وتفكيري وفؤادي. فأنتم اعزائي القراء لا غيركم استطيع ان اطلعكم على ما بداخلي وانقله اليكم وانا واثق من انكم ستقرأون ما اكتب، وواثق ايضا ان بعض منكم قد لا يتفق معي على ما يقرأ.. ولكني سعيد انه قرأ.. والبعض قد يقول انني اكتب عن مواضيع محدده ومعروفة وإن صيغت بأساليب مختلفة.. ومع ذلك فهم يقرأون على أمل ان يجدوا شيئا جديدا.. ومهما كان رأي القارئ فيما اكتب، اقول له ولكل القراء مهما اختلفت ردات الفعل على ما أكتب فإنني صدقوني في داخلي شيء يقول لي انهم يقرأون ومهما اختلفوا فإنهم يتعاطفون معي على ما اكتب. وهذا ربح كبير لي لا يقدر بمال ولا مركز او شهرة او جاه.
تعالوا معي وشاركوني هموم الوطن مصر
- خانة الديانة:
اصارحكم القول انني لا أعرف ان كانت الدول العربية توجد هذه المخانة في الهويات التي يحملها ابناء الدول العربية ام لا، أو حتى ان كانت هناك هويات من اصله.
اعود بكم قليلا قبل انقلاب العسكر عام 1952. البطافة (والهوية) الشخصية لم يكن يعمل بها. ولكن كانت توجد بطاقات عمل تحمل صورة العامل واسمه وعمله وجهة العمل. اما بقية الشعب فلم يكن لهم اي بطاقات لا شخصية ولا عائلية.
بعد الانقلاب العسكري، وبالتحديد في عام 1955 كنت قد انهيت دراستي الثانوية ونجحت في شهادة التوجيهية لقسم العلمي.
اعلنت الحكومة المصرية (ديوان الموظفين) عن امتحان للخريجين للتعين في الوظائف الحكومية. تقدم على ما اتذكر ما يقرب من الفين طالب.
كان طبيعي جدا ان اتقدم للامتحان وكانت النتيجة مبهرة بالنسبة لي فقد جاء ترتيبي الحادي عشر بالنسبة لكل الناجحين. وجاء تعييني في وزارة الداخلية على قوة قسم البطاقات الذي كان يتبع مصلحة تحقيق الشخصية. وكنت ايضا قد قبلت بكلية الحقوق جامعة القاهرة. بمعنى انني كنت اول المدنيين الذين تم تعينهم خصيصا لهذا العمل الجديد جدا على مصر.
وكانت البطاقة الشخصية اولا، وكان من ضمن بياناتها خانة الديانة، ولم يعبأ احد بوجود مثل هذه الخانة، لاننا كنا في تلك الايام (واقول كنا) نؤمن بمصر والعمل من اجل مصر وخاصة اننا اول من استلم عملا حكوميا من الشباب الذي بدأ حياته العملية في ظل (ثورة) خدعنا انها فعلا من الشعب ومن اجل الشعب.
كانت تحدث بعض الاخطاء عند تحرير او كتابة البطاقات وضمن هذه الاخطاء كانت تحدث في خانة الديانة.. مثلا بطاقة كاهن يضع على رأسه عمامة سوداء ويخطيء الموظف ويكتب في خانة الديانة (مسلم) أو شيخ على رأسه عمامة بيضاء ويكتب في خانة الديانة (مسيحي) وقد استشهدت بكاهن وشيخ لانهما كانا الاستثناء الوحيد للظهور في صورة البطاقة بالعمامة الخاصة بكل منهما على الرأس، اما الجميع رجالا ونساء لا غطاء فوق الرأس. وطبيعي نفس الاخطاء حدثت مع المواطنين العاديين. وأهم شيء في هذا الموضوع ان كل من استلم بطاقته وبها هذا الخطأ لم يتذمر او يحتد. وكنا نعتذر للمواطن عن الخطأ غير المقصود. ويضحك الجميع وخاصة الكاهن والشيخ.
لكن هذه الايام يدور لغط حول إلغاء هذه الخانة من البطاقة الشخصية او العائلية او من بطاقة الرقم القومي الجديدة.
ونسأل ما الذي جد على المجتمع المصري حتى ينادي البعض بالغاء هذه الخانة (الديانة) بعد مرور 54 سنة على اصدار قانون البطاقات الذي تم انشاء قسم خاص به ثم بعد ذلك مصلحة اصبحت تعرف باسم (مصلحة الاحوال المدنية) والتي اصبح عملها تسجيل كل ما يتعلق بالمواطن من المهد الى اللحد.
ونلخص ما جد على المجتمع المصري ليجعل البعض ينادي بالغاء هذه الخانة (الديانة) فيما يلي:
1-ارتفاع عدد الذين يطالبون بادراج ديانتهم الغير معترف بها في مصر مثل البهائية والشيعية والدرزية وغيرهم.
2- لا احد ينكر ان في مصر سقف غطاء الحرية ان كان في التعبير عبر التظاهرات السلمية او الصحف الحزبية او المستقلة او عبر القنوات التلفزيونية التي يشارك الجمهور بالرأي في برامجها قد ارتفع واعطي هذا كثير من المتضررين من وجود هذه الخانة وعدم قدرتهم على اثبات ديانتهم الجديدة التي اعتنقوها بعد تغير ديانتهم الاولى الحق في المطالبة باثبات ديانتهم في خانة الديانة.
3- ان انكر البعض، او لم ينكر هناك هزات عقائدية عنيفة تهز المواطنين في مصر، وتحدث تغيرات كثيرة جدا وتحولات الى الديانات الاخرى من المسيحية الى الاسلام او من الاسلام الى المسيحية، سلطت الاضواء على خانة الديانة في البطاقات الشخصية او العائلية.
4- الشكوى المستمرة من المسلمين العابرين او من المتصرين او المنتصرين كما يحب البعض منهم ان يسمي نفسه في المعاملة التي يعاملون بها اذا ارادوا تغيير ديانتهم في بطاقاتهم الشخصية او العائلية مقارنة بالمعاملة التي يتعامل بها من غير ديانته من المسيحية الى الاسلام.
5 - يبدو ان الحزب الوطني مع إلغاء هذه الخانة (الديانة) وتدور احاديث في دهاليز مجلس الشعب حول تشريع يصدق على الالغاء حتى تظهر مصر بالمظهر الديمقراطي امام المجتمعات الدولية.
6 - لا اظن ان الاخوان المسلمين او من اعتنقوا المذهب الوهابي يوافقون على هذا التغير وحذف هذه الخانة التي هي اثبات لا شك فيه بالتعريف بديانة المواطن.
وقد ظهر هذا جليا من مداخلة مواطن مصري ببرنامج «القاهرة اليوم» الذي كان يناقش هذا الموضوع الذي اخذ يصيح متسائلا الى أين تأخذون الدين الاسلامي؟ حذف خانة الديانة، عدم الزواج من 4 زوجات، وان دل هذا على شيء انما يدل على ان يقترب من هذا الموضوع ستواجهه مصاعب جمة سواء داخل البرلمان او خارجه.
واهم من حذف خانة الديانة من البطاقة اناشد جميع المسيحيين في مصر وخاصة في الاقاليم والريف ان لا يتهاونوا في اي خطأ يقع في شهادات ميلاد اطفالهم في خانة الديانة بالذات. لان شهادات ميلادهم دون تصحيح في خانة الديانة بالذات لان الكثيرين قد عانوا من ذلك كثيرا جدا بعدما كبر اطفالهم ولم يتم تصحيح شهادات ميلادهم في خانة الديانة.
* الشهادة المجروحة:
قد تتفق معه او تختلف، اعلامي قبطي مسيحي يعتبر اكثر الاعلاميين المسيحيين في مصر عملا في الاعلام الحكومي وغير الحكومي، المقروء منه والمسموع والمرئي. محاور بارع ويقول عن نفسه انه محاور مستفز. ينظر اليه الاقباط على انه بعيد عن قضاياهم ومشاكلهم ومطالبهم العادلة.
ان كنتم لم تتعرفوا عليه بعد، دعوني اقدمه لكم.. انه الاستاذ مفيد فوزي.
شاهدت الاستاذ مفيد فوزي ضيفا على برنامج 90 دقيقة الذي يقدمه الاعلامي البارع معتز دمرداش عبر قناة المحور.
هذا المحاور المستفز حاوره الاستاذ معتز.. استمعت الى الحوار.. شدني الحوار ان كان من المحاور او ضيفه.
بعد الاستماع والاستمتاع رأيت ان أنقله، او بمعنى أدق انقل لكم هذا الجزء من الحوار.. لانه فيما اعتقد يعكس ما لا يعرفه البعض من القراء عن عدم الاهلية الكاملة للمسيحي في مصر - سامحوني سأنقله لكم باللهجة المصرية التي دار الحوار بها:
*معتز: انت شايف بخبرتك الطويلة مصر رايحه على فين؟
- مفيد: مصر الآن في حال من الحالات التي تسبق الحمل.. في يوم قريب جدا مصر ح تقف على اول السكه الحقيقية.. ح تقولي ازاي.. انا اقول لك ان مبارك ده كحاكم اكبر وطني جاء في حياة هذا الوطن مصر.
* معتز: معروف في مجتمعنا ان المدح في رئيس الدولة ورأس الدولة ورقة.
- مفيد: (مقاطعا) نفاق..
*معتز: ورهان كسبانه مئة بالمئة..
ويستمر الحوار الى ان يصل:
*معتز: انت ما رأيك في ان جمال مبارك يدخل في رئاسة مصر لو رشح نفسه لرئاسة مصر امد الله في عمر الرئيس مبارك.
- مفيد: عبر انتخابات لا مانع.. جمال مبارك رئيسا لمصر وهو زكي جدا.. ومش عايز اتكلم اكتر احسن تقولي اني امتدح رئيس مصر القادم. لكنه اشرف كثيرا من الاخوان المسلمين في هذه البلد قد يعيدونه (الاخوان يعيدون مصر) الى خمسين سنة للوراء، وانا اقولها بصوت واطي لاني تعلمت لما احب احط حاجه في فريم اقولها بصوت هادي واطي.
*معتز: وانا اقول لك بصوت هادي واطي ان شهادتكم مجروحة في الاخوان المسلمين.
- مفيد: علشان قبطي!!
* معتز: أه..
- مفيد: Never .. Never انت هنا عملت ايه.. انت جرحت مصريتي.
*معتز: حيقولوا مفيد فوزي مالوش حق.
- مفيد )مقاطعا).. لما عبد الرحيم الغول قال للست ابتسام حبيب لما طلبت ان لازم توثيق شهادة الجواز العرفي.. قالها مالكيش دعوة بالموضوع ده. كان اكبر خطأ وقع فيه عبد الرحيم الغول وهو الرجل الصعيدي.
*معتز: لا.. لا مع الفارق.. احنا بنتكلم عن حكم بناء سياسي.
- مفيد: انا اقول لك.. الاخوان المسلمين اذا قفزوا الى مقاعد الحكم سنعود الى الوراء.. والدلائل تؤكد ذلك. ولكن جمال مبارك يصل الى االحكم عبر انتخابات.. انت ملاحظ اني رددتها 3 مرات مش اقعد (اجلس) هنا يا جمال.. لاقدامه مرشحين من هذه البلد ويبقى الناس عندهم قناعة اوعى تفتكر ان مصر هي القاهرة!.
* معتز: لأ انا فاهم 28 محافظة.. بس بالمناسبة فيه نقطتين نمرة واحد مرشح الحزب الوطني وفقا للتعديلات الدستورية الاخيرة وحضرتك اصلا اسطي في السياسة راح يكسب، نمرة اثنين حضرتك شايف ان اللي حا يحكم مصر واحد من اثنين يا جمال يا واحد من الاخوان مافيش حاجة في النص (الوسط).
*مفيد: هذه البلد يا معتز حُبلى بالمفاجآت..
واكتفي بهذا الجزء من الحوار ونحن في انتظار المفاجآت!!..
* مواضيع أخرى:
1- مقاطعة الاقتصاد القبطي في مصر.. ينادي البعض في مصر بهذا القول.. واسأل ما هو الجديد.. اليس عدم تشغيل الاقباط في كثير من الاعمال الخاصة هو مقاطعة اقتصادية؟!! وخاصة اذا وضعت لافتة بخط واضح وسافر ومقزز (لا يوجد عمل للاقباط) .. وماذا اذا دخلت مسيحية احد المحلات الاسلامية لشراء ما تحتاجه.. اهمال تام من العاملين وتجاهل لوجودها بل وازدراء لها.. اليست هذه المعاملة مقاطعة اقتصادية للاقباط.
اذا لم يحصل القبطي على حقوقه الوظيفية الحكومية من ترقي وخلافه.. اليس في هذا التخطي والتجاهل بحقوق القبطي حتى في العمل الحكومي هو مقاطعة فاجرة علنية اقتصادية للاقباط في مصر.. اما اذا كان الفكر المعادي يعني محاربة رجال الاعمال في مصر.. دعوني اقول لكم يا من تنادون بمثل هذه النداءات خسئتم وخسئت افكاركم.. لان المصري مهما حاولت افكار الشيطان لن تنجح في الغاء صلة الرحم الوطني التي تربط بين ابناء مصر مسلمين ومسيحيين.. صدقوني ملايين من المسلمين بدأوا يعرفون الحق.. والحق سوف يحررهم وسوف تعود لمصر روحها السمحة والمحبة ، وسوف ينبلج نور شمس الحرية الحقيقية والديمقراطية بمعناها الكامل على مصر وستقود العالم العربي الى طريق الخلاص من شرور هذا الفكر الكاره للغير..
2- تشويه وجه تلميذ:
عندما نقرأ او نشاهد ونسمع عن مدرس يلقي بكوب ماء مغلي في وجه تلميذ لم يرتكب جرما ضد المدرس يستحق عليه هذا التشويه البشع في وجهه. ماذا تكون ردة الفعل؟!!
حدث هذا مع الطفل إسلام جمال من مدينة نصر عندما توجه الى المدرس المتهم يسأله ويستفسر منه، فيصم المدرس اذنيه ويلقي على وجهه بكوب الماء المغلي ويشوهه.
وما الذي فعلته المدرسة تجاه هذا التلميذ لاسعافه وضعته في غرفة واغلقت عليه البابا لمدة ساعتين تقريبا.
ما الذي يحدث في مصر؟!!.. لا احد يعرف!!
3- كيفن راد..
رئيس وزراء استراليا.. اهنئكم من قلبي لما وصلتم اليه في استطلاع الرأي 74%.. وقالوا انك قريب جدا مما وصل اليه رئيس الوزراء السابق بوب هوك.
اتمنى عليك يا مستر راد ان تكون اكثر حرصا على استراليا، والشعب الاسترالي عن كل ما سبقوك بما فيه مستر هوك نفسه.
العالم بما فيه استراليا يمر بأزمات كثيرة ومتعددة ومتشعبة اقتصادية واخلاقية وفقدان المثل والقيم ومعرفة قيمة الوطن واهمية ان يكون للإنسان وطن مثل استراليا.
فكن هذا الرجل الذي يقود استراليا الى الطريق الصحيح، طريق المجد بالعلم والعمل الجاد من اجل رفع اسم استراليا عاليا بين الأمم.
ولماذا اتمنى هذا؟!
لان مصر بلد اجدادي.. واستراليا بلد احفادي ولا اريد لهم غير الرفعة والحرية والطمأنينة.
الخميس، أبريل 02، 2009
خانة الديانة.. الشهادة المجروحة ومواضيع أخرى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق