راسم عبيدات
.......الأسير القائد نائل البرغوثي يدخل عامه ألاعتقالي الثاني والثلاثون،وما زال كما عرفته وعهدته يقود الطابور الصباحي في رياضة الجري للمعتقلين،يجري ويتابع تطورات الأخبار والأحداث من خلال راديو" ترانسستور"،يضع سماعاته على أذنيه،وأي تطور مهم أو خبر عاجل يضع المعتقلين في صورته،لا يستعجل التحرر من الأسر بأي ثمن،بل يردد دائماً نريد حرية بكرامة وعزة تليق بنا كمناضلين،حرية تحفظ لنا كرامتنا وتفخر بنضالاتنا وتضحياتنا,والأسير رأفت العروقي"أبو علم" يسخر من سجانيه ويشيع أجواء من المرح والنكتة بين الأسرى رغم قسوة وصعوبة الظرف والمرحلة وشدة الهجمة والحملة المسعورة التي تشنها إدارات السجون الإسرائيلية على أسرانا،ويرسل من سجنه في عسقلان تحياته لكل رفاقه وأخوته من الأسرى الذين تحرروا من الأسر وشاطروه العيش في الأكياس الحجرية وتذوقوا طعم "قلاية" بندورته الغزية بالفلفل الحار،و"أبوعلم" من الأسرى المبدعين في الرسومات الكاريكاتيرية والتي تعكس الواقع والهم ألاعتقالي والفلسطيني،وهو بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، يرسل رسمه خص بها جريدة القدس،يوضح من خلالها رفض الأسرى في كل السجون والمعتقلات للزي البرتقالي،فهو يقول نرفض الأكفان البرتقالية،تعبيراً عن رفض الأسرى الأمنيين للزي البرتقالي الخاص بالأسرى الجنائيين،والذي تريد من خلاله إدارة السجون احتقار أسرانا الأبطال،وإظهارهم كمجموعة من القتلة والمجرمين واللصوص والحشاشين،وتفريغا لمحتواهم الوطني والنضالي،والقائد احمد سعدات كما سخر من محققيه،ومن كل الجهاز القضائي لدولة الاحتلال،ورفض الاعتراف بشرعية محاكمة لا على المستوى الإجرائي،بل وعلى المستوى الشرعي والقانوني والقضائي،ولم ترهبه لا الزنازين ولا أقسام العزل لا في نفحة ولا هدريم ولا عسقلان،وهو يدعو دائماً إلى إنهاء الانقسام وإنجاح الحوار والتمسك بالحقوق والثوابت،ولا ينسى أن يوجه تحياته إلى عميد الحركة الأسيرة نائل البرغوثي ويشيد بصلابته ومبدئيته وصموده،هو وعمداء الحركة الأسيرة الخمسة والتسعين والذين مر على وجودهم في سجون الاحتلال عشرين عاماً فما فوق،ومروان البرغوثي والذي تحل الذكرى الثامنة لاعتقاله،ما زال الزعيم والقائد الفلسطيني الأكثر شعبية ومحبة بين أبناء شعبه،وهو الذي لعب وما زال دوراً سياسياً هاماً في الحوار الوطني،ويدعو دائماً للوحدة وإنهاء الانقسام،وغدا رمزاً عالمياً ترفع صوره في كل الساحات والميادين،وبلدية ستان الفرنسية منحته مواطنة شرف وعلقت صورته أمام مبنى البلدية،والقائد القسامي حسن سلامة ضيف دائم على الزنازين وأقسام العزل منذ ثماني سنوات،فهي تعرفه جيداً وهو كذلك من أقسام عزل سجن الرملة ونيتسان والسبع ونفحة وعسقلان وهدريم وغيرها،وحسن متسلح بالإرادة وعمق قناعاته لا يهاب لا سجن ولا سجان،وهو يدرك جيداً بسنوات حكمه المؤبدة،أنه لا بوادر حسن نية ولا صفقات إفراج أحادية الجانب ستخرجه هو والكثيرين من أسرى شعبنا من سجون الاحتلال،والأسير المقدسي ياسين أبو خضير والذي دخل عامه الثاني والعشرين،ما زال يردد عباراته وأقواله،أي ثورة وأحزاب هذه التي تبقي أسراها عشرات السنين في السجون،فكثير من أنظمة الحكم العالمية تغيرت،والكثير من الزعامات الفلسطينية والعربية ارتحلت،والعراق احتلت وفلسطين عدا الاحتلال حصار وجوع وطرد وترحيل،وعلى المستوي الشخصي ارتحل والداه وهو في السجن إلى الرفيق الأعلى دون أن يودعهما،وكل ذلك لم يفتت من عضدده أو يفض عزيمته،ويصب جام غضبه على أوسلو وما فعله بالأسرى،ولا يستثني لا حزباً أو فصيل في تحمل المسؤولية عن القصور الواضح والكبير في قضية الأسرى عموماً وقضية أسرى الداخل والقدس خاصة.
يوم أسير وهجمة إسرائيلية شاملة على الحركة الأسيرة الفلسطينية،هجمة العنوان الأبرز فيها فرض الزي البرتقالي على أبناء الحركة الأسيرة،وعمليات عزل في أقسام خاصة لأسرى الجهاد وحماس،وذلك من أجل الضغط على حماس لتلين شروطها فيما يتعلق بصفقة "شاليط"،ومصادرة للكثير من حقوق ومكتسبات الحركة الأسيرة والتي عمدت بالدماء والتضحيات ومعارك الأمعاء الخاوية،حيث العزل في الزنازين يطال العشرات إن لم يكن المئات من قادة وكوادر الحركة الأسيرة،وحجب القنوات الفضائية ومصادرة الكثير من الأغراض الشخصية للأسرى،وعلى رأسها الكتب الزاد الثقافي للأسرى وحظر إدخالها بالكامل عن طريق زيارات الأهل،ومنع زيارات الأهل والمحامين والصليب الأحمر والتفتيشات العارية المذلة والمهينة ومنع التواصل ليس بين السجون المختلفة،بل بين أبناء السجن الواحد،وحتى القسم الواحد في السجن،هجمة تهدف إلى كسر إرادة الحركة الأسيرة،وتعيدها إلى سنوات السبعينات،هجمة يراهن فيها الاحتلال وإدارة سجونه على حالة الانقسام الفلسطينية وانعكاساتها وتأثيراتها على الحركة الأسيرة،وبما يمكنه من تحقيق أهدافه ومراميه،إذا لا قدر الله حدث أي خلل أو انقسام في الموقف ألاعتقالي،تجاه ممارسات وخطوات إدارات السجون وإعلانها الحرب الشاملة على الحركة الأسيرة الفلسطينية،ونحن واثقون بأن الحركة الاعتقالية وقياداتها واعية لمرامي ومقاصد إدارات السجون الخبيثة،وقولها بأن الإجراءات والممارسات الإسرائيلية تستهدف فصيلاً دون آخر،هو من أجل شق وحدة الحركة الأسيرة وتسهيل الانقضاض عليها،وهذا ما يجب أن لا تسمح به الحركة الأسيرة الفلسطينية بمختلف طيفها الاعتقالي الوطني والإسلامي،لأن من شأن السماح بتمرير مخطط إدارات السجون،هو دمار شامل لكل أوضاع ومنجزات الحركة الأسيرة،وطعنة غادرة لتاريخها وتراثها ودورها النضالي والوطني.
إن الهجمة الشرسة والشاملة التي تشنها إدارات السجون على الحركة الأسيرة الفلسطينية،تتطلب منا جميعاً جماهير وسلطة وأحزاب وقوى ومؤسسات مجتمع مدني الوقف الجدي إلى جانبها،من خلال أنشطة وفعاليات حقيقية وجادة،تمكنهم من الصمود والتصدي للهجمة الشرسة والحرب الشاملة التي تشنها إدارات السجون على الحركة الأسيرة بقصد تركيعها وإذلالها.
الأربعاء، أبريل 15، 2009
في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق